الرئيسيةبحث

بنزين (وقود)

البنزين والذى يعرف في أمريكا الشمالية بإسم جازولين, أو بترول في إتحاد الكومونويلث, وفى بعض البلاد يطلق عليه (روح الموتور), هو سائل خليط مشتق من البترول يتكون في الأساس من الهيدروكربونات. يستخدم كوقود في محركات الإحتراق الداخلي. ويستتخدم مصطلح الجازولين كثيرا في مجال صناعة البترول, وحتى بين الشركات التى لا تعمل في الولايات المتحدة. و"جاز" هو إختصار دارج للمصطلح جازولين. كما أن "موجاز" هو أيضا إختصار دارج للمصطلح "موتورجازولين", للتفرقة بينه وبين المصطلح "أفجاز" غاز طائرة الذى يستخدم في الطائرات الخفيفة. ولا يجب الخلط بينه وبين أنواع الوقود الغازي الأخرى الذي تستخدم في محركات الإحتراق الداخلي مثل البروبان.

وتستهلك الولايات المتحدة 360 مليون جالون (1360 مليون لتر) من البنزين كل يوم. كما أن الدول الغربية من أكثر المناطق إستهلاكا للبنزين. وقد كان لوضع الضرائب على البنزين في بعض الدول في أوروبا أثر كبير على تطور صناعة السيارات لإنتاج سيارات أقل إستهلاكا للوقود.

فهرس

تحليل البنزين الكيميائي وتصنيعه

ينتج البنزين في مصافي الزيت. وهذه الأيام يتم فصله بسهولة من الزيت الخام عن طريق التقطير, ويسمي بنزين طبيعي, ولكنه لا يكون له المواصفات المطلوبة (بالتحديد رقم الأوكتان, شاهد بالأسفل) بالنسبة للمحركات الجديدة, ولكن يمكن أن يكون جزء من المخلوط الذى يستخدم لها.

أغلبية البنزين القياسي تتكون من هيدروكربونات تتراوح أطوال سلاسلها من 5 إلى 12 ذرة كربون في الجزيء.

وتنتج المصافي المختلفة مكونات لها تركيب متفاوت, وعند خلطها فإنها تنتج بنزين بخصائص مختلفة. ومن أهم هذه المكونات:

(المصطلحات المستخدمة ليست كلها المصطلحات الصحيحة كيميائيا. وهى مصطلحات قديمة, ولكنها تستخدم حتى الآن في مجال صناعة البترول. ومعناها الفني يختلف من شركة بترول لأخرى أيضا من بلد لأخرى)

وعموما فإن البنزين العادي يتكون من خليط من البرافينات (ألكانات), النافثات (ألكان حلقي), المركبات أروماتية, الأولفينات (ألكينات). وتعتمد نسبة كل منها على:

وحاليا فإن الوقود المستخدم في كثير من الدول له حدود معينة لنسبة المكونات الأروماتية بشكل عام, وبخاصة البنزين الحلقي, وكذلك نسبة المكونات الأولفينية (الألكينات). وهذا يزيد الطلب على البرافينات العالية الأوكتان, مثل الألكيلات, ويجبر المصافي لإضافة وحدات تنقية أخرى للتخلص من البنزين (حلقة البنزين).

كما أن البنزين يمكن أن يحتوي على مركبات عضوية أخرى مثل: الإثير العضوي بالإضافة إلى كميات قليلة من الشوائب, وبالتحديد ميركبتانات الكبريت, سلفيد الهيدروجين والتى يجب ان تزال من البنزين لأن لها تسبب تآكل المحركات.

التطاير

يتطاير البنزين أكثر من الديزل أو الكيروسين, وليس فقط بسبب ترتيبه أثناء التقطير, ولكن بسبب الإضافات التى توضع إليه. والمتحكم النهائي في التطاير هو غالبا البيوتان. كما أن نسبة التطاير تعتمد على درجة الحرارة المحيطة, فكلما زادت درجة الحرارة زاد التطاير. وفى بعض المناطق مثل أستراليا هناك تغير شهري في معدلات التطاير, ولكن في معظم البلاد هناك حدود للتطاير تبعا لفصل الصيف والشتاء, وحد اخر وسيط بينهما.

وقد تم تقليل حدود التطاير للبنزين في معظم الدول في الوقت الحالي لتقليل الإنبعاثات التى تحدث أثناء عمليات مليء السيارات بالبنزين.

رقم الأوكتان

"لمزيد من المعلومات عن هذه النقطة راجع رقم الأوكتان"

أهم الخصائص للبنزين هو رقم الأوكتان, وهو مقياس لمقدرة البنزين على مقاومة الإحتراق المبكر (طرقات المحرك). وهذا الرقم يقاس بالنسبة إلى خليط من 4,2,2-ثلاثي ميثيل بينتان (أحد متزامرات (isomer) الأوكتان) و إن-هيبتان. فمثلا 87 أوكتان تعني أن البنزين له كفاءة تشغيل مثل خليط من 87% أيزو اوكتان, 13% إن-هيبتان. وهذا النظام تم عمله بواسطة روسل ماركر.

الأخطار

تتواجد في البنزين عديد من الهيدروكربونات (وخاصة الهيدروكربونات الحلقية مثل البنزين الحلقي), وهذه الهيدروكربونات مثل باقي الإضافات المقاومة لطرقات الموتور لها تأثير سرطاني. ولهذا السبب, فإن التسريبات الكبيرة أو المستمرة للبنزين تسبب تهديدا على الصحة العامة, في حالة وصول البنزين لأي مصدر من مصادر المياه العامة. والخطر الرئيسي للبنزين من هذه التسريبات لا يأتى من السيارات, ولكن من حوادث صهاريج نقل البنزين ومن التسريبات التى يمكن أن تحدث من مستودعات التخزين. ونظرا لوجود مثل هذا الخطر, فإم معظم مستودعات التخزين يتم متابعتها بصفة دورية للتأكد من عدم حدوث أية تسريبات مثل أنود قربان. ونظرا لأن البنزين متطاير بطبيعته, فإن ذلك يستلزم أن تكون مستودعات التخزين وصهاريج النقل محكمة الغلق. ولكن ولكن هذا التطاير العالي للبنزين يمكنه من أن يشتعل في الجو البارد, بعكس الديزل. وعموما, فإنه يجب عمل قياسات معينة للسماح بالتهوية الكافية للبنزبن حتى لا يرتفع الضغط في مستودعات التخزين ويظل مساوي للضغط خراج المستودع. كما أن البنزين يتفاعل مع كيمياويات معينة شائعة الإستخدام مثل: تفاعل البنزين والدريانو المتبلر والذى ينتج عنه لهب مستمر. كما ان معظم مستودعات التخزين في هذه الأيام بها ألات قياس دقيقة لمراقبة ومنع أى تسريبات, مثل الأنود القرباني, فمثلا يتفاعل البنزين وبللورات الدراينو معا عن طريق الإشتعال التلقائي.

البنزين أيضا من الغازات الملوثة للبيئة. فحتى البنزين الذى لا يحتوى على مركبات الرصاص أو الكبريت, فإنه ينتج ثاني أكسيد الكربون, ثاني أكسيد النيتروجين, أول أكسيد الكربون من عادم المحرك الذى يستخدمه.

محتوى الطاقة

يتحتوى البنزين على تقريبا 45 ميجا جول لكل كيلو جرام (MJ/kg) :


الكثافة الحجمية للطاقة في بعض أنواع الوقود مقارنة بالبنزين:

نوع الوقود     MJ/L     BTU/جا     BTU/جالون أمريكي     RON
البنزين 29.01 125,000 104,000 87-98
غاز البترول المسال 22.16 95,475 79,500 110
وقود الديزل 32.19 138,690 115,480 5-20
زيت تسخين 34.74 149,690 124,640  
الإيثانول 19.59 84,400 70,300 129
الميثانول 14.57 62,800 52,300 150
الوقود الكحولي (10% إيثانول + 90% بنزين) 28.06 120,900 100,700  

يحتوى الوقود العالي الأوكتان مثل غاز البترول المسال على طاقة أقل من الوقود المنخفض الأوكتان مثل البنزين, مما ينتج عنه أن المحصلة النهائية للقوة تكون أقل. وعموما فإنه بتعديل المحركات لتعمل بغاز البترول الطبيعي, فإنه يمكن التغلب على مشكلة قلة محصلة الطاقة الكلية. وهذا لأن الوقود العالي الأوكتان يسمح بمزيد من الإنضغاط وهذا يعني فراغ أقل في إسطوانة المحرك في شوط الإحتراق. وعلى هذا درجة حرارة أعلى للإسطوانة. ونفايات هيدروكربونية أقل (تلوث أقل, وطاقة مستخدمة أكثر), أى مستويات طاقة أعلى مع مستويات تلوث أقل.

ويجب ملاحظة أن السبب الرئيسي لقلة طاقة الغاز المسال أن له كثافة قليلة. ومحتوى الطاقة له أعلى من البنزين (نسبة هيدروجين إلى كربون أعلى). وبمعنى أكثر دقة يتم حرق الكتلة, وليس الحجم.

الإضافات

الرصاص

يتم الإعتراف بالخليط أنه بنزين عند إستخدامه للإنضغاط في محركات الإحتراق الداخلي, وقد كان البنزين سابقا يسبب ما يسمى "طرقات" للمحرك (يسمى أيضا "أزيز" و "قرقعات") نتيجة الإحتراق المبكر. وقد توصلت الأبحاث التى أجراها كل من إيه. إتش. جيبسون وهارى ريكاردو في إنجلترا, وتوماس ميدجلي, وتوماس بويد في الولايات المتحدة في موضوع طرقات المحرك, بالتوصل إلى أن إضافة مركبات الرصاص تساعد في علاج الطرقات, وتحسين أداء البنزين, مما أدى لانتشار استخدام مركبات الرصاص في العشرينات من القرن العشرين. ومن أشهر إضافات الرصاص تيترا-إيثيل رصاص. ونظرا لتأثير الرصاص على البيئة. ولأن مركبات الرصاص لا تتوافق مع المحولات الحفزية فقد قل استخدام مركبات الرصاص كإضافات منذ 1980 في معظم البلاد. وتم استبدال مركبات الرصاص بمركبات أخرى تقوم بنفس الوظيفة, ومنها الهيدروكربونات الأروماتية, اللإيثيرات, الوقود الكحولي (غالبا الإيثانول, أو الميثانول).

وكان أكبر تأثير لمنع استخدام الرصاص على المحركات, تآكل مقاعد صمامات المحرك حيث أن مركبات الرصاص كانت تساعد على حمايتها. واحتاج العديد ممن يقومون بجمع السيارات عمل بعض التعديلات لمحركاتها لتتوافق مع البنزين المعدل.

ويحتوى البنزين أيضا عبى إضافات تقلل من تواجد الكربون في المحرك, مما يحسن من عملية الأحتراق ويسمح بتشغيل أفضل في ظروف الجو الباردة.

MMT

ميثيل سيكلو بينتا داينيل منجنيز (MMT) يستخدم من عدة سنين في كندا وحديثا في أستراليا لتحسين الأوكتان. وتساعد أيضا السيارات القديمة المصممة للعمل بالوقود الذى به رصاص على العمل بالوقود الخالي من الرصاص بدون الحاجة لإضافات لمنع مشاكل التسريب من الصمامات.

وحاليا هناك جدل مستمر حول ما إذا كان MMT ضار بالبيئة أم لا.

الخلط المتأكسج

الخلط المتأكسج هو إضافة الأكسجين للوقود بالمركبات الأكسيجينية مثل MTBE, الإيثانول, ETBE, وهذا يقلل كمية أول أكسيد الكربون وكمية الوقود الغير محترق الخارج مع العادم, وبالتالى يقلل الدخان. وفى عديد من المناطق في الولايات المتحدة فإن الخلط المتأكسج إجباري. فمثلا في جنوب كاليفورنيا, يجب أن يحتوى الوقود على 2% من الأكسجين بالوزن. ويعرف الوقود الناتج بالبنزين المعدل أو البنزين المتأكسج.

MTBE يتم الإستغناء عنه نظرا لتأثيره الملوث على المياه الجوفيه. كما انه ممنوع في بعض المناطق. ويتم استخدام MTBE المحتوى على إيثانول كبديل. وخاصة الإيثانول المستخرج من المكونات العضوية مثل الذرة, قصب السكر, ويسمى في هذه الحالة "إيثانول"-حيوي. ويطلق على مخلوط الإيثانول-بنزين جازول. وأكثر المناطق إستخداما للإيثانول في البرازيل, حيث يستخرج الإيثانول من قصب السكر. وإستخدام الإيثانول-"الحيوي", سواء بطريقة مباشرة, أو بطريقة غير مباشرة في MTBE-"الحيوي", يتم تشجيعه بقوة من الإتحاد الأوربي للوقود الحيوي.

تاريخ البنزين

إستخدامات البنزين الصيدلانية

قبل إختراع محركات الإحتراق الداخلي في منتصف القرن الثامن عشر, كان البنزين يباع في زجاجات صغيرة كمانع للقمل. وفى هذا الوقت كانت الكلمة "بترول" إسم تجاري. ولم يستمر هذا الإستخدام للبنزين نظرا لقابليته للإشتعال وأثاره المهيجة للجلد, كما أن البنزين مادة مسرطنة عند التعرض له لفترات طويلة.

الكلمة "بترول" مشتقة من الكلمة الفرنسية القديمة "بتروليه", والتى تعنى النفط.

أصل الكلمة

أصل الكلمة هنا يتحدث عن المرادف الامريكي لكلمة بنزين وهو "جازولين", وقد تم بدء استخدام الكلمة عام 1865 من الكلمة غاز وإضافة اللاحقة الكيميائية ين. وتم استخدام النقط الحديث في عام 1871. وتم تسجيل الكلمة الإنجليزية الأمريكية عام 1905. [1]

وتم استخدام كلمة "بترول"Petrol" في البداية للتعبير عن المواد المصفاة في عام 1892 (كانت تستخدم قبل ذلك للتعبير عن المواد الغير مصفاة) وتم تسجيلها كإسم تجاري عن طريق بائع الجملة الإنجليزي كارلس ليونارد. [2] [3]

وفى ألمانيا وبعض الدول العربية يطلق عليه "بنزين".

الحرب العالمية الثانية والأوكتان

أحد الموضعات التاريخية المتعلقة برقم الأوكتان حدثت أثناء الحرب العالمية الثانية. حيث كانت إمدادات ألمانيا من الزيت تأتى من رومانيا, كما قامت ببناء مصانع تقطير كبيرة لإنتاج البنزين من الفحم. وفى الولايات المتحدة لم يكن الزيت "بالجودة الكافية" وكان لابد من إستثمار كثير من المال على أنظمة رفع كفاءة هذا الزيت. وقد كان لذلك فائدة كبيرة. إذ أن رقم الأوكتان لوقود الطائرات إرتفع إلى 130 وأحيانا 150, مما كان ينتج قوة أكبر من نفس المحركات الموجودة حيث زادت قابليته للإضغاط. وعلى العكس من ذلك لم يحاول الألمان البحث عن وسائل لرفع رقم الأوكتان لديهم حيث أن الزيت المستخدم لديهم كان جيد. وبالتالى فإن الألمان إضطروا لإستخدام محركات ذات قدرة أكبر للحصول على القوة المطلوبة.

وعموما, فإن محركات الطائرات الألمانية كانت تعمل بطريفة حقن الوقود المباشر ومن الممكن استخدام الحقن بالميثانول-ماء و حقن أكسيد النيتروز, مما كان يعطر المحرك قوة أكثر بنسبة 50% ولكن لمدة 5 دقائق فقط أثناء المعارك الجوية. وكان هذا محدود بخمس مرات فقط, أو بعد 40 ساعة طيران فإن المحرك سيحدث به أعطال تحتاج إعادة بناء المحرك مرة أخرى. وكانت معظم الطائرات الألمانية تستخدم وقود برقم أوكتان 87 وكان يطلق عليه (B4), وكانت بعض المحركات العالية القوة تستخدم أوكتان 100 وكاب يسمى (C2/C3).

وهذه النظرة التاريخية مبنية على فهم خاطيء منتشر عن رقم الأوكتان أثناء الحرب. فللوقود نوعان من رقم الأوكتان, أحدهما للمخلوط الضعيف, والأخر للمخلوط القوي, وغالبا ما يكون المخلوط القوى أكبر. فمثلا, وقود الطيران البريطاني في نهاية الحرب كان 100\125. وسوء الفهم هنا أن الوقود الألماني له رقم أوكتان أقل (وبالتالي جودة أقل) قد ظهر لأن الألمان حددوا رقم الأوكتان للمخلوط الضعيف على أنه رقم الأوكتان لوقودهم بينما إستخدم الحلفاء إستخدموا رقم الأوكتان للمخلوط القوي لوقودهم. وكان وقود الطيران القياسي للألمان في أواخر الحرب (أطلق عليه C3) كان له رقم أوكتان ضعيف/قوي 100/130, وكان الألمان يستخدموا 100 على أنه رقم الأوكتان, بينما الحلفاء إستخدموا 130.

بعد إنتهاء الحرب أرسلت البحرية الامريكية بعض الفنيين لمقابلة البتروكيماويين الألمان والتحقق من جودة الوقود الألماني. وقد كان تقريرهم بعنوان "تقرير فني 145-45 عن تصنيع بنزين الطيران الألماني" وقاموا بتحليل الانواع المختلفة للوقود كيميائيا وإستنتجوا أن "فى نهاية الحرب كان الوقود المستخدم في المقاتلات الألمانية يشبه المستخدم عند الحلفاء"

شاهد أيضا

وصلات خارجية

معلومات

بيانات

أخرى

صور