عبد الله بن م حابي الجليل أحد طبقة السابقين المهاجرين المعروفين بالنسك من
المعمرين انه القارئ الملقن والغلام المعلم والفقيه المفهم صاحب السراد
والبدار أقربهم وسيلة وأرجحهم فضيلة كان من الرفقاء والنجباء واحد
الرقباء وعميد الاتقباء صاحب النقاء والصفاء أنه الصحابي الجليل
الشاهد للمشهود والحافظ للعهود والسائل الذى ليس لمردود أنه الصحابي الذى كان يقراء القرآن رطبا
أنزل الذى كان يحمل المصحف عن ظهر قلب .انه الصحابي الذى اخذ من رسول الله
صلى الله عليه وسلم – في سبعين ص سوره انه الرجل الذى هاجر الهجرتين وصلى على
القبلتين وهو الذى اجهر على جبل . انه الصحابي صاحب وساد سواك وفعل رسول الله
صلى الله عليه وسلم هلا عرفته
الحبيب انه اقرب الصحابة وسيله نوم القيامة إلى الله تعالى .
أنه الصحابي صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم :
هو الصحابي الذى أوصانا رسول الله أن نتمسك بعهده كان رضي الله تعالى عنه
يسعى لتصحيح المعاملة لينال قرب المنازلة أنه الرجل الذى أول من جهر
بالقرآن في مكة .
أنه الصحابي الذى قدمه في الميزان أثقل من جبل أحد أنه الصحابي صاحب قربة
إسمه كنيته
اسمه : -
عبد الله ابن مسعود ابن غافل ابن حبيب ابن شمس ابن مخزوم ابن صاهلة ابن
كاهل ابن الحارس ابن تميم ابن سعد ابن هزيل ابن مدركة ابن البأس ابن
مضر أبو عبد الرحمن الهزلى حليف بنى زهرة – وكان ابوه قد حالف في الجاهلية
عبد الحارس ابن زهرة .
امه : -
أم عبد بنت عبدور بن سواء من هزيل – أيضا
قصة أسلامه
قصة إسلامه : -
لقد كان لإسلامه قصة يحلو ذكرها وتأنس النفوس تقررها ونطيب القلوب لسمعاها - ذلك إنه كان
يراعي غنما بسيد من سادت قريش إلا وهو عقبة ابن أبي معيض وكان ابن مسعود
مخالصاً أمنينا وراعيا علي الرغم من إنه لم يسمع بعد عن الإسلام وما يدعو غليه
من الأمانة والصدق والإخلاص ولما كان ابن مسعود في يوم من الأيام علي موعد مع شمس
الهواية ألا لاهية فقد جاءه الحبيب صلي الله عليه وسلم – بخير الدنيا
والآخرة ولنترك الحديث لابن مسعود ليقص علينا قصته مع النبي – فقد خرج احمد في
مسنده وقال الأرنؤوط اسناده حسن عن عبد الله ابن مسعود قال كنت أرعا غنما لعقبة
ابن أبي معيط فمر بي رسول الله – وأبو بكر فقال يا غلام هل من لبن ؟ قلت نعم ولكن
مؤتمن قال فهل من شاه لم ينز عليها الفحل ؟ أي لا تدري لبنن فأتيته
بشاه فمسح درعها فنزل لبن فحلب في إناء فشرب وسقاه أبو بكر قال للضرع أقلص – أي انضم
وأمسك عن إنزال اللبن – فقلص وذاد الإمام أحمد / قال ثم أتيته بعد هذا ثم
اتفقا فقلت يا رسول الله علمني من هذا القول فمسح رأسي وقال يرحمك الله
إنك عليم معلم وفي رواية قال إنك غلام معلم فأخذت من فيه فمه سبعين سورة لا
ينزعني فيها أحد ( راوه ابن سعدة الطبقات وأحمد وأبو نعيم وأسناده حسن ) لقد
إنبهار عبد الله بن مسعود حين رأي رسول الله يدعو ربه ويمسح درعا لا عهد له
بالبن بعد فإذا هو يعطي من خير الله ورزقه لبناً خالصا سانغا
