الرئيسيةبحث

الاتحاد الوطني الكردستاني

الاتحاد الوطني الكردستاني هو أحد الأحزاب السياسية الكردية في العراق التي تأسست في منتصف السبعينيات و حملت شعار حق تقرير المصير و الديمقراطية و حقوق الأنسان للشعب الكردي في العراق، زعيم الحزب هو جلال طالباني ونائب الرئيس هو نوشيروان مصطفى.

نبذة عن بدايات الحزب

تأسس الحزب في 1 يونيو 1975 كرد فعل للانهيار الذي منيت به الحركة الكردية بزعامة مصطفى البارزاني وحزبه الحزب الديمقراطي الكردستاني عقب توقيع اتفاقية الجزائر بين الحكومة العراقية و إيران التي كانت تدعم الحركات المسلحة الكردية مما ادى إلى انهيار كامل في الحركة الكردية وانتهى المطاف بالبارزاني إلي الولايات المتحدة الأمريكية حيث توفي فيها عام 1979 في مستشفى جورج واشنطن.

قبل هذا الانهيار كانت هناك بوادر خلافات ظهرت بين زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مصطفى البارزاني و جلال طالباني الذي كان عضوا في اللجنة المركزية للحزب انذاك مما ادى إلى انفصال جلال طالباني عن الحزب ليشكل حلفا مع الحكومة المركزية العراقية انذاك.

هذه العوامل مجتمعة ادت إلى تشكيل حزب لملئ الفراغ الذي خلفه غياب الحزب الديمقراطي الكردستاني عن ساحة الصراع المسلح بين الأكراد و الحكومة العراقية فبدأ الحزب على شكل ائتلاف بين 5 قوى كردية مختلفة كانت ابرزها ثوار كردستان بزعامة جلال طالباني(الذي في عام 1966 شكلت مجموعته المنشقة حلفا مع الحكومة المركزية وشاركت في حملة عسكرية ضد الحزب الديموقراطي) و مجموعة كادحي كردستان بزعامة نوشيروان مصطفى وتم الأتفاق على تسمية الائتلاف بالاتحاد الوطني الكردستاني وانتخب جلال طالباني رئيسا و نوشيروان مصطفى كنائب له علما ان الأثنان يشغلون نفس المناصب منذ 1975.

كانت قاعدة الحزب تتشكل من طبقة المثقفين من ساكني المدن على العكس تماما من الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي كان يعتمد بكثافة على العشائر الكردية من ساكني اطراف المدن وكان الحزب ذو صبغة اشتراكية وبعد تشكيله بسنة، بدأ الحزب حملة عسكرية ضد الحكومة المركزية. توقفت هذه الحملة لفترة قصيرة في بداية الثمانينات في خضم حرب الخليج الأولى حيث عرض الرئيس العراقي السابق صدام حسين صلحا و مفاوضات مع الأتحاد الوطني الكردستاني ولكن هذه المفاوضات فشلت و بدأ الصراع مرة اخرى حتى حصلت لحزب جلال طالباني انتكاسة قاسية بعد استخدام الحكومة العراقية للأسلحة الكيميائية ضد الأكراد في عام 1988 واضطر حينها الطالباني لمغادرة شمال العراق واللجوء إلى إيران.

الأتحاد الوطني الكرستاني بعد حرب الخليج عام 1991

بعد حرب الخليج الثانية وانتفاضة الأكراد في الشمال ضد الحكومة العراقية بدأت حقبة جديدة في حياة الحزب ومهّد إعلان التحالف الغربي عن منطقة حظر الطيران شكلّت ملاذاً للأكراد، لبداية تقارب بين الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني و الأتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني.ونُظمت انتخابات في كردستان العراق، وتشكلت في عام 1992 إدارة مشتركة للحزبين للأدارة اقليم كردستان في شمال العراق . غير أن التوتر بين الحزبين أدى إلى مواجهة عسكرية في اعام 1994. وبعد جهود اميريكة حثيثة وتدخل بريطاني، ونتيجة اجتماعات عديدة بين وفود من الحزبين وقع البرزاني والطالباني إتفاقية سلام في واشنطن في عام 1998.

ومن الجدير بالذكر انه في 31 أغسطس/ آب 1996 شنت القوات العراقية هجوما على منطقة حظر الطيران في الشمال واحتلت محافظة أربيل بعد نداء للمساعدة من الحزب الديمقراطي الكردستاني اثناء الصراع المسلح بين الحزب الديمقراطي الكردستاني و الأتحاد الوطني الكردستاني، حيث اجبر الأتحاد الوطني الكردستاني على مطالبة مساعدة إيران .

دخل الأتحاد الوطني الكردستاني خلال هذه السنوات في صراعت داخلية مع احزاب كردية اخرى في شمال العراق منها الصراع السلح مع حزب العمال الكردستاني PKK بقيادة عبدالله اوجلان و بعض الأحزاب الأسلامية الكردية في شمال العراق وقد ادى سلسلة هذه الخلافات الي تشكيل حكومتين منفصلتين في شمال العراق حكومة باشراف الأتحاد الوطني الكردستاني اتخذت من محافظة السليمانية مقرا لها و حكومة اخرى باشراف الحزب الديمقراطي الكردستاني التي اتخذت من محافظة اربيل مقرا لها.

بعد الاجتياح الأمريكي للعراق في مارس 2003، طوى الأتحاد الوطني الكردستاني خلافاتها مع الحزب الديمقراطي الكردستاني مؤقتا ليشكلا زعامة مشتركة تطالب بـ"الحقوق القومية للاكراد" وشارك الحزب في جميع التغيرات التي طرأت على الساحة العراقية ابتداءا من مجلس الحكم في العراق و الحكومة العراقية المؤقتة و الحكومة العراقية الانتقالية إلى مشاركتها في الأنتخابات العراقية.