الرئيسيةبحث

ثيودوريك العظيم

قرميدة بشعار ثيودوريك ، و جدت في معبد فيستا بروما
قرميدة بشعار ثيودوريك ، و جدت في معبد فيستا بروما

ثيودريك العظيم (45430 أغسطس 526) . ملك القوط الشرقيين (471-526) و حاكم إيطاليا (493–526) و الوصي على عرش القوط الغربيين (511–526) . أصبح بطل أسطورة جرمانية : باسم Þeodric في الأساطير الأنغلوساكسونية ، و باسم Dietrich von Bern في الأساطير الألمانية ، و باسم Þjóðrekr و Þiðrekr في الميثولوجيا الإسكندنافية .

فهرس

الشباب

ولد سنة 454 على ضفاف بحيرة نويزيدلر قرب معسكر كارنونتوم للجيش الروماني و بعد سنة من معركة نيداو التي أنهى بها القوط الشرقيون هيمنة الهون التي استمرت قرابة القرن في وسط و شرق أوروبا . ذهب ابن الملك ثيودمير و إريليفا إلى القسطنطينية صبياً كرهينة لضمان احترام القوط الشرقيين لمعاهدة أبرمها ثيودمير مع الإمبراطور البيزنطي ليو الأول .

عاش في بلاط القسطنطينيه لسنوات عديدة ، و تعلم الكثير عن الإدارة الرومانية و التكتيك العسكري ، الأمر الذي استفاد منه كثيراً عندما أصبح حاكم القوطي لشعب مختلط و لكنه مُرَوْمَن إلى حد كبير . تُعُمِل بشكل مميز من قِبل الأباطرة ليو الأول و زينون ، فعُين مدير الجنود (magister militum) سنة 483 ، و صار قنصلا بعد عام واحد . عاد بعد ذلك ليعيش بين قوط شرقيين لمّا بلغ الحادية و الثلاثين من العمر ، و صار ملكهم في عام 488.

الحـُكم

تمثال ثيودوريك العظيم البرونزي ، من نصب من الإمبراطور ماكسيمليان في كنيسة الفرنسيسكان في إنسبروك
تمثال ثيودوريك العظيم البرونزي ، من نصب من الإمبراطور ماكسيمليان في كنيسة الفرنسيسكان في إنسبروك
ضريح من ثيودوريك في رافينا
ضريح من ثيودوريك في رافينا

وفي ذلك الوقت ، استقر القوط الشرقيون في الأراضي البيزنطية كحلفاء (foederati) للرومان ، و لكنهم كانوا قد أصبحوا مُقلِقين و السيطرة عليهم أكثر صعوبة بالنسبة لزينون . و لم يستمر هذا بعد تتويج ثيودوريك ملكاً عليهم ، و اتفق الرجلان على ترتيب مفيد لكلا الجانبين . احتاج قوط شرقيون مكاناً للعيش ، و كان لدى زينون مشاكل خطيرة مع أودواكر ملك إيطاليا الذي أطاح بالإمبراطورية الرومانية الغربية في عام 476 . كان أودواكر والي زينون ظاهرياً يهدد الأراضي البيزنطية و لا يحترم حقوق المواطنين الرومان في إيطاليا . و بتشجيع من زينون ، غزا ثيودوريك مملكة أودواكر .

حُكم إيطاليا

وصل ثيودوريك إيطاليا مع جيشه عام 488 ، حيث انتصر في معارك أسونزو و فيرونا في عام 489 و في أدا عام 490 . و في سنة 493 استولى على رافينا . في يوم 2 فبراير سنة 493 وقـّع ثيودوريك و أودواكر معاهدة أكدت حُكم كلا الطرفين على إيطاليا. و أُقيمت وليمة احتفالاً بهذه المعاهدة . و في هذه في الوليمة قَتل ثيودوريك أودواكر بيديه بعد عمل نخب ، و بذلك استولي علي إيطاليا و دلماشيا .

و كما كان أودواكر ، كان ثيودوريك ظاهرياً فقط والي للإمبراطور في القسطنطينية . و في الحقيقة كان قادرا على تجاهل الأشراف الإمبراطوري ، و كان التعامل بين الإمبراطور و ثيودوريك كأنداد. و لكن خلافا لأودواكر ، احترم ثيودوريك اتفاقه و سمح بخضوع المواطنين الرومان داخل مملكته للقوانين الرومانية و النظام القضائي الروماني . في حين يعيش القوطيون تحت قوانينهم و أعرافهم . سنة 519 لمّا أحرقت غوغاء كنيسات رافينا ، أمر ثيودوريك المدينة بإعادة بناءها على نفقتها الخاصة.

تحالفات

سعى ثيودوريك العظيم إمّا لإقامة تحالفات مع أو للهيمنة على الممالك الجرمانية الأخرى في الغرب. فتحالف مع الفرنجة بزواجه من أودوفليدا أخت كلوفيس الأول ، و زوّج قريباتِه لملوك و أمراء من القوط الغربيين و الوندال و البورغونديين . أوقف غارات الوندال على أراضيه بتهديد مَلِكهم الضعيف ترازاموند بالغزو ، و أرسل إليه حرسا من 5000 جندي برفقة أخته أمالفريدا التي زوجها إيّهُ عام 500 . لفترة طويلة من حكمه كان ثيودوريك الملك الفعلي للقوط الغربيين و كذلك أصبح الوصي على ملك القوطي الغربي الطفل حفيده أمالريك ، في أعقاب هزيمة ألاريك الثاني من فرنجة في بقيادة كلوفيس سنة 507 . الفرنجة الذين استطاعوا انتزاع السيطرة على أكيتانيا من القوط الغربيين ، و لكن ثيودوريك كان قادراً على هزيمتهم .

و بذلك يمكن القول بأن ثيودريك استطاع توحيد ممالك القوط من جديد . و في سنة 526 مات ثيودريك ودفن في رافينا عاصمة مملكتة في ضريح عظيم لايزال موجود حتي الأن.