الرئيسيةبحث

الصمم ( Deafness )



الصَّمم يُعرَّف عادةً بالعجز عن سماع الكلام وفهمِه، ولكن ليس هناك تعريف قانوني للصمم في بلاد كثيرة، ولايتفق الخبراء اتفاقًا تامًا على متى يتم استخدام الاصطلاح. ويميز اختصاصيو السمع بين الصمم وضعف السمع بصفة عامة. ويستطيع الناس المصابون بضعف السمع أن يسمعوا ويفهموا بعض الكلام على الأقل في العادة، وخاصة إذا كان عاليًا إلى درجة كافية، إلا أنهم قد يعجزون عن سماع بعض الأصوات الأخرى مثل جرس الباب أو النغمات الموسيقية العالية. وفضلاً عن ذلك قد تكون أية أصوات أخرى يسمعونها مشوّهةً فعلاً. ويجد الأطفال الصم والمصابون بضعف شديد في السمع صعوبة كبيرة في تعلم الكلام. ويتعلم الأطفال الكلام في الأحوال الطبيعية بتقليد كلام الآخرين، ولكن الأطفال الصمّ يعجزون عن سماع الكلام. ولا يتعلم كثيرٌ من الصمّ الكلام بصورة جيدة تكفي لإفهام الآخرين أبدًا، ويستخدمون لغة الإشارة وأساليب خاصة أخرى للتفاهم. وعيوب السمع عجز عضوي شائع في أغلب البلدان. ولدى 7% بين الناس تقريبًا اضطراب ملحوظ في السمع، ونسبة الصم 1% تقريبًا.

ويحصل كثير من الصم على درجات جامعية، وأغلب الرجال والنساء المصابين بالصمم يعولون أنفسهم، ولا ينبغي أن يعوق الصمم النجاح في مهن متعددة. وقد كتب المؤلف الموسيقي الألماني الشهير لودفيج فان بيتهوفن بعض أجمل أعماله الموسيقية بعد أن أصبح أصمَّ.

أنواع الاضطرابات السمعية

هناك نوعان رئيسان من الاضطرابات السمعية ؛ الاضطرابات الإدراكية، والاضطرابات الناقلية. ويعاني بعض الناس من اجتماع هذين النوعين، الذي يسمى الصّمم المختلط.

وتنشأ اضطرابات السمع الناقلية من التدخل في انتقال الصوت خلال الأذن الخارجية أو الأذن الوسطى. وفي الأحوال الطبيعية يدخل الصوت الأذن الخارجية ويمر في قناة الأذن إلى طبلة الأذن. ويهتَزّ هذا الغشاء الرفيع استجابة للصوت، ويَحرّك ثلاثة عظام دقيقة في الأذن الداخلية، تُسَمّى العُظِيمات الاهتزازية. وتنقل العظيمات الاهتزازات إلى الأذن الداخلية. وترجع معظم حالات فقدان السمع الناقلي إلى الأمراض التي تمنع العُظيمات من أداء وظيفتها بصورة سليمة.

وترتبط الاضطرابات الإدراكية ببعض العجز في الأذن الداخلية أو العصب السمعي الذي يربط بين الأذن الداخلية والدماغ. وتحتوي الأذن الداخلية على عضو السَّمع الحقيقي المسمى عضو كورتي. ويحول هذا العضو الاهتزازات المنقولة إلى الأذن الداخلية إلى نبضات كهربائية يحملها العصب السمعيُّ إلى الدماغ. ويمكن أن ينشأ التلف في أي واحد من هذه الأنسجة نتيجة لعوامل كثيرة، ولا يمكنُ إصلاحهُ.

أسباب الاضطرابات السمعية

الأمراض:

تسبب الأمراض أغلب حالات فقدان السمع الناقليّ، ويتصدر التهاب الأذن الوسطى مثل هذه الاضطرابات. وينتشر الالتهاب في الأذن الوسطى من نزلة برد أو عدوى أخرى، وتؤدي إلى امتلائها بسائل . ويُنقص ضغط هذا السائل من قدرة طبلة الأذن والعظيمات على نقل الاهتزازات. ويحدث التهاب الأذن الوسطى عادة، أثناء الطفولة المبكرة، ويمكن أن يؤدي إلى ضعف خطير في السمع إذا لم يعالج فورًا.

والسبب الرئيسيَّ الآخر لفقدان السمع الناقلي هو تصلب الأذن، وهو مرض يصيب العظيمات. وينشأ في هذا الاضطراب نمو في العظم حول قاعدة الرِّكاب، وهو العُظيمة المجاورة للأذن الداخلية. ويمنع ذلك الرِّكاب من الحركة، وبذلك يمنعه من نقل الاهتزازات إلى الأذن الداخلية. ويعتقد الأطباء أن تصلبَ الأذن وراثيّ. وقد يبدأ في التأثير على السمع في أي عمر، ولكن الاضطراب لا يُكشَفُ عادةً حتى أواخر العقد الثاني أو بعده.

ويمكن أن تُسَبّبَ بعض الأمراض الاضطرابات الحسية العصبية. فالتهاب السحايا والأمراض الأخرى المصحوبة بحمى مرتفعة، قد تتلف الأذن الداخلية والعصب السمعي تلفًا شديدًا. ويسبِّب المرض المعروف بمرض مينيير فقدان السمع، وخاصة لدى الذين تجاوزوا الأربعين، وغالبًا ما يؤدي هذا الاضطراب الذي يصيب ملايين الناس إلى اضطراب إحساس التوازن.

العيوب الخَلقية:

تُعدّ العيوب الخلقية السبب في كثير من حالات الصمم الحسي العصبي أو ضعف السمع. ويولد بعض الناس بعيوب موروثة في أجهزة السمع، ويمكن أن تؤدي عيوب وراثية أخرى إلى فقدان السمع في وقت لاحق في الحياة.

قد تلد المرأة التي تصاب بالحصبة الألمانية أثناء الحمل، مولودًا مصابًا بعيب في السمع. فقد تتدخل الحصبة الألمانية في تكوين الأذنين والجهاز العصبي عند المولود، وخاصة إذا داهمت المرأةَ الحامل في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل.

وقد تؤدي الحالة المعروفة بالمرض الريصي إلى ولادة مولود مصاب باضطراب في السمع، إذ يحتوي الدم في بعض الأجنة قبل الولادة على مادة تُسمى العامل الريصي، والذي لا يوجد في دم الأم. وقد يصنع جسم الأم مواد تهاجم العامل الريصي وتُتلف جهاز السمع عند الجنين.

عوامل البيئة:

يمكن أن تتلف عوامل البيئة سمع الإنسان كالحوادث والتعرض للضجيج العالي. ويمكن أن تُسَبِّب ضربة شديدة على الرأس فقدان السمع بصورة دائمة. وقد تؤثر مثل هذه الإصابات على طبلة الأذن أو عظام الأذن الوسطى أو حتى بعض الأجزاء في الأذن الداخلية. ويمكن أن يؤدي التعرض للضوضاء العالية للغاية مثل الانفجارات وقذائف البنادق إلى الصمم المفاجئ لأن ذلك يؤدي إلى تلف عضو كورتي، إلا أن المصاب يستعيد في النهاية أغلب السمع المفقود في كثير من هذه الحالات.

ويمكن أن يؤدي التعرض للضجيج العالي فترة طويلة إلى فقدان السمع بالتدريج. ويعاني كثير من العاملين في المصانع الصاخبة للغاية من ضعف السمع إلى حد كبير. كما أن الاستماع فترات طويلة إلى الموسيقى العالية التي تعزفها كثير من فرق الروك يمكن أن يتلف السمع أيضًا. ويعتقد كثير من الأطباء أن التعرض المتكرر للضجيج العالي سبب رئيسي لطنين الأذنين. وينبغي تفادي الأصوات العالية جميعًا إن أمكن، أو ينبغي أن يستعمل الناس سدادات للأذن أو أجهزةً أخرى للتخفيف منها.

الشيخوخة:

فقدان السمع واحد من الاضطرابات الأكثر شيوعًا بين المتقدمين في العمر، حيث يشعر نحو ثلثي الناس فوق الخامسة والستين ببعض الضعف في السمع. ويعاني أكثر من 20% من كبار السن مشكلات شديدةٌ في السمع في أغلب البلدان، بحيث تعوق قدرتهم على التفاهم إلى حد خطير. وقد ينشأ فقدان السمع في الشيخوخة ـ ويسمى صمم الشيخوخة ـ من المرض أو التعرض للضجيج في باكورة الحياة. ويعتقد بعض المتخصصين في السمع أن التقدم في العمر قد يسبب كذلك تغيرات في جهاز السمع أو الدماغ، وهي تُنْقِصُ من القدرة على السمع.

التعايش مع اضطرابات السمع

اكتشاف مشكلات السمع:

العلماء المتخصصون في السمع مدربون تدريبًا خاصًا على اكتشاف مشكلات السمع وتشخيصها. ويستخدم المتخصصون في السمع أداة كهربائية تُسمَّى مقياس السمع لاختبار سمع الإنسان في غرفة معزولة عن الصوت. وهناك نوعان رئيسيان من مقاييس السمع وهما، مقاييس السمع للنغمة النقية، ومقاييس السمع للكلام. وتستخدم مقاييس النغمة النقية لقياس سمع اهتزازات بسيطةً تختلف في الشدة والترددات، وتستخدم مقاييس السمع للكلام لقياس سمع كلمات أو جملاً منطوقة.

ويستطيع المتخصصون في السمع أن يقيسوا القدرة على السمع أيضًا دون المشاركة الواعية من الإنسان الواقع تحت الاختبار. وهم يؤدون هذه الاختبارات بقياس التغيرات في موجات الدماغ واستجابات الجسم الأخرى للصوت. وتُمكّن مثل هذه الاستجابات من اختبار سمع الرضيع. ويجب اختبار سمع المولود في غضون بضعة أيام بعد الولادة إذا كانت الولادة قبل الأوان، أو في بعض حالات أخرى تُوحي باضطراب محتمل في السمع. وتقوم كثير من المدارس بإجراء اختبارات منتظمة للسمع، حيث يُحَال الأطفال عند اكتشاف ضعف السمع إلى عيادة الطبيب المختص للاختبار الكامل.

العلاج الطبي:

يستطيع الأطبّاء إعادة السمع بصورة جزئية أو كاملة في كثير من حالات فقدان السمع الناقلي. ويستخدم الأطباء البنسلين والمضادات الحيوية الأخرى لعلاج التهاب الأذن الوسطى. ويتم إجراء شق صغير في طبلة الأذن لإخراج السوائل التي تجمعت في الأذن الوسطي في الحالات الشديدة من هذا الالتهاب.

وتعالج بعض اضطرابات فقدان السمع الناقلي بالجراحة، إذ يمكن مثلاً إصلاح طبلة الأذن المفتوقة بالجراحة. وتستطيع الجراحة التي تسمى تحريك الرِّكاب، أن تُعيدَ القدرة إلى الأذن الوسطى حتى تنقل الصوت في المرضى الذين يعانون تصلّب الأذن، حيث يستخلص الرَّكاب من العظم النامي الذي حبسه. ويستأصل الجراح الرّكاب كليًا في بعض الحالات ويضع مكانه جهازًا صناعيًا، وتسمى مثل هذه العملية الجراحية زرع القوقعة، ويمكن أن يفيد في بعض الحالات المتعلقة بتلف القوقعة، وهي الجزء الذي يحتوي على عضو كورتي في الأذن الداخلية. ويزرع الجراح في هذه العملية جهازًا يحول الأصوات إلى إشارات كهربية. ويلتقط العصب السمعي هذه الإشارات وينقلها إلى الدماغ، وقد تُمَكِّن مثل هذه العملية إنسانًا مصابًا بالصمم الشديد من سماع الأصوات وفهم بعض الكلام، إلا أن كثيرًا من الأطباء يعتقدون أن مخاطر زرع القوقعة وتكلفتها قد تربو على منافعها.

