== مصطلح السنه تقرأ في الموسوعة الحرة مصطلح السنه أو سلفية وهو بإيجاز الانتساب إلى السنه أي [الصحابة]] ، والتابعون لهم بإحسان أي فهم القرآن والحديث النبوي كما فهمه الصحابة والتابعون لهم بإحسان. لكن المسلمين تفرقوا في التطبيق العملي لهذا المنهج وتجد هنا في الموسوعة الحرة بعض القواعد العامة للمنهج السلفي التي طال حولها الكلام.
= قواعد المنهج السنى للمنهج االسنى عدة قواعد مثل تقديم النقل على العقل وقاعدة ورفض التأويل بغير دليل وعلم الكلام و كثرة الاستدلال بالآيات والأحاديث والإقلال من الرأي الشخصي عند الكلام عن الدين وهذا بعض التفصيل .
فهرس |
أهل السنة يقدمون النقل على العقل ، فإذا قال الله عز وجل فلا قول لأحدٍ ، وإذا قال رسول الله فلا قول لأحد. وهم يحترمون ويتأدبون مع النص الوارد في الكتاب والسنة الصحيحة ، عملاً بقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (1) سورة الحجرات ، أي: لا تقدموا قول أحد ولا هوى أحد على كلام الله عز وجل ، أو كلام رسول الله ، وهذا الفهم كان واضحاً جداً عند الصحابة رضوان الله عليهم ، حتى قال ابن عباس كلمة ملأت الدنيا قال: " توشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء ، أقول: قال رسول الله وتقولون: قال أبو بكر ، وقال عمر ".فكان هذا المنهج واضحاً عند الصحابة ، فإذا قال رسول الله فلا اعتبار بأي قول يُخالف قوله ، ولو كان قول أبي بكر أو عمر م ، وهما شيخا الإسلام والخليفتان الراشدان بعد رسول الله. وكان عمر بن الخطاب يقول: " اتهموا الرأي في الدين ، فلقد وجدتني يوم أبي جندل أرده " يعني قول رسول الله كان يقول: ألسنا على الحق وهم على الباطل ، علام نعطي الدَّنية في ديننا ، فيقول: له النبي الزم غزرك ، فإنني رسول الله ولا يضيعني الله عز وجل ، ويذهب إلى أبي بكر ويقول له: علام نعطي الدنية في ديننا ، ونحن على الحق وهم على الباطل ، وكان يرى أن ما اتفق عليه في صلح الحديبية فيه حيف شديدٌ على المسلمين ثم ظهرت بعد ذلك بركات رسول الله. كذلك يقول علي : ( لو كان الدين بالرأي لكان باطن الخُفِّ أَوْلَى بالمسح من ظاهره ) ، فالدين: بالنقل ، وليس بالعقل ، الشرع يقول: يمسح ظاهر الخف البعيد عن ملامسة الأرض والأتربة ، ولو كان الدين بالعقل ، لكان يمسح باطن الخف ، ولا يمسح ظاهر الخف .
التأويل بالمعنى الاصطلاحي ، والذي استعمله السلف فهو: صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى آخر ، يعني: مرجوح ، فمثل هذا التأويل مردود عند السلف ، لأن ظاهر الكتاب والسنة يجب القول به ، والمصير إليه. لأننا لو فتحنا باب التأويل نهدم الدين ، ولكان لكل إنسان أن يقول: ظاهر الآية غير مراد ، وظاهر الحديث غير مراد ، إنما أراد الله عز وجل كذا ، وإنما أراد رسول الله كذا ، كما فعلت الخوارج وغيرهم من أهل البدع ، فيفتح باب من أبواب الشر.
فأهل السنة هم أسعد الناس بالكتاب والسنة قال الله عز وجل: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} (33) سورة الفرقان ، فلا يؤصلون أصولاً من عند أنفسهم ، ثم ينظرون بعد ذلك في الكتاب والسنة ، فما وافق أصولهم أخذوا به ، وما خالفهم أوّلوه أو ردوه ، كما يفعل أهل البدع ، ولكن أهل السنة يجمعون النصوص من الكتاب والسنة في المسألة الواحدة ، ثم تكون هي أصولهم التي بها يقولون ، وحولها يدندنون ، فهم لم يؤصلوا غير ما أصله الله عز وجل ، أو رسوله.
لذلك تجدون الكتب التي تنسب إلى أئمة السنة ومن ينتهج بهذا المنهج الواضح الحق ، يستدلون دائماً بالآيات والأحاديث ، فهي جنتهم التي فيها يرتعون ، وإليها ينقلبون ، بخلاف الكتب الفكرية ، وكتب أهل البدع ، والكتب التي تقول بأشياء تخالف النصوص ، فيرجعون إلى عقولهم ، أو بعض الآراء التي يستطيعون أن يروجوا على الناس بها باطلهم .
وهكذا يتضح لنا المنهج السنى ، وهو أن ندور مع الكتاب والسنة حيث دارا فلم يتعبدوا باتباع أحد من علماء السنة ، ولكنهم تعبدوا باتباع رسول الله فهذه هي السلفية ، أن تكون على فهم الصحابة للكتاب والسنة ، وأن تدور مع الكتاب والسنة حيث دارا ، ولا تفهم الإسلام من خلال شخص غير معصوم ، فكل واحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله .
= الأصول العلمية للدعوة الستيه معنى الأصول العلمية:
القضايا الكلية التي تهتم بها هذه الدعوة ، وتجعلها نُصْبَ عينيها.
أصل الأصول هو التوحيد
فما بعث الله عز وجل رسولاً إلاَّ بالتوحيد ، كما قال عز وجل: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} (45) سورة الزخرف ، وقال عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (25) سورة الأنبياء . وهذه مقالة متكررة من كل رسول: {اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} (50) سورة هود ، تجدون هود ، وصالح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، وكل نبي أتى قومه بهذه الكلمة {اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} فقضية الأنبياء واحدة ، كما أن قضية الدعاة إلى الله عز وجل واحدة . كما أن القضية التي ينبغي أن تهتم بها كل دعوة تَدَّعِي أنها على الحق ، وأنها على السنة ، وأنها الفرقة الناجية ، هي قضية التوحيد أي: تعبيد الناس لله عز وجل. فلما دخل رِبْعِيّ بن عامر دخل على رستم سأله عما جاء به فقال: " إن الله أبتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله ، ومن ضِيْقِ الدنيا إلى سعتها ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام " . فوظيفة الرسل وأتباع الرسل هي: أنهم يخرجونهم من هذه العبادة الباطلة اللتي تعتبر شرك بالله، من عبادة غير الله ويعبّدونهم لله عز وجل ، يجعلونهم عبيداً حقيقيين لله عز وجل ، يعرفونهم التوحيد ويعرفونهم بالله عز وجل ، وهي القضية التي خلق الله من أجلها الخلق كما ذكر القرآن: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (56) سورة الذاريات
القضية الثانية أو الأصل الثاني من الأصول العلمية للدعوة السلفية هو الاتباع
والاتباع يأتي بأحد معنيين: (( الاتباع الذي هو ضد الابتداع )) . كما قال ابن مسعود: " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم " فالاتباع يأتي بمعنى اتباع هدى النبي ، واتباع سنة النبي كما ذكر القرآن: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} (7) سورة الحشر ، وقال: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ} (80) سورة النساء ، وقال: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} (36) سورة الأحزاب . والأحاديث كثيرة وشهيرة فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم :" فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي "، ومنه قوله: " لكل عمل شِرّةٌ ، ولكل شرة فَتْرَةٌ ، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ، ومن كانت فترته لغير ذلك فقد ضل ". فالحاصل: أن الله عز وجل تعبدنا باتباع رسوله.
وخير أمور الدين ما كان سنة:وشر الأمور المحدثات البدائع .
كما حذرنا الله عز وجل من مخالفة هديه وقال: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (63) سورة النور. وقال النبي: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " . وقال: " أما بعد ، فإن أحسن الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمرو محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ". فكان هذا المنهج واضحاً جداً للصحابة م ، حتى لما طلب أبو بكر الصديق من زيد بن ثابت أن يجمع القرآن ، قال: (( كيف تفعل شيئاً لم يفعله رسول الله )) ، لما أقتنع عمر بن الخطاب وذهب عمر وأبو بكر لزيد بن ثابت يطلبان منه أن يجمع القرآن ، ويتتبع آيات القرآن فقال: (( كيف تفعلان شيئاً لم يفعله رسول الله )). فليتفكر من عنده شيء من العقل أن القرآن تم جمعه وأن الصحابة ومن تبعهم إلى يوم الدين وافق على جمعه، مع أنه شيء لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الاتباع أيضاً يأتي بمعنى الاتباع الذي هو منـزلة متوسطة بين الاجتهاد والتقليد
فالاتباع: أن تتبع العالم بدليله من الكتاب والسنة ، فهي منزلة متوسطة بين الاجتهاد التقليد. ويمكن أن يقال إن الاتباع تقليد العالم في الحكم وفي الدليل، خلافا للتقليد الذي هو تقليد في الحكم فحسب.
والاجتهاد: أن تحصل أدوات الاجتهاد ، تدرس القرآن ، وتعلم ما به من ناسخ ومنسوخ ، ومطلق ومُقيد ، وخاص ، وعام ، وكذلك تدرس أحاديث النبي ، أو على الأقل تعرف مواقعها في كتب السنة ، وتدرس اللغة العربية ، وتدرس الأصلين أصول الحديث ، وأصول الفقه ، ثم إذا حصّلت أدوات النظر المباشر والاجتهاد من حقك أن تجمع النصوص وأن تجتهد ، فهذه منزلة الاجتهاد ، وهي لخواص الأئمة من العلماء الذين حصلوا أدوات الاجتهاد ، في مقابل هذه المنزلة هناك منزلة التقليد . والتقليد: جائز للجاهل المحض (من هو الجاهل المحض وما تعريفه)، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها. فإن الجاهل المحض الذي لا يقرأ ولا يكتب إذا تلوت عليه الدليل ، أو إذا ذكرت له الآية والحديث لا يفهم المقصود ، فهو إذا أراد أن يطلّق زوجته يطلب منك أن يعرف كيف يطلق، وإذا أراد أن يحج بيت الله فيريد منك أن يعرف كيف يحج، وإذا فهم ذلك فهذا حسبه ولا يستطيع أكثر من ذلك، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها. فما حكم من عرف حديثا واحدا وجهل عن الأحاديث المعارضة هل يجتهد، أو يقلد أو يتبع؟
فالتقليد جائز في مواطن منها الجاهل المحض الذي لا يفهم المقصود من الآية والحديث. كذلك المسائل التي ليست فيها نص من الكتاب أو السنة صحيح صريح يدل على المعنى بوضوح ، ولكن قد يكون هناك نص غير ظاهر الدلالة ، فتختلف أنظار العلماء وأفهام العلماء للنص، وبعضهم يستدل به على قضية، والآخر يستدل به على عكس القضية. فمثل هذه المسائل أيضاً تكون من مسائل الاجتهاد، وهي التي فيها نص غير واضح الدلالة، أو غير صريح الدلالة، فتكون أيضاً من مسائل الاجتهاد. فمسائل الاجتهاد: المسائل التي ليس فيها نص بالمرة، ويكون مستند العلماء فيها أن يقيسوا مسألة غير منصوصة على منصوصة للتشابه بينهما.
والقياس: فهو لم يجد نصاً في المسألة فلجأ للقياس، والذين يقيسون هم المجتهدون كما بينا. فالحاصل: أن القياس يلجأ إليه عند عدم وجود النص، أو عند وجود نص غير واضح الدلالة أو غير صريح في القضية، فهذه المسألة تعتبر من مسائل الاجتهاد، فيجوز لك أن تقلد في مثل هذه المسائل الاجتهادية عالماً من علماء الأمة، وأن تأخذ بفهمه لهذه القضية، ولا يعترض مجتهد على مجتهد، ولا مَنْ قلد، يعني لا يعترض مَنْ قلد مجتهداً على من قلد مجتهداً آخر، طالما أن المسألة ليس فيها نص صريح من الكتاب أو السنة .
فيما ذكر نظر. لا مجال للاجتهاد في مسألة ما ورد فيها نصوص متناقضة. والجتهاد موقعه في المسائل التي وردت فيها نصوص متناقضة، كمسألة موضع اليد في الصلاة وغيرها. إذا ورد في مسألة أحاديث متباينة فماذا يفعل مهندس مجال عمله إنشاء الأبنية، وطبيب مجاله علاج المرضى، وفلكي مجاله ارتياد الفضاء، وغيرهم ممن يمارس نشاطات مختلفة في حياتهم. ليس لهم إلا اللجوء إلى عالم ورع. فمدار الخلاف هو أيَ عالم يختار. فالعاقل يلجأ إلى علماء كرسوا حياتهم لخدمة دين الله ويأخذ برأيهم، خلافا لمن يتبع رعاة الإسلام الحديث الذي اقترفه بعض. فما رأيكم عن الإسلام بعد هذه الابتكارات الجديدة، يلعب به الأعداء، وعن قوة الإيمان للمسلمين الجدد بعدما تركوا قدوة أجدادهم الأمجاد وبعدما جعلوهم مشركين.