Agrigento أغريجنتو ، مدينة إيطالية تقع على الساحل الجنوبي لصقلية ، عاصمة مقاطعة أغريجنتو ، تعرف كموقع لمدينة أكراغاس Akragras القديمة ، عدد سكانها 59.111 نسمة . من أشهر أبناءها لويجي بيرانديلو الكاتب المسرحي الحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 1934 م .
تأسست المدينة على الهضبة المطلة على البحر قريبة من نهري هيبساس و اكراغاس و تمتد على المرتفعات شمالا موفرة نوعا من التحصينات الطبيعية . جرى انشائها حوالي 582-580 قبل الميلاد و يعود ذلك إلى المستعمرين الإغريق من جيلا الذين سموها اكراغاس و معناها غير واضح و إن كان شائعا الإشارة إليه على أنه اسم المؤسس الاسطوري اكراغانتي Akragante ، و مايزال أصل الاسم غامضا .
نمت اكراغاس بسرعة لتصبح واحدة من أغنى و أشهر من المستعمرات الإغريقية في جنوب إيطاليا Magna Graecia . وبرز أهميتها تحت حكم الطغاة القرن السادس قبل الميلاد فالاريس و ثيرون ، و أصبحت الديمقراطية بعد أن أطاح ابن ثيرون ثراسيدايوس . و ظلت المدينة محايدة في الصراع بين اثينا و سيراكوزا ، و أطيح بديمقراطيتها عندما سقطت المدينة في قبضت القرطاجيين و في عام 406 قبل الميلاد . و لم تعد اكراغاس تماما للوضع السابق أبدا ، وان كانت انعشت إلى حد ما تحت حكم تيموليون في الجزء الأخير من القرن الرابع قبل الميلاد .
استولى عليها كل من الرومان في عام 262 ق.م و عام 255 ق.م . و عانت بشدة خلال الحرب البونيقية الأولى بين عامي (218-201 قبل الميلاد) عندما اصتدمت روما و قرطاج للسيطره عليها. في النهاية استولى الرومان على اكراغاس عام 210 ق.م و سموها Agrigentum اغريجينتوم ، رغم ذلك ظلت إلى حد كبير ناطقة باللغة اليونانية لمدة قرون بعدها . و أصبحت مزدهرة مرة اخرى تحت حكم الرومان و تلقي اهلها كامل المواطنة الرومانية عقب وفاة يوليوس قيصر عام 44 ق.م .
بعد سقوط الامبراطورية الرومانية ، مرت المدينة في ايدي الامبراطورية البيزنطية . وخلال هذه الفترة أخلى سكان اغريجينتوم لحد كبير الاجزاء السفلى من المدينة ، و انتقلوا إلى حيث الأكروبوليس السابق في أعلى التل . أسباب هذه الإنتقالة غير واضحة و لكن ربما كانت تتصل بالغارات الساحلية للمسلمين والبربر و غيرهم من الشعوب في أثناءهذه الفترة . فتحها المسلمون عام 828 و سموها كيركينت Kerkent باللغه العربية و صار لدى الصقليين اسمها Girgenti جيرجينتي . و احتفظت بهذا الاسم حتى عام 1927 ، عندما اعادت تسميتها حكومة موسوليني بِطليَنت النسخة اللاتينية من الاسم إلى Agrigento .
احتلها ملك النورمان روجر الأول في عام 1087 ، الذي انشأ أسقفية لاتينية هناك . انخفض عدد السكان خلال فترة العصور الوسطى و لكن انتعش قليلا بعد القرن الثامن عشر . و في عام 1860 ، أيد السكان بحماس جوزيبي غاريبالدي في حملته لتوحيد ايطاليا . تعرض المدينة لقصف الغارات المدمرة خلال الحرب العالمية الثانية .