للشاربين – وما كان يدري بن أم عبد الله يشهد أهون المعجزات وأقلها
شأنا وإنه عما قريب فيشهد من هذا الرسول الكريم معجزات تهز الدنيا
وتملؤها هدي ونوار بل ما دار يوما إنه الغلام الفقير الضعيف الأجير الذي
يراعا غنم عقبة بن أبي معيض سيكون إحدي هذه المعجزات يوم يخلق الإسلام منه
مؤمنا يهزم بإيمانه كبرياء قريش ويقهر جبروت سادقها – فلم يمض غير قليل حتي
أسلم عبد الله بن مسعود وجعل نفسه في خدمة النبي صلي الله عليه وسلم –
ويالها من مكانة عظيمة تناطح كواكب الجوزاء فبعد أن كان ابن مسعود
يرعي الغنم وإذا ابه ينتقل الي خدمه سند الإمام والامم صلي الله عليه
صفته رضى الله عنه
ذكر وصفه : -
كان رضي الله تعالي عنه – خفيف اللحم قصير القامة وكان شديد الأدهان وكان من أجود
الناس ثوبا ومن أطيب الناس ريحا – ولقد وليا قضاء الكوفة وبيت المال لعمر وصدر من خلافة
قربه من النبى صلى الله عليه وسلم
ذكر قربه من رسول الله : -
أيها الإخوة المؤمنون عباد الله – ما كاد ابن مسعود أن يعلن إسلامه حتي
بدا عهدا مع نفسه وهو القرب من رسول الله خير البشر فكان
كما قال أبو موسى الآشعري لقد رأيت رسول الله – صلي الله عليه و سلم – وما أري إلا
ابن مسعود من أهله – وقال القاسم ابن عبد الرحمن :كان ابن مسعود يلبس رسول الله
– نعليه ثم يمشي أمامه بالعها حتي إذا أتي مجلسه نزع نعليه فأدخلها في
ذراعيه واعطهاه العها – فإذا أراد رسول الله – صلي الله عليه وسلم – أن يقوم إليه نعليه
ثم مشي بالعصا أمامه حتي يدخل الحجرة قبل رسول الله – وكان يوقظ رسول الله
إذا أمام ويستره إذا أغتسل وكان صاحب سواكه ووسادته ونعليه ولقد قال أبو
مكانته رضى الله عنه عند الله عز وجل
مكانته رضي الله تعالي عنه عند الله عز وجل : -
إن صحابنا مثل ابن مسعود بفقره وغربته عن أهل العشائر فلم تكن له عشيرة
تمنعه أن مثل هذا الرجل لم تكن العين لتقع عليه في زحام الحياة بل ولا
بعيدا عن الزحام فلا مكان له بين الذين أوتوا بسطة في المال والجسم ولا
بين الذين أوتوا حظا من الجاه – فهل من المال معدم وفي الجسم ناحل
ضامر وفي الجاه مغمور فمثل هذا لا مكان له عند الناس ولكن له مكانة عند خالق
الناس ورسول الله والصحابة الكرام : فأما عن مكانته عند الله فكفأه فخرا
يوصي فيه نبيه بألا يضرهم من مجلسه .
عن سعد قال كنا مع رسول الله – صلي الله عليه وسلم – ونحن ستة فقال
المشركون اطرد هؤلاء عنك فلا يجترئون علينا وكنت أنا وابن مسعود
وغيرنا.. فوقع في نفس النبي – ما شاء الله وحدث به نفسه فأنزل الله
تعالي [ ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعيش ] انظر رحمك الله
أول من صاح بالقرآن
أول صادح بالقرآن : -
لقد كان عبد الله ابن مسعود قيل إسلامه يجرؤ أن يمر بمجلس فيه أحد أشراف مكة إلا
مطرق الرأس حثيث الخطي فما كان إلا أن أسلم فكان يذهب الي مجمع الإشراف عند الكعبة
وكل سادات قريش وزعمائها هنالك جالسون مثقف علي رؤسهم ويرفع صوته الحلو
