الميثولوجيا الإسكندنافية [1] ميثولوجيا نوردية [2] (بالنرويجية:Norrøn mytologi وبالانجليزية: Norse mythology) هي معتقدات وأساطير سكان المناطق الإسكندنافية (النرويج، السويد، الدنمارك، آيسلندا) قبل تحولهم إلى المسيحية.
تشترك الميثولوجيا النوردية مع المعتقدات التي كانت تؤمن بها القبائل الجرمانية في الشمال وتعد هذه النسخة التي كتبت في أيسلندا الأفضل بين نظيراتها الجرمانية والأنكلوساكسونية.
ُنوقلت الأساطير عن طريق النقل الشفوي وكذلك عن طريق الشعر الذي يعرف باسم قصائد إيدا (بالانجليزية:Edda) وعن طريق بعض الكتب التي كتبت في القرون الوسطى خلال وبعد انتشار المسيحية.
لعبت هذه الأساطير دوراً كبيراً في حياة الأفراد وخاصة في المناطق الريفية، ومازالت بعض التقاليد المتعلقة بها تمارس في وقتنا الحاضر، وبعضها قد تم استخدامه في الوثنية الجديدة الألمانية. شكلت هذه الأساطير منبعاً لعدد من الكتاب والمؤلفين في مجالات الخيال والبحث، وصُنعت عدة أفلام تتحدث عنها.
فهرس
|
نُقل معظم هذه الميثولوجيا شفهياً من جيل إلى جيل، وكثير منها فُقد، غير أن جزءاً منها دُون وسُجل عن طريق علماء المسيحيه خصوصا قصائد إيدا وسجلات هيمسكرينغلا التي جمعها سنوري ستورلوسون والذي كان يعتقد أن الألوهيه قبل المسيحيه كانت تقتفي آثار أناس تاريخيين حقيقيين. وهناك أيضاً كتابات غيستا دانوروم الدنماركية من أعمال ساكسو غراماتيكوس، حيث أن الآلهة النرويجية بقوة يوهيميريزيد. من المصادر المهمه أيضاً قصائد إيدا النثريه التي كتبت في أوائل القرن الثالث من قبل الشاعر الرائد سنوري ستورلوسون والذي كان زعيماً قبلياً وسياسياً في آيسلندا. تحكي قصائد إيدا النثرية قصصاً شعرية تذكر الآلهة الإسكندنافية بشكل متسلسل ومتماسك. وتعد المصدر الرئيسي للأساطير الإسكندنافية، بالرغم من أن شكل الميثولوجيا الإسكندنافية لم يكتمل إلا في العصر الجرماني الأوروبي. [3]
أُعيدت كتابة قصائد إيدا النثرية بعد حوالي خمسين عاماً منذ ظهورها لتكون قصائد شعرية بدلاً من كونها نثرية، ومن ثم سميت بقصائد إيدا الشعرية (بالانجليزية: Poetic Edda)، وتتكون من تسعة وعشرين قصيدة طويلة، منها إحدى عشرة معنية بالآلهة الألمانية، بقية القصائد تحكي قصص أبطال أسطوريين مثل سيغورد ألفولسونغ (البطل سيغفريد حسب قصيدة نيبيلونغينليد الألمانية). بالرغم من أن عدداً من الباحثين والخبراء يعتقدون أن قصائد إيدا الشعريه كتب عقب قصائد ايدا النثريه وغيرها من القصائد إلا أن اللغة الشعريه والحكايات في القصائد تبدو وكأنها نظمت قبل عدة قرون من كتابتها.
وإلى جانب هذه المصادر تعتبر الاساطير الموجودة في الفولكلور الإسكندنافي مصدراً للميثولوجيا النوردية. [4] ويمكن الاستدلال على ذلك عن طريق بعض الأساطير الواردة في الأدب الجرماني. ومن الأمثله على ذلك الحكايه المتعلقه بمعركة فينسبورغ الأنكلو ساكسونية والعديد من التلميحات إلى الحكايات الأسطوريه الوارده في قصيدة ديور. ولذلك عندما يواجه الباحثون قصصاً ومراجع غير مكتملة، يتمكنون من استنتاج الحكايات الكامنة، كما أن هناك مئات من الأماكن في إسكندنافيا مسماة بأسماء الآلهة.
