الرئيسيةبحث

عبد الستار أبو ريشة

الشيخ عبد الستار أبو ريشة
الشيخ عبد الستار أبو ريشة

الشيخ عبد الستار أبو ريشة أو الشيخ عبد الستار الريشاوي، ولد في 13 سبتمبر/أيلول، عام 1972م في محافظة الأنبار، غرب العراق.

كان من القيادات العراقية القوية والمعروفة في محافظة الأنبار، كان الوضع الأمني في الأنبار والعراق عموماً في تدهور مستمر قبل ظهور الشيخ عبد الستار.


فهرس

حياته

الشيخ عبد الستار بزيع فتيخان عبد الحميد سليمان اليوسف أبو ريشة، متزوج وله ولدان سطام وعلي وكنيته أبو سطام، قضى نصف حياته في الإمارات والأردن، كان يدير شركة إستيراد وتصدير في دبي، ولدية مزرعة خيول كبيرة تقع غربي مدينة الرمادي.

أبو ريشة كان حفيد قائد تمرد ضد قوات الأحتلال البريطانية في عام 1920م، وهو ينتمي إلى عشيرة البوريشة احدى عشائر الأنبار التي قاتلت القوات الأمريكي خمس سنوات متواصلة في الأنبار.

أحداث الحرب

الشيخ عبد الستار أبو ريشة كان بعيداً عن الأحداث بالعراق وقبيلته الكبيرة شكلت العمود الفقري للمقاتلين الذين قاتلوا الجيش الأمريكي في الأنبار طوال خمس سنوات متواصلة.

لم يدر في خلد عبد ستار أبو ريشة ابن شيخ عشيرة البو ريشة يوما ما، ان يدعو أبناء عشيرته إلى مقاتلة عناصر تنظيم «القاعدة» في محافظة الأنبار. وعشيرة البو ريشة واحدة من العشائر العربية السنية التي تقطن محافظة الانبار التي تقع غرب العراق. بيد ان مقتل والده وعدد آخر من أقاربه على أيدي عناصر تنظيم «القاعدة»، حثه على التفكير في تشكيل مجاميع مسلحة من أبناء عشيرته، وعدد آخر من العشائر في المنطقة لمقاتلة وطرد تنظيم «القاعدة» من مدن محافظة الأنبار.

خلال اعوام 2006م و2008م قام تنظيم القاعدة باستهداف وتصفية شيوخ العشائر، العلماء، الأطباء، حملة الشهادات، وعلماء الدين، والمواطنين، والمجاهدين الحقيقين. وكان من بين المستهدفين شيخ عشيرة البوريشة الشيخ بزيع أبو ريشة وقد قتل مع اربعة من ابنائة.

بعد بلوغ عبد الستار أبو ريشة مقتل والدة واخواته الأربعة على ايدي عناصر تنظيم القاعدة عاد إلى العراق طلباً للانتقام. ولم يمر سوى عام فقط على عودة أبو ريشة للعراق حتى كان نفوذه القيادي تنامى تدريجياً وليقود تحالفا لشيوخ العشائر ضد القاعدة تحت مظلة "ثوار الأنبار".

وأعلن أبو ريشة بمنتصف عام 2007 عن تشكيل «مجلس صحوة الأنبار» الذي يتألف من عدد من العشائر لمقاتلة تنظيم «القاعدة». ان هدفه تصفية تنظيم القاعدة، بعدما نفذت القاعدة حملات اغتيال بحق شيوخ قبائل والعلماء ورجال دين في مدن الأنبار.

فخلال أربعين يوم فقط سيطرت قوات العشائر قوات عبد الستار على محافظة الأنبار بالكامل وطردت تنظيم القاعدة وقتلت واعتقلت 100 من عناصر تنظيم القاعدة.

وقد رأى الشيخ عبد الستار انه ليس من مصلحة قبيلته الكبيرة مقاتلة الحكومة العراقية والجيش الأمريكي بوجد كل تلك التنظيمات والمليشيات، فاقنع شيوخ عشائر الأنبار بالتوقف عن قتال الحكومة العراقية والجيش الأمريكي مقابل إنسحاب القوات الأمريكية من المدن والقواعد والنكثات العسكرية وتأسيس شرطة الأنبار وإطلاق سراح المعتقلين ومقابل سلطة محلية مشابها لنظام حكم كردستان وتعويض أهالي الأنبار جراء العمليات العسكرية وتطهير بغداد من المليشيات والقاعدة.

إغتياله

قد تختلف وجهات النظر فيه فالقاعدة وأنصارها يرونه عميلا للأمريكان وهناك من يراه زعيما عشائريا شابا انتفض لأخذ ثأر شخصي. بعد أن قتل عملاء إيران ممن يسمون بالقاعدة والده الشيخ بزيع وعددا من أولاده وأولاد أخيه، زاد عددهم على العشرة.
وفيهم من يراه وطنيا ثائرا على الظلم والقتل وانتشار الجريمة، ومحاربا لظهور الفئات الضالة ممن كانوا يعدون من ضمن قطاع الطرق ومهربوا الأغنام ومخربوا الاقتصاد العراقي السابقون، فشكلوا مجاميع منظمة أدعت الجهاد فساندها أهل الأنبار بكل مدنها من أبو غريب وحتى حصيبة والقائم.
كيف لا والناس تنحني احتراما لأسم الجهاد والمجاهدين، ولما كان العمل الجهادي يقتضي السرية وحرب العصابات تقتضي الكتمان وعدم كشف رؤوس قادتهم وزعمائهم، استغل هؤلاء اللصوص وقطاع الطرق وأهل التسليب، هذا الأمر خير استغلال. واندسوا بين صفوف المجاهدين الحقيقيين، بعد أن تشابكت الخيوط وانعدمت الرؤية، فبدأوا بتصفية رموز المقاومة والجهاد الأصلاء.
فراحوا يعيثون فسادا وقتلا وذبحا وتفجيرا لأهل الأنبار خصوصا، ولأهل العراق عموما. حتى انتبه الناس يوما وإذا بالذئاب تتسلسل لبيوتهم ليلا نهارا وتأخذ من تشاء من ابناهم ولا أحد قادرٍ على ردعهم ومنعهم.
فكثر القتل في العباد وصارت البلاد بين نار ورماد، وما اصبح الناس قادرين على المسير في أي شارع من الرمادي بسلام. لا منهم ولا من القناصة الأمريكان، وصارت المدينة وكأنها أحد الخطوط الأمامية في ساحة قتال، من يرفع رأسه تفجره رصاصة دمدم أمريكية، ومن يرفع صوته اعتراضا ولو همسا، على من يستفز الغزاة وهم وسط الدور ووسط الأطفال يكون مصيره الذبح علنا بالسيف أو بالسكين وأمام أنظار المارة والأطفال.
فانتبه الأحرار في مدينة الرمادي بعد أن كثر القتل فيهم وفي أبنائهم وإخوانهم وآبائهم، واصبح هؤلاء اللصوص والمجرمون، برقاب الناس يتحكمون بلا رادع لهم يمنع شرهم من الامتداد لكل مكان، فرأوا أن مقاتلة هؤلاء الخوارج المفتونون لهي أكثر أهمية من قتال الأمريكان، لأن الأمريكي لايقتلك أن لم تهاجمه.
أما هؤلاء المجرمون فقد وضحت نياتهم وبانت نوازعهم وانكشفت حقيقتهم المجرمة الآثمة، فتنادى أبناء المحافظة لمقاتلة القاعدة، فبدأت الشرارة من أشخاص عرفوا قتلة أبنائهم من المجرمين الذين ينتمون للقاعدة. وتتبعوا أخبارهم وتاريخهم. فإذا بأكثرهم ممن كان هو من أسافل القوم ومن يسمى بالرويبضة. فقام هؤلاء الرجال بالقصاص من تلك القطعان الضالة التي قتلت خيرة أبناء المدينة وعلماؤها.
فقد قام هؤلاء المجرمون بقتل عددٍ كبير من زعماء العشائر في الأنبار التي تمثل ثلث مساحة العراق، تنفيذا لمخطط إيراني صفوي بقتل البارزين من السنة وإخلاء الساحة لأذنابهم من أتباع لإيران في الهوى والروح، وليس المذهب، وجاءت بعدها موجة قتل العلماء والمشايخ البارزين في المحافظة. فقتل الشيخ العالم مفتي الفلوجة وكبير علمائها الشيخ حمزة رحمه الله, على يد شلة قذرة من الفتيان الرعاة الجهلة، المغرر بهم من تنظيم القاعدة. وقتلوا الشيخ شوكت غالب رحمه الله, والشيخ محمد العاني، والشيخ المهندس أياد العزي رحمه الله. وقتلت طائفة من أساتذة الجامعات والأطباء ومدراء الدوائر الخدمية ومدراء المدارس ومن كل فئات المجتمع.
فتناخا رجال عشائر الدليم يقودهم الشاب النحيل والعربي الأصيل، وأعلنوا قيام مجلس ثوار الأنبار وتعاهدوا للهجوم على القاعدة, التي تعدد نفوذها وتشعب وجودها، فقاتلوها وجها لوجه وهزموهم وفي كل مكان طاردوهم، حتى تحقق لهؤلاء الشباب الثائرين ما عجزت عنه الآلة العسكرية الحكومية والأمريكية، وأعادت الهدوء والسلام إلى عموم الأنبار وجانبا كبيرا من غرب بغداد المسمى بجانب الكرخ.
وبدا نجم الشيخ بالظهور، حتى باتت تخشى منه حتى الأجهزة الحكومية الطائفية والفئوية. وقالها الشيخ " سلموني بغداد وبأسبوعين أجعلها تنعم بالأمان ". وهذا لا يرضي من هواه مع إيران.
وهاهي اليوم تنجح بأسلوب الغدر وليس المواجهة الشريفة بين الرجال, تنجح هذه الفئات في قتل هذا الشاب الشيخ الذي أعاد للرجولة العربية والإسلامية هيبتها وأعاد لمدينته الأمان الذي فقدته لثلاث أعوام.
والجهات التي تقف وراء قتله كثيرة، كما قال اليوم أبن أمير عشائر الدليم, الشيخ علي حاتم العبد الرزاق العلي السليمان. حيث قال بصوته على قناة الشرقية، معزيا قتل الشيخ الجسور: "حتى لو اعترفت القاعدة بقتله، فأننا لا نبرئ جهات حكومية وإيرانية وحتى الأمريكان من قتله". فبعد صعود نجمه الذي أزعج المالكي، ورفض المجيء لافتتاح مشروع أعمار الأنبار، ولا ينسى الانفجار الذي حصل في فندق المنصور ببغداد ، حيث كانت عشائر الانبار تعقد مؤتمرا فحدث تفجير مدبر وسط قاعة المؤتمرات فيه, وهو الفندق الذي يقع ضمن المنطقة الخضراء ويخضع الداخلون فيه لإجراءات تفتيش وأمن شديدين, فكيف وصلت إليه المتفجرات؟ وراح فيه من الشيوخ العشرات وكان الشيخ من أول المقصودين. لكنه لم يكن حاضرا فيه ذلك الوقت.
واليوم تنجح إحدى هذه الفئات بقتله بعبوة ناسفة وضعت بمزرعته الواقعة على نهر الفرات قرب الجسر الدولي ، يمين الطريق الدولي السريع الذي يربط الأردن بالعراق.
يرحم الله هذا الشيخ الذي أذاق القطعان الضالة مر الهزيمة، واقض مضاجع الأذناب، وان نجح هو بقتالهم جهرا، نجحوا بقتله غدرا، كعادتهم بكل غزواتهم الزائفة.

