الرئيسيةبحث

المزهر/النوع الثالث والثلاثون

في علوم اللغة وأنواعها
  ►معرفة الإبدال معرفة القلب معرفة النحت ☰  


النوع الثالث والثلاثون
معرفة القلب


قال ابن فارس في فقه اللغة: من سُنَن العرب الْقَلْبُ وذلك يكونُ في الكلمة ويكونُ في القصَّة فأما الكلمةُ فقولهم: جَبَذَ وجَذَب وبكَل ولَبك وهو كثير. وقد صنَّفَه علماءُ اللغة وليس في القرآن شيءٌ من هذا فيما أظنُّ. انتهى.

وقد ألَّف ابن السكّيت في هذا النوع كتابًا ينقل عنه صاحبُ الصحاح.

وقال ابن دريد في الجمهرة: باب الحروف التي قُلِبت وزعم قومٌ من النحويين أنها لغاتٌ وهذا القولُ خلافٌ على أهل اللغة: يقال: جَبَذ وجَذَب وما أطْيبه وأيْطَبه ورَبض ورَضب وأنْبَض القَوْس وأنْضب وصاعِقة وصَاقِعة ولعَمْري ورعملي واضمحلّ وامضحلّ وعميق ومَعيق ولبكْتُ الشيء وبكلته: إذا خلطته وأسير مُكَلّب ومكبَّل وسبَسْب وَبسبْس: القفر سوحاب مكفهرّ ومكرهفّ وناقة ضِمْرِز وضِمْزِر: إذا كانت مُسِنّة وفي موضع آخر: شديدة قويّة وضُما رِز وضُمازِر مثله وطريق طَامِس وطَاسِم وقافَ الأثر وقَفا الأثر وقاعَ البعير الناقة وقَعَاها وقوس عُلط وعطل: لا وَتَر عليها وكذلك ناقة عُلُط وعُطُل وجارِية قَتِين وقَنِيت وهي القليلة الزَّرد وشرْخ الشباب وشَخْره: أولّه وكم خَنزِ وخَزِن وعاث يَعِيث وعَثا يعثِي: إذا أفْسد وتنحى عن لَقم الطريق ولَمق الطريق والفَحِث والحفِث وهي القبّة وحرٌّ حَمْتٌ ومَحْت: وهو الشديد وهفا فؤاده وفَها ولَفَحْتُه بجمْع يَدِي ولحفته: إذا ضربته بها وهَجْهَجْتُ بالسبع وجهجهت به وطِبّيخ وبِطِّيخ وفي الحديث: كان النبي ﷺ يعجبه البطّيخ بالرطب. وماء سَلْسال ولَسلاس ومُسَلْسل ومُلَسلس: إذا كان صافيًا دقم فاه بالحجر ودَمقه: إذا ضربه وفَثَأْت القدر وثفأتها إذا سكنت غليانها وبَكبكت الشيء وكَبْكَبته: إذا طرحت بعضه على بعض وثَكم الطريق وكثَمه: وَجْه وجارية قبعَة ويُقَعة وهي التي تُظْهر وجهَها ثم تُخْفيه وكعْبرة بالسيف وبعكره: إذا ضربه وتَقَرطب على فقاه وتبرقط: إذا سقط هذا ما ذكره في هذا الباب وذكر في تضاعيف الكتاب: خَجّ وخجا برجله إذا نسف بها التراب في مشيه، وربما قالوا: جَخَّ بها وجَخا.

وقال أبو عبيدة: الْعَوَطب والعَوبَط: من أسماء الداهية، قال ابن دريد: كأنه مقلوب عنده.

وفي الجمهرة أيضا: غلام مُبْعَنْقى ومُعْبَنْقى إذا ساء خُلقه والغَمْغَمة والمغمغة: كلامٌ لا يُفهم ورجل خُنافِر وفُناخِر: عظيم الأنف وقال الراجز: * وشِعْبَ كلّ باجحٍ ضُمازِر * قال الأصمعي: أراد ضُمارزًا فقلب: وهو الصلب الشديد الغليظ. ورُماحس وحُمارس وهو الجريء المقام ورجل طُماحر وطُحامر: عظيمُ الجوْف. والبَتْل والتبل: القطع والبَخَنْدَاة والخبَنْدَاة: المرأة الغليظة الساقين والعصافير والعراصيف: المسامير التي تجمعُ رأس القتَب وفي لسانه حُكْلة وحُلْكَة: وهي الغلظ وضربه فبَخْذَعَه وخَذْعَبَه: إذا قطعه بالسيف وعجوز شَهْبرة وشهْرَبة: مسنّة والصَّعْبور والصَّعْرُوب: الصغير الرأس من الناس وغيرهم. والثَّرْطَمة والطَّرْثَمة: الإطراق من غَضب أو تكبّر. والنَّطْثرة والطَّنْثرة: أكل الدَّسم حتى يثْقُلَ عليه جسمه والثَّمْطَلة والثَّلْمَطة: الاسترخاء دَحْملْت الشيء ودَمْحَلْتُه: إذا دحرجته على الأرض ورجل دُحْسُماني ودُحْمُساني: وهو الغليظ الأسود والغَذْرَمة والغَذْمَرة: اختلاط الكلام وسَرْطَع وطَرْسَع: إذا عدا عَدْوًا شديدًا والكُرْسُف والكُرْفُس: القطن وطرْشَم الليلُ وطَرْمَش: إذا أظْلم والشُّرفْوُغ والشَّرغوف: الضفْدَع الصغير وتَقَرْعَف الرجلُ وتقرفع: إذا تقبّض والعَلْسَطة والعَسْطَلة: الكلام غير ذي نظام وقَصْمَلت الشيء وقَصْلَمته: كسرته وطُرْمُوح وطُرْحُوم: طويل ودُحْمُوق ودُحْقُوم: العظيم الخَلْق وطَيْثَار وطَثْيَار: البعوض وما لفلان قِرْع طْبة وقِرْطَعْبَة: أي ماله قليلٌ ولا كثير وماء عُقٌّ وعُقَاق وقُعّ وقُعَاع: شديدُ المرارة والخُدْخُد والدُّخْدُخ: دويّبة ومن أمثالهم غَرْثان فابْكُلوا له وقال قوم: فالْبُكوا له مقلوب أي حيسوا وقوس طَحُور وطَرُوح: سريعةُ السهم وحِبَجْر وحُبَاجر: ذكر الحبارى وكذلك حِبَرْج وحُبَارج.

وقال ابن الأعرابي في نوادره: كلّ شيء لم يكن له قَدْرٌ فهو سَفِيط وفَسِيط.

وقال أبو عبيد في الغريب المصنف: باب المَقْلوب فما ذُكِر فيه زيادة على ما تقدّم: أَحْجَمت عن الأمر وأَحْجَمت واضْمَحلّ الشيء واضحملّ إذا ذهب. وشَنِفت إلى الشيء وشَفِنْت: إذا نظرتُ إليه وعُقاب عَقنْبَاة وعَبْنقاة وهي ذات المخالب وأشافَ الرجل على الأمر وأَشْفى إذا أشرف عليه واعتام الرجل واعْتَمى إذا اختار واعْتَاقَه الشيء واعْتقَاه: إذا حبَسَه وبَتَلْتُ الشيء وبَلَتّه: إذا قطعتُه ولَفَت الرجل وجهه عن القوم وفَتَله إذا صرَفه عنهم وشَاءَني الأمر وشَآنِي: إذا حَزَنني قال الحارث بن خالد المخزومي:

مَرَّ الحُمُولُ فما شَأَوْنَكَ نَقْرَةً ** ولقدْ أَرَاك تُشَاءٌ بالأَظْعَانِ

فجاء باللغتين جميعًا. وثَنِت الّلحم ونَثِت: إذا نتن وفَطَس الرجل وطَفَس: إذا مات ورجل أَغْرل وأَرْغل: أَقْلَف وتَزَحْزَحْت عن المكان وتَحَزْحَزْت. وهي الفُرْصة والرُّفْصَة للنَّوْبة تكونُ بينَ القوم يَتَناوبونها على الماء. واستَدْمَى الرجلُ غريمه واستدامه إَذا رفق به وانْتقى فلان الشيء وانْتَاقه من النَقَاوة وجاءت الخيلُ شَوَاعِي وشَوَائِع: متفرقة وشَاكِي السلاح وشَائك السلاح وشَائِهُ البصر وشَاهِي البصر: حديده ولاثٍ به ولائِث ورجل هَاعٍ لاعٍ وهَائِع لائع وهو الجزوع وهَارٍ وهائر وعاقني عنه عائق وعاقٍ والصُّبْر والبُصْر: الجانب وشَبْرَقْت الثوب وشَرْبَقْتُه: إذا قطعته والقاءة والآقة: الطاعة وأنّ يئن وأَنى يأنى ورَاوَدته على الماء ورَادَيتُه وَعمَج في السير ومَعَج ورأى فلانًا ورَاءَ فلانًا وقَلْقَلْت الشيء ولَقْلَقْتُه وغَذْمَرْته وغَذْرَمْتُه إذا بعته جُزَافا وجَحْجَحَ الرجل وحَجْحَجَ إذا لم يُبْد ما في نفسه. انتهى.