بعض النقوش الصخريه الأثريه مثل روك رونستون أو صخرة رونستون (بالانجليزية: Rök Runestone) وكذلك تعويذة كفينيبي (بالانجليزية:Kvinneby amulet) تعتبر من المصادر للميثولوجيا النوردية، كذلك توجد بعض الصخور التي تحتوي على نقوش لصور صغيره تسرد الحكايات الواردة في الميثولوجيا الإسكندنافية، وهي ماتسمى بصخور الرون أو رونستونس (بالانجليزية: Runestones). أيضاً يوجد مايسمى بالصخور التصويرية (بالانجليزية: Image stones) وهي عبارة عن رسومات حجريه كبيره تصور أجزاء من الميثولوجيا النوردية. تشمل الأمثله على الدلائل التي وجدت مرسومة على الصخور قصة رحلة الصيد التي قام بها ثور (بالانجليزية:Thor's fishing trip ) وأيضا قصة فولسونغا البطولية، مشاهد لأودن وسليبنير، وكذلك مشهد لأودين يُفتَرس من قبل فنرير، وعلى إحدى الصخور المتبقيه لليوم صخرة هونستاد (بالانجليزية:Hunnestad Monument) يظهر هيروكين سائراً في جنازة بولدر"DR 284".
وفي الدانمرك توجد صخرة تصويرية تصور لوكي بملابسه الأنيقه وكذلك في بريطانيا هناك صخرة غوسفورث كروس والتي رُسم عليها العديد من الصور المثيره للأهتمام، هناك أيضاً صور صخريه أصغر تصور تماثيل مثل التي تصور الآلهةأودن (بعين واحدة)، ثور (مع المطرقه)، وفرير.
اعتقد الإسكندنافيون بوجود تسعة عوالم هي:
في الأساطير النوردية، توجد ثلاث مجموعات تعتبر كائنات خارقة أو آلهة، هي مجموعات: آسر، فانيل، وجوتن.
هم الآلهة الذين عاشوا في عالم أسكارد وعُرفوا بآلهة الحرب. عاش الآسر تحت قيادة أودن إله الحكمة والحرب وزوجته فريك، ولهم من الأبناء: بالدر (إله الجمال)، وهود (الإله الأعمى)، وهرمود (رسول الآلهة). ومن الآلهه أيضا ثور (إله البرق والرعد) وغيرهم.
هم الآلهة الذين عاشوا في عالم فاناهيمر تحت قيادة نجورد إله البحر والريح، وأبنائه: فرير إله الخصوبة وفريا إلهة الحب والجنس. كان آلهة الفانير يعتبرون رموزاً جالبة للصحة والخصوبة والحظ، وكانوا أيضاً بارعين في السحر، ومسالمين.
الجوتن هم العمالقة الذين عاشوا في عالم جوتنهيمر، وكانوا في نزاع وحروب مع معسكري الآلهة الآسر والفانير. تخبر الأساطير أنه كان هناك نوعان من العمالقة، عمالقة الجليد، وعمالقة النار، ويُعرف العمالقة بأنهم جالبون للفوضى والدمار، ولهذا كانوا على حرب مع الآلهة. الجوتن ضخام الحجم جداً، ولبعضهم عدة رؤوس وعدة أيدي، ويفضلون الظلام والإبتعاد عن أشعة الشمس، كما أنهم كانوا بارعين في البناء والعمران.
استعرت حرب طاحنة بين آلهة الآسر والفانير بسبب تعذيب الآسر لكولفيك (ربة الشفاء)، لحبها للذهب وشغفها به، فكانت دائماً تردد كلمة ذهب، مما أضجر الآسر فقرروا قتلها. حُبست كولفيك في قاعة أودن، وطُعنت بالرماح، وأُحرق جسدها بنيران سحرية ثلاث مرات غير أنها كانت تنبعث من جديد كل مرة.
غضب آلهة الفانير من الآسر لتعذيبهم ربة منهم فطلبوا المثل، لكن الآسر شنوا حرباً عليهم. استمرت الحرب وقتاً طويلاً، وذكرت بعض المصادر أن الآسر انتصروا فيها [1]، فيما ذكرت أخرى أن الفانير هم من انتصروا[2]، بينما تحدثت مصادر ثالثة عن عدم انتصار أحد. [3].
بعد انتهاء الحرب، قرر الطرفان إنهاء النزاع تماماً وتبادل بعض الرهائن حتى تتوطد العلاقة بين الطرفين، فذهب كل من نجورد وابنيه فرير وفريا إلى معسكر الآسر، بينما ذهب فيلي وميمير (الأكثر حكمة في الآسر) إلى معسكر الفانير. تبع هذا التبادل طقس معين قام فيه كل معسكر بالبصق في إناء، ومن ذلك المزيج وُجد كفاسير (الأكثر حكمة في الفانير)، وذهب بعدها إلى معسكر الآسر.
وهم أحد الأعراق التي تم ذكرها وتناولها في الأساطير حيث ذكرت أنهم بارعين في أعمال الحدادة وصنع الأسلحة وبناء الخنادق والمجوهرات والأحجار الكريمة كما أنهم كانوا بارعين في السحر، كانوا يعيشون تحت الأرض وفي الخنادق وبين الجبال أو ماكان يعرف بعالم نيدافلير. من صفاتهم كانوا قصيري القامة وأشكالهم توحي بالشر، ذكرت القصائد بعضا من أسماء الأقزام وذكرت كما يبدو أسماء لثلاثة قبائل هي مودسوكنير ودورن ودفالن، كان الأقزام يبغض كلا من الآلهة والبشر، لم توضح القصائد مادور الأقزام في الملحمة النهائية.
هناك نوعان من الجن حسب الأساطير أولهم جن الظلام ويقطن عالم سفارتالهيم، ومن صفاتهم أنهم كانوا شديدي السواد ومنعتهم الآلهة من الخروج حتى حين يخيم الليل على المكان ومن يخالف هذا يتم تحويله إلى حجر. هناك لبس بين جن الظلام والأقزام فيتم ذكرهم تارة كنوع من الأقزام وتارة يتم ذكرهم على إنهم عرق آخر. أما النوع الثاني من الجن وهو جن النور أو جن الضوء وعلى عكس جن الظلام كان هذا العرق مسالم ومحب للخير، وكانوا شديدي البياض والسطوع وعاشوا في عالم ألفهيم.
يعتبر النورن آلهة ولكن بدرجة أقل من الآسر والفانير، النورن آلهة القدر فكانوا يتحكمون بقدر جميع البشر في مدكارد وحتى في قدر الآلهة. كانوا يعيشون تحت جذور شجرة يكدراسيل، من أشهر النورن أورد وفيرداندي وسكولد.
تتضح بداية العالم وأصله حسب رؤية الميثولوجيا الإسكندنافية في مقدمة قصائد إيدا، في قصيدة فولسبا (وتعني نبوءة فولفا)، حيث تقول القصيدة أن أودن قام باستحضار روح فولفا، وأراد منا كشف الماضي والمستقبل، فكرهت الروح أسئلته، وظلت تجيبه لماذا تسألني؟، وكانت الروح تخبر أودن بالماضي والمستقبل، وتسأله إن كان يريد معرفة المزيد، فكان يجيبها أنه كملك الآلهه يجب أن يتسلح بالعلم والمعرفة. وبعد أن كشفت الروح الماضي والمستقبل، اختتمت كلامها قائلة: إني أغرق الآن، ثم اختفت في غياهب النسيان.
حسب الأساطير، بدأت الحياة من النار والثلج، كان هناك فراغ كوني يدعى كيننكاكاب، وكان هناك عالمان يحدانه، من الجنوب موسبليهيم عالم النار، ومن الشمال نيفيلهيم عالم الجليد. بدأت الحياة عند التقاء رياح موسبليهيم بثلج وجليد نيفيلهيم، مما شكل الكائن الأول أو العملاق الأول يمير (أول عمالقة الجليد) والبقرة أودهومبلا. من أحد أقدام يمير نشأ عملاق آخر، ومن إبطيه نشأ عملاقان ذكر وأنثى، ومن عرقه نشأ سورت، عملاق ناري رحل بعدها إلى عالم موسبليهيم، بعدها بدأ نسل العمالقة في التكاثر، وكان يمير وأولاده يشربون من حليب البقرة أودهومبلا.
كانت البقرة تتغذى بلعق الأملاح عن إحدى الصخور، مما جعلها تشكل بوري، جد أودن. تزوج بوري من إحدى العملاقات وأنجب بور، وبدوره تزوج بور من بستلا ابنة عملاق الجليد بولثا وأنجبا آلهة الآسر أودن وأخواه فيلي وفيي.
أصبح يمير أكثر قوة وأكثر عنفا وأخذ ينشر الفوضى والدمار في عالمه، علاوة على ذلك لم يحب الأخوة الثلاث يمير والعمالقة فقرر الإخوة الثلاث التخلص منه. عندما قتل يمير غرقت جميع سلالته (إلا إثنان) معه بسبب السيل الكبير الذي نتج من دمه، نجا من الغرق العملاق بركليمر (حفيد يمير) وزوجته ورسا بهم الطوفات بمنطقة جوتنهيمر وأنشأوا سلالة العمالقة من جديد هناك.
قام الأخوة الثلاث بخلق عالم جديد من بقايا يمير، استخدموا جسده لسد الفراغ كيننكاكاب، دمه لعمل البحار والأنهر والبحيرات، من عظامه السليمة الجبال ومن أسنانه وعظامه المتكسرة الأحجار والصخور، ومن شعره الأشجار. خلقت السماء من جمجمة يمير وتم حملها بواسطة أربعة أقزام نوردي و سودري و أوستري و فيستري، واستخدموا شرارات من عالم النار لخلق الشمس والقمر والنجوم، خلقوا الغيوم من دماغ يمير، وبحواجبه تم خلق عالم مدجارد عالم البشر ووضعوا فيه الأجسام التي خلقوها وتم إحاطة هذا العالم بروموش يمير لمنع العمالقة من الدخول إليه، ومن لحم يمير وجد الأقزام وعاشوا في الجبال والخنادق.
قام الآلهة بخلق الشمس والقمر من شرارات عالم موسبلهيم الناري، وضع كل من الشمس والقمر في عربات تجرها أحصنة، قام الآلهة أيضا بصنع درع اسمه سفالين لكي يحمي أرفاك وألسفين (الحصانين) من أشعة الشمس، بينما ألسفيدر هو الحصان الذي يجر عربة القمر، قام الآلهة بأخذ أبناء العملاق موندلفاري عقابا له مما فعله بأن تجرأ وسمى ابنته سول (الشمس) وابنه ماني (القمر)، ووضعوهم لقيادة الأحصنة حتى لاتحيد عن مسارها بين العوالم.
استدعت الآلهة العملاقة نوت (الليل) ابنة العملاق نورفي، ووضعتها في عرب يجرها الحصان هريم فاكسي، تزوجت نوت ثلاث مراتٍ وأنجبت مرة من كل زوج، فكان ابنها من زواجها الأخير أجمل أبنائها، وكان ساطعاً ومنيراً كالشمس، واسمه داك (النهار)، فجلبت له الآلهة عربة أخرى يجرها الحصان سكين فاكسي.
بعد أن قام الآلهة بخلق مدجارد وبنائها، وخصصوها للبشر، بحثوا فوجدوا جذعي شجرة، فمنحهما أودين الروح، والعقل من فيي، والقدرة على النطق والرؤية والسماع من فيلي، وأسموهما أسك وإمبلا.
تُعد الرؤية الإسكندنافية لنهاية العالم الأشد تشاؤماً بين مثيلاتها في الميثولوجيات الأخرى، حيث أن آلهتها مقدرة للهزيمة على يد سكان فروع يكدراسيل الأخرى، وليس هذا فقط، بل إن آلهة الميثولوجيا الإسكندنافية تعلم مصيرها جيداً، وتعرف ألا مفر من الهزيمة والموت في معركة نهاية العالم، حيث ستتكاثر قوى الدمار والفوضى وتخرج من سباتها لتقاتل الآلهة، وتحل الفوضى والدمار بالعوالم الأخرى. وعلى الرغم من معرفة الآلهه لمصيرهم وأنهم سيهزمون حسب النبؤة، إلا أنهم يواجهون مصيرهم بشجاعة ويقاتلون بضراوة. يقتل أودن على يد فنرير ويقتل ثور جورمنكاند ولكنه يموت أيضا بسبب سمه، لوكي آخر من يموت في هذه المعركة.
جانب التفاؤل في هذه المعركة هو علم الآلهة بأن قوى الفوضى والدمار مآلها إلى الخسارة في النهاية، وإيمانهم بأن عالماً جديداً سينبثق من دمار هذا العالم، وسيكون أفضل من سابقه.
إضافة إلى قصص الآلهة والكائنات الخارقة وكيفية بناء العالم وملحمة النهاية تحدثت قصائد إيدا عن أبطال وملوك من البشر الذين عاشوا في مدكارد، وعن الملاحم التي صاغتها إنجازاتهم. أدت هذه الملاحم وظيفة الحكايات الشعبية القومية للأبطال القوميين الإسكندنافيين، ومن أهم العائلات البشرية التي تحدثت عنها ملاحم البشر عائلة فولسنك، وقائدها الشجاع سيكرد.
كات للميثولوجيا النوردية تأثيرا واضحا ومصدر للعديد من المؤلفين والمنتجين والموسيقين. فمثلا في مجال الأدب تظهر ثلاثية توكين سيد الخواتم تأثرا واضحا بالإسطورة، وفي مجال الموسيقى كتبت العديد من فرق الميتال أغاني تتحدث عن الميثولوجيا، وفي مجال الألعاب الإلكترونية لعبة ورلد أوف واركرافت (عالم واركرافت).
الآلهة: أودن | ثور | تير | لوكي | بالدر | هود
الشخصيات الميثولوجية: فنرير | هيل | جورمنكاند
الأعراق: الآلهة | الجن | الأقزام | العمالقة
العوالم: يكدراسيل | أسكارد | فاناهيمر | جوتنهيم | مدجارد | موسبلهيم | نيفيلهيم | ألفهيم | سفارتالهيم| نيدافلير