ريتشارد شتراوس (1864-1949) كان شتراوس أول مؤسسي المدرسة الحديثة التي أثارت ضده المحافظين، كما أكسبته إعجاب بعض المناصرين.
كان والده عازف "كورنو" مشهورًا، فبدأ يعلم الطفل شتراوس الموسيقى من سن الرابعة، ثم استمر يدرس العلوم الموسيقية والتأليف حتى عام 1880، ولكنه بدأ يكتب المؤلفات الصغيرة قبل ذلك بكثير.
وفي عام 1881 قدّم أولى سيمفونياته، ثم كونشرتو "للفيولينة"، وهما ما أكدا للمجتمع الموسيقي في مدينة ميونيخ نبوغ هذا الشاب.
ولما عُيّن شتراوس قائدًا لأوركسترا أوبرا ميونيخ كان عنده الوقت الكافي للتأمل والتأليف على أساس فلسفة جديدة لاستعمال الكتل الصوتية قائمة على التجديد والجرأة، فكان بذلك أول مؤسسي المدرسة الحديثة.
وفي عام 1904 سافر إلى نيويورك حيث أذهل الجماهير بسيمفونية "جبال الألب" التي استعمل فيها مع الأوركسترا أجهزة وماكينات لإحداث أصوات الريح القوية والرعد ليصوّر العاصفة.
ثم كتب أوبرا "سالومي"، ولما عُرضت في نيويورك عام 1907 أثارت سخط المستمعين لما فيها من عنف وجرأة فمُنع عرضها.
ثم كتب أوبرا "إلكترا" بأسلوب أقل عنفًا عن سابقتها وكأنه خضع لرأي الجماهير. وكانت آخر أوبراته "النزوة" عام 1942.
كانت حياة شتراوس سلسلة من الترحال المستمر حتى آخر أيامه، وعلى الرغم من ذلك فقد كتب خمسة عشر أوبرا، وباليهين، وثلاثة سيمفونيات، وكونشرتو "للفيولينة"، وآخر "للكورنو"، والعديد من الأغاني، ومؤلفات صغيرة للبيانو وغيرها.