الرئيسيةبحث

الحصان ( Horse )



الحِصَان من أكثر الحيوانات فائدة، كان في الماضي أسرع وآمن طريقة للسفر برًا. كما قام الصيادون بمطاردة حيوانات الصيد من فوق ظهره لصيدها للأكل أو للرّياضة. واسم الجنس منه الخيل والجمع الخيول.

لم تعد الخيول وسيلة نقل مهمة كما كانت في الماضي. ففي معظم الدول، حل الحصان الحديدي (القطار)، والعربات التي لا تجرها الخيول (السيارة) محل الخيول كليًا، ولكن مازال كثير من الناس يستخدمون الخيول للترويح والرياضة والعمل. وتهتز الحشود الكبيرة من الناس لسباقات الخيول المثيرة. وتستعمل الخيول في السيرك والكرنفالات وألعاب الفروسية والاستعراضات ورياضة الروديو وعروض الخيل الأخرى. وتساعد الخيول في بعض البلدان في أعمال الزراعة ورعي القطعان الكبيرة من الأبقار.

والخيول مهيأة للعمل وللركض ؛ لأن فتحات أنفها العريضة، تساعدها على التنفس بسهولة. ولها حاسة شمّ جيدة، وسمع وبصر قويان. وتعطي السيقان العضلية الطويلة الخيول القوة لجر الأحمال الثقيلة، أو الركض بسرعة كبيرة. كما تَستخدم الخيول سيقانها سلاحًا رئيسيًا ؛ فركلة واحدة منها قد تسبب جروحًا بليغة للإنسان أو الحيوان. وقد تؤدي عضة الحصان إلى نزع اللحم عن العظم.

والخيول توّاقة لإسعاد مالكيها. ومعظمها يتمتَّع بذاكرة قوية، ويمكن ببساطة تدريبها على طاعة الأوامر. فهي تأتي مسرعة عندما يصفِّر لها مالكها. وتقوم خيول السيرك بالانحناء عندما يلمس مدربها أطرافها الأمامية بالسوط. كما يمكن أن تتعلم الاستجابة حتى لأقل الإشارات.

والذين يشاهدون خيَّالاً خبيرًا على ظهر حصان مدّرب تدريبًا جيدًا، لا يستطيعون عادة رؤية الإشارات التي يستخدمها. فعلى سبيل المثال، عندما يضغط الخيَّال بساقه ضغطًا خفيفًا على جانب الحصان فإنه يمشي إلى الأمام، وعندما يلمس سير اللجام الرقبة فإنه يدور. ولقد ساعدت الاستجابة السريعة للخيول على جعلها أكثر الحيوانات قيمة.

قام الإنسان بتحسين سلالات الخيول عن طريق تهجين أنواع عديدة منها. ويرى مربو الخيول أنه من الممكن تهجين خيول سريعة مع خيول قوية لإنتاج خيول لها صفتا السرعة والقوة معًا.

أنواع الخيول

تقسم الخيول عادة إلى ثلاث مجموعات رئيسية هي: 1- الخيول الخفيفة، 2- الخيول الثقيلة، 3- الخيول القزمية. والخيول الخفيفة عظامها صغيرة وقوائمها رفيعة، ويزن معظمها أقل من 590 كجم. أما الخيول الثقيلة فتكون عظامها كبيرة وضخمة وقوائمها قوية، ويزن بعضها أكثر من 910 كجم. والخيول القزمية صغيرة يبلغ ارتفاعها أقل من 145سم، ويزن معظم هذه الخيول أقل من 360 كجم.

ولكل مجموعة من هذه المجموعات الثلاث عددٌ من السلالات. ومن الممكن أن تشتمل السلالة الواحدة على خيول من أنواع متعددة. فمثلاً: قد يصنَّف نوع خاص من الهاكني كخيول خفيفة، وأنواع أخرى تعتبر خيولاً قزمية. وبالإضافة إلى الخيول الخفيفة والخيول الثقيلة والخيول القزمية، توجد أيضًا أنواع قليلة من الخيول البرية.


بعض أنواع الخيول وسلالاتها

النوع أو السلالةمكان المنشأالوزن بالكجم الارتفاع باليد
خيول الركوب الأمريكيةالولايات المتحدة410 -5403,14 -1,16
الخيول الرباعية
الأمريكيةالولايات المتحدة410 -54014,2 -15,3
الأبالوساالولايات المتحدة430 -530 14,2 -15,2
العربيةالجزيــرة العربيــة390 -45014,2 -15,2
المورجانالولايات المتحدة360 -500 14,2 -15,2
البلمينالولايات المتحدة410 -59014,1 -16,0
خيول تنيسي السائرة
الأمريكية الولايات المتحدة410 -54015 -16
الأصيلة (الثوربرد)إنجلـترا450 -59015 -17
خيول الحمل الخفيفة
أو خيول الطريق
الهاكنيإنجلـترا410 -5403,14 -2,16
الأستاندردبردالولايات المتحدة360 -54015 -16
خيول الجر
البلجيكيبلجيــكا770 -1,00016 -19
الكليدسدال أسكتلندا680 -91016-17,1
البورشَّيَرونفرنسا730 -95015 -17
الشَّايَرإنجلترا820 ـ040,116 -17
السوفوكإنجلترا680 -860 15,2 -16,2
خيول الحمل الثقيلة
الكليفلند بيإنجلترا570 -70015,3 -17,3
الكوتش الفرنسيةفرنسا500 -64015,1 -16,3
الكوتش الألمانيةألمانيا540 -68015,2 -16,3
الخيــول القزميــة
خيول هاكني القزميةإنجلترا270 -390 12 -14,2
الخيول القزميةالولايات المتحدة230 -410 11,2-13,2
البهاتالهند400 -41013,0 -13,1
خيول شتلاند القزميةجزر شتلاند140 -2309,0 -11,2
السبيتالهند270 -275 12,0 -12,2

الخيول الخفيفة:

وتضم عدة سلالات أهمها:

خيول الركوب. تشمل مجموعة من السلالات المهمة للركوب. ويركب العديد من الناس الخيول للمتعة، أو لتربيتها بوصفها هواية.