المثير بالقرآن وأترك الحديث لصاحب هذه المعجزة ليتحدث بنفسه عما كان
فقد ذكر القرطبي في تفسير والطبري في تاريخه أن ابن مسعود قال اجتمع أصحابه
رسول الله صلي الله عليه وسلم – يوما فقالوا والله ما سمعت قريش القرآن
يجهر به لها قط فمن رجل يسمعوه ؟ فقال ابن مسعود أنا قالوا إنا تخشاهم عليك
إنما نريد رجلا له .عشيرة يمنعونه إن أراده القوم بسوء . فقال دعوني
فإن الله سيمعني فغدا ابن مسعود حتي أتي المقام في الضحى وقريش في
أنديتها حتي قام عند المقام ثم قرأ [ الرحمن علم القرآن ] فتأملت قريش ما يقرأ
فقالوا إنه يقرأ بعض ما جاء به محمد فقاموا إليه فجعلوا يضربون في وجهه
فقال الصحابة هذا ما حشينا عليك فقال والله ما كان أعداء الله أهون علي
منهم الآن ولئن شئتم أسمعتم القرآن عن فقالوا لا حسبك لقد أسمعتهم ما يكرهون – أجل .. ما كان ابن
مسعود يوم يهزه الضرع الذي حقن باللبن فجأة وقيل أوانه ما كان يعلم
يومها أنه ونظراؤه من الفقراء والبسطاء سيكونون إحدى معجزات الرسول
بن مسعود العالم العابد
ابن مسعود العالم العابد : -
أيها الأخوة الأحباب إن العالم له مكانة عند الله تعالي فكفاه أنه يقوم
بما قام به الأنبياء لذا كان ابن مسعود حريصا علي العلم لذا تعلم حتي
أصبح ينادي عليه بحبر الأمة / وكان كثير الشغف بالقرآن حتي عرف بأنه أول
صادح بالقرآن ولقد صدقت فيه نبوءة الرسول – صلي الله عليه وسلم – يوم
قال له [ إنك غلام معلم فقد علمه ربه حتي صار فقيه الآمة وعميد حفظة القرآن جميعا .
فهو القائل أخذت من فم رسول الله سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد
وكأنما أراد الله موتيه حين خاطر بحياته في سبيل أن يجهر بالقرآن ويذيعه في
كل مكان بمكة أثناء سنوات الاضطهاد والعذاب وأعطاه سبحانه موهبة
الأداء الرافع في تلاوته والفهم السديد في أدراك معانيه لذا كان – صلي الله
عليه وسلم – يوصي أصحابه أن يقتدر وأبا ابن مسعود فيقول [ تمسكا بعهد ابن
أم عبد ] ويوصهم بأن يحاكوا قرأته ويتعلموا منه كيف يتلو القرآن
فقال – صلي الله عليه وسلم [ من أحب أن يسمع القرآن غضا كما أنزل فليسمعه من ابن
أم عبد ] ولطالما كان يطيب للنبي – أن يستمع للقرآن من فم مسعود ولقد
باعاه النبي صلي الله عليه وسلم يوما فقال له اقرأ علي يا عبد الله
فقال أقرأ عليك وعليك أنزل يا رسول الله ؟ فقال إني أحب أن أسمعه من غيري
فقال [ فكيف إذا جئنا من كل آمة بشهيد وجئنا بك علي هؤلاء شهيدا ]
فغلت البكاء رسول الله فلضت بالدموع عيناه وأشار بيك الي ابن مسعود أن جئتك
بحب يا ابن مسعود .
ولعلمه الشديد بكتاب الله فقد قال عن نفسه وهو يتحدث بنعمة الله عليه
فيقول [ والله ما نزل من القرآن شي إلا وأنا أعلم في أي شي نزل وما أحد أعلم
بكتاب الله من ويؤو أعلم أحدا تمتصي إليه الإبل أعلم من بكتاب الله لا
تثبته وما أنا بخيركم ] ولقد قال عنه أبو موسى الآشعري [ لا تسألونا
عن شي ما دام الخبر منكم ] وقال عنه سيدنا عمر .
ولقد قال فيه علي [ لقد قرأ القرآن فأحل حلاله وحرم حرامه فقيه في الدين عالم
بالسنة ] هكذا يرفع الله بهذا القرآن أقواما ويخفض به آخرين فكان ابن
مسعود فما رفعهم الله بالقرآن فقد روى الشيخان في صحيحيهما والترمذي من حديث عبد
الله بن عمرو إنه قال لما ذكر عنده ابن مسعود فقال ذاك رجل لا أزال أحبه
بعدما سمعت رسول الله – صلي الله عليه وسلم – يقول [ استقرئوا القرآن من
أربعة – ابن مسعود وسالم مولي أبو حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل ] ولم
يكن خبر الأمة عالما فحسب بل كان مع العلم العبادة فهو القائل القلوب أوعية
فاشغلوها بالقرآن وهو القائل ليس العلم بكثرة الرواية ولكن العلم الخشية
وكان يدعوا نفسه وغيره بالعمل والعبادة فيقول تعلموا العلم فإذا علمتم
فاعلموا – وهو القائل ويل لمن ولا يعمل وكان لا يكثر من الصوم فيسأل عن هذا
فيقول الصوم يضعفني عن الصلاة وكان كثرة الصرة وحذر المسلمين من شئم
المعصية فقال وفي لا حسب الرجل ينس العلم كان نعلمه للخطيئة يعلمها .
مكانته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
مكانته عند رسول الله – صلي الله عليه وسلم : -
كان لابن مسعود مكانة عند رسول الله – صلي الله عليه وسلم – فهو – في
صاحب سواكه ووسادته لذا كان لا يمنع من الدخول علي رسول الله – إذا منع
الناس وكان ولم لا ؟ ولقد كان بنابع النبي – فيأخذ القرآن من فم رسول الله
حتي العام الذي قيض فيه رسول الله – كان ابن مسعود شهيد وسمع قراءة
جبريل لرسول الله – صلي الله عليه وسلم –مرتين فكان قد شهد ما نسخ [ انظر
النسائي ] .
ولقد روى بإسناد حسن واروه أحمد والحاكم بنحو عن عبد الله بن مسعود إنه
قال بين أبي بكر وعمر و عبد الله قائم يصلي فافتتح سورة النساء يسجلها
فقال صلي الله عليه وسلم – من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ قرأته
أم عبد / فأخذ عبد الله في الدعاء فجعل رسول الله – صلي الله عليه وسلم – يقول
فكان فيما يسأل اللهم إني أسألك إيمانا لا يريد ونعيما لا ينفد
ومرافقة نبيك في أعلي جنان الخلد / فأراد عمر أن يبشره فوجد أبا بكر
سبقه فقال إليك سباق وهل من مكانة عند رسول الله – لما كان والصحابة وأراد ابن
مسعود أن يأتي بعود من شجرة الأراك وكان دقيق الساقين فجعلت الريح
تكفؤه وضحك القوم منه فقال – صلي الله عليه وسلم – ممن تضحكون ؟ قالوا يا
مكانته عند الصحابة
مكانته عند الصحابة : -
ولو أردنا استعراض مكانته عند الصحابة أيها الأخ الحبيب لاصتحبنا الي وقت طويل لكن
كفاك أن تعلم ما قاله عمر – – فيه لما أرسله الي أهل الكوفة
فقال إني بعثت إليكم عمارا أميرا وابن مسعود معلما ووزيرا وهما من
النجباء من أصحاب محمد – صلي الله عليه وسلم – من أهل بدر فاسمعوا
لهما ولقد آثركم بعبد الله علي نفسي ولقد أحبه أهل الكوفة حبا لم يظفر
به أحد من قبله ولا بعده [ انظر الطبقات لابن سعد والحاكم وصححه
ومرافقه الذهبي واعلم يرحمك الله أن أجماع أهل الكوفة علي حب أحد يشبه
المعجزات ذلك أنهم أهل تمرد فلا يصبرون علي طعام واحد ولا يطيقون
جهاده في سبيل الله
إنك أيها الحبيب لو نظرت الي حال ابن مسعود فينال العجب منك إذ كان لا
يستطيع أن يمر بأحد إشراف قريش قبل إسلامه ولما دخل ابن مسعود في دين أتي
وأسمع قريشا كلها السادة والشرفاء ما يكرهون من كلام رب الكون
فيضربونه فيقول ما كانوا أهون علي منهم اليوم لقد ضع الإسلام منه بطلا وهو الذي إن نظرت الي
