الرئيسيةبحث

راعي البقر ( Cowboy )



راعي البقر على صهوة جواده كان يستخدم معداته ومهاراته التي أخذها عن رعاة البقر المكسيكيين. وقد أخذ رعاة البقر الