►محتويات | مقدمة المصنف | معرفة الصحيح ☰ |
الحمد لله خالق الألسن واللغات واضع الألفاظ للمعاني بحسب ما اقتضته حكمه البالغات، الذي علم آدم الأسماء كلها وأظهر بذلك شرف اللغة وفضلها. والصلاة والسلام على سيدنا محمد أفصح الخلق لسانا وأعربهم بيانا، وعلى آله وصحبه، أكرم بهم أنصارا وأعوانا.
هذا علم شريف ابتكرت ترتيبه واخترعت تنويعه وتبويبه، وذلك في علوم اللغة وأنواعها وشروط أدائها وسماعها، حاكيت به علوم الحديث في التقاسيم والأنواع، وأتيتُ فيه بعجائب وغرائب حسنة الإبداع. وقد كان كثير ممن تقدم يلم بأشياء من ذلك ويعتني في بيانها بتمهيد المسالك، غير أن هذا المجموع لم يسبقني إليه سابق ولا طرق سبيله طارق؛ وقد سميته بالمزهر في علوم اللغة.
وهذا فهرست أنواعه:
- النوع الأول معرفة الصحيح الثابت
- الثاني معرفة ما روي من اللغة ولم يصح ولم يثبت
- الثالث معرفة المتواتر والآحاد
- الرابع معرفة المرسل والمنقطع
- الخامس معرفة الأفراد
- السادس معرفة من تقبل روايته ومن ترد
- السابع معرفة طرق الأخذ والتحمل
- الثامن معرفة المصنوع وهو الموضوع ويذكر فيه المدرج والمسروق
وهذه الأنواع الثمانية راجعة إلى اللغة من حيث الإسناد.
- التاسع معرفة الفصيح
- العاشر معرفة الضعيف والمنكر والمتروك
- الحادي عشر معرفة الرديء المذموم
- الثاني عشر معرفة المطرد والشاذ
- الثالث عشر معرفة الحوشي والغرائب والشوارد والنوادر
- الرابع عشر معرفة المهمل والمستعمل
- الخامس عشر معرفة المفاريد
- السادس عشر معرفة مختلف اللغة
- السابع عشر معرفة تداخل اللغات
- الثامن عشر معرفة توافق اللغات
- التاسع عشر معرفة المعرب
- العشرون معرفة الألفاظ الإسلامية
- الحادي والعشرون معرفة المولد
وهذه الأنواع الثلاثة عشر راجعة إلى اللغة من حيث الألفاظ.
- الثاني والعشرون معرفة خصائص اللغة
- الثالث والعشرون معرفة الاشتقاق
- الرابع والعشرون معرفة الحقيقة والمجاز
- الخامس والعشرون معرفة المشترك
- السادس والعشرون معرفة الأضداد
- السابع والعشرون معرفة المترادف
- الثامن والعشرون معرفة الإتباع
- التاسع والعشرون معرفة الخاص والعام
- الثلاثون معرفة المطلق والمقيد
- الحادي والثلاثون معرفة المشجر
- الثاني والثلاثون معرفة الإبدال
- الثالث والثلاثون معرفة القلب
- الرابع والثلاثون معرفة النحت
وهذه الأنواع الثلاثة عشر راجعة إلى اللغة من حيث المعنى.
- الخامس والثلاثون معرفة الأمثال
- السادس والثلاثون معرفة الآباء والأمهات والأبناء والبنات والإخوة والأخوات والأذواء والذوات
- السابع والثلاثون معرفة ما ورد بوجهين بحيث يؤمن فيه التصحيف
- الثامن والثلاثون معرفة ما ورد بوجهين بحيث إذا قرأه الألثغ لا يعاب
- التاسع والثلاثون معرفة الملاحن والألغاز وفتيا فقيه العرب
وهذه الأنواع الخمسة راجعة إلى اللغة من حيث لطائفها وملحها.
- الأربعون معرفة الأشباه والنظائر
وهذا راجع إلى حفظ اللغة وضبط مفاريدها.
- الحادي والأربعون معرفة آداب اللغوي
- الثاني الأربعون معرفة كتابة اللغة
- الثالث والأربعون معرفة التصحيف والتحريف
- الرابع والأربعون معرفة الطبقات والحفاظ والثقات والضعفاء
- الخامس والأربعون معرفة الأسماء والكنى والألقاب والأنساب
- السادس والأربعون معرفة المؤتلف والمختلف
- السابع والأربعون معرفة المتفق والمفترق
- الثامن والأربعون معرفة المواليد والوفيات
وهذه الأنواع الثمانية راجعة إلى رجال اللغة ورواتها
- التاسع والأربعون معرفة الشعر والشعراء
- الخمسون معرفة أغلاط العرب
وقبل الشروع في الكتاب نصدر بمقالة ذكرها أبو الحسين أحمد بن فارس في أول كتابه فقه اللغة.
قال: اعلم أن لعلم العرب أصلا وفرعا؛ أما الفرع فمعرفة الأسماء والصفات، كقولنا: رجل، وفرس، وطويل، وقصير؛ وهذا هو الذي يبدأ به عند التعلم. وأما الأصل فالقول على موضوع اللغة وأوليتها ومنشئها، ثم على رسوم العرب في مخاطبتها، وما لها من الافتنان تحقيقا ومجازا.
والناس في ذلك رجلان: رجل شغل بالفرع فلا يعرف غيره، وآخر جمع الأمرين معا، وهذه هي الرتبة العليا، لأن بها يعلم خطاب القرآن والسنة، وعليها يعول أهل النظر والفتيا؛ وذلك أن طالب العلم اللغوي يكتفي من أسماء الطويل باسم الطويل، ولا يضيره أن لا يعرف الأشق والأمق، وإن كان في علم ذلك زيادة فضل. وإنما لم يضره خفاء ذلك عليه لأنه لا يكاد يجد منه في كتاب الله تعالى شيئا فيحوج إلى علمه، ويقل مثله أيضا في ألفاظ رسول الله ﷺ، إذ كانت ألفاظه ﷺ هي السهلة العذبة.
ولو أنه لم يعلم توسع العرب في مخاطباتها لعيَّ بكثير من علم محكم الكتاب والسنة. ألا تسمع قول الله جل ثناؤه: { ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة... } إلى آخر الآية. فَسِرُّ هذه الآية في نظمها لا يكون بمعرفة غريب اللغة والوحشي من الكلام، [ وإنما معرفته بغير ذلك مما لعل كتابنا هذا يأتي على أكثره بعون الله تعالى. ] [1]
والفرق بين معرفة الفروع ومعرفة الأصول أن متوسما بالأدب لو سئل عن الجزم والتسويد في علاج النوق، فتوقف أو عَيّ به أو لم يعرفه، لم ينقصه ذلك عند أهل المعرفة نقصا شائنا، لأن كلام العرب أكثر من أن يحصى.
ولو قيل له: هل تتكلم العرب في النفي بما لا تتكلم به في الإثبات، ثم لم يعلمه لنقصه ذلك [ في شريعة الأدب ] عند أهل الأدب، [ لا أن ذلك يرده عن دينه أو يجره لمأثم. ] كما أن متوسما للنحو لو سئل عن قول القائل:
لَهِنَّكِ من عَبسيةٍ لَوسيمةٌ ** على هَنَواتٍ كاذبٍ مَن يقولُها
فتوقف أو فكر أو استمهل لكان أمره في ذلك عند أهل الفضل هينا، لكن [2] لو قيل له مكان "لهنك" ما أصل القسم، وكم حروفه، [ وما الحروف الخمسة المشبهة بالأفعال التي يكون الاسم بعدها منصوبا وخبره مرفوعا ] فلم يجب لحكم عليه بأنه لم يشامَّ صناعة النحو قط.
فهذا الفصل بين الأمرين.
والذي جمعناه في مؤلفنا هذا مفرق في أصناف العلماء المتقدمين [ رضي الله عنهم وجزاهم عنا أفضل الجزاء. ] [3] وإنما لنا فيه اختصار مبسوط أو بسط مختصر أو شرح مشكل أو جمع متفرق. انتهى.
وبمثل قوله أقول في هذا الكتاب، وهذا حين الشروع بالمقصود بعون الله المعبود.
هامش
- ↑ في بعض النسخ: وإنما معرفته بمعرفة فنون العرب في مخاطباتها. والزيادة من الصاحبي في فقه اللغة.
- ↑ في النسخ: ولو سئل ما أصل...، والتصحيح من الأصل.
- ↑ الزيادات الأربع من الأصل.