الوسائل المساعدة وتقنيات التفاهم

جهاز الاتصالات الخاص بالصم يمكن الإنسان الأصم من إرسال واستقبال المكالمات الهاتفية، وتبدو الرسالة على لوحة، أو مطبوعة على الورق.
يستفيد كثير من ضعاف السمع فائدة عظيمة من استخدام وسائل السمع الإلكترونية التي تساعد على تكبير الصوت. وتعمل وسيلة السمع المساعدة بصورة تشبه الهاتف كثيرًا. فهي تحول الصوت إلى طاقة كهربية وتضخمها ثم تحولها إلى صوت مرة أخرى. وتعمل الوسائل السمعية المساعدة بنجاح عند المصابين باضطرابات النقل، ولكن هذه الأجهزة ذات قيمة محدودة فقط في حالات العجز الحسي العصبي. ولا يستطيع التكبير بمفرده أن يجعل الكلام مفهومًا عند أغلب مرضى الاضطرابات الحسية العصبية، وإن كان يؤدي إلى بعض التحسن في السمع. ويستطيع الاختصاصي في السمع أن يوصي بالوسيلة الصحيحة المساعدة على السمع عند المريض.

وكثير من الذين يستخدمون وسيلةَ مساعِدةً على السمع، يستخدمون كذلك قراءة الشفتين والتفاهم باليد لكي يساعدهم ذلك على التفاهم. وترتبط قراءة الشفتين بملاحظة حركات الشفتين عند المتكلم، ويشير الناس بأيديهم عند التفاهم باليد. ويعتمد بعض الصم اعتمادًا كاملاً على قراءة الشفتين والتفاهم باليد لأن وسيلة السمع المساعدة تعجز عن مساعدتهم.

ويرتبط الاتصال اليدوي بالهجاء بالأصابع، وفيه تُمثل الإشارة المختلفة باليد كل حرف من حروف الهجاء، وكذلك يرتبط بلغات الإشارة، وفيها تُمثل إشارات اليد الأشياء والأفكار. وقد بادر الاتحاد العربي للهيئات العاملة في مجال الصم بدمشق عام 1986م بوضع أبجدية الأصابع للحروف العربية، كما وضع دليلاً يُمَكِن معلم الصم من استعمالها. وقد اعتمدت هذه الأبجدية في كل بلدان العالم العربي. ★ تَصَفح: الإشارة، لغة. وتشمل أيضًا اللغات الرئيسية المستخدمة في العالم للإشارة لغة الإشارة البريطانية ولغة الإشارة الأمريكية. ويستخدم الصمُّ التفاهم باليد للحوار مع الأفراد الذين يفهمون الهجاء بالأصابع ولغة الإشارة. ويتفاهمون أيضًا بالكلام وقراءة الشفتين أو بالكتابة. ويستعينون أحيانا بالمترجمين المحترفين الذين يسمعون بصورة طبيعية ويعرفون التفاهم باليد. ويستخدم بعض الصم وسائل أخرى مساعدة في حياتهم اليومية، إذ يستخدم الصم الكلاب للسمع مثلاً في بعض البلدان، حيث تُنبه هذه الكلاب أصحابها لأصوات معينة مختلفة مثل أجراس الإنذار وجرس الباب وبكاء الطفل. وتقدم بعض الأجهزة معلومات للصم بواسطة الإشارات المرئية. ومن الأمثلة على ذلك، أجراس الباب وساعات التنبيه وأجهزة التنبيه عن الأطفال، وكلها تُحدِثُ ضوءًا متقطعًا على سبيل الإنذار.

ويستطيع الصم إرسال واستقبال المكالمات الهاتفية باستخدام الهاتف الكاتب أو جهاز الاتصالات الخاص بالصم. وتُوصَّلُ هذه الأجهزة بتوصيلة بالهاتف في الحائط بالطريقة العادية. ويتم التوصيل أحيانًا بطريقة أخرى بديلة من الناحية الصوتية بوضع جهاز الهاتف اليدوي في كوبين من المطاط اللين فوق جهاز الكتابة.

وكان من الواجب طيلة سنوات عديدة أن يملك طالبُ المكالمة الهاتفية والمستقبلُ لها جهازًا للكتابة، ويطبع كل منهما على التناوب، ويستطيعان قراءة طرفي الحوار معًا. ثم أنشئت في أوائل الثمانينيات من القرن العشرين خِدماتٌ للنقل أو التوصيل لتمكين الصم من الاتصال بغير الصم بواسطة الهاتف العادي فقط. ويقوم موظف الهاتف المدرب بصورة خاصة بتوصيل المكالمة الهاتفية، ويطبع كلام الشخص غير الأصم. وفي أغلب الأحيان يستطيع الأصم أن ينطق أو يكتب ردّه. وتسمح بعض الأنظمة الأخرى بإرسال رسائل قصيرة مكتوبة باستخدام الضغط على لوحات الأزرار المتوفرة في بعض الهواتف.

ويستطيع الصم الاستمتاع بالتلفاز والأفلام إذا ظهر الحوار مكتوبًا على الشاشة. وقد بدأت خدماتُ تلفازية كثيرة في العالم تبث المعلومات المكتوبة أثناء السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، فأفادت الصم إفادة عظيمة. وتحتفظ مثل هذه الشركات التلفازية بجزء من الإشارات التلفازية لبث الرسائل المكتوبة. وبدأت في الثمانينيات من القرن العشرين محطات تلفازية كثيرة في العالم تبث معلومات مكتوبة في بعض برامجها على هذا الجزء من الإشارات. وتبدو الرسائل المكتوبة على أجهزة مُعدلة خاصة فقط.

التعليم والتدريب:

يتلقى كثير من الأطفال الصم تعليمَهم الابتدائي والثانوي في مدارس خاصة أو في فصول لها مدرسون مدربون تدريبًا خاصًا. وقد يذهب الأطفال ضعاف السمع إلى فصول خاصة أو يشتركون مع الأطفال غير الصم في الفصول، ويحصلون على مساعدة متخصصة.

وهناك طريقتان رئيسيتان لتدريب الأطفال الصم على التفاهم، وهما الطريقة الشفوية والتفاهم الكلي. ويتعلم الأطفال الكلام وقراءة الشفتين في الطريقة الشفوية. ويتعلمون التفاهم باليد وكذلك الكلام وقراءة الشفتين في التفاهم الكلي.

ويستطيع الأطفال الصم أن يتعلّموا التفاهم باليد بصورة أسهل من تعلّمهم الكلام. ويزعم أنصار الطريقة الشفوية أن الأطفال الذين يتعلّمون التفاهم باليد سوف يعتمدون عليه ولن يطوِّروا قدرتهم على الكلام. ويعتقد أنصارُ التفاهم الكلي مع ذلك أنه ينبغي على الأطفال الصم أن يتعلّموا كل وسيلة للتفاهم وأن يستخدموا الوسائل التي تلبَي حاجاتهم على أفضل صورة.

ويحتاج تدريب الأطفال الصم على الكلام إلى أساليبَ خاصة. ويعتمد النمو الطبيعي في الكلام على سماع الكلام، ولكن الأطفالَ الصمَّ يجب أن يستخدموا حواسَّهم في البصر واللمس كي يتعلموا الكلام. وهم يلاحظون مُدرّسَهم يُخرج صوتًا من حلقه، ويلمسون كذلك وجه المدرس وعنقه حتى يشعروا بسريان النفس والاهتزازات التي تتعلق بإخراج الصوت، ثم يحاولون عندئذ أن يصنعوا التأثيرات التنفسية والاهتزازات نفسها.

وقد يذهب الطلاب الصم إلى جامعة عادية بعد تخرجهم في المدرسة. والجامعة الوحيدة التي تقتصر على الصم هي جامعة جالوديت في واشنطن بالولايات المتحدة.

وتمكن الوسائل الحديثة في علاج اضطرابات السمع وتعليم الطلاب الصم المصابين بالصمم من الحياة الناجحة. وقد أظهر الصم من الرجال والنساء قدرتهم على أداء كل أنواع العمل تقريبًا. ولا يزال بعض الصم يجدون مع ذلك صعوبة في الحصول على وظائف تناسب تعليمهم وتدريبهم. وفي كثير من البلاد منظمات خيرية للصم تشجعهم على التعليم والتدريب والتشغيل والمشاركة في الحياة الاجتماعية.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية