الرئيسيةبحث

عمان ( Amman )



مركز مدينة عمَّان ويبدو في الوسط المسجد الكبير.

عَـمَّــان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية وإحدى أهم العواصم العربية والإسلامية. وهي من المراكز الحضرية المهمة في غربي آسيا. شيِّدت عمان على أنقاض مدينة فيلادلفيا القديمة، كما تُعدّ إحدى مدن الأنباط. فتحها العرب المسلمون عام 13هـ، 635م. جذبت عمان العديد من القبائل العربية التي نزحت إليها من المراكز العمرانية المجاورة.

كانت عمان موطنًا لعديد من الحضارات القديمة ؛ حيث عرفها إنسان العصر الحجري واتُّخذت عاصمة للعمونيين في العصر البرونزي الوسيط، كما نالت مكانة مرموقة لدى الرومان الذين تنافسوا في تجميلها. وفي العصر الإسلامي، مرت عمان بمراحل نمو وازدهار في العصر الأموي، ثم تراجعت مكانتها شيئًا فشيئًا حتى أضحت مجرد مورد للماء يأوي إليه البدو الرُّحَّل. وفي العصر الحديث استعادت عمان مكانتها الحضارية، وازدهرت ثقافيًا وتجاريًا وصناعيًا.

تضم عمان كثيرًا من الآثار القديمة الرومانية والعربية، أهمها المسرح الروماني الذي كان يسع 5,000 مشاهد، وأجزاء من الأسوار القديمة والحمامات، وقلعة عمان، بالإضافة إلى المراكز العلمية والثقافية، والمتاحف والمعارض. أسهم توافر المقومات السياحية في تزايد أعداد القادمين إليها خلال الأعوام القليلة الماضية.

لمحـة جغرافية

نفق يؤدّي إلى وسط عمَّان.

طريق المطار الدولي من خلال إحدى شرفات متنزه عمَّان الوطني
الطرق الحديثة في عمَّان

الموقع:

تقع عمان فوق إحدى هضاب البلقاء على حافة الصحراء الأردنية، وهي على دائرة العرض 57 َ31 ° شمالاً، وعلى خط الطول 57َ 31 ° شرقًا، وتبعد عن ميناء العقبة 335كم. ★ تَصَفح: العقبة.كما أنها تبعد عن الحدود السورية حوالي 91كم، وعن الحدود العراقية حوالي 340كم، وعن الحدود الفلسطينية حوالي 58كم.

تتوسط عمان الأردن، وهي إحدى محطات خط سكة حديد الحجاز. وترتبط مع كل من أجزاء الأردن والأقطار العربية المجاورة بشبكة طرق برية جيدة. وبالإضافة إلى مطار عمان في ماركا الشمالية، فقد أقيم مطار الملكة علياء الدولي إلى الجنوب من عمان بحوالي 35كم ليربط العاصمة جوًا مع العالم الخارجي. ★ تَصَفح: الأردن.

تتخذ عمان موضعًا يشكل جزءًا من هضبة شرقي الأردن، وينحدر تدريجيًا نحو الشرق. ويتراوح ارتفاع هضبة عمان بين 725 و 1000م فوق مستوى سطح البحر، وهي جزء من منطقة تغذية نهر الزرقاء الذي يشق طريقه وسط المدينة تحت اسم سيل عمان. وقد تعرضت الهضبة للتفتيت بفعل حفر مجاري الأودية الرافدة لنهر الزرقاء، الأمر الذي جعل الشكل العام لسطح الأرض في عمان يبدو جبليًا ؛ إذ تقوم أبنية المدن على سبعة جبال متقابلة تفصل بينها الأودية. ويشتد انحدار الأرض في المناطق المحيطة بسيل عمان، وبخاصة في الجزء الذي يقع فيه مركز المدينة.

المناخ والمياه:

يسود عمان مناخ البحر الأبيض المتوسط الذي يتميز بحرارته وجفافه صيفًا، وباعتداله ورطوبته شتاء. بلغ المتوسط السنوي لدرجات الحرارة في مطار عمان (ماركا) للفترة (1971-1990م) حوالي 17°م، وبلغ معدل كميات الأمطار السنوية للفترة نفسها 271ملم، ويتركز معظم هطولها في أشهر الشتاء. وتسود الرياح الجنوبية الغربية شتاء والرياح الشمالية الغربية صيفًا، وبلغ المعدل السنوي لسرعتها 6كم/ساعة، كما بلغ المتوسط السنوي للرطوبة النسبية 51%. ويقدر المعدل السنوي لتغذية منطقة عمان بالمياه 78 مليون متر مكعب، منها 38 مليون متر مكعب تغذية مباشرة، و40 مليون متر مكعب تغذية غير مباشرة.

السكان والعمران

أصول السكان:

يشكل العنصر العربي معظم سكان عمان، وغالبيتهم من المسلمين، وتعيش إلى جانب المواطنين العرب أقليات محدودة العدد من الشراكسة والشاشان (مسلمون) والأرمن. وقد استقرت عناصر عربية في المدينة خلال العشرينيات من القرن العشرين الميلادي إثر اختيار عمان عاصمة لإمارة شرقي الأردن عام 1923م ؛ إذ قدمت إليها عائلات من الحجاز وسوريا والعراق وفلسطين للعمل في وظائف سياسية وإدارية وتجارية. وفي عام 1925م استقر فيها فوج من العائلات السورية في أعقاب قيام الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي.

هاجر إلى عمان آلاف اللاجئين والنازحين إثر نشوب الحرب العربية الصهيونية بين عامي 1948 و1967م. وجذبت عمان أعدادًا كبيرة من أبناء الأردن الذين استقروا فيها قادمين من بعض المراكز العمرانية الأخرى مثل السلط ومعان والطفيلة والكرك.

الأديان:

يشكل المسلمون معظم سكان عمان، ويتألف هؤلاء من غالبية عربية مسلمة وأقلية شركسية وشاشانية مسلمتين، وهناك فئة قليلة من النصارى العرب والنصارى الأرمن. ★ تَصَفح:الأردن .

منظر ليلي للمدرج الروماني في عمَّان
مبنى أمانة عَمّان الكبرى
جانب من مباني الجامعة الأردنية.

تطور نمو السكان وتوزيعهم:

قدر عدد سكان عمان في مطلع القرن العشرين الميلادي بحوالي ألفي نسمة، وقدر عددهم في عام 1947م بحوالي 60 ألف نسمة، وبلغ عددهم 108,304 نسمة وفق تعداد 1952م، و24,6475 نسمة حسب تعداد 1961م و623,925 نسمة وفق تعداد 1979م وقدر عددهم بحوالي 1,1 مليون نسمة في عام 1992م و 1,5 مليون في أوائل 1995م.

وفي مطلع عام 1989م أجرت أمانة العاصمة تعديلاً على مناطقها الإدارية، قسمت بموجبه العاصمة إلى تسع مناطق بلغت مساحتها 94كم²، وضمت حوالي 830 ألف نسمة، لذا فإن كثافة السكان بلغت حوالي 9,942 نسمة/كم²، وقد احتلت المنطقة الخامسة (اليرموك) المرتبة الأولى من حيث كثافةالسكان (20,430 نسمة/كم²) وشملت هذه المنطقة أحياء في جنوبي عمان مثل: الأشرفية والوحدات والنظيف والجوفة. وعلى النقيض من ذلك جاءت المنطقة الثامنة (زهران) في المرتبة التاسعة والأخيرة من حيث كثافة السكان (4,786 نسمة/كم²).

المناطق السكنية:

تشغل الجانب الأكبر من مساحة عمان، وتتوزع قطاعات السكن أ، ب، ج على الأحياء الراقية في العاصمة، وهي الواقعة في الجزء الشمالي الغربي كالشميساني والمدينة الرياضية وجبل عمَّان وجبل اللويـبدة والحسين. وينتشر قطاعا السكن ج ، د في المناطق الشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية من العاصمة، أي في أحياء النزهة ووادي الحدادة والقلعة والقصور والهاشمي والمحطة والنصر والتاج والجوفة وماركا والأشرفية والنظيف ورأس العين ونزّال والأخضر.

أهم المشكلات الاجتماعية الحضرية:

في السنوات الأخيرة، شهدت عمان طفرة كبيرة في النمو السكاني والحضري. ومع زيادة عدد السكان أصبحت عمان عاجزة عن تلبية متطلباتهم، ويمكن أن نوجز أهم المشكلات التي تعانيها فيما يلي: 1- ظهور المناطق العشوائية 2- نقص المساكن 3- عدم كفاية المياه 4-مشكلة المرور داخل المدينة 5ـ البطالة وما يترتب عليها من انتشار الفقر وسوء التغذية.

جانب من مدينة عمّان

الحركة الثقافية والتعليمية:

تسهم الوسائل الثقافية والتعليمية في ازدهار الحركة الثقافية في عمان، وتتمثل هذه الوسائل في: الخدمات التعليمية والثقافية والتربوية والدينية والاجتماعية والاقتصادية والصحية، التي تزاولها المؤسسات المعنية بذلك، من مدارس ومعاهد وكليات وجامعات ومراكز علمية وثقافية ومساجد وأندية ومنتديات ومؤسسات صحفية وإذاعية وتلفازية ومجمعات النقابات المهنية وروابط الكتاب والفنانين والجمعيات العلمية والبحثية والخيرية.

تشهد عمان نهضة علمية منذ أوائل الخمسينيات ؛ إذ تشرف وزارة التربية والتعليم على آلاف المدارس، كما تشرف وزارات الدفاع والشؤون الاجتماعية والصحة ووكالة غوث اللاجئين على مئات المدارس، إضافة إلى عشرات المدارس التابعة للقطاع الخاص، وتشرف وزارة التعليم العالي على الجامعات وكليات المجتمع، سواء كانت حكومية أو أهلية. وتوجد في عمان الجامعة الأردنية وكلية عمَّان الجامعية للهندسة التطبيقية وخمس جامعات أهلية أخرى، إضافة إلى عدد من كليات المجتمع.

نظام الحكم:

تضم عمان عددًا من قصور الحكم والمباني الخاصة بمقر كل من مجلس الأمة والمؤسسات الحكومية والقضائية من وزارات ودوائر ومحاكم، إضافة إلى مباني أمانة العاصمة والتخطيط الحضري ومؤسسة المدن الصناعية والمنظمة التعاونية ومنظمة الإقراض الزراعي والمصارف واتحادات غرف تجارة وصناعة عمان واتحاد الجمعيات الخيرية...إلخ.

الاقتصاد

يشكل اقتصاد مدينة عمان جزءًا كبيرًا من اقتصاد المملكة الأردنية الهاشمية، لكونها العاصمة وأهم المدن الحضرية، التي يتركز معظم الإنتاج الصناعي والخدمات في منطقتها. وقدّر تقرير للبنك الدولي أن ما لا يقل عن 80% من الناتج الوطني الإجمالي في مجال الخدمات مصدره منطقة عمان الكبرى. وقد حظيت عمان في الثمانينيات بما يعادل 46% من إجمالي الاستثمارات الحكومية.

حديقة جبل القلعة وهي منطقة أثرية.

مدخل متنزه عمَّان الوطني
محطة تنقية المياه في منطقة ماركا.

إحدى الحدائق التي أنشأتها أمانة عمان في وسط المدينة.

القطاع الصناعي:

تتركز معظم الصناعات الأردنية في محافظة عمان كالفوسفات، إضافة إلى آلاف الورش الصناعية والمصانع الصغيرة. وتشتمل عمان على منطقتين صناعيتين: الأولى في ماركا والثانية في القويسمة وأبو علندة وسحاب. وأهم المنتجات الصناعية في عمان: المواد الغذائية والكيميائيات والمواد المعدنية ومواد البناء والمنسوجات والجلود والأثاث.

القطاع التجاري:

تعد عمان السوق التجارية الأولى في الأردن ؛ إذ تستقبل معظم واردات البلاد وتصدر جزءًا مهمًا من صادراتها. وتكاد تتركز فيها معظم الوكالات والمؤسسات والشركات التجارية. وتعد منطقة حي الأعمال المركزية السوق الرئيسية في وسط عمان، ومراكز الأحياء المتفرعة عنه. وتشتمل عمان على سوق مركزية لتسويق الخضراوات والفواكه وسوق ثانية لبيع الحيوانات، وهناك أسواق شعبية تقام في أيام معينة من كل أسبوع، وتقام المعارض التجارية عدة مرات في السنة، وأهمها معرض عمان الدولي والمركز العالمي للمعارض. وبالإضافة إلى البنك المركزي، فإن عمان تشتمل على عدد من المصارف التجارية المحلية والأجنبية التي قدمت تسهيلات ائتمانية بقيمة 3,327 مليون دولار في عام 1992م.

قطاع الخدمات:

يرتبط هذا القطاع بمختلف القطاعات الأخرى في عمان، وأهمها السياحة حيث تتنوع المعالم السياحية لمدينة عمان لما يتوافر فيها من آثار وأبنية تاريخية، إضافة إلى المراكز العلمية والثقافية والمتاحف والمعارض والأسواق. وتتركز الآثار في وسط المدينة حيث يوجد جبل القلعة ومتحف الآثار والمدرج الروماني والحمامات والأعمدة. وقد ازداد عدد القادمين إلى عمان من 3,5 مليون عام 1988م إلى 4,3 مليون عام 1992م. وتضم العاصمة أكثر من 120 فندقًا تشكل أكثر من 85% من إجمالي فنادق المملكة. تنتشر الحدائق العامة في بعض أحياء العاصمة بمساحات محدودة جدًا، وأهمها المتنزه الوطني جنوب عمان، وحديقة مدينة الحسين للشباب وحديقة الطيور وحدائق جبل التاج وجبل عمان وجبل القلعة وماركا وعين غزال والشميساني وجبل اللويـبدة والأشرفية وجبل الحسين ورأس العَيْن. تنتشر مئات المساجد وبعض الكنائس في مختلف أرجاء العاصمة، وأهم المساجد جامع الملك عبدالله في العبدلي، والجامع الحُسيني الكبير في وسط المدينة ومسجد الأمير حسن في الشميساني ومسجد الجامعة الأردنية الذي يضم مركزًا إسلاميًا. تعد مدينة الحسين للشباب من أبرز المنشآت الرياضية في عمان، ويوجد عدد من النوادي الرياضية ذات الأنشطة على مختلف المستويات المحلية والعالمية، إضافة إلى استاد الجامعة الأردنية.


نبذة تاريخية

عرف إنسان العصر الحجري موقع عمان منذ الألف السابع قبل الميلاد، غير أن العمونيين هم أول من اختار جبل القلعة الحالي مكانًا لعاصمتهم ربة عمون في العصر البرونزي الوسيط، وبنوا بيوتهم فوق جبل القلعة لدرء أخطار المعتدين، وفي الفترة اللاحقة، امتدت عمان خارج جبل القلعة حيث أقيمت البيوت حول سيل عمان الذي ينخفض حوالي 130م عن جبل القلعة.

وفي العهد الروماني أعيد تخطيط المدينة، وتنافس الحكام الرومانيون في إقامة الأبنية العامة كالهياكل والحمامات والساحات والأسواق والميادين والمسارح. وفي العهود الإسلامية، ازدهرت عمان في العصر الأموي، بينما تقهقرت في العصر العباسي، وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، كانت عمان موضع ماء يرد إليه البدو بحيواناتهم إلى أن استقر فيها الشراكسة الذين أسسوا النواة الحديثة للمدينة بعد عام 1878م.

التطور العمراني في القرن العشرين الميلادي:

يمكن تقسيم تطور مدينة عمان إلى المراحل التالية:

- المرحلة الأولى (1921-1948م): أصبحت عمان عاصمة لإمارة شرقي الأردن في عام 1921م، وفي عام 1925م، حدد المجلس البلدي حدود المدينة بحيث كانت مساحتها 2كم²، غير أن العمران امتد في نهاية هذه المرحلة، وتخطى وسط المدينة ليستقر فوق الجبال المحاذية له، وازدادت مساحة المدينة نتيجة الامتداد إلى 19كم².

- المرحلة الثانية (1949م-1967م): امتد العمران فوق سفوح الجبال وقممها خلال هذه المرحلة من أجل استيعاب الأعداد الكبيرة من اللاجئين الفلسطينيين الذين طردوا من بلادهم ومساكنهم في فلسطين إثر الحرب العربية الإسرائيلية 1948م، وأصبحت مساحة المدينة حوالي 42كم² في عام 1967م.

- المرحلة الثالثة (1968-1992م): امتد العمران في محاور على طول الطرق المتفرعة من عمان نحو المراكز العمرانية المجاورة وذلك لاستيعاب أعداد كبيرة من النازحين الفلسطينيين من الضفة الغربية بفلسطين إثر الحرب العربية الإسرائيلية في يونيو 1967م، والتحمت عمان مع القرى المجاورة التي أصبحت ضواحي للعاصمة، وقدرت مساحة المناطق الواقعة داخل حدود أمانة العاصمة بحوالي 84كم² في أواخر الثمانينيات وبحوالي 100كم² في عام 1993م.

ويشكل سكان مدينة عمان حاليًا حوالي أربعة أخماس إجمالي سكان عمان الكبرى التي خططت لها أمانة عمان الكبرى، لتمتدَّ فوق رقعة أرضية مساحتها 450كم².

إختبر معلوماتك :

  1. اذكر أهمية موقع عَمَّان.
  2. ما أسباب كثافة سكّان مدينة عَمَّان ؟
  3. ما أهم المشكلات الاجتماعية الحضرية لمدينة عَمَّان ؟
  4. أين تتركز المناطق الصناعية في عَمَّان ؟
  5. اذكر أهم المعالم السِّياحيَّة في عَمَّان.
المصدر: الموسوعة العربية العالمية