Trani تراني ، مدينة جنوب إيطاليا في مقاطعة بارليتا أندريا تراني ضمن إقليم بوليا سكانها حوالي 53.516 نسمة ، تبتعد 40 كم شمال غرب باري عن طريق القطار تطورت المدينة بشكل خاص حول ميناءها ، تنتج المناطق المحيطة النبيذ و التين و الزيتون و اللوز و الحبوب .
ظهرت مدينة تورينوم Turenum لأول مرة زمن ما سمي الطاولة البيوتنجرية Tabula Peutingeriana في القرن الثالث عشر في نسخة رحالة روماني قديم . الاسم جاء نسبة للبطل اليوناني ديوميديس . احتل المدينة بعد ذلك اللومبارديون و البيزنطيون . بيد أن أول خبر مؤكد عن وجود مستوطنة حضرية في تراني يعود فقط إلى القرن التاسع .
أزهى عصور تراني كان القرن الحادي عشر لـمّا صارت مقر أسقفية بدلا من كانوزا ، و قد وصل إليها المسلمون . كان ميناءها موقعاً هاماً بالنسبة الحملات الصليبية ، و تطور لاحقاً تطوراً كبيراً فأصبح الأهم على البحر الادرياتي . و في عام 1000 اصدرت تراني Ordinamenta Maris و الذي يعد اليوم أقدم مخطوطة بحرية في العصور الوسطى . في تلك الحقبة استقر بتراني العديد من الأسر الكبيرة في الجمهوريات البحرية الرئيسية الإيطالية (أمالفي و بيزا و البندقية) . و احتفظت تراني في المقابل بقنصل في البندقية منذ القرن الثاني عشر . و يبين وجود قنصليات أخرى في عدة مراكز شمال أوروبا بما في ذلك انكلترا و هولندا أهمية تراني التجارية و السياسية في العصور الوسطى .
بنى الإمبراطور فريدريك الثاني قلعة ضخمة في تراني . و بلغت المدينة في ظل حكمه في أوائل القرن الثالث عشر أوج ثراءها و رخاءها .
بحلول القرن الثاني عشر ، باتت تراني تحتضن أكبر جالية يهودية بجنوب إيطاليا ، و مسقط رأس أحد كبار حاخامات إيطاليا في العصور الوسطى : الحاخام اشعياء بن مالي التراني (1180-1250) معلق و هالاخاهي . الحاخام التلمودي موسى بن يوسف التراني (1505-1585) وُلـِد في سالونيك ، بعد ثلاث سنوات من فرار أسرته من تراني بسبب الاضطهاد المعادي للسامية .
دخلت تراني أزمة تحت حكم أنجو و أراغون (القرن الرابع عشر - القرن السادس عشر) .
استعادت تراني تحت حكم آل بوربون بعضاً من رونقها ، بفضل الوضع الاقتصادي المتحسن عموماً بجنوب إيطاليا و تشييد العديد من المباني الرائعة . كانت تراني عاصمة المنطقة منذ عام 1586 حتى العصر النابليوني عندما جرّدها جواكينو مورات من هذه المكانة لصالح باري .
علاوة على ذلك في عام 1799 ارتكبت القوات الفرنسية مجزرة بحق سكان تراني .
بعد تلك المذبحة انضمت المدينة إلى الجمهورية النابولية . سعت المدينة بين عامي 1815 و 1860 لاستعادت اسبقيتها القضائية . و حتى سنة 1923 حافظت تراني على اسبقيتها كمركز ثقافي و سياسي كبير . كانت مقراً محاكم مدنية و جنائية ذات اختصاص على كامل المقاطعة ، و في الفترة من 1861 إلى 1923 مقراً محكمة الاستئناف لكامل إقليم بوليا .