إيمار(مسكنة حالياً) مدينة من عصر البرونز تقع على نهر الفرات في سوريا على بعد 85 كم غرب الرقة ، وهي معروفة من نصوص إبلا التي تعود لسنة 2400 ق.م، وقد شكل موقعها حلقت وصل تجارية بين طرفي الهلال الخصيب عبر تدمر، وتوسعت تجارتها حتى الأناضول، كما غطت مساحة المدينة 1000 × 700 متر
فهرس
|
شكل بناء سد الفرات خطر تهدد غمر موقع إيمار، فتشكلت بعثة أنرية(1972- 1976 م) بإدارة الفرنسي (Jean Margueron) للتنقيب في المنطقة، وفي الموسم الأول تم كشف ألواح كتابية مسمارية مجموعها 700 لوح كتب على بعضها اسم المدينة (إيمار)، معظم الألواح تأرخ بالبرونز المتأخر، ومكتوبة بالغة الأكادية واللهجة البابلية المتوسطة، مع تأثير من اللغة الآرامية والتي درسها و نشرها الباحث (Daniel Arnaud )، كذلك وجدت بعض الكتابات الحيثية و الحورية، تعرض الموقع لضرر بالغ نتيجة عمليات سطو لصوص الآثار، والذين تاجروا ببعض الألواح الكتابية منه
كان بناء المدينة على الضفة العلية للفرات، وبشكل تراسات (مدرجات) كما أحتوت المدينة على شبكة شوارع متظمة ومتعامدة، ويذكر الملك الحيثي مورشيلي الثاني (1338- 1290 ق.م) أعمال بناء في المدينة خلال السيطرة الحيثية، في فترة لاحقة حوت المدينة على حصن عسكري حيثي، كانت المدينة محاطة بمنحدر صخري طبيعي من ثلاث جهات، ومن الجهة الرابعة تم حفر خندق بعمق 15 م وبعرض 30 م
كما تم الكشف عن معبدين وقصر من طراز (بيت حيلاني) على الأكربول، وقد كانت جدران أحد المعبدين مزينة بالآجر المعروف في منطقة نوزي (تكريت حالياً)، أما بيوت السكن فقد كانت متشابهة التخطيط، حبث احتوت على نلاث غرف سفلية ودرج يؤدي إلى طابق ثاني على الأرجح
كانت إيمار على علاقة وثيقة بمملكتي ماري وإبلا، تدل على ذلك النصوص، والتبادل التجاري معهما، بين متصف القرن 14 ق.م و 1178 ق.م شكلت إيمار مركزاً مهماً للمملكة الحيثية في مواجهة الآشوريين، بحيث كان ملك أيمار تابعاُ لملك كركميش الذي كام بدوره قريباً وتابعاً للملك الحيثي، وقد عانت المدينة لذلك حصارين طويلين من المملكة الميتانية والدولة الآشورية، وتم تدميرها عام 1178 ق.م على الأرجح من الآشوريين، وأعيد بناؤها في الفترة الرومانية
قدمت لنا النصوص أسماء أربعة من حكام أيمار وبعض أفراد عائلاتهم
في البرونز المتأخر كانت زراعة الحبوب النشاط الزراعي الأهم في إيمار، كما وحجت كروم العنب وبساتين الخضار، إلا أن التجارة شكلت النشاط الاقتصادي الأساسي، حيث أن التجار من إيمار تذكرهم نصوص أوغاريت و المملكة الآشورية وتدمر
أما من الناحية الدينية فقد كرس المعبد الأول لربة عشتار والمعبد الثاني للرب بعل، كما كان للرب داجون دوراً هاماً في البانثيون في إيمار، الذي احتوى ايضاً بعض الآلهةالحيثية