العماليق هو اسم يطلقة العرب على الكنعانيون والأموريين الذين كانوا يسكنون الجزيرة العربية وهم من أقدم الأمم التي سكنت الجزيرة العربية، من ذرية عمليق بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح ، عاصروا الأنبياء وتفرقوا في البلاد وحكموا بلدان كثيرة : نجد ، البحرين ، عمان ، مصر ، اليمن ، سوريا ، الحجاز ، العراق .
وكان منهم ملك مصر الذي عاصر النبي يوسف.
فهرس |
كلمة عملاق في اللغة تعني الطويل، ويبدو أن قبائل العماليق كانت تتميز بشيء من الطول والجسامة، ويرى بعض المؤرخين الحديثين أن سكان الجزيرة العربية كانوا حتى عام 1600 قبل الهجرة ضخاماً، وبقي لهم أحفاد إلى مابعد ذلك وعرفوا بهذا الإسم، وإن لم يكونوا يحملون ذلك القدر من الطول ولايعمرون مايعمر به أسلافهم. والعماليق في كتب التاريخ العربية من أحفاد "عملاق بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح". كانوا يسكنون الجزيرة العربية ثم رحلوا وسكنوا مع الأحفاد الآخرين لنوح في منطقة الرافدين ثم خرجوا مع مجموعات أخرى، وتكاثر أحفاد نوح حتى زاحم بعضهم بعضاً خرجوا من العراق.
عاد العماليق إلى الجزيرة العربية وانتشروا في أنحائها، وسكنت قبائلهم الكثيرة في نجد والبحرين وعمان واليمن وتهامة وبلغوا أطراف بلاد الشام. وايضا انتشروا بمصر وكان منهم فراعنة مصر أيضاً وهم الهكسوس.
ويذكر الطبري أن الذين سكنوا يثرب منهم هم من قبيلة جاسم، ويذكر ابن خلدون قبائل أخرى هي:
ولا يعرف متى استوطن العماليق في يثرب على وجه التحديد، وربما نزلوها قبل رحيلهم إلى العراق او بعد خروجهم من أرض مصر على يد الملك أحمس الأول. وقد اختلف المؤرخون هل هم الذين أسسوا يثرب أم قبيلة عبيل؟ وهل انتزعوها منهم؟ والذي يتفقون عليه هو أن وجود العماليق قديم في يثرب سواء في فترة التأسيس أو بعدها مباشرة. ومن المؤكد أن العماليق وجدوا في يثرب قديماً، وأنهم عرب.
ويرى الطبري أن جدهم عمليق هو أول من تكلم العربية، كما أن أسفار التوراة ذكرتهم عدة مرات وسمتهم باسمهم العماليق حيناً وباسم الجبارين حيناً آخر. وذكرت أسماء بعض زعمائهم ومدنهم العربية، فقد عاصروا دخول وخروج بني إسرائيل من وإلى مصر، واصطدموا معهم في معارك عدة بمنطقة سيناء بعد خروجهم من مصر.
قال الطبري:
وقال أيضاً:
وقال ابن خلدون في كتابه تاريخ ابن خلدون:
ذكروا في التوراة بوصفه شعباً معادياً لليهود، وقد عدَّهم اليهود من أعدائهم الأزليين:
جاء ذكرهم في الكتب العربية كالمنتظم في التاريخ وكتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير.
وقد أنشأ العماليق في يثرب مجتمعاً زراعياً ناجحاً يحقق الإكتفاء الذاتي، وانهمكوا في زراعة أراضيهم الخصبة وتربية ماشيتهم، وعاشوا حياتهم مستمتعين بوفرة محاصيلهم أول الأمر، وعندما نمت التجارة أسهموا فيها، ووصلت قوافلهم إلى غزة، ولكن تجارتهم بقيت محدودة لاتعادل تجارة أهل مكة، وآثروا عليها الزراعة بسبب خصب أراضيهم وكثرة مياههم. وقد درّت عليهم أعمالهم الناجحة أموالاً طائلة، وخافوا من عدوان القبائل الأخرى التي تجدب أرضهم وتشح مواردهم فبنوا الآطام، وهي حصون صغيرة لبضع عائلات وتحميهم من غارات الأعداء.
وقد عمر العماليق في يثرب ماشاء الله، ثم وفدت عليهم قبائل أخرى ساكنتهم، فالوفرة التي وصل إليها العماليق جعلتهم يقبلون مساكنة الوافدين إليهم ليستفيدوا من العمالة الطارئة، فيخفف عنهم القادمون أعباء العمل في الأرض، ويجد أصحاب الأرض فرصة للتمتع بثرواتهم، وما لبث الوافدون أن استثمروا بعض الأراضي التي لم يستثمرها العماليق في المنطقة، وتحولوا إلى ملاّك وأثروا وجاروا العماليق في حياتهم.
وإلى حين قام الملك البابلي الكلداني نابونيد بشن حملة عسكرية في الجزيرة العربية سيطرت فيها على مدن العماليق وهي تيماء، خيبر، مدين، فدك، ديدان، يثرب.
خلال رحلة السنين الطويلة، حصل تزاوج وتمازج بين العماليق من يثرب والقبائل الوافدة، وظهرت أجيال جديدة تحمل دماءً مختلطة، وما لبث العماليق المتميزون بضخامة الأجسام أن قل عددهم تدريجياً، ولكنهم لم ينقرضوا تماماً، بل بقيت منهم بقية وكانت لاتزال من العماليق بقية إلى عصر النبوة في يثرب، حيث يذكر المؤرخ العربي **أن بني أنيف (وهم حي أقاموا مع اليهود قبل وصول الأوس والخزرج) كانوا منهم. وعندما وصل الإسلام إلى يثرب لم يكن قد بقي منهم إلا أفراد قلائل تميزوا بطول القامة.
2500 ق.م
هجرة الكنعانيون والأموريين، وهما شعبان من العماليق وهم من أمم العرب القديمة، وهم من أقدم الأمم كانت تسكن الحجاز. جاء ذكرهم في بعض الكتب العربية ككتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير حيث قال:
يعتبر الأموريين من العماليق، ومن أول الشعوب السامية القديمة التي هاجرت من الجزيرة العربية باتجاه العراق وسوريا وذلك حوالي 2500 ق.م.، فانتشروا في أواسطها وشمالها وشرقها. وأسسوا عدة ممالك ومدن من أشهرها:
وأخذ الأموريون حضارة السومريين والأكاديين، فازدهرت مملكة ماري ازدهاراً عظيماً وسيطرت على طرق المواصلات التي تصل الخليج العربي بسوريا والأناضول قرابة قرنين (1750 ق.م - 1950ق.م )
أما حضارة الأموريين فهي حضارة البابليين في جميع وجوهها.
هاجر الكنعانيون مع الأموريين حوالي 2500 ق.م لكنهم استوطنوا سوريا الجنوبية، ولاختلاف موضع الشعبين تأثر الأموريون بالحضارة السومرية/الأكادية وتأثر الكنعانيون بالحضارة المصرية وحضارة مغرب البحر المتوسط. وانتشر الكنعانيون على طول الساحل الشمالي لسوريا. وتعد لغة الآموريين والكنعانيين لهجتين من فرع واحد وأما الخلاف بين لهجتين لا يختلف عن أكثر مما تختلف اللهجات الشامية اليوم.
أطلق اليونانيون اسم فينيقيا المشتق من فينيقيين أي الأحمر الأرجواني على القسم المتوسط والشمالي من ساحل سوريا كما أطلقوا اسم الفينيقين على الكنعانيين سكان هذا الساحل.
أسس الكنعانيون ممالك عدة مثل:
1791 ق.م
نزح قسم كبير من الأموريين العماليق إلى مصر تحت ضغط الحيثيين وقد حكموا مصر مابين 1790 ق.م إلى 1540 ق.م، عندما أتيحت الفرصة لهم بتأسيس مملكتهم بسبب كثرة عددهم والنزاعات والعداءات الداخلية في مصر.
جاء ذكر العماليق في الكتابات المصرية القديمة باسم الهكسوس (هكا- سوس) وتعني "الملوك الرعاة" ، كما جاء ذكرهم في مواضع أخرى بلفظ ( العامو / العمو ) وربما جائت منها ( عمو - ليق ) ، وجاء ذكر حكمهم لمصر في بعض الكتب العربية.
اتخذ العماليق عاصمة لهم في شرق الدلتا اطلقوا عليها اسم "زوان" أو صوعن والتي كانت تعرف ب أورايس، واندمج العماليق مع المصرين القدماء بشمال مصر، ودخلت العديد من الكلمات السامية إلى لغة المصرية القديمة. وفي عصرهم تطورت القدرات القتالية المصرية وأدخلوا العربة الحربية والدروع والحصان العربي وهو حيوان لم يعرفة المصرين القدماء من قبل، ويعتقد العلماء أن العماليق أحرقوا معابد الوثنية وأنهم لم يقروا بدين المصرين ، وهذا سبب أن الله في القرآن لم يلقب الملك الذي عاصرا النبي يوسف عليه السلام بالفرعون لأنه هو وقومه العماليق لم يؤمنوا بدين المصرين القدماء، وفي عصر حكمهم دخل النبي يوسف وبنو إسرائيل مصر، ومن المحتمل أن يكون ملك مصر في حقبة دخول النبي يوسف لمصر هو أول أو ثاني ملك من ملوكهم. وكان خروجهم من مصر على يد الملك أحمس الأول.
لقد ذكر القرآن حكام مصر الأقدمين وفرق بينهم لما يذكر حكام مصر في عصر ابراهيم وموسى عليه السلام لا يذكره إلا بصيغة فرعون، وذلك في أكثر من ستين آية كريمة منها قوله تعالى: قال الله تعالى : (وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون اَبناءكم ويستحيون نِساءكم وفي ذلكم بللاء من ربِكم عظيم)[سورة البقرة:49). أما عند ذكر حكام مصر في عصر نبي الله يوسف عليه السلام فلا يذكره إلا بلفظ الملك قال تعالى: (وقال الملك إِني أَرى سَبعَ بقرات سمانٍ يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وآخر يابسات)[سورة يوسف]، وقوله تعالى: (وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم)[سورة يوسف].
المنتظم في التاريخ
تاريخ ابن خلدون
الكامل في التاريخ
المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام
قصص الأنبياء والتاريخ
البداية والنهاية