تشمل السلالات المشهورة المستخدمة لركوب المتعة، الخيول العربية القوية التي اشتهرت بقوة تحملها. ولقد طور العرب هذه السلالة لاستخدامها في الصحراء. ويعتقد بعض الخبراء أن واحدة من أكثر سلالات الخيل جمالاً ورشاقة، كانت قد عاشت في شبه الجزيرة العربية منذ زمن طويل، قبل ما يقرب من خمسة آلاف سنة قبل الميلاد، حيث كانت في ذلك الوقت أرضًا خضراء خصبة. وهذه ربما تكون الأسلاف الأولى للخيول العربية.

الحصان العربي
تُظهر التماثيل المصرية القديمة، وبخاصة التمثال الذي يرجع تاريخه إلى الفترة ما بين الأعوام 2000 و1300 ق.م.خيولاً عليها علامات الصفات العربية. وحافظت القبائل الصحراوية على أصول هذه الخيول الخاصة على مر العصور شفهيًا كما دوَّنت هذه الأنساب أيضًا في صورة مشجّرات ومن أشهر المصادر العربية في هذا الفن كتاب (أنساب الخيل) لهشام بن محمد بن السائب الكلبي (ت 212هـ) ★ تَصَفح: الحصان العربي. ومن باب الواجب الديني اعتنت القبائل العربية بالخيول رغم الظروف الصحراوية القاسية، حيث أمر الله سبحانه بإعدادها فقال: ﴿وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم﴾ الأنفال: 60 ولهذا السبب زادت الخيول العربية في العدد والنوعية، فكانت أعلى من الخيول الأخرى في قدرتها على التحمل والسرعة. ومن مئات السنين نقل مربو الخيول في عدد من البلدان هذه الخيول من الجزيرة العربية واستخدمت في تهجين سلالات جديدة. ★ تَصَفح: الحصان العربي (الحصان العربي حول العالم).

الأصيل (الثوربرد)
ومن الممكن ردّ جميع الخيول الأصيلة في أوروبا إلى ثلاثة فحول تسمى عربي دارلي وعربي جودولفين وتركي بيرلي. ففي أواخر القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر الميلاديين، هجَّن المربون الأوروبيون هذه الفحول مع خيولهم ؛ لتنتج أول الجياد الأصيلة في أوروبا. وتُعدُّ الخيول الأصيلة أسرع الخيول في العالم. ولقد استخدمها المربون أساسًا لتعطي صفات الضخامة والسرعة والجرأة والجودة لسلالات أخرى. وللخيول الأصيلة رئتان فعالتان وقوائم قوية، مما يجعلها ملائمة جدًا للسباق، وتُستخدم الخيول الأصيلة للقفز وللصيد. وتُعدُّ خيول البولو القزمية من الخيول الأصيلة إلى حد ما.

وتنحدر خيول ليبيزان الرمادية البيضاء من خيول وردت إلى أستراليا من أسبانيا وإيطاليا خلال أواسط القرن السادس عشر الميلادي. وسميت هذه السلالة بهذا الاسم نسبة إلى ليبيزا، بيوغوسلافيا السابقة، التي توجد بها مزرعة لتهجين هذا النوع من الخيول. ولخيول العرض الجميلة عظام قوية وقوائم قصيرة وسميكة ورقبة مقوسة الشكل. وتمكنها قوائمها الخلفية القوية من القيام بقفزات صعبة. وأفضل خيول الليبيزان المعروفة هي تلك المرباة في مدرسة الركوب الأسبانية بفيينا. حيث تؤدي هذه الخيول قفزات رشيقة ورقصات بارعة.

ومن سلالات الخيول المشهورة في الولايات المتحدة خيول الركوب ا لأمريكية، وخيول تنيسي السائرة والمورجان والخيول الرباعية. وقد طُوّرت خيول الركوب الأمريكية وخيول تنيسي السائرة لاستخدامها خيول ركوب. واستُخدمت خيول المورجان أولاً لجر العربات ولسباق الخبب (الهرولة). ورُبيت الخيول الرباعية للركوب ؛ لرسوخ قدمها ولتحملها الجيد.

خيول الحمل الخفيفة وتدعى في بعض الأحيان خيول الطريق ؛ وتشمل: المورجان والهاكني والأستاندردبرد. وتدعى أيضًا بخيول الخبب الأمريكية ؛ لأنها تعتبر أفضل خيول لسباق الخبب. ومالكو خيول الأستاندردبرد يدربونها لسباقات الخبب أو العدْو.

التقسيم اللوني تُقسَّم الخيول الخفيفة في بعض الأحيان على أساس اللون عوضًا عن نوع السلالة. وتشمل مثل هذه المجموعات: البلمين والألبينو والأبالوسا.

البلمين. لها شعر ذهبي أو أشقر أو فضي في الرقبة والذيل. ولمعظمها لون أبيض على الوجه فقط وعلى القوائم أسفل العراقيب والركب. وتنتمي خيول البلمين تقريبًا لكل سلالة ما عدا السلالة الأصيلة.ويكون الفلو (صغير الحصان) الناتج من مهرة وفحل البلمين من لون آخر. ولقد طور المربون في الولايات المتحدة والمكسيك سلسلة نسب البلمين.

الأمهق. يستخدم بعض المربين كلمة أمهق لوصف الخيول ذات الشعر الأبيض أو الباهت. ومن ناحية أخرى تكون الخيول المهقاء الحقيقية الوحيدة التي ليس لعينيها أو شعرها أوجلدها لون خاص بسبب العوامل الوراثية. كما أنه ليس لصغارها لون محدد.

ولجميع الخيول المهقاء بعض الألوان قد تورثها لنتاجها. ولنوع واحد منها جلد قرنفلي وشعر عاجي ورقبة بيضاء وعيون زرقاء. ولنوع آخر جلد قرنفلي وشعر أبيض وعيون بنية.

الأبالوسا
الأبالوسا. سلالة منفصلة على نحو كامل، ولكن يعدّها بعض الناس نوعًا ملونًا. وفي الحقيقة تختلف ألوانها بدرجة كبيرة. ولكن للغالبية العظمى منها منطقة بيضاء على الخاصرة والفخذ مع بقع صغيرة قاتمة دائرية أو بيضية. وفي بعض الأحيان، تدعى الأبالوسا حصان قطرة المطر بسبب بُقعها. ولها أيضًا عيون ذات حافة بيضاء تشبه العيون البشرية. وتغطي حوافر معظمها خطوط سوداء وبيضاء.

أول من أحضر الأبالوسا إلى أمريكا الشمالية المغامرون الأسبان. وربتها قبيلة النيز بيرس الهندية التي كانت تقطن ما يعرف الآن بمنطقة أيداهو وواشنطن في منطقة نهر البالوس. ولهذا سميت باسم الأبالوسا.

الخيول الثقيلة:

وتضم نوعين هما: خيول الجر وخيول الحمل الثقيل.

حصان برزيفالسكي
خيول الجر أطول مجموعة من الخيول وأثقلها وأقواها. وتنحدر من خيول الغابة البدائية في شمالي أوروبا. وكانت تُستخدم في العصور الوسطى لحمل الفرسان مع دروعهم الثقيلة إلى المعركة. وفي الماضي، كانت خيول الجر تؤدي العمل الثقيل المتمثل في جر المحاريث وعربات نقل البضائع. وتشمل سلالات الجر: الشَّايَر والكلايدزديل والبلجيكي والبورشيرون وسوفوك.

خيول الشَّايَر تعد من أكبر خيول الجر. وطُوِّرت هذه السلالة في إنجلترا بعد أن أمر الملك هنري الثامن بإبادة جميع الخيول التي يقل ارتفاعها عن 1,5م.

والكلايدزديل واحد من أجمل سلالات خيول الجر ؛ له شعر طويل يتهدل أسفل الركبة والحافر ومتصل على القوائم الخلفية. وهذا الشعر يدعى الريش، ويعطي هذا الحصان منظرًا أنيقًا وغير عادي. وأحصنة الكلايدزديل خيول مشهورة بسحب العربات في المهرجانات.

الخيول البلجيكية تُصنَّف ضمن الخيول اللطيفة والقوية. وتعطي العضلات القوية الخيول البلجيكية مظهرًا قويًا، ويبدو الرأس صغيرًا جدًا بالنسبة للجسم الضخم. ويكون لون معظم الخيول البلجيكية كستنائيا أو كميتيًا. وتشبه خيول البورشَّيَرون الخيول البلجيكية كثيرًا، ولكن تكون ذات جلد رمادي أو أسود. ومن الممكن أن تُستخدم هذه الخيول النشطة لأغراض عامة. وتعد السوفوك وهي خيول صغيرة كستنائية اللون، خيول جر مثالية.

خيول الحمل الثقيلة تسمى أيضًا خيول العربة، ووزنها أقل من خيول الجر، ولكنها أقل قوة. ومن الممكن أن تقوم هذه الخيول بأعمال الزراعة الخفيفة، وهي مناسبة لركوب النزهة. ولقد روّض المربون الأوروبيون الخيول الثقيلة لسحب الحافلات والعربات والمدافع. وتشمل سلالات كليفلندبي والكوتش الفرنسية (النورمند) والكوتش الألمانية (أولدنبرجر). ومنظر الكليفلند بي يشابه جسم الحصان المكتنز الأصيل. وهي قوية البنية أصيلة وتعدُّ خيولاً ممتازة لتأدية أغراض متعددة مثل القيادة والركوب والصيد.

الشتلاند القزمي

الخيول القزمية:

تعد الخيول القزمية المدرَّبة تدريبًا جيدًا صديقة للأطفال، وهي سريعة التعلم. وعادة ما تكون لطيفة. وتُستخدم لركوب المتعة، وبإمكانها جّر العربات الصغيرة. ويعيش معظمها أطول من الخيول الأخرى. وتشمل سلالات شتلاند والويلزي والهاكني وكونيمارا.