أغريجنتو هي مركز سياحي كبير نظرا للتراث الاثري الغني للغاية . و هي ايضا بمثابة المركز الزراعي في للمنطقة المحيطة . استخرج الكبريت والبوتاس محليا منذ عصور الرومان و يصدر عن طريق ميناء بورتو إمبيدوكلينا (التي تحمل اسم الفيلسوف إمبيدوكليس الذي عاش في اكراغاس القديمة). و مع ذلك فهي واحدة من أفقر المدن في إيطاليا على اساس نصيب الفرد من الدخل إلى جانب معاناتها مع مشكلة الجريمة المنظمة طويلة الامد لا سيما المتعلقة بالمافيا و تهريب المخدرات .
تغطي اكراغاس القديمة مساحة شاسعة من بينها الكثير ما زال غير منقب حتى اليوم و أشهر مثال على ذلك Valle dei Templi ("وادي المعابد" و هي تسمية خاطئة فهو سلسة تلال و ليس وادي). و تضم هذه المنطقة جانب كبير من جنوب المدينة القديمة و فيها سبعة معابد إغريقية ضخمة وفق الأسلوب الدوري و قد شيدت بين القرن السادس و القرن الخامس قبل الميلاد. الآن هي منقبة و أستعيدت جزئيا ، و يشكل بعض أكبر و أفضل المباني اليونانية القديمة المحافظة خارج اليونان نفسها . فهو ضمن قائمة مواقع التراث العالمى .
أكثر المعابد محافظة عليها هما مبنيان متشابهان جدا تقليديا ينسبان إلى الالهتين جونو و كونكورديا (رغم ان علماء الاثار يعتقدون أن هذ النسبة غير صحيح). معبد كونكورديا سليم بشكل ملحوظ ، بسبب سياسية التنصير تم تحويله إلى كنيسة نصرانية عام 597 م . و قد شيدا على طراز المعبد ذات الأعمدة . أعيد استخدم محيط "معبد كونكورديا" من قبل النصارى الاوائل كسرداب موتى ، مع قبور حفرت في الجروف و البروز الصخرية .
معابد اخرى أكثر تضررا بفعل الزمن ، بعد ان اطاح بها الزلازل منذ زمن بعيد و استخراج حجارتها منها . وأكبرها على الإطلاق هو معبد زيوس الأولمبية ، و بني لذكرى معركة هيميرا عام 480 ق.م : و يعتقد انه أكبر معبد دوري بني على الاطلاق . و ان كان على ما يبدو أنه لم يكتمل ؛ فترك البناء بعد غزو القرطاجيين عام 406 ق.م . بقايا معبد تم استخراجها على نطاق واسع في القرن الثامن عشر لبناء ارصفة ميناء بورتو إمبيدوكلي . كرست معابد لهيفايستوس و هيراكليس و أسكليبيوس كما شيد ملجأ لديميتر وبيرسيفون (المعروف سابقا باسم معبد كاستور و بولكس ) ؛ يمكن مشاهد علامات الحرائق التي سببها القرطاجيون عام 406 ق.م على حجارة الملجأ .
ويمكن العثور على مواقع كثيرة اخرى يونانية ورومانية في المدينة و ما حولها . و تشمل هذه كهوف ما قبل اليونانيين بالقرب من معبد ديميتر ، و مبني على كنيسة سان بيادجو حاليا . آخر المعالم الاغريقية الجنائزية هو نصب سمي خطأ "قبر ثيرون" يقع خارج المنطقة المقدسة ، هيرون (ضريح البطل) القرن أول يضمه كنيسة القرن الثالث عشر سان نيكولا على مسافه قصيرة إلى الشمال . منطقة كبيرة من المدينة الاغريقية الرومانية تم تنقيبها ، و عدة مقابر كلاسيكية نيكروبوليسيس و المحاجر لا تزال قائما.
الكثير من مظاهر العامة لأغريجنتو حديثة لكنها لا تزال تحتفظ بعدد من المباني من القرون الوسطى و المباني الباروكية . و يشمل هذا كاتدرائية القرن الرابع عشر و القرن الثالث عشر كنيسة سانتا ماريا ديي غريتشي ( "سيدة اليونانيين") المبنية على موقع معبد يوناني قديم (و من هنا التسمية). المدينة ايضا متحف الآثار مميز يعرض مكتشفات من المدينة القديمة .