فهرس |
بعل في اللغات السامية تأتي على شكل لقب أو تأتي كاسم نكرة و يستدل من أنها تمعني: السيد أو الملك ، إلا أن نصوص أوغاريت تبين أن (بعل) المقصود فيها إله محدد الصفات هو هداد، لكنها تورد كلمة بعل أيضاً كاسم نكرة بمعنى سيد، كقولهم بعلكم بمعنى سيدكم، ويؤنث كقولهم (بعلة بت) سيدة البيت، وهذا ليس مقصوراً على كلمة بعل، فكلمة ( إل/ إيل) تستعمل أيضاً كاسم علم (إيل أبو الآلهة) واسم نكرة ليعني إله، ويؤنث( إيله) أي إلهه ويجمع (إيلم) هذا يستعدي التعامل مع كل حالة ورود كلمة بعل وفق سياقها، ويشبه ذلك استعمالنا كلمة رب المستعملة عادةً للدلالة على( الله ) بمعنى السيد، كقولنا رب المنزل
وبعل أهم إله لدي الكنعانيين. وكانوا يعتبرونه الإله المحارب، لهذا صوروه مسلحا. وكان الفينيقيون يعتبرونه إله الشمس وقد نقلوا معهم عبادته لقرطاج بشمال أفريقيا حيث أطلقوا عليه الإله بعل هامون.
ومن آلهتهم أيضاً عشتار وبلوخ وأدونيس. وكان بعل إله الزوابع والأمطار والخصوبة، وورد اسمه في التناخ و في القرآن < أتدعون بعلاً وتذرون أحسن الخالقين >
أشهرها (بعل صور) الذي عرف لاحقاً (بملقرت- ملك قرت) أي ملك المدينة و تدل عليه أيضاً قصة إيليا وكهنة بعل في التوراة، ويرجح أنه نفسه بعل زمن مملكة إسرائيل المعبود على جبال الكرمل والذي اعتبر لاحقاً موازياً لإله بعلبك (هدّاد- جوبيتر هليوبوليتانس) (بعل شميم أوشمين) رب السماء، يظهر اسمه منتشراً من بلاد الرافدين إلى سردينيا ومن الألف الأول ق.م إلى منتصف الألف الأول ب.م ،و اعتبر موازياً (لإيل عليون) و(بعل هدّاد) وأهم ظهور للاسم في المنقوشة ثنائية اللغة في طيبة حيث يترجم الاسم الآرامي إلى الإغريقية ( زفس مجيستوس كورونيوس)
من أهم وظائفه الدفاع عن البشر والآلهة ، فهو في الملحمة الموسومة باسمه، بطل الآلهة وقاتل التنين (يم) وهو الرزاق واهب المطر وصوته الرعد وعد الخصب، وهو المخلص الذي يحكم من جبل صافون (الأقرع) ويرد اسمه بصيغ عدة، (عليان بعل) القدير، (زبل بعل أرص) أمير بعل الأرض و(بعل عنت محرثت) بعل الأرض المحروثة،(إيل هدد) الإله ،أو (صغر هدد ) الصغير أو ( زبل بعل غلم ) الأمير بعل الشاب، ويوصف بعل بابن (دجن)، أما (عنات) فهي أخته
استمرت عبادة( بعل هدّاد) في العهدين الإغريقي وروماني، واعتبر موازياً للإله (زفس جوبيتر) وانتشرت عبادته حتى وصلت روما نفسها تحت اسم (جوبيتر هليوبوليتانس- بعلبك) و (جوبيتر دوليخانوس- دوليخ)، ومن أهم مراكز عبادته في هذه الفترة هيرابوليس- منبج وكذلك ديلوس، هذا وقد سمي (زفس كيرونيس) و(زفس كاسيوس) موازياً للإله (بعل صافون) وقد قدم له سلوقس نيكتور القرابين على جبل كاسيوس-الأقرع في عيد (بعل صافون) يوم الثالث والعشرين من نيسان (نفس تاريخ عيد مارجرجس)، أما في روما فقد عبد (هدّاد لبنان) و(هدّاد أكروبيتس - الجبل) و(ملكيبرودوس ) ملك يبرود - قرب دمشق - في معبد الآلهة السورية على سفح تلة الجانيكولوم.
كما أنه هناك بعل حمون أو عمون أو آمون، عبد في تامازغا أي شمال افريقيا. وهناك شخصيات مثل هنبعل (حنبعل) يشير إسمه للإله بعل الكنعاني.
كما ان بعل باللغة العربية تعني الزوج.
كما تستخدم كلمة بعل في الحديث عن أنواع الري, فالزراعة البعلية هي أحد أنواع الزراعة التي تعتمد على مياه الأمطار (التي يرسلها بعل) في ري المحاصيل.
بعل هداد:دراسة في التاريخ الديني السوري1993،د. حسني حداد، د. سليم مجاعص