ربيعة أحد الجذمين الرئيسيين الذي تنقسم إليه القبائل العربية العدنانية إلى جانب مضر
وتنتسب قبائل ربيعة إلى ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان وتضم قبائل ربيعة كل من عبد القيس و تغلب و بكر عنز بن وائل و حنيفة
عاشت قبائل ربيعة في الحجاز ثم أنتقلوا إلى مساكنهم المعروفة في وسط و شرق و شمال الجزيرة العربية فسكنت عبد القيس المناطق الشرقية من الجزيرة العربية وأستقر بنو حنيفة في اليمامة.
و يرد اسم ربيعة في الأخبار القديمة عادةً كمقابل لاسم "مضر" الذي تنسب إليه قريش و بنو تميم، حتى روي عن أحد أنصار مسيلمة الكذاب الذي ادّعى النبوة عام 10 هـ إنه قال "كذاب ربيعة خير من صادق مضر"، إذ كان مسيلمة من بني حنيفة من بكر بن وائل من ربيعة، فصارت القبائل العدنانية تقسم إلى جذمين عظيمين هما ربيعة و مضر (و إن كان النسابون قد ذكروا فرعين آخرين للقبائل العدنانية هما إياد و أنمار). و على الرغم من ذلك، تذكر المصادر انحياز ربيعة إلى القبائل اليمانية في الحروب القبلية التي انتشرت في العالم الإسلامي في العصر الأموي.[1]
كما أنه على الرغم مما يفترض من أصل مشترك بين قبائل ربيعة، فإن حروباً طاحنة قد قامت بينها أشهرها حرب البسوس بين بكر بن وائل و تغلب بن وائل. و قد كانت بكر و تغلب ترعى في بوادي الشام و العراق منذ ما قبل الإسلام ثم نزحت شمالاً إلى الجزيرة الفراتية و عرفت المنطقة الجنوبية منها باسم "ديار ربيعة"، بينما عرفت المنطقة الشمالية باسم "ديار بكر"، و لا زالت هناك مدينة في جنوب تركيا اليوم تسمّى بديار بكر نسبة إلى قبيلة بكر بن وائل من ربيعة.[2]
و لم تنجب قبائل ربيعة الكثير من الدول و الأسر الحاكمة في القرون الإسلامية الأولى و إنما نالت جلّ شهرتها من قوة قبائلها البدوية، و استمر ذلك إلى اليوم حتى صارت قبيلة عنزة، التي جمعت في العصور المتأخرة معظم قبائل ربيعة، أكبر القبائل البدوية عدداً بإجماع المؤرخين و الرحالة. و أهم الدول الربعية في العصور الإسلامية الأولى دولتا مسيلمة الكذاب و نجدة بن عامر قصيرتا الأمد في اليمامة، و كلاهما من حاضرة بني حنيفة، و دولة الحمدانيين من تغلب في الموصل و حلب في القرن الرابع الهجري. أما في العهد الحالي، ينتمي آل سعود حكام السعودية إلى ربيعة عن طريق بني حنيفة أو بادية عنزة على قولين..[3]
أهم قبائل ربيعة
و ربيعة حسب مشجّرات النسب التقليدية هو ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، و قد كان نسّابو العرب الأقدمون يعدّون القبائل التالية ضمن ربيعة:
- عنزة - الذي ينسبونه إلى عنزة بن أسد بن ربيعة، و منهم بنو هزّان في جنوب جبل العارض في اليمامة. و قد ظلت إحدى القبائل العربية الكبيرة تحمل هذا الاسم حتى العصر الحاضر.
- عبد القيس - و هو حسب النسّابين عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة. سكنت هذه القبيلة إقليم البحرين التاريخي (شرق الجزيرة العربية)، و كانت في أغلبها متحضّرة تعمل في الزراعة وقت ظهور الإسلام. و قد انتهى تواجدها القبلي منذ القرن السابع الهجري.[4]
- وائل - و هو وائل بن قاسط بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة، الذي أصبح يعتزي إليه معظم من ينسب نفسه إلى ربيعة في الوقت الحالي بغض النظر عن النسب، و يرد الاسم في القرون القليلة الماضية و حتى الزمن الحالي كمرادف لعنزة عادةً أو لربيعة. أما في العصور القديمة (ما قبل الإسلام و ما بعده بقليل) فقد كان ينتسب إليه القبائل المشهورة التالية:
- تغلب بن وائل - و قد سكنت شمال الجزيرة و هاجرت على إثر الحروب القبلية إلى الجزيرة الفراتية، كما يرد ذكرها في أحداث إقليم البحرين في القرن السادس الهجري. و قد انصهرت في قبائل أخرى أو في الحواضر.
-
- بكر بن وائل - و هم خصوم تغلب في حرب البسوس التي دامت أربعين عاماً في الجاهلية. و الظاهر أن قبيلة بكر كانت مقسّمة إلى قسم متحضّر و آخر بدوي. فأما الحضر فهم بنو حنيفة و أقسام من بني قيس بن ثعلبة و بني يشكر، و قد سكنت هذه القبائل في إقليم اليمامة في شرق نجد، و سكنت إلى جانبهم قبيلة بني عجل من بكر بن وائل. أما بادية بكر فتضم قيس بن ثعلبة وتيم اللات بن ثعلبة وبني عجل، إلا أن أكبر فروعها هي قبيلة بني شيبان التي قادت معركة ذي قار ضد الفرس. وقد سكنت قبائل بكر بن وائل شمال الجزيرة و شرقها ثم هاجرت هي أيضاً مع تغلب إلى الجزيرة الفراتية و سمّيت تلك المنطقة بديار ربيعة، كما سمّيت منطقة مجاورة بديار بكر (التي تقع فيها مدينة ديار بكر في تركيا اليوم).[5] و يعتقد أن قبيلة بكر بن وائل تشكّل القسم الأكبر من قبيلة عنزة الحالية عن طريق الحلف و الاندماج بين القبيلتين.[6][7]
-
- عنز بن وائل - و هي قبيلة سكنت جنوب غرب الجزيرة العربية (منطقة عسير الحالية) منذ العصر الجاهلي. وذهب بعض المستشرقين إلى أن القبيلة قضى عليها الطاعون سنة 1200 م،[8] كما يذهب البعض إلى أنها هي نفسها القبائل المسماة "ربيعة و رفيدة" بين قبائل عسير اليوم.
- النمر بن قاسط - و هو فيما يقال النمر بن قاسط، أخو وائل بن قاسط. و هي قد كانت ديارهم في أعالي الفرات بالإضافة إلى فروع ذكرها الهمداني و غيره في اليمامة في القرن الرابع الهجري. و قد تشتّت القبيلة في زمن الفتوحات و ربما انصهر من تبقّى منهم في قبائل ربعية أخرى، و قد كانت القبيلة تدين بالنصرانية و ذكر الإخباريون المسلمون أنها دخلت مع تغلب ضد بكر في حرب البسوس و أن تغلب قد لجأت إليها حين نزحت شمالاً بعد تلك الحرب.[9]
مصادر
- ^ "ربيعة ومضر"، دائرة المعارف الإسلامية (لغة إنجليزية)
- ^ "ديار بكر"، دائرة المعارف الإسلامية (لغة إنجليزية) Canard, M.; Yinanç, Mükrimin H.; Sourdel-Thomine, J. "Diyār Bakr." Encyclopaedia of Islam. Edited by: P. Bearman ، Th. Bianquis ، C.E. Bosworth ، E. van Donzel and W.P. Heinrichs. Brill, 2007. Brill Online. [1]
- ^ حمد الجاسر، جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد، "آل سعود" و "آل مقرن"
- ^ كاسكل، "عبدالقيس"، دائرة المعارف الإسلامية (لغة إنجليزية) [2]
- ^ بيانكيس، "شيبان"، دائرة المعارف الإسلامية (لغة إنجليزية) [3]
- ^ الطبري، تاريخ الرسل و الملوك، 3/370
- ^ حمد الجاسر، جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد، "عنزة"، "وائل"، "آل مقرن"
- ^ غراف، "عنزة"، دائرة المعارف الإسلامية (لغة إنجليزية) [4]
- ^ لكر، "النمر بن قاسط، بنو"، دائرة المعارف الإسلامية (لغة إنجليزية) [5]