يتراوح ارتفاع الخيول القزمية من سلالة شتلاند الكاملة النمو، بين 80 و115سم. وهذه الخيول المفضلة لدى الأطفال، كانت في الماضي تجر المحاريث والعربات في جزر الشتلاند، شمالي أسكتلندا. ولقد ربّى عمال المناجم في مقاطعة ويلز الخيول القزمية الويلزية الصغيرة للعمل في أنفاق مناجم الفحم الضيقة. وهي قوية ورشيقة ؛ فمن الممكن أن تحمل راكبًا. وتعد خيول الهاكني واحدة من أكبر سلالات الخيول القزمية.

جسم الحصان

الحجم:

يقيس أصحاب الخيول ارتفاعها بوساطة مقياس يسمى اليد، فتقاس الخيول من الأرض إلى أعلى نقطة في الحارك، وهو الحافة بين عظام الأكتاف. وتساوي اليد أربع بوصات (10,16سم)، وهي متوسط عرض يد الرجل. والخيول التي يبلغ طولها (14 يدًا وبوصتين) يكون ارتفاعها 58 بوصة (147,32سم).

الشَّعر والجلد:

يُغطَّى جسم الخيول بالشَّعَر ويمنحها الشعر الجيد الزاهي اللون مظهرًا رائعًا. وينمو الشعر الشتوي السميك في كل خريف ويسقط كل ربيع. ولا يسقط شعر العنق أو الذيل في الخيول أبدًا. وإذا أصبح شعر العنق والذيل سميكًا جدًا فإن المربي قد يزيل بعضه ليعطي الجواد منظرًا أفضل. ولا يؤلم سحب الشعر ؛ لأن الخيول لا أعصاب لها عند جذور الشعر. وتستخدم الخيول ذيولها للتخلص من الحشرات. كما تستخدم أيضًا عضلاتها لإرعاش الجلد وطرد الحشرات.

تساعد الغدد العَرَقية الموجودة على جلود الخيول على خفض درجة حرارتها. وفي الشتاء يجب أن يُجزَّ الشعر السميك للخيول المستخدمة في العمل السريع مثل السباق أو لعبة البولو ؛ حيث إن ذلك يجعل أجسامها تبرد بسهولة أكثر عندما تعرق. ويجب أن تغطَّى الخيول بغطاء سَميك عندما تستريح لمنحها الدفء.

وللخيول ألوان عديدة تشمل درجات متنوعة من اللون الأسود والبني والكستنائي (بني ضارب إلى الحمرة) والكميتي (رمادي ضارب إلى الصفرة) والذهبي والرمادي والأسمر المحمرّ (بني ضارب إلى الصفرة) والأبيض. أما الحصان العربي فتتفاوت ألوانه لتعطيه جمالاً إلى جماله الطبيعي. ★ تَصَفح: الحصان العربي (صفات الحصان العربي الأصيل).

القوائم والحوافر:

تُعَدُّْ قوائم الخيول مناسبة للركض السريع، حيث تساعد العضلات الكبيرة الموجودة في أعلى جزء من قوائم الخيول على الركض بسرعة كبيرة وبأقل مجهود. وتعطي القوائم السفلى الطويلة والرفيعة، الخيول خطوة طويلة. وتتحمل القوائم الأمامية معظم وزن الحصان، وتمتص الارتجاجات عند الركض أو القفز. كما تمنح القوائم الخلفية قوة للركض والقفز.

منح الله الحصان قوائم قوية تنتهي بأقدام يحميها الحافر القوي المحدوْدب الشكل. ويعمل النَّسْر (كتلة مرنة على باطن القدم) ككعب مطاطي. حيث يساعد على امتصاص الارتجاجات عندما يضرب الحافر الأرض. والعرقوب هو الكعب الحقيقي للحصان، ويقع تقريبًا في منتصف المسافة أعلى القائم. ولا يلمس العرقوب الأرض قط.

وعادة ما يقتل الحصان الذي يصاب بكسر كبير في قدمه أو قوائمه، حيث إن الكسر يسبب له صدمة عصبية وألمًا شديدًا. ولكن هناك كسورًا معينة لا تسبب ألمًا شديدًا، ومن الممكن أن تلتئم، ويعالجها الجراحون البيطريون بوساطة العصابة والجبس.

الأسنان:

لمعظم ذكور الخيول 40 سنًا، ولمعظم الإناث 36 سنًا. وتطحن الأضراس الطعام عندما تمضع الخيول. وليس لهذه الأضراس أعصاب، حيث تتوقف أعصابها عن النمو. وفي بعض الأحيان تنمو الأضراس بصورة غير متساوية، ولهذا يجب حشوها حتى تُمكِّن الحصان من المضغ بصورة سليمة.

يستطيع خبراء الخيول تحديد عمرها عن طريق عدد الأسنان والكشف عن حالتها. ومعظم الأفلاء تولد دون أسنان، ولكن بعد فترة قصيرة تنمو لها أسنان أمامية ؛ اثنتان علويتان، واثنتان سفليتان. وفي الشهر الرابع تكون لها أربع أسنان علوية وأربع سفلية. وعند عمر سنة، يكون لها ستة أزواج من القواطع، العلوية والسفلية. وعند عمر خمس سنوات يكون لها 12 زوجًا من القواطع، وللخيول المكتملة النمو ستة أزواج من الأضراس. وتنمو للذكر أربع أسنان زائدة عندما يصبح عمره خمس سنوات. ويتلف السطح الطاحن الخشن للقواطع السفلية عندما يصل عمر الحصان ثماني سنوات، وفي بعض الأوقات تنمو أسنان صغيرة أمام الأضراس تسمى أسنان الذئب. وهذه الأسنان تتداخل مع الشكيمة، (جزء من اللجام يوضع في فم الحصان). وعادة تزال أسنان الذئب هذه، وتوضع الشكيمة في فراغات بين قواطع وأضراس الحصان.

الحواس:

للخيل عيون أكبر من عيون أية حيوانات برية أخرى ما عدا النعامة. وعيون الخيول بيضيَّة، وموجودة على جانبي الرأس. ومن الممكن أن تتحرك كل عين مستقلة عن الأخرى، وتكون حركتها في نصف دائرة. ولهذا تستطيع الخيول النظر إلى الأمام بعين واحدة، وإلى الخلف بالأخرى. وبسبب موقع العيون، فإن للخيول بقعة عمياء وهي مسافة قصيرة أمامها. وعلى الخيول أن تدير رؤوسها لترى الأشياء المجاورة التي تمتد أمامها مباشرة. ويجعل شكل عيون الخيول الأشياء تبدو بعيدة على الجانب أو يظهرها في الخلف كأنها تتحرك بسرعة أكبر مما هي عليه فعلاً. ولهذا السبب، تجفل الخيول وقتًا طويلاً عندما يتحرك أي جسم حركة جانبية أو إلى الخلف فجأة. وتستغرق عيونها وقتًا طويلا نسبيًا لتتأقلم مع التغيير في درجة الإضاءة. وعندما تتحرك الخيول من إسطبل مظلم إلى ضوء الشمس الساطع، فمن الممكن أن تبدو مضطربة إلى أن تتكيف عيونها.

وللخيول سمع حاد، لأن آذانها قصيرة وبارزة ولها القدرة على الحركة الدائرية لالتقاط الأصوات من أي اتجاه تقريبًا. ومن الممكن أن يشير وضع محدّد للآذان إلى موقف الخيول أو مزاجها. فمثلاً، عندما تُشير الخيول بآذانها إلى الأمام، فإنها تريد استطلاع شيء أمامها. وعندما تجذب الخيول آذانها بقوة أو تجعلها تتدلى إلى الخلف عكس رأسها، فإنها تظهر غضبها، ومن الممكن أن تركل. وحاسة الشم لدى الخيول قوية جدًا. حيث إن فتحات أنفها كبيرة جدًا ويمكن أن تلتقط الرائحة من مسافات بعيدة. وتداخل الرياح القوية والأمطار الكثيفة مع حاسة الشم يصيب الخيول بالتوتر.

تختلف حاسة اللمس بين سلالات الخيول المختلفة. ولمعظم الخيول الخفيفة بشرة رقيقة تكون حساسة للحشرات والأشياء الخشنة. ومعظم سلالات الخيول الثقيلة أقل حساسية لمثل هذه الإثارة.

الذكاء:

تستطيع الخيول أن تتعلم اتباع الإشارات، ويمكن تعلمها من خلال إعادات ثابتة. ويجب أيضًا أن تُشجع على تخطي خوفها من الأشياء ومن الحالات غير المألوفة. وللخيول ذاكرة قوية، حيث من الممكن أن تتذكر مواقف سارّة أو غير سارة بعد حدوثها بسنوات عديدة.

حياة الحصان:

تحمل الفرس فلوها المُهر ما يقرب من 11 شهرًا قبل أن تلده. ويمكن أن تتفاوت هذه الفترة ما بين عشرة أشهر و 14 شهرًا. ويستطيع الفلو أن يقف بعد فترة قصيرة من الولادة، وخلال ساعات قليلة يكون قادرًا على التجول. ويبدأ معظم مربي الخيول بتلقيح الفرس عند عمر ثلاث أو أربع سنوات، ويُستخدم الفحل للتلقيح عند عمر سنتين. وتلد معظم الإناث خمسة أو ستة أفلاء خلال فترة حياتها، ولكن قد يكون لبعضها عدد أكبر يصل إلى 19 فلوًا.

يسجل الميلاد الرسمي لخيول السباق في أول يناير، ما عدا الخيول الموجودة في جنوبي الكرة الأرضية، فيكون ميلادها الرسمي أول أغسطس، بغض النظر عن تاريخ ولادتها الفعلي، ويصبح عمر خيول السباق سنة في ميلادها الرسمي. ويُستخدم هذا النظام ليؤهل الخيول للسباق الذي يضم مجموعات من عمر معين. فمثلاً، الخيول التي يبلغ عمرها ثلاث سنوات فقط تشارك في سباق خيول الولايات المتحدة الشهير ديربي كنتاكي. ومعظم السباقات المنبسطة الرئيسية (سباقات لا تركض فيها الخيول فوق السياج أو الحواجز) تكون لخيول يبلغ عمرها سنتين أو ثلاث سنوات. ومتوسط عمر الخيول يتراوح بين 20 و30 سنة.

العناية بالخيل

الإسطبل:

يجب أن يعيش الحصان في إسطبل نظيف ومريح، حسن الإضاءة وجاف جيد التهوية. وتكون أبعاده ثلاثة أمتار في ثلاثة أمتار على الأقل. ويشكل الطين أو بقايا الفحم المطحونة جيدًا أفضل أرضية، ولكن من الممكن أن تُستخدم الأرضية الأسمنتية أو الخشبية. تفرد الفرشة بسُمك 30سم على الأرض، حيث توفر للحصان مكانًا مريحًا. وتشكل قطع ونشارة الخشب والقش مواد جيدة للفرشة. ومن الممكن أن تنام الخيول وهي واقفة وتنعس غالبًا خلال الوقوف، بينما تبقى مفتوحة العينين تمامًا.

التغذية:

يحتاج الحصان إلى الطعام ثلاث مرات يوميًا. فبطنه صغير إذا قيس بحجم جسمه. وللحصان أمعاء كبيرة جدًا تهضم الأكل ببطء. ولكن عندما تمتلئ المعدة إلى ثلثيها يمر الأكل إلى الأمعاء بالنسبة نفسها التي يدخل بها إلى الفم. وتتسع معدة الحصان إلى ما يقرب من 17 لترًا من الأكل، بينما معدة الإنسان المتوسط تتسع لأقل من لتر فقط.

يأكل الحصان العُشب والحبوب والتبن ويجمع أكله بشفتيه. وعندما يأكل العشب يمضغه عند النصل قريبًا من الأرض. ويمضغ أكله ببطء تام. ولا يجترُّه كما تفعل الأبقار والإبل.

ويجب أن يوضع تبن الحصان في شبكة أو على معلف (هيكل خشبي). ويحتاج الحصان الذي يزن 450كجم ويعمل ثلاث أو أربع ساعات يوميًا إلى ما يقرب من 6,5 كجم من التبن ؛ 2 كجم في الصباح والباقي في الليل. ويجب ألا يأكل التبن الترابي أو الغباري أبدًا، أو التبن الذي يحتوي على أعواد خشنة أو على الأشواك أو على النفايات. وتشكل التيموثية (نوع من العشب) أو البرسيم أو التيموثية المخلوطة مع البرسيم أفضل غذاء للخيول.

تفضل الخيول الشوفان أكثر من أي شيء آخر. وتأكله بسرعة كبيرة، إلا إذا أكلت قبله بعض التبن. تأكل الخيول العاملة من أربعة إلى 11,5كجم من الشوفان، أو خليط من الشوفان والنخالة كل يوم. وتعتمد الكمية الفعلية على حجم الخيول وحالتها والرياضة التي تمارسها، ويجب أن يُعطَى ثلث الأكل في الصباح وثلثه في الظهر والثلث الباقي في المساء.

تشرب معظم الخيول كمية تتراوح ما بين 38 إلى 45 لترًا من الماء النظيف العذب يوميًا. ويجب ألا يسمح للخيول بأن تشرب كمية كبيرة من الماء عند ارتفاع درجة حرارتها، أو قبل القيام بتدريبات صعبة.

وتحتاج الخيول إلى الملح لتبقى في صحة جيدة ؛ حيث تفقد أجسامها الملح أثناء التعّرّق. فتأكل ما يقرب من 57 جم من الملح يوميًا. وتحصل الخيول على احتياجاتها من هذا الجزء المهم من الغذاء عن طريق وضع صندوق من الملح أو كتلة ملح صلبة في الإسطبل والمرعى.

التنظيف:

يساعد التنظيف على حفظ صحة الحصان وحسن مظهره. فيجب تنظيف الخيول الموجودة في الإسطبل يوميًا بقطعة مطاطية وفرشاة جسم وملقط الحافر ومشط العنق والذيل. وتساعد ضربات فرشاة المكنسة الطويلة باتجاه نمو الشعر على إعطاء الحصان رونقًا وجمالاً. ويزيل التنظيف بالفرشاة الأوساخ والقشور. وتحتاج المناطق التي تلامس السرج وحزامه ومنطقة خلف الكعب وانخفاض العرقوب، لتنظيف خاص بالفرشاة. ويجب أن يتبع التنظيف بالفرشاة مسحة شاملة بقماش ناعم، بينما يزيل ملقط الحافر الأوساخ والأحجار وأشياء أخرى من الأقدام.

تنمو طبقة زيتية على بشرة الخيول تُتْرك ولا تُنَظَّف خلال الشتاء، لتحميها من المطر والثلج. ولكن يجب إزالة الطين من الظهر والبطن قبل وضع السرج واللجام وإلا حَكّ بزوايا السَّرْج وسبَّب الألم للحصان.

حدوة الحصان:

وهي تحمي أقدام الخيول التي تركض أو تعمل على الطريق أو على سطوح صلبة أخرى مثل مضمار السباق. وتزن أفضل حدوة لمعظم الخيول نحو 230 جم ولها مسامير قليلة. وتوضع على أرجل بعض خيول الركوب حدوات تُثبَّت على مقدمة الحوافر ؛ لتساعدها في رفع أقدامها عاليًا. وتوضع على أرجل خيول السباق حدوة خفيفة من الممكن أن تتآكل بعد عدة سباقات. وهناك حدوات توضع في الشتاء، وأخرى توضع للخيول التي تجر عربات الجبال العالية. وتكون لها حافظة الحدوة التي تساعد على حفظ الخيول من الانزلاق على الصقيع أو الثلج.

الرعاية الطبية للحصان تشمل الفحوص الدورية بوساطة الطبيب البيطري. وكجزء من الفحص، يكشف الطبيب عن حالة الأسنان والفم

الرعاية الصحية:

يجب فحص الخيول بوساطة الطبيب البيطري مرة أو مرتين سنويًا على الأقل. ويجب أن تلقح ضد الكزاز والإنفلونزا والأمراض الأخرى. ويجب أن تعطى أدوية، عندما يكون ذلك ضروريًا لطرد الديدان. وفي بعض الأحيان يجب صقل الأسنان بالمِبْرد لإزالة الحواف الحادة.

يستطيع مالكو الخيول أن يمنعوا العديد من المشكلات الطبية بتدريب الخيول يوميًا وعن طريق التغذية السليمة واستعمال الفرشاة المناسبة، وتنظيف المكان الذي تعيش فيه من الأوساخ. ويجب أن يلاحظ مالكو الخيول أي تغير في حالة أو في سلوك خيولهم ويجب استدعاء الطبيب البيطري في حالة مرضها. وتشمل علامات المرض فقدان الشهية وفقدان القوة وإفرازات مخاطية أو دموية من العينين أو من الأنف وانتفاخات أو آلام في الجسم وارتفاع حرارة القوائم أو الأقدام. ومن علاماته أيضًا زيادة أو نقص معدل التنفس أو النبض. وعادة ما تتنفس الخيول الساكنة من 8 إلى 16مرة في الدقيقة. ويتراوح معدل النبض ما بين 30 و40 نبضة في الدقيقة.

وتصاب قوائم الخيول وأقدامها بالأمراض بسهولة إذا لم تُلاَحظ بدقة. وتشمل الأمراض الشائعة في القوائم والأقدام، القلاع والزورقي والكُساح (التهاب الصفيحة). والقلاع هو التهاب النسر (طبقة قرنية رقيقة في باطن حافر الفرس). ومن الممكن تجنبه بتنظيفه وتجفيفه بالفرشاة. ولعلاج القُلاع يضع الطبيب البيطري الدواء على النسر المصاب. والزورقي مرض يصيب عظمة القدم مما يجعل قوائم الخيول متيبسة ومؤلمة، وتُعالج بالأدوية وتعديل الحدوة. والكُساح، ويسمى أيضًا بالعرج، وهو التهاب القدم، ويسبب الكساح ارتفاع درجة حرارة القدم وزيادة معدل النبض، ويُعالَج باستعمال الدواء وغمر القدم بماء دافئ.

تربية الخيول

الأم تعتني بالفلو حديث الولادة حيث تُرضِع الفرس الفلو لمدة ستة أشهر بعد الولادة. وبعد ذلك يفطم المالك الفلو بإبعاده عن أمه ووضعه في الخارج بالمرعى مع الفلوات الأخرى

تُربَّى الخيول للركوب والقيادة والرياضات الأخرى التي تتطلب تربية وتدريبًا خاصين. ويعد التدريب صناعة مهمة في كثير من دول العالم.

التلقيح:

تختار مزارع التربية الفحول والأفراس بعناية لكي يتم التلقيح على أساس سلسلة أنسابها وصفاتها البدنية، كما يأخذ مربو خيول السباق في الاعتبار سجلات سباق الخيول أيضًا. ومن الممكن أن يكسب مالكو خيول السباق الجيدة والفائزة في السباقات مبالغ كبيرة من رسوم التهجين، حيث إنه يتم استخدام تلك الخيول لغرض التلقيح. ويكون رسم التلقيح مبلغًا من المال يدفع لمالك الحصان مقابل استخدام حصانه للتلقيح. ولكن لا يستطيع المربي أبدًا أن يكون متأكدًا تمامًا من إنتاج مُهر أو مُهرة من نوع البطل نفسه.

يلقّح معظم المربين أفراسهم في الربيع، لكي تلد حول فصل الربيع في السنة التالية. ويرغب الناس الذين يلقحون خيول السباق في أن يولد الفلو في أقرب وقت ممكن بعد الأول من يناير، حيث إن الفلو يبلغ عمره عامًا في يناير التالي. ولهذا فإن الفلو الذي يولد مبكرًا لديه وقت لينمو ويتطور قبل دخوله المسابقات، عندما يصنَّف عمره على أساس سنتين.

يبقى الفلو مع أمه في الأشهر الستة الأولى بعد الولادة، وبعد ذلك يفطم (يبعد) المالك الفلو عن أمه ويضعه في المرعى مع الأفلاء الأخرى.

يقوم الأشخاص الذين يلقحون خيولا نقية بتسجيل الفلو في سجل جمعية السلالة التابع لها. ويكون هذا السجل رسميًا ،حيث يُسجل أبو الفرس وأمه ومعلومات أخرى. وتسمّى الخيول التي تظهر في السجل بالخيول المسجلة. ولعديد من الأقطار جمعيات وسجلات للخيول. والدول المشهورة بتربية الخيول تشمل، إلى جانب كثير من الدول العربية، الأرجنتين وكندا وفرنسا وبريطانيا ونيوزيلندا والولايات المتحدة.

تربية الخيول صناعة مهمة في العديد من الأقطار. ففي مزارع التربية التي تبدو في الصورة، يربي الخبراء الخيول ويدربونها للسباق أو للخبب ولأنواع أخرى من الرياضة.

التدريب:

يتطلب تدريب الخيول مهارة وصبرًا كبيرين. والمدربون الخبراء يتعاملون مع الخيول بلطف وثبات ويعلمونها على مهل. ويتعلم الفلو بعد ولادته مباشرة التعامل مع الإنسان. ويبدأ بعض المدربين بتعويد الفلو على الرَّسَن حال ولادته. إلا أن بعضهم الآخر لا يروّض الفلو على الرسن إلا بعد أن يصل عمره إلى عدة أشهر. وعندما يصبح عمر الفرس سنة، يروضه المدرب على استخدام السَّرْج بوضعه على ظهره تدريجيًا. ثم بعد ذلك يمتطي الجواد ويركبه لخطوات قليلة. ومعظم الخيول التي تدرب على مهل وصبر لا تطرح راكبها عندما تُركب لأول مرة.

وتُدرب خيول العمل أيضًا بخطوات تدريجية. وتُعلم أولاً الاستجابة لإشارات الكوابح الطويلة التي يمسكها الشخص الذي يمشي خلف الخيول. وبعد ذلك تعلَّم كيف تسحب عربة خفيفة أو مركبة ذات عجلتين.

وبعد أن تتعلم الخيول تتبع الإشارات الصادرة من الراكب أو القائد، تُدرب على نوع معين من الرياضة. فمثلاً تتعلم خيول السباق الأصيلة الركض عند فتح بوابة البداية المحورية. وتستخدم مرابط الانطلاق أماكن الانطلاق المغلقة ينفتح فيها زنبرك البوابات) لجميع السباقات المنبسطة. ولكن منظمي سباق الحواجز ما زالوا يعتمدون على شريط الانطلاق البسيط. وتتعلم خيول سباق الخبب من خلال خبّها خلف بوابة الانطلاق المتحركة التي تُوصَّل بالسيارة.

الأقطار الرائدة في تربية الخيول

نبذة تاريخية :

لا يعرف العلماء تمامًا أين نشأت الخيول. ولقد دلت الأحافير على أنه خلال العصر الجليدي، عاشت الخيول في كل القارات ما عدا أستراليا. وتجوّل قطيع كبير عبر أمريكا الشمالية والجنوبية. بعد ذلك ـ ولبعض الأسباب غير المعروفة ـ اختفت من النصف الغربي للكرة الأرضية.

قام الإنسان البدائي باصطياد الخيول وأكل لحومها. ولا أحد يعرف مَنْ أول من روَّض الخيول ودربها للركوب. وأظهرت اكتشافات العلماء عند المدينة القديمة سوسا في جنوب غربي آسيا أن الناس ركبوا الخيول منذ أكثر من خمسة آلاف سنة مضت.

وأوضحت الرسوم الحجرية أن الحيثيين دربوا الخيول للرياضة وللحرب حوالي عام 1400ق.م. واصطاد الأشوريون فيما يقرب من حوالي عام 800ق. م. الأسود باستخدام عربات ذات عجلتين تُجر بوساطة زوج من الخيول. كما تُظهر الرسوم التي صورت على أقمشة النجود الفُرس القدامى، وهم يلعبون نوعًا من البولو من فوقَ ظهور الخيل. وكان الإغريق والرومان القدامى فرسانًا مهرة، ويستخدمون الخيول للسباق وللرياضات الأخرى.

انتشر الحصان العربي مع الفاتحين الأوائل شرقًا إلى آسيا وشمالاً إلى بلاد الشام وغربًا إلى إفريقيا بدءًا بمصر. ومع بداية الحروب الصليبية، اختلط الحصان العربي بالأوروبي، ونقل الأوروبيون أعدادًا كبيرة منه فرادى أو جماعات منظمة. ويشير التاريخ إلى أن أحسن السلالات العربية التي استخدمت في تهجين السلالات الأوروبية كانت من سلالة المعنكي.

قامت الخيول بدور مهم في اكتشاف وتطور أمريكا الشمالية. وركب أوائل الأمريكيين الذين استوطنوا في الغرب الخيول واستخدموها لسحب عرباتهم المغطاة، واستخدمها الجنود خلال الثورة والحرب الأهلية الأمريكية.

وأدت الخيول في القرن التاسع عشر الميلادي مهام متنوعة. واستخدمها عمال المناجم تحت الأرض لسحب العربات المملوءة بالفحم. وقبل اختراع الكهرباء سحبت الخيول القاطرات القصيرة الممتدة على سكك حديدية، وأيضًا سحبت عربات نقل الركاب في معظم المدن والقرى. وكانت الحافلات الخشبية والخيول القزمية السريعة أسرع الطرق للاتصالات حتى اختراع البرق والهاتف.

أصبحت الخيول في القرن العشرين الميلادي مع تطور السكك الحديدية والجرارات والشاحنات والسيارات أقل فائدة. وخلال الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945م) تخلت معظم الجيوش عن سلاح الفرسان.

إختبر معلوماتك :

  1. ماذا تعني اليد في قياس الحصان ؟
  2. ما أنواع الخيول الثلاثة؟
  3. ما مشيات الحصان الثلاث الطبيعية ؟
  4. لماذا تحتاج الخيول ملحا في طعامها ؟
  5. بأي شيء اشتهرت الخيول العربية؟
  6. ما أنواع حدوات الحصان؟
  7. ما أنسب الفصول للتلقيح؟
  8. كم سنًا للخيول التامة النمو ؟
  9. اذكر بعض الدول المشهورة بتربية الخيل.
  10. اذكر بعض الأمراض التي تصيب قوائم الحصان.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية