دمغة المصوغات علامة رسميَّة، تُدمَغ في بلاد عديدة على الأشياء المصنوعة من الذهب، والفضّة والبلاتين لإثبات عيارها. ويجبر القانون صانعي هذه الأشياء على أن يستعملوا مواصفات معيَّنة من المعادن الثمينة. تُرسل هذه المصوغات إلى مختبر التَّحليل لفحصها. ويدمغ المسؤولون في هذا المختبر ثلاثة أنواع من العلامات على هذه المصوغات: المعيار، علامة المكتب، وعلامة التاريخ. وتشكّل هذه العلامات مع بعضها دمغة المصوغات. وفي بعض البلاد تسحب المصوغات التي لا تطابق المواصفات المطلوبة. أمَّا الأشياء المستوردة، فيجب أن تحمل دمغة المصوغات.
لكنّ المصوغات التي صُنعت قبل عام 1900م في بريطانيا، لا تحتاج إلى دمغة، ويسري الحكم نفسه على المصوغات المدموغة في النِّمسا، والدنمارك وفلندا، والنّرويج، والبرتغال، والسويد، وسويسرا.
ينطبق قانون الدمغ على أكثر الأشياء المصنوعة من الذهب، والفضة، والبلاتين. ويمكن أن تُوضع الدمغة على أي مكان، متى ما كانت الدمغة واضحة. ولكن يحاول المسؤولون ألا يشوهوا شكل المصوغة.
علامة المعيار:
توضّح علامة المعيار أن المعدن المُسْتَعْمل في المصوغة، قد تم فحصه، وأنه يطابق النقاوة المقرّرة.
يضع المكتب البريطاني لفحص المصوغات علامات على المصوغات الذهبية، طبقًا لأربعة معايير للنقاوة هي: 916,6 - 750 - 585 - 375. وتوضح هذه الأرقام نسبة الذهب في المصوغة من أصل ألف. وتوضع العلامة على المصوغة طبقًا لنسبة الذهب في معدن المصوغة. وكانت النسبة توضع قبل 1975م بشكل 22 قيراطًا و18 قيراطًا و 14 قيراطًا، و9 قراريط.
يختم مكتب دبلن علاماته على المصوغات الذهبيّة بشكل جانبي. ويستخدم هذا المكتب نسبة القراريط، ويستعمل أيضًا نسبة 20 قيراطًا بالإضافة إلى النسب الأخرى المستعملة في بريطانيا.
علامة المكتب:
تدل هذه العلامات على المركز الذي قام بالتحليل، والختم. ويمكن لهذه العلامة أن تُسمَّى
دمغة المصوغات. كما يمكن لصانعي المصوغات إرسال مصوغاتهم لأيّ مركز يريدونه، من المراكز القريبة. ويمكن رؤية علامة المكتب على المصوغات. ويستعمل مركز برمنجهام شكل مثلث على المصوغات المستوردة ، بينما يستعمل مركز دبلن شكلاً يُشْبه الحرف الإنجليزي
M، ويستعمل مركز أدنبره صليب القديس أندرو، ويستعمل مركز لندن الشكل الفَلكي لبرج الأسد، أمَّا مركز شفيلد فيستعمل علامة برج الميزان.
علامة التاريخ:
تُوضح هذه العلامات تاريخ الدمغ. تُسمَّى هذه العلامات في بريطانيا
الحَرْف السنوي، لأنها تأخذ شكل حرف يتغيّر من عام لآخر. فطبقًا لقانون دمغ المصوغات الصادر عام 1973م، يتغير الحرف المُستعمل أوَّل كلِّ عام. بدأت مراكز الدمغ في بريطانيا، ابتداءً من عام 1975م، استعمال نفس الحرف. وتتبع الحروف الألفبائية الإنجليزية. وتُسمَّى كل سلسلة من هذه الحروف المستعملة
دورة. ولكلِّ دورة نمط معين في كتابة الحروف. فعلى سبيل المثال، قد تتبع الحروف الشكل الروماني الكبير في دورة معينة، وقد تتبعها دورة يأخذ الحرف فيها شكل الحروف المائلة الصغيرة.
علامة الكفيل:
تُدمغ علامة الكفيل على المصوغات قبل أن تُرسل لمراكز التحليل، وتدل علامة الكفيل على الصانع، أو على مَنْ طلب صنع المصوغة. ومنذ أواخر القرن الرابع عشر، وحتى القرن السابع عشر الميلاديين، كان للصناع علاماتهم الخاصة. وتتخذ هذه العلامات شكلاً رمزيًَّا كشكل تاج، أو نجمة. ولكن القانون أجبر الصُّناع على أن تتألف العلامة التي يستعملونها من الحرفين الأولين من اسم عائلة الصانع
كو لاسم كول و
فا لاسم فارن. وتغيّر القانون عام 1739م، وأصبح على الصانع وضع حرفين من اسمه الكامل
"وب" لاسم
وليم بيتمان.
نبذة تاريخية:
بدأت عملية دمغ المصوغات في فرنسا، في أواخر القرن الثالث عشر الميلادي. أمَّا في إنجلترا، فبدأت عام 1300م، عندما بدأ صاغة لندن دمغ مصوغاتهم بعلامة رأس النمر الأرقط. وهي علامة مركز صناعتهم، أو نقابتهم. وقد أعطاهم ترخيص حصلوا عليه عام 1327م، الحقَّ في تحليل ودمغ المصوغات الذهبية والفضية التي تحتوي على كميات معيّنة من المعدن الثمين. استعملت علامة الصانع لأول مرة في إنجلترا عام 1363م. أمَّا علامة التاريخ فاستعملت أول مرة عام 1478م. وفي لندن استعملت علامة
الأسد الذي يمشي ويمثِّل أسدًا رافعًا يده اليمنى علامةً للمعيار على الفضة بعد عام 1544م. وقد استعملت المراكز الإنجليزية الأخرى هذه العلامة ابتداءً من عام 1719م.
المصدر: الموسوعة العربية العالمية