جيش لبنان الجنوبي كان ميليشيا لبنانية خلال الحرب الأهلية اللبنانية، تحالف مع مصالح إسرائيل خلال الإحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان ضد ميليشيات أخرى مثل حزب الله ومنظمة التحرير الفلسطينية.
تم تأسيس جيش لبنان الجنوبي عام 1976 على يد أفراد من الجيش اللبناني في مدينة مرجعيون و القليعة. وكان أغلب أعضائه من المسيحيين والشيعة الذين استائوا من الفصائل الفلسطينية التي سيطرت على جنوب لبنان في ذلك الحين. وكان في جيش لبنان الجنوبي وعلى الدوام عدد جيد من المسلمين الشيعة، ولكن رؤوس القوات كانوا على الدوام من الضباط المسيحيين. وبوجود عدو مشترك لجيش لبنان الجنوبي وإسرائيل، ألا وهو منظمة التحرير الفلسطينية، تشكل وبسرعة حلف بينهما.
كان أول قائد لجيش لبنان الجنوبي الرائد سعد حداد، وبعد وفاة حداد بمرض السرطان عام 1984، خلفه أنطوان لحد.
كان التحالف بين جيش لبنان الجنوبي وإسرائيل وطيداً، وفي حين كان حداد مسيحي (من طائفة الروم الكاثوليك) ، كان حوالي نصف أفراد الجيش من الشيعة والبقية من المسيحيين والدروز. ودعم الجيش الإسرائيليين بقتاله كل من منظمة التحرير الفلسطينية وحزب الله المدعوم من سورية في الشريط المحتل من قبل إسرائيل في جنوب لبنان وذلك حتى العام 2000. كما أدار جيش لبنان الجنوبي سجن الخيام سيء الصيت لصالح إسرائيل. وفي المقابل دعمت إسرائيل المنظمة بالسلاح واللباس.
ظل أفراد جيش لبنان الجنوبي يتقاضون رواتبهم من الجيش اللبناني حتى عام 1990، فهو منظمة مستقلة انشئت في البداية بهدف حماية المدنيين اللبنانيين من منظمة التحرير الفلسطينية. وبمرور الوقت ازدادت العلاقات مع إسرائيل قوة بدعم إسرائيل الجيش بالإمدادات للميليشيا. وازداد اعتماده على إسرائيل بعد عام 1990 عندما أعلنت الحكومة اللبنانية الجديدة بأن جيش لبنان الجنوبي منظمة خارجة عميلة وخائنة، وأوقفت دفع الرواتب لأعضائها. وفي ذات الفترة، شن حزب الله هجمات فعالة بشكل متزايد على جيش لبنان الجنوبي، وبمساعدة المخابرات العسكرية اللبنانية في السنوات اللاحقة، تم اختراق المنظمة بشكل واسع. أدى هذا التغير في الظروف إلى فقدان كل من أخلاقيات المنظمة وأعضائها. وبحلول عام 2000 انخفض عدد أفراد الجيش إلى 1500 بعد أن كان 3000 قبل عشر سنوات. وفي سنوات الازدهار في بداية الثمانينات من القرن الماضي كان لجيش لبنان الجنوبي أكثر من 5000 فرد.
وكون عدد القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان لم يكن يزيد عن بضع مئات في ذات الوقت، قام جيش لبنان الجنوبي بمعظم القتال عن إسرائيل. كما أدار الشؤون الإدارية المدنية في المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل.
في مايو من سنة 2000، انسحبت القوات الإسرائيلية من المنطقة المحتلة في جنوب لبنان طبقاً لتصريحات إيهود براك رئيس الوزراء الإسرائيلي في حملته الانتخابية في مايو 1999، وبعد إبلاغ الأمم المتحدة عن ذلك في أبريل 2000. عارضت قيادة جيش لبنان الجنوبي قرار الانسحاب وبمجرد أن أصبح الإنسحاب الإسرائيلي واضحاً، تجاوز المدنيون اللبنانيون الجنوبيون مواقع جيش لبنان الجنوبي عائدين لقراهم، بينما سيطر حزب الله وبسرعة على المناطق التي كان يسيطر عليها الجيش. أما جيش لبنان الجنوبي -مأخوذاً على حين غرة بالانسحاب الإسرائيلي- فإنهار في وجه الحشود وتقدم حزب الله المستمر. نزح العديد من أفراد الجيش، وبعضهم مع أفراد عائلاتهم إلى إسرائيل، بينما سلم بعضهم الآخر نفسه أو أخذوا كمعتقلين على يد حزب الله وتم محاكمتهم لاحقاً على يد السلطات اللبنانية. كما حصل عدد آخر منهم على حق اللجوء السياسي في دول أوروبا، وخاصة ألمانيا. وفي إسرائيل تم إنتقاد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك على خلفية أن قراره بالانسحاب دون مشاورة حلفاءه في جيش لبنان الجنوبي أدى إلى إنهياره المتسارع والمشوش.
عام 1985 أسس جيش لبنان الجنوبي مركز اعتقال في الخيام. وأوردت تقارير عديدة ممارسة التعذيب على نطاق واسع في الخيام. رفضت إسرائيل أي تدخل وتحمل للمسؤولية، و أدعت أان مسؤولية ما حدث في معتقل الخيام يقع على كاهل جيش لبنان الجنوبي بشكل بحت، الأمر الذي ترفضه منظمات إنسانية دولية كأمنستي إنترناشونال.
وتم التعامل مع أفراد جيش لبنان الجنوبي الذين قبض عليهم الجيش اللبنانى وقوات حزب الله على أنهم أسرى حرب.