أبو العباس أحمد المعتضد بالله، خليفة عباسي. بويع له بعد موت عمه المعتمد على الله وكان، شجاعا مهيبا ظاهر الجبروت، شديدا الوطأة على المفسدين. وكان اذا غضب على قائد رماه في حفره ودفنه.
انتعشت الخلافة العباسية بعد تولي عمه الخليفة المعتمد على الله الحكم عام 256 هـ/870 م)، وعاد لها ما كانت تتمتع به من هيبة وإجلال، وانقضى نفوذ الأتراك الذين عبثوا بالخلفاء، واستبدوا بالحكم دونهم، ولم يعد لهم من الأمر شيء، ولم يكن الخليفة المعتمد هو الذي يقف وراء هذا الانتعاش الذي تشهده الخلافة، وإنما كان أخوه وولي عهده الموفق طلحة هو باعث هذه الصحوة، وكان قائدًا ماهرًا، وسياسيًا فذا، ذا همة عالية وعزيمة قوية، تمكن من الإمساك بزمام الأمور، وقيادة الجند، ومحاربة الأعداء، والمرابطة على الثغور، وتعيين الوزراء والأمراء، وكان قضاؤه على ثورة الزنج أعظم إنجاز له، وكانت ثورة عارمة دامت أكثر من أربعة عشر عامًا، وكادت تعصف بالخلافة.
وكان قد اشاع العدل والرخاء ورد المظالم وألغى الضرائب فأحبه الناس وقام بتذليل السلاطين لخدمته وقاد الحروب بنفسه وأعاد هيبة العرب وبني العباس.
قال ابن الرومي عنه مادحا إياه:
هنيئا بني العباس ان امامكم | امام الهدى والبأس والجود احمد |
كما بابي العباس انشىء | ملككم كذا بابي العباس يتجدد |
اعتل المعتضد بالله علة صعبه في سنه 289 هـ وكان اصابه الارهاق حينها وعمره يومها 48 سنه.
قال ابن المعتز:
طار قلبي بجناح الوجيب | جزعا من حادثات الخطوب |
وحذار ان يشاك بســ | ــوء اسد الملك وسيف الحروب |
سبقه المعتمد بالله |
الخلافة العباسية 892–902 |
تبعه المكتفي بالله |