جسده رأيته نحيفا هديلا جسمه في حجم العصفور أو يزيد قليلا يكاد الجالس
يوازنه طولا وهو قائم صاب الساقين الناحلتين فيتحول هذا الرجل الي آمو جائع
لما يري أعداء الإسلام في المعارك فتجده بطلا فهو يقاتل بقوة من عند الله
فخاط معارك العزة والشف وخاف معارك الظفر والنصرة ولقد شهد أعظم
إمبراطوريتين في عالمية وعصرة تفتحان أبوابهما طائعة خاشعة لرايات
الإسلام ومشيئته فمن ينسه في موقفه العظيم يوم بدر ؟ ذلك اليوم الذي جشا
منه علي صدر أبي جهل بعد أن أتثبته [ آينا عفراء ] فقال رسول الله – صلي الله
عليه وسلم – من ينظر ما صنع أبو جهل ؟ فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه
أبنا عفراء غير أنه لم يمت فقال له أنت أبو جهل ؟ ثم حر رأسه وأعلم رسول الله
الخبر فحمد الله تعالي .[ فائدة عظيمة في بعض الروايات أن الذي قتل أبا
جهل هما أبناء عفراء معاذا أو معوذ وفي بعض الروايات أن الذي قتل معاذ بن
عمرو بن الجموح ففي بعضهما إنه بن مسعود ولكن جم الحافظ ابن محرمين جميع
الروايات فقال يحتمل أن معاذ بن عواء ومعاذ بن عمرو بن الجموح قد شدا عليه
بعضاً من مناقبه
بعضاً من مناقبه : -
روي الحاكم في مستدرك أن عليا قال كنا جلوسا مع بعض الصحابة قالوا عبد
الله بن مسعود ما رأينا رجلا أحسن خلقا ولا أرفق تعلما ولا أحسن
مجالسة ولا أشد وربما منه .
أيها الأخوة في الله – ولان صاحبنا الجليل عبد الله بن مسعود وكان
عالما لكتاب الله فهو أيضا الخائف من عذاب الله فكان كثير البكاء يرجو ربه
أن برحم ضعفه وكان هذا هو لسان حاله في الخوف والبكاء فعن مسروق أن رجلا
قال إني لا أحب أن أكون من أهل اليمن ولكني أحب أن أكون من المقربين –
فقال عبد الله ذلك العبد الخائف لكني تمنيت إذا من ألا أبعث [ بتصرف انظر صفة
الصفوة ] – وعن الحسن قال لو وقفت بين الجنة والنار فقل لي تخيرك من
أيهما تكون أحب إليك أو تكون رمادا لا حببت أن أكون رمادا وعن أبي وقل
قال عبد الله بن مسعود وددت أن الله عفر لي ذنبا من ذنوبي وأنه لا يعرف – ولقد
قال عون بن عبد الله فيما أخرجه ابن سعد في الطبقات أحق عبد الله بن مسعود كان إذا هدأت العيون
قام فسمعت له دويا كدوي النحل . هكذا أكان حال الخائف البكاء .
تواضعه : -
ولان التواضع من شيم الصالحين فقد كان ابن مسعود متواضع مع علمه وروعه
وتقراه فقدرين كل تلك السجايا العطرة بالتواضع لله تعالي فعن حبيب بن
أبي ثابت قال خرج ابن مسعود ذات يوم فأتبعه ناس فقال لهم الكم حاجة –
وفاته رضى الله عنه
وفاته رضي الله تعالي عنه : -
لقد توفي ابن مسعود بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين وأوصي الي الزبير رضي الله
عنهما ودفن بالبقيع وصلي عليه عثمان وقيل صلي عليه الزبير ودفنه ليلا وكان قد أوصي
بذلك وقيل لم يعلم عثمان رضي الله تعالي عنه بدفنه فعاتب الزبير علي ذلك وكان عمر – عبد
الله بن مسعود يوم توفي بضعا وبنتين سنة / وقيل بل توفي سنة ثلاث
وثلاثين والأول كثر – ولما مات ابن مسعود نعي الي أبي الدر داء فقال ما
ترك بعده مثله – أخرجه الثلاثة .
هكذا أيها الأحباب طوى التاريخ صفحة من صفحاته ناصعة البياض بموت
الصارخ بالقرآن المبشر بالجنان علي لسام رسول الله المنان – هكذا واراه
التراب ليقف علي الأعتاب – أعتاب الجنان طارقا الأبواب ليصل الي النبي
والأصحاب ولينال رضا الأرباب هل ينسي كتاب التاريخ آخر كلماته لما دخل عليه
عثمان يعوده فقد قال الأمام الذهبي في سيره أعلام النبلاء المجلد