الرئيسيةبحث

أوبرا (موسيقى)

"تياترو أللا سكالا" في ميلان، إيطاليا. تأسس عام 1778، وهو أحد أشهر دور الأوبرا في العالم.
"تياترو أللا سكالا" في ميلان، إيطاليا. تأسس عام 1778، وهو أحد أشهر دور الأوبرا في العالم.

الأوبرا هى شكل من أشكال المسرح حيث تعرض الدراما كليًا أو بشكل رئيسي بالموسيقى و الغناء,و قد نشأت في إيطاليا عام 1600. الأوبرا جزء من الموسيقى الغربية الكلاسيكية. في أي أداء أوبرالي، عدة عناصر من عناصر المسرح الكلامي تُعرض مثل التمثيل، المشاهد والأزياء، والرقص بعضًا من الأحيان. عادة ما تكون عروض الأوبرا في دار أوبرا مصحوبةً بأوركسترا أو فرقة موسيقية أصغر قليلاً.

المسرحية الأوبرالية دافني (1597) لـ:جاكوبو بيري، تعتبر بشكل عام الأوبرا الأولى، ولكن المؤلف الأول العظيم للأوبرا كان كلاوديو مونتيفيردي (1567-1643) الذي لا تزال أعماله تعرض وتؤدى حتى اليوم. ما لبثت الأوبرا بعدها إلا أن انتشرت من البندقية و روما من إيطاليا إلى بقية أرجاء أوروبا: شوتز في ألمانيا، لولي في فرنسا، و برسل في انجلترا، كل هؤلاء ساعدوا في إنشاء تواريخهم الوطنية. على أية حال، وفي القرن الثامن عشر، استمرت سيطرة الأوبرا الإيطالية على معظم أرجاء أوروبا، ما عدا فرنسا، مما ساعد على جذب مؤلفيين أجانب مثل هاندل. في ذلك الوقت، كانت أوبرا سيريا أو الأوبرا الجدّية أو الدرامية، أكثر أنواع الأوبرا الإيطالية رفعةً في المستوى، حتى جاء غلك الذي عاكس اصطناعية الأخيرة بمسرحياته الأوبرالية المعدّلة. وفي أواخر القرن الثامن عشر، كان موتسارت من أكثر الشخصيات تأثيرًا على الأوبرا آنذاك، ابتدأ موتسارت بأوبرا سيريا، ولكنه اشتهر بمسرحياته الأوبرالية الكوميدية الإيطالية، خصوصًا لي نوتزي دي فيغارو أو زواج فيغارو، دون جوفاني أو السيد جوفاني، و كوزي فان توتي. أوبرا داي زوبرفلوت أو المزمار السحري تعد من أشهر أعمال موتسارت وتعد أيضًا من العلامات الواضحة للتاريخ الألماني في الموسيقى.

شهد الثلث الأول من القرن التاسع عشر ذروة أسلوب بل كانتو، مع ملحنين أمثال، جواكينو روسيني، غايتانو دونيزيتي، بيليني، كل هؤلاء ألفوا أعمالاً لا تزال ذائعة الصيت والأداء حتى اللحظة. تعتبر أواسط القرن التاسع عشر إلى أواخره العصر الذهبي للأوبرا، حيث كان فاغنر في ألمانيا و فيردي في إيطاليا. استمر هذا العصر الذهبي خلال حقبة الفيريسمو في إيطاليا مرورًا بالأوبرا الفرنسية وعبورًا إلى بوتشيني وريتشارد شتراوس في مطلع القرن العشرين. في ذلك الأوان، ولدت طرق أوبرالية جديدة في أواسط و شرق أوروبا، تحديدًا في روسيا وبوهيميا. شهد حينها القرن العشرين تجارب عديدةً للأوبرا مع أساليب جديدة لملحنين أمثال شوينبيرغ وبيرغ، سترافينسكي، و فيليب غلاس.

تاريخ الأوبرا

الجذور

كلمة أوبرا تعني "العمل" باللغة الإيطالية (من اللاتينية أوبس وتعني "العمل" أو "بذل الجهد")، هذا يقترح أنها تمزج ما بين الفن المنفرد ومع الجوقة الموسيقية، الخطبة، التمثيل والرقص على منصة المسرح. دافني لجاكوبو بيري، كانت باكورة المزيج الذي اعتبر لاحقا أوبرا أو مسرحية أوبرالية. كتبت دافني خلال العام 1597، مستوحاة من أديب من فلورنس أو البندقية في إيطاليا. كانت دافني محاولة لإحياء الموسيقى الإغريقية الكلاسيكية، التي كانت بدورها جزءًا من السمات المميزة لعصر النهضة. أعضاء الكاميراتا اعتبروا أن الجوقة كانت جزءًا من أجزاء الدراما الإغريقية التي غُنّت، ولربما جميع أجزاء النص المسرحي لجميع الأدوار والشخصيات، علاوةً على ذلك، كانت الأوبرا طريقة لإعادة إحياء الدراما الإغريقية. لللأسف دافني فقدت أجزاؤها وضاعت. ولكن في العام 1600 ظهرت يوريديتشي عمل آخر لبيري، التي ولحسن الحظ تعتبر الأوبرا الأولى التي لا تزال محفوظة حتى اليوم الحاضر.