كان من الثراء بمكان أنه يشري جميع لؤلؤ قطر و البحرين!!
أحمد بن رزق تاجر كبير ، و محسن شهير ، و شخصية غير عادية على جميع المقاييس و الأصعدة ، فقد اشتهر هذا السيد الجليل بالبذل و الجود و الخير والإحسان على الفقراء و المحتاجين ، كما عرف عنه تعمير عدد من القرى و المناطق في عدة نواح من جزيرة العرب بدءا ً ببناء حصن أم قصر و حفر آبارها ببلاد الكويت ، و صولا ً إلى الزبارة في البحرين و تعميرها و رفع بنيانها، و انتهاء بـ ( جو ّ ) التي قام ببنائها و شيد فيها القصور الشامخة ، وحفر فيها البرك الكبيرة لخزن الماء ، وعمر بها مسجدا لله تعالى ، ففضله و إحسانه و جوده قد عم العديد من الدول ، ثم رحل منها إلىالبصرة الفيحاء لتكون مثواه الأخير رحمة الله تعالى ، ونتيجة لكل مفاخر و مآثر الرجل فقد جمع المؤرخ الشيخ عثمان بن سند الوائلي سيرته العطرة في مجلد لطيف أسماه (( قلائد العسجد في أخبار أحمد نجل رزق الأسعد )) وهو مطبوع متداول ـ و هذه بعض أخباره كما يحكيها لنا التاريخ.
( قبل 1170 هـ - 1224 هـ ) ( قبل 1756 م - 1809م )
هو : الوجيه ، و المحسن الكبير ، والرجل المفضال ، الشيخ أحمد بن محمد بن رزق و البعض يقول : الرزيقي النجدي أصلا ً ، و قال البعض : الخالدي ، و قال آخرون العنزي الكويتي الزّباري ثم البصري.
قال عنهم الشيخ إبراهيم فصيح بن صبغة الله الحيدري في كتابه (( عنوان المجد في بيان أحوال بغداد و البصرة و نجد )) ص 163 : و من البيوت الرفيعة القديمة في البصرة بيت رزق ، وهو بيت مجد و فضل و تجارة و خير .. و كانت لهم الصدقات الكثيرة ، والآثار الحميدة ، والثروة التامة ، و العز الكامل ، وقد صارت ديارهم بلاقع ، وبقي الكامل محمد من الأخيار في الكويت و أصلهم من نجد .
و قال عنه المؤرخ الشيخ راشد بن فاضل آل بن علي في كتابه (( مجموع الفضائل في فن نسب و تاريخ القبائل (( ص 152 : في ذكر الشيخ أحمد بن رزق الذي يدعى : أرزيقي هو من قبيلة أعنزه ، و كان رجل صالح و تاجر كبير في اللؤلؤ .
و الخلاصة في نسب ابن رزق ، أن هناك من يرى أنه (( خالدي )) النسب ، و هناك من يرى أنه (( عنزي )) النسب ، ولم استطع ترجيح رأي على آخر لقلة المصادر و الله أعلم.
هناك قولان في مولده كذلك ، القول الأول أنه ولد بالكويت ، والقول الثاني : أنه و لد بالاحساء و هو الأرجح .
يظهر بأنه نشأ ب الكويت في بيت فضل و جود و إحسان نشأة صالحة ، و لم نعرف عن نشأته الكثير لأن الغموض يكتنف هذه المرحلة من حياته ، لكن والده و لا شك كان من أهل الفضل و الجود و الإحسان رحمه الله تعالى .
ورد في بعض الوثائق أن الشيخ أحمد بن رزق هو من حفر آبار أم قصر المسماه (( البحيث )) و قد ورد في كتاب (( مركز البحوث و الدراسات الكويتية )) ص 13: في مقال لتغيير اسم أم قصر إلى (( البحيث )) ما نصه : " و يستند تغيير الاسم إلى البحيث إلى كونه الاسم الأصلي للمنطقة، و هو ما زال يطلق على منطقة صحراوية قريبة من أم قصر ، ويؤكد ذلك ما جاء على لسان المغفور له الشيخ مبارك الصباح في وثيقة بريطانية وردت ..في بيان مطالبات الشيخ مبارك الصباح بحدود الكويت الشمالية ، وهي مرسلة من الميجر نوكس المقيم السياسي البريطاني في الكويت إلى الميجر كوكس القنصل العام في الخليج بتاريخ 9/8/1908م يقول فيها : يطالب الشيخ مبارك بحقه في ملكية أم قصر على أساس ان الحصن القديم الموضح في الخرائط تمت إقامته من جانب شخص يدعى :أحمد بن رزق ، وذلك في زمن جده جابر الصباح، و أن الأسم الأصلي لهذا المكان هو: البحيث ، و أن البدو من السكان قد غيروا الأسم إلى أم قصر في عهد سلفه نسبة إلى حقيقة تشييد أو بناء الحصن أو القلعة ، غير أن إطلاق اسم الحصن أو القلعة على الموقع على المبنى أو الموقع ربما يكون خطأفي تسمية المكان ، وذلك على نظام تسمية أي كوخ أو سقيفة بالقصر من قبل البدو ، ومما يتعين ذكره أن أحمد بن رزق المشار اليه كان من غير أدنى شك أحد الرعايا الكويتيين ، ولا يزال خلفه و المنحدرون من أصله يعيشون في منزله هنا في الكويت ، مع العلم بأن أحمد بن رزق هو الذي حفر آبار أم قصر" .
