أبو عبد الله محمد بن عبدالله المنصور بن محمد بن علي المهدي بالله. هو ثالث خلفاء الدولة العباسية بالعراق. ولد بإيذج من كور الأحواز سنة 127 هـ\714م. ولي الخلافة بعد وفاة أبيه أبي جعفر المنصور عام 158 هـ\754م.
كان المهدي محمود السيرة محببا إلى الرعية، حسن الخلق والخلق، جوادا، وكان يجلس للمظالم إلا حياء منهم لكفى. وفى عهده فتحت إربد من الهند وكثرت الفتوح بالروم كما بنى جامع الرصافة. استمر انتعاش بغداد في وقته وازدادت شهرتها واستقطبت المزيد من المهاجرين إليها من شتى الأعراق والأديان حتى يقال أنها كانت أكثر مدن العالم سكانا في ذاك الوقت. ازداد نفوذ البرامكة في عصره، قال عنه الذهبي: «هو أول من عمل البريد من الحجاز إلى العراق».وقد جد المهدي في تتبع الزنادقة وإبادتهم والبحث عنهم في الآفاق والقتل على التهمة. توفي المهدى سنة 169 هـ\775م. وكانت مدة خلافته عشر سنين وشهرا.
كان للمهدي جارية شغف بها وهي كذلك إلا أنها تتحاماه كثيراً فدس إليها من عرف ما في نفسها فقالت أخاف أن يملني ويدعني فأموت فقال المهدي في ذلك:
ظفرت بالقلب مني غادة مثل الهـلال --- كلما صح لـهـا ودي جاءت باعتـلال
لا لحب الهجر مني والتنائي عن وصال --- بل لإبقاء على حبي لها خوفالملال