وفي ديوان الأدب للفارابي: نَغَز الشيطان بينهم لغة في نَزَغ على القلب.

وفي أمالي ثعلب يقال: هو في أُسْطُمّة قومه وأُطْسُمّة قومه وهو يتكسّع ويتسكّع في طُمّته: إذا تحيّر ومِزرَاب ومِرْزاب وهو الميزاب.

وفي الصحاح: الّلجِز مقلوب اللَّزِج قاله ابن السكّيت في كتاب القَلْب والحَمْشَة مقلوب الحشْمة وهي الغضب وكلام حُوشي ووَحْشي والأوباش من الناس: الأخلاط مثل الأوْشَاب وهو مقلوب والمِقاط حبل مثل القَماط مَقْلوب منه.

وقال الزجاجي في شرح أدب الكاتب: ذكر بعضُ أهل اللغة أن الجاه مَقْلوب من الوجْه واستدلّ على ذلك بقولهم: وجه الرجل فهو وَجِيه إِذا كان ذا جَاهٍ ففصَلُو بين الجاه والوجْهِ بالقلب.

فائدة

ذهب ابن دستوريه إلى إِنكار القلب، فقال في شرح الفصيح: في البِطِّيخ لغة أخرى طِّبيخ بتقديم الطاء وليست عندنا على القَلب كما يزعم اللغويون وقد بيَّنا الحجة في ذلك في كتاب إِبطال القلب. انتهى.

وقال النحاس في شرح المعلقات: القلبُ الصحيح عند البصريين مثل شَاكي السلاح وشائك وجرف هارٍ وهائِر أما ما يسمّيه الكوفيون القلب نحو جَبَذ وجَذَب فليس هذا بقَلْب عند البصريين وإنما هما لغتان وليس بمنزلة شاك وشائك ألا ترى أنه قد أُخّرت الياء في شاكي السلاح.

قال السخاوي في شرح المفصل: إذا قلبوا لم يجعلوا للفَرْع مصدرًا لئلا يلْتَبس بالأصل بل يُقْتَصر على مصدر الأصل ليكون شاهدًا للأصالة نحو يئس يأسًا وأيس مقلوب منه ولا مَصْدَرَ له فإذا وُجِد المصدران حَكَم النُّحَاة بأن كلَّ واحد من الفعلين أصلٌ وليس بمقلوب من الآخر. نحو جبذ وَجَذب وأهلُ اللغة يقولون: إن ذلك كلَّه مقلوب. انتهى.


المزهر في علوم اللغة وأنواعها للسيوطي
مقدمة المصنف | معرفة الصحيح | معرفة ما روي من اللغة ولم يصح ولم يثبت | معرفة المتواتر والآحاد | معرفة المرسل والمنقطع | معرفة الأفراد | معرفة من تقبل روايته ومن ترد | معرفة طرق الأخذ والتحمل | معرفة المصنوع | معرفة الفصيح | معرفة الضعيف والمنكر والمتروك | معرفة الرديء المذموم | معرفة المطرد والشاذ | معرفة الحوشي والغرائب والشوارد والنوادر | معرفة المستعمل والمهمل | معرفة المفاريد | معرفة مختلف اللغة | معرفة تداخل اللغات | معرفة توافق اللغات | معرفة المعرّب | معرفة الألفاظ الإسلامية | معرفة المولّد | معرفة خصائص اللغة | معرفة الاشتقاق | معرفة الحقيقة والمجاز | معرفة المشترك | معرفة الأضداد | معرفة المترادف | معرفة الإتباع | معرفة العام والخاص | معرفة المطلق والمقيد | معرفة المشجر | معرفة الإبدال | معرفة القلب | معرفة النحت | معرفة الأمثال | معرفة الآباء والأمهات والأبناء والبنات والإخوة والأخوات والأذواء والذوات | معرفة ما ورد بوجهين بحيث يؤمن فيه التصحيف | معرفة ما ورد بوجهين بحيث إذا قرأه الألثغ لا يعاب | معرفة الملاحن والألغاز وفتيا فقيه العرب | معرفة الأشباه والنظائر | معرفة آداب اللغوي | معرفة كتابة اللغة | معرفة التصحيف والتحريف | معرفة الطبقات والحفاظ والثقات والضعفاء | معرفة الأسماء والكنى والألقاب | معرفة المؤتلف والمختلف | معرفة المتفق والمفترق | معرفة المواليد والوفيات | معرفة الشعر والشعراء | معرفة أغلاط العرب | خاتمة الكتاب