ثم رحل الشيخ أحمد بن رزق إلى بلدة الزبارة و عمرها هو و الشيخ خليفة ، ينص على ذلك المؤرخ الشيخ عثمان بن سند الوائلي في كتابه (( سبائك العسجد )) ص 19 يقول : " و وافقه على تدبيره في اتخاذ ذلك المنتجع و تعميره .. و تسميته بالزبارة ، فعمراه و حكما منه العمارة ، و زيناه بالعدل في البداوة و ذوي الحضارة ، حتى ضرب المثل بمحاسن آثارهما ، و شنفت الآذان بمحاسن أخبارهما ،، ووضعا المكوس عن الأموال ، و ساويا بين الغني و المقلال ، عمرا فيها المساجد للراكع والساجد ، و شيدا فيها المدارس للقارئ و المدارس / فلله أيامهما ما أبهجها و أكثر خيرها و فرجها " .
و قد رد عليه الشيخ راشد آل بن علي في كتابه (( مجموع الفضائل )) ص 153 فقال : و ليس هو الذي عمر الزبارة ، بل كانت معمورة قبله بأعوام ، إنما هو زادها عمران بمعاملته لمشتري اللؤلؤ ، وكان يشتري جميع ما يجمع في قطر و البحرين و غيرهم !! حتى إنه إذا عرض عليه أحد رقم و لا تساوى معه يضل مهموم وربما يعزى !! " .
ثم رحل إلى البحرين و اختار منطقة جو منها و استقر بها ، و يذكر عدد من المؤرخين أن الشيخ أحمد بن رزق قد بنا مدينة جو من مدن البحرين ، وشيد فيها القصور و حفر فيها البرك الكبيرة لخزن الماء ، كما بنا مسجدا لأهلها و قد حصل ذلك كله قبل فتح آل خليفة البحرين أي قبل 1179هـ ( قبل 1782 م ) لكن لم نقف على سنة محددة لتاريخ دخوله البحرين .
قال الشيخ عثمان بن سند الوائلي في كتابه (( سبائك العسجد )) ص 84 : " و عندما قفل الوزير عن المحاصرة لقلة الزاد و ضعف المناصرة ، و بلغ خبرة الزبارة و كانت لأحمد ترجع الإستشارة ، أمر أهلها بالارتحال إلى جزيرة أوال حذرا ً من أستيلاء العدو عليها ، وبلوغ الشر إليها ، فنزل موضعا موسوما ً بـ جو ، و عمر منها الأراضي بالطاعات و المراضي" .
و ذكر ذلك أيضا ً الريحاني في كتابه (( ملوك العرب )) ( 2/240) ، وألمح إلى شيء من ذلك الشيخ راشد آل بن علي في (( مجموع الفضائل )) ص 153 قال: " و له مآثر حسنة من بناء المساجد و القصور العالية و البرك .
و لا زالت آثار تلك القصور و البرك في جو باقية إلى يومناهذا .
شاهد هنا http://www.wikimapia.org/#lat=25.992458&lon=50.6141&z=14&l=0&m=a&v=2
و شاهد هنا http://www.wikimapia.org/#lat=25.990607&lon=50.608521&z=17&l=0&m=a&v=2
و شاهد مدينة جو من هنا : http://www.wikimapia.org/#lat=26.00025&lon=50.616932&z=15&l=0&m=a&v=2
ثم رحل إلى بلدة الزبارة و بقى فيها مع أسرة آل خليفة ، قال الزركلي في (( الأعلام )) ( 1/125) : " ثم أنتقل منها إلى الزبارة و أراد أن يفصل الزبارة عن بر قطر بحفر خليج طوله ثلاثين ميلا و لكن لم يرض بذلك قومه ، لأنهم أهل بادية و لا يستغنون عن مرعى أغنامهم و أبلهم في بر قطر " . و أنظر أيظا كتاب (( ملوك العرب )) للريحاني ( 2/240) فقد ذكر قريبا من كلام الزركلي.
ثم رحل الشيخ أحمد بن رزق إلى البصرة ، يقول خير الدين الزركلي في (( الأعلام )) ( 1/125): "و لما أستولى الأمير سعود أمير نجد سنة 1212هـ على الأحساء و القطيف هدد بأخذ الزبارة ، فرحل عنها أبن رزق إلى البصرة و أقام إلى أن توفي " .
تم الاستعانه ببعض المراجع الاخرى منها المرجع صحيفة الوطن - البحرين - بشار الحادي -العدد- 280 - 16 سبتمبر 2006م