أغتيل عبد الستار أبوريشة مع اثنان من حراسه عندما انفجرت قنبلة زرعت في طريق سيارته بالقرب من منزله في الرمادي.

وقد تضاربت الأنباء عن طريقة الإغتيال فقيل انه أغتيل بعبوة ناسفة وقيل بتفجير انتحاري وقيل بسيارة مفخخة وقيل ان معاق فخخ سيارة أبو ريشة، وفي الغالب أغتيل الشيخ أبو ريشة بالسيارة ذاتها التي كان بها تم تفخخها او تفجيرها بعبوة ناسفة.

هناك جهات كثيرة لم يرق لها الهدوء والأمن والسلام الذي حل بالأنبار، الإنجازات التي حققها الشيخ أبو ريشة أحرجت واغاضت السياسيين الذين فشلوا طيلة السنوات الخمس الماضية، فيعتقد ان الشيخ قتل بتدبير حميد الهايس. وهو شخص شاذ بافعالة ومعتقداته وعلى خلاف مع أبو ريشة وطامح للسلطة.

قال الشيخ مؤيد الدليمي نائب محافظ الأنبار والناطق الرسمي باسم مجلس ثوار الانبار لوكالة (الملف برس) ان العلاقة بين المرحوم الشيخ عبد الستار أبو ريشة ورئيس الوزراء نوري المالكي لم تكن على وفاق، بل تأرجحت بين هذا وذاك ورافقها فتور وفجوة كبيرة بين الطرفين خاصة بعد تفجير فندق منصور مليا قبل عدة أشهر حيث قتل ابرز شيوخ عشائر الانبار في حينها كما وان الغموض ما زال يكتنف القضية، من دون ان تكلف الحكومة نفسها عناء ابلاغ مجلس الثوار نتائج التحقيقات، برغم انجازاته الكبيرة في فرض الامن بعد ان عجزت حكومة المالكي توفيرها أو القضاء على فلول القاعدة. وقال مصدر اخر في مجلس ثوار الانبار ان الشيخ عبد الستار أبو ريشة قال علانية ان قوات ثوار الانبار على استعداد تام لمحاربة إيران كما حاربهم من قبل وهذا ما اثار حفيظة الحكومة في بغداد.
وقال الشيخ عيفان العيساوي عضو مجلس ثوار الانبار ان الشيخ الشهيد قد دعم جبهة التوافق العراقية كونها منتخبة من الشعب برغم كل محاولات الشيخ حميد الهايس وتصريحاته لسحب البساط من جبه التوافق، ومطالبته للمالكي القبول بمرشحين بدلاء عن جبهة التوافق فما كان من مجلس ثوار الا عزل حميد الهايس. وكشف الشيخ عبد الرحمن محمد ان حكومة المالكي حاولت دعم انقلاب داخل أورقة مجلس ثوار الانبار وعزل الشيخ عبد الستار أبو ريشة ليتسلم دفة الأمور بدل عنه الشيخ حميد الهايس الذي كان مقربا جدا من المالكي، الا ان الامر لم يكتب له النجاح. وكان الشيخ علي حاتم العلي سليمان ابن شيخ عشائر الدليم قد قال في تصريحات صحفية ان إيران تحاول العثور على طريق لدخول الانبار عبر عناصر تدين لها بالولاء، الا ان مجلس ثوار احكم سيطرته على زمام الامور ما حال دون تمكنهم من دخول الانبار او التغلغل فيها.
حادثة إغتيال الشيخ عبدالستار أبو ريشه اثارت تسأولات مهمة جداُ من الذي قتل الشيخ، فالقاعدة لا . لان القاعدة خسرت وطرد نفوذها من الانبار والمكان الذي يسكنه الشيخ محصن تحصين تام، اذ القاعدة من بداية دخول قوات الشيخ لمدينة الرمادي وطردها منها لم تستطع أن تقتل شرطي واحد وهم داخل المدينة بدون سلاح. لم يستطيعوا ان يقتلوا شرطي واحد.
الطرح الثاني - المتورط الأول الحكومة العراقية. وهذا اقوى الإحتمالات التي وردت بسب استباب الوضع في مدينة الرمادي - الأنبار عموماً اثار حفيظة الشيعة بسب فشلهم وعدم نجاحهم في قيادة مدنهم. وكذالك زيارة بوش الاخيرة للمدينة ومجيئ جلال الطلباني ورئيس الوزراء نوري كامل المالكي. للمدينة مما اثار امتعاض الشيعة.
الطرح الثالث - الخلافات التي تسود مدينة الرمادي. حيث هناك خلافات قيادية وحب للسلطة والكرسي هناك في مدينة الرمادي. قد يكون سبب من اسباب اغتيال أبو ريشه . فالخلاف الاخير بين الشيخ رحمه الله وحميد الهايس . قد يكون أحد المتورطين في هذه العملية. والله تعالى اعلم.
والسؤال الذي يطرح من هو الطرف المستفيد من مقتل الشيخ عبد الستار أبو ريشه وما هي اسباب قتل أبو ريشة وماذا حدث وسيحدث بعد الشيخ عبد الستار أبو ريشة ؟
طبعاً حميد الهايس وهو شخصية شاذة وغير متزنة وطامحة إلى السلطة بالانبار واسباب القتل تعدد فكان يفترض منح الشيخ عبد الستار ابوريشة سلطة محلية مشابه لنظام حكم كردستان ولكنه بمقتله وبمقتل شيوخ العشائر انتهى مشروعة وقد يكون أهم الاسباب الاكتشافات الغازية ونفطية الهائلة بالانبار والتي جعلت نوري المالكي يقوم بتعديل قانون الغاز والنفط، بحيث يصار إلى إعادة إحياة الشركة الوطنية لنفط العراق، وإيداع جميع العوائد النفطية للبلاد في صندوق مركزي واحد بدلا من منح الاقاليم حصة من العوائد.
والإسراع باجراء الانتخابات المحلية لتزويرها لصالح حميد الهايس وهو الذي سيلبي جميع طلبات نوري المالكي.
وبعد مقتل الشيخ عبد الستار قام نوري المالكي بعقد صفقة مع دول الاتحاد الأوروبي وتنص على تصدير 500 مليون قدم معكب يوماً من حقل عكاس عبر سوريا إلى أوروبا وتنص بنود اتفاقية المالكي على تصدير 183 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى أوروبا مقابل 29 مليار دولار فقط، ومقابل صفقة سلاح لتسليح الجيش العراقي الجديد ومقابل تسلم خرذة عسكرية ربما تستعمل لإيذاء العراقيين لاحقاً.

الأحداث التي جرت قبل وبعد مقتلة

وصلات خارجية

مصادر

  1. ^ أ ب من قتل عبد الستار أبو ريشة؟ من هي الجهة التي تقف وراء عملية اغتيال رئيس ثوار الانبار الشيخ عبد الستار أبو ريشة, هل يقف تنظيم القاعدة (*) والذي خاض الرجل حربا شرسة عليه لطرده من الانبار؟ أم أن التيار الإيراني المتنفذ في حكومة المالكي هو من يقف خلف تصفية الرجل؟ وما هي الدوافع والمكاسب لتصفية أبو ريشة ؟ لعل من أهون الأمور واقلها كلفة إعلاميا وسياسيا التوجه كالعادة, عراقيا وإقليميا ودوليا, واتهام تنظيم القاعدة والحديث الممل عن بصمات التنظيم أو عن بيانات أو أشرطة يصعب تماما التأكد من مصدرها أو غاياتها. بيد أن إشارات كثيرة تشير لتورط حكومي عراقي في تصفية أبو ريشة والتخلص منه, فالمالكي وأكثر من مسئول في حكومة الاحتلال العراقية أعربوا في غير مناسبة عن سخطهم وعدم رضاهم من قيام جيش الاحتلال الأمريكي بتسليح بعض عشائر الانبار والتي تنتمي للتجمع الذي كان يقوده عبد الستار أبو ريشة. الحذر من أن يتحول هذه التجمع لقوة مسلحة مناهضة للميليشيات الشيعية فيما بعد شكلا قلقا كبيرا للمالكي والتيار الإيراني في العراق. وزارة الداخلية العراقية من جهتها سارعت وفور إذاعة خبر الاغتيال لإعلان تشكيل لواءين من الشرطة الوطنية تحملان اسم القتيل. كما نقلت وكالة رويترز عن العميد عبد الكريم خلف المتحدث باسم وزارة الداخلية بأن وزير الداخلية اصدر أمرا بإقامة تمثال في الموقع الذي قتل فيه أو أي مكان آخر يختاره أهل محافظة الانبار. التسرع الكبير في تمجيد الرجل والإعلان عن تسمية ألوية باسمه وعن بناء تمثال تخليدا له في " أي مكان آخر يختاره أهل محافظة الانبار " في حكومة يفترض أنها "إسلامية" يشير إلى أن وزارة الداخلية تستهدف من هذه الإعلانات المتعجلة جدا والمهتزة – وكأنها كانت معد سلفا- التستر على دور لها في عملية الاغتيال. زيارة بوش للانبار ولقائه بالرجل وكأن الرجل أميرا أو قائدا كان له أكثر من الدلالة التي نقلها بعض المحللين والإعلاميين من أن الرئيس الأمريكي يريد أن يسوق أمريكيا بعضا من إنجازات قواته المحدودة في العراق استعداد للمواجهة مع الكونغرس والذي يهيمن عليه الديمقراطيين, فاللقاء وطبيعته تشير أيضا إلى إن الإدارة الأمريكية تدرس جديا خيارات على الساحة العراقية تتجاوز ما يسمى بالعملية السياسية, تلك الخيارات والتي عبر عنها أكثر من تصريح لمسئول أمريكي عسكري وسياسي في العراق المحتل تشمل دورا أكبر للسنة في أمور الحكم لمحاولة كبح وتحجيم الدور الإيراني المتعاظم في العراق المحتل. هذه المعطيات قد تكون شكلت تهديدا للمالكي وحكومته الضعيفة وبالتالي فإن غياب أبو ريشة سيكون أمرا طيبا لهم. لذلك سارعت أوساط مقربة من القتيل إلى اتهام إيران وسورية وأطرافا داخلية بالمسؤولية. الدكتور عبد السلام العاني رئيس ما يسمى بمجلس محافظة الانبار صرح لصحيفة عربية تصدر في لندن بأن «الشيخ أبو ريشة استشهد على مسافة أكثر من 50 مترا من منزله في منطقة الجزيرة حيث تتمركز عشيرته في محافظة الانبار»، مشيرا إلى أن أبو ريشة «كان يتمتع بحماية كافية وان وضعه الأمني كان جيدا ولم يكن أحد ليتوقع أن تزرع له عبوة ناسفة قرب بيته وفي منطقة آمنة تماما بالنسبة له». وقال العاني انه «من الصعب توجيه أصابع الاتهام لجهة معينة ألان خاصة وان جهات عدة كانت تترصد أبو ريشة كونه تحول إلى ظاهرة للدفاع عن العراق»، مشيرا إلى «سورية وإيران وأيادي داخلية قد تكون بين الجهات التي دبرت مقتل أبو ريشة». وأضاف «عندما كنا مع الرئيس بوش وبحضور الحكومة العراقية فان أبو ريشة تحدث بصراحة عن مخاطر التدخل الإيراني والسوري بالشأن العراقي وان ذلك لم يعجب الحكومة». في حين أشار أحد حراس عبد الستار أبو ريشة الشخصيين الذي لم يكن برفقته وقت الانفجار بإن قنبلة زرعت في سيارته. المكاسب التي ستجنيها حكومة المالكي وراعيها الإيراني من غياب الرجل اغتيالا كثيرة: سقوط ورقة أمريكية ضمن الصراع المحموم على النفوذ أمريكيا وإيرانيا, والسعي لجعل السيطرة والسلاح بأيدي شيعة إيران وإعاقة تسليح عشائر سنية, كما إن من مصلحة إيران وتيارها في العراق أن يتم اتهام القاعدة والتي قد تتبرع هي أو عبر بيانات مجهولة بتبني اغتيال الرجل مما يزيد من حدة الصراع المحلي داخل محافظة الانبار والذي في مجمله سيمهد لإحكام السيطرة الإيرانية على العراق وثرواته ومقدراته بإخراج معقل المقاومة العراقية من معادلة الصراع.
  2. ^ اتهم اعضاء من مجلس صحوة الانبار الحكومة العراقية بان لها دور مباشر او غير مباشر في اغتيال الشيخ عبد الستار أبو ريشة ، فيما اكد بيان نشر على مواقع الانترنيت، مسؤولية ما يعرف ب" دولة العراق الاسلامية " عن هذا الحادث .ولكن بعض المسؤولين في مؤتمر صحوة العراق ، اشاروا إلى ان العلاقة بين الشيخ أبو ريشة والمالكي متدهورة ووصلت إلى حد القطيعة ، وكان الشيخ عبد الستار يتعامل مع القوات الاميركية دون الرجوع إلى الحكومة المركزية في بغداد وقال الشيخ مؤيد الدليمي نائب محافظ الانبار والناطق الرسمي باسم مجلس صحوة الانبار لوكالة (الملف برس) ان العلاقة بين المرحوم الشيخ عبد الستار أبو ريشة ورئيس الوزراء نوري المالكي لم تكن على وفاق، بل تأرجحت بين هذا وذاك ورافقها فتور وفجوة كبيرة بين الطرفين خاصة بعد تفجير فندق منصور مليا قبل عدة أشهر حيث قتل ابرز شيوخ عشائر الانبار في حينها كما وان الغموض ما زال يكتنف القضية، من دون ان تكلف الحكومة نفسها عناء ابلاغ مجلس الصحوة نتائج التحقيقات، برغم انجازاته الكبيرة في فرض الامن بعد ان عجزت حكومة المالكي توفيرها أو القضاء على فلول القاعدة .وقال مصدر اخر في مجلس صحوة الانبار ان الشيخ عبد الستار أبو ريشة قال علانية ان قوات ثوار الانبار على استعداد تام لمحاربة إيران كما حاربهم من قبل وهذا ما اثار حفيظة الحكومة في بغداد، وكشف المصدر ذاته الذي فضل عدم الكشف عنه ان الرئيس الاميركي بوش خلال زيارته إلى الانبار قبل عشرة ايام من اغتيال أبو ريشة واستقباله بحفاوة بالغة الشيخ المرحوم عبد الستار وقادة ثوار الانبار، سأل أبو ريشة عن امكانية مقاتلة إيران فإجابه:" نحن على استعداد تام لمحاربة إيران والقضاء على قواعدهم داخل العراق والمليشيات التي تتعامل معها طهران ".وقال الشيخ عيفان سعدون العيفان عضو مجلس صحوة الانبار ان الشيخ الشهيد قد دعم جبهة التوافق العراقية كونها منتخبة من الشعب برغم كل محاولات الشيخ حميد الهايس وتصريحاته لسحب البساط من جبه التوافق، ومطالبته للمالكي القبول بمرشحين بدلاء عن جبهة التوافق فما كان من مجلس الصحوة الا عزل حميد الهايس.وكشف الشيخ عبد الرحمن محمد عضو مجلس انقاذ الانبار الذي يرأسه الشيخ حميد الهايس ان حكومة المالكي حاولت دعم انقلاب داخل أورقة مجلس صحوة الانبار وعزل الشيخ عبد الستار أبو ريشة ليتسلم دفة الأمور بدل عنه الشيخ حميد الهايس الذي كان مقربا جدا من المالكي، الا ان الامر لم يكتب له النجاح. وكان الشيخ علي حاتم السليمان شيخ عام الدليم قد قال في تصريحات صحفية ان إيران تحاول العثور على طريق لدخول الانبار عبر عناصر تدين لها بالولاء، الا ان مجلس الصحوة احكم سيطرته على زمام الامور ما حال دون تمكنهم من دخول الانبار او التغلغل فيها. دون ان تؤكده مصادر اخرى محايدة، الا فيما نشر عبر شبكة الانترنيت في المواقع التي تتعاطى مع بيانات تنظيم القاعدة في العراق .وفي تعليقه على الموضوع ،أشار الناطق باسم جبهة التوافق النائب سليم عبد الله إلى أن حادث اغتيال رئيس مجلس صحوة العراق عبد الستار أبو ريشة أفرغ محتوى تقريري كروكر وبتريوس الذي اعتمد في استشهاداته على ما وصف بالاستقرار الأمني في محافظة الأنبار. وقال في تصريحات صحفية ان : " الإمكانيات التي كانت لدى أبو ريشة لم تكن بمستوى التحديات التي يواجهها، لا سيما وقد تعالت صيحات صحوة الأنبار بضرورة توفير الدعم من جانب القوات الأميركية أو العراقية".
  3. ^ من قتل الشيخ عبد الستار أبو ريشه تساؤلات مهمة جداً حول جهة الإغتيال .؟ بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى ... تقبل الله صيامكم وقيامكم وغفر لموتى المسلمين .
    بداية شهر رمضان بداية مغفرة إن شاء الله .
    وقد فجعت محافظة الانبار بحادثة إغتيال الشيخ عبد الستار أبو ريشه بإنفجار غامض لايعرف سببه المهم إن الإنفجار داخل بيته .
    تعدد الأسباب والموت واحد .
    حادثة إغتيال الشيخ عبدالستار أبو ريشه تثير تسأولات مهمة جداُ من الذي قتل الشيخ ...؟؟؟ القاعدة لا . لان القاعدة خسرت وطرد نفوذها من الانبار والمكان الذي يسكنه الشيخ محصن تحصين تام . اذ القاعدة من بداية دخول الصحوة لمدينة الرمادي وطردها منها لم تستطع أن تقتل شرطي واحد وهاهم داخل المدينة بدون سلاح . لم يستطيعوا ان يقتلوا شرطي واحد فما بالك بقتل الشيخ أبو ريشه .!!!
    الطرح الثاني - المتورط الأول الحكومة العراقية . وهذا اقوى الإحتمالات التي وردت بسب استباب الوضع في مدينة الرمادي - الأنبار عموماً اثار حفيظة الشيعة بسب فشلهم وعدم نجاحهم في قيادة مدنهم . وكذالك زيارة بوش الاخيرة للمدينة ومجيئ جلال الطلباني ورئيس الوزراء . نوري كامل المالكي . للمدينة مما اثار امتعاض الشيعة .
    الطرح الثالث - الخلافات العشائرية التي تسود مدينة الرمادي قد يكون هذا أحد الاحتمالات الوارده لكن ليس بقوة الاحتمال الذي قبله .
    حيث هناك خلافات عشائرية وحب للسلطة والكرسي هناك في مدينة الرمادي اعزها الله . قد يكون سبب من اسباب اغتيال أبو ريشه . وكذالك الخلاف الاخير بين الشيخ رحمه الله وحميد الهايس . بسب انسحاب جبهة التوافق من الحكومة العراقية قد يكون أحد المتورطين في هذه العملية .
    والله تعالى اعلم . اذ المهم للجميع ان القاعدة ليست مسؤلة عن هذه العملية اطلاقا اطلاقا .
    ولاتغرنكم بياناتها على الانترنت انها هي التي قتلته كلا . فأنا استطيع أن اتبنى المسؤلية بنفسي بكليشه واملي فيها خطاب رنان . نسأل الله تعالى ان يغفر للفقيد ذنبه فله ذنوب وله حسنات نسأل الله أن يتجاوز عن سيئاته .
  4. ^ تحليل سياسي لعملية اغتيال الشيخ عبد الستار أبو ريشه... ومن هي الجهة الأكثر فائدة من الحادث؟
    د. سمير عبيد
    لقد اغتيل الشيخ عبد الستار أبو ريشه وفي يوم الخميس المصادف 13/9/2007 ،وعن طريق سيارة مفخخة، وسيناريو معين لاستدراج الشيخ عبد الستار أبو ريشه، عندما أعترضه رجل محتاج ( عابر سبيل) ومعاق يطلب المساعدة بمناسبة حلول شهر رمضان، فحال ترجل الشيخ نحو عابر السبيل تم وضع التفجيرات في سيارة الشيخ القتيل ، و حسب رواية الشرطة العراقية.
    ومن هنا نمسك رأس الخيط الذي يقودنا إلى التحليل. فالشعب العراقي والمتابعين والقراء في داخل العراق وخارجه ليسوا سُذج، بل هناك نخب من المحللين والمختصين والمحققين، والذين حتما سيشاركوننا توجسنا ،والذي نطرحه على شكل أسئلة قصيرة:
    س1: كيف عرفت الشرطة العراقية، وعلى لسان وكيل وزير الداخلية العقيد طارق الدليمي أبعاد هذا المخطط ، وبهذه السرعة... علما أنه حدثت عمليات كثيرة ومماثلة، ولم نسمع بالدليمي، ولا بهذه السرعة التي تعطي حيثيات المخطط؟
    س2: لماذا تم اختيار العقيد الدليمي تحديدا، ليعلن عن عملية اغتيال الشيخ عبد الستار أبو ريشه ،والذي هو دليمي أيضا؟
    س3: لقد أعلنت الحكومة العراقية في بيانها، بأنها تتعجب كيف تم اختراق الخطوط الأمنية المفروضة على الشيخ أبو ريشه، فبهذا التصريح تضع الحكومة العراقية نفسها في موقع المتهم، وعليها إثبات براءتها..... وإن قالت العكس فكيف عرفت أنه هناك كسر للطوق الأمني وهناك عملية اختراق؟
    س4: عطفا على السؤال الثالث، ومن ثم على رواية الشرطة العراقية نجد أن المنطقة المحيطة بالشيخ أبو ريشه وحتى الخطوط التي يتحرك من خلالها وضمنها مكشوفة تماما لعيون الشرطة التي يفترض أن تكون حكومية ولعيون رجال صحوة الأنبار ومن ثم لعيون رجال القبائل وسكان المنطقة... فكيف تم وضع المتفجرات وبهذه السرعة عندما ترجل الشيخ نحو عابر السبيل... وهل ان الذي وضع المتفجرات خرج من باطن الأرض أم نزل من السماء؟
    س5: من هو الطرف المستفيد من مقتل الشيخ عبد الستار أبو ريشه... فقطعا هو ليس تنظيم القاعدة وحده، و لأن هذا التنظيم وإن وجد في العراق، فلا يمتلك تلك القوة التي تحاول وسائل إعلام حكومة المنطقة الخضراء، ومعها وسائل إعلام المحتل الأميركي الناطق بالعربية وغير العربية تجسيدها في ذهن وإذن المواطن العراقي والعربي والغربي ... ولمن يريد البحث عليه مراجعة تاريخ الاحداث وبيانات الاحتلال، والمؤتمرات الصحفية لقادة الجيش الأميركي.
    س6: ما هي اسباب قتل أبو ريشة وماذا حدث وسيحدث بعد الشيخ عبد الستار أبو ريشة ؟
    التحليل السياسي لأبعاد عملية الاغتيال:
    فبعد ما تقدم نكاد نجزم بأن الطرف الذي قام بعملية الاغتيال ذكيا ووراءه إمكانيات كبيرة ،ويمتلك حرية كاملة بالتحرك على الأرض العراقية ،وفي البقعة الجغرافية للحادث، والتي تعشعش بها بورصة المال ( الرشاوى) والمنافع والمغانم، والتي يلوح بها الحكومة وإيران والأطراف الخارجية، وحتى من القاعدة التي تحبذ الكسب لصالحها، وإن هذه البورصة في تصاعد من ناحية الكم والضخامة ، لهذا كًثُر المنافسين من الانتهازيين في تلك المنطقة الجغرافية، ولقد فُتحت مراكز مماثلة لـ ( صحوة الأنبار) في صلاح الدين وبعقوبة والموصل وغيرها.
    وقبل أن نذهب بعيدا في عملية التحليل، علينا أن نتذكر عملية اغتيال رجل الأعمال والسياسي المرحوم ( مزهر الدليمي) وفي نفس المنطقة، فلو دققنا بعملية اغتيال مزهر الدليمي، فسنجدها تشبه عملية اغتيال الشيخ عبد الستار أبو ريشه، خصوصا وأن الدليمي مزهر كان جريئا بالنقد ضد إيران، وضد المليشيات والقوانين التي كانت تصدرها وزارة الداخلية، وكان يمتلك علاقات قوية مع الجامعة العربية، ومع الحكومة المصرية،وبذل جهودا كبيرة في إقناع الجامعة العربية و الجانب المصري أن يأخذا دورهما في العراق، وهذا بحد ذاته أغضب أصحاب المشروع التعجيمي والكاره للعروبة والعرب، والحاقد على اللغة العربية نفسها ،وكان الرجل غنيا والقضية نفسها عند الدليمي عبد الستار ، فالأخير كان ناقدا للمشروع التعجيمي وللمليشيات وللتهجير ولكل أنواع الاجتثاث، فكان شخصاً مختلف عن المجموعات التي جاءت خلف الدبابة الأميركية ، أي يريد بناء مدينته والحفاظ على أبناء منطقته وطائفته ثم الصعود نحو المصالحة الوطنية حسب تصريحاته أمس وقبل مقتله بـ 24 ساعة.
    لذا علينا أن نتذكر المحصلة التي توصلنا لها في موضوع مزهر الدليمي ، والتي توصل لها ذوي مزهر الدليمي أيضا، بأن هناك جهة أو عدة جهات قامت ومن منطقة الأنبار ببيع مزهر الدليمي من خلال التخلص منه، وها هو عبد الستار أبو ريشه فلقد تم بيعه بنفس الطريقة، ولنفس الجهة التي تتحكم بالبلاد والتي أمرت بالتخلص من مزهر، لأنها لا تريد نقدا ولا ناقدا، ومن ثم لا تريد أن يبرز طرفا منافسا لها في بقعة الأنبار، وفي البقعة السنيّة، وكذلك لا تريد منافسا لها في الساحة العراقية ،ومن هنا ترتسم خارطة أعداء أبو ريشه وهم:
    ــــ المنافسين القبليّين في بقعة الأنبار، وهم من الوجوه التي تبحث عن دور.. مثال حميد الهايس
    ــــ المنافسين السياسيين في الحكومة، والذين أحسّوا بالحرج والخوف على نفوذهم من بروز أبو ريشه.
    ـــ المنافسين لأبو ريشة ولبقعة الأنبار وللجغرافية السنيّة والمهيمنين على مؤسسات الدولة كلها ،ولهم اتصالات مع دولة إقليمية.
    لهذا رتبت عملية الاغتيال بطريقة مركبة، وإن من جمع الأطراف التي اتفقت على التخلص من أبو ريشه، هو المال والمناصب والمغانم والحصول على جزء من تركة العراق، ولكن هذه الأطراف ليست بالضرورة أن جميعها تمتلك بعدا إستراتيجيا، بل أن معظمها تحرك ووافق نتيجة حسابات مرحلية وتكتيكية ومادية، باستثناء الطرف المهيمن على مقادير العراق، والذي له حسابات إستراتيجية على المستوى السياسي والطائفي والجغرافي والإثني، ومعه الطرف السياسي السني الذي لديه حسابات سياسية إستراتيجية هو الأخر ، وعلى علاقة مع الطرف المهيمن على مقدرات الدولة.
    لهذا فنحن نبرأ تنظيم القاعدة تماما، أي التنظيم الذي يمتثل إلى بن لادن والظواهري وربما أن الطرف الذي سهلّ العملية هو تنظيم القاعدة الذي أصبح مع الدولة الإقليمية في العراق، مقابل دعمها للقاعدة ولمجموعات حركة طالبان في أفغانستان.
    وكذلك نعلن إستباقيا بأن خلايا الجماعات المسلحة لن تقوم بهكذا عمل معقد ومركب ويحتاج إلى لوجست معقد.
    كيف أن الرئيس بوش قتل أبو ريشه؟
    ولكن لو جئنا للحقيقة فأن الرئيس جورج بوش يتحمل مسؤولية مقتل الشيخ عبد الستار أبو ريشه، ولقد أكدنا للمقربين منّا حال ظهور الشيخ أبو ريشه إلى جوار الرئيس بوش، وأكدنا بالقول( لن يعيش هذا الشيخ طويلا إطلاقا) ولقد صدق حدسنا.
    والسبب لأن الرئيس الأميركي أرتكب الخطأ الإستراتيجي، وكعادته عندما أعلنه وقدمه بديلا عن الذين يمتلكون المليشيات والخلايا العلنية والسرية، والتي أرهبت العراقيين قتلا وذبحا وتهجيرا واجتثاثا، لهذا تقرّب مقتل الشيخ أبو ريشه عندما أعلن بوش دعمه لمطالب أبو ريشه ، ودعمه لتشكيل أفواج من القبائل السنيّة، وعندما تبرع بدعمها ماليا ولوجستيا وإعلاميا، فهذا كله زلزل كيان الجهات التي تمتلك مليشيات وخلايا للموت ،ولها علاقات مع دولة إقليمية، وأخرى متحالفة معها ، ولها علاقات مع أطراف خفية في الخليج ودول أخرى.
    فكل هذا الكرم البوشي التكساسي أغاض جميع الخصوم من الحلفاء القدامى للولايات المتحدة، والذين اعتبروا جورج بوش إمامهم الثالث عشر، ولا يجوز الطواف حوله من قبل غيرهم، ويعتبرونه راعي نعمتهم وحبيبهم الجنلتمان، لذا فهم لا يقبلون أن تخطفه حبيبه، أو حبيب جديد، لهذا تحالفوا على تغييب عبد الستار أبو ريشه كي تبقى الساحة لهم والى أولياء نعمتهم الإقليميين، ومن ثم يبقى الحبيب والإمام لهم ولوحدهم.
    لهذا فأن الجهة التي خططت لتغييب الشيخ أبو ريشه تروم الوصول إلى ما يلي:
    ــ تجسيد فقدان الثقة بين بقعة الأنبار بشكل عام وصحوة الأنبار بشكل خاص وبين حكومة المالكي من جهة ، ومن ثم تجسيد فقدان الثقة بين قبائل الأنبار وصحوة الأنبار من جهة والقوات المحتلة والولايات المتحدة من جهة أخرى... وكي تبقى الولايات المتحدة على ود مع المجموعات التي تحالفت معها أبان سقوط النظام السابق,.
    ـــ إحداث شرخ قبلي في الأنبار ، وأحداث تصادم بين صحوة الأنبار ومنافستهم جبهة التوافق السنيّة وعرابها الهاشمي.
    ـــ زرع الشكوك عند صحوة الأنبار ضد تنظيمات المقاومة العراقية، ومن ثم محاولة ألهائهم بمعارك جانبية كي تبقى الساحة لحلفاء الدولة الإقليمية.
    ـــ من أجل التعجيل بالتخلص من بقايا تنظيمات المسلحة التي رفضت التحالف مع الدولة الإقليمية في العراق ومن خلال المعارك التي ستحدث بين صحوة الأنبار وبعض تنظيمات المسلحة في العراق.
    ـــ الاستفادة من الثروات الطبيعية المكتشفة بالانبار وحرمان أهالي الأنبار منها.
    ـــ سطوع حميد الهايس ربيب الجلبي وفوزة بالانتخابات المحلية بطريقة معروفة عالميا ودوليا وتكون بإشراف دولي صارم.
    ختاما .....
    نتوقع هناك تداعيات مقبلة، ومنها زيادة وتيرة الاغتيالات بين صفوف شيوخ العشائر بالانبار، ومن ثم زيادة التفجيرات ضد مقرات ومنازل ومواكب المتنافسين....
    كاتب ومحلل سياسي
    مركز الشرق للبحوث والدراسات
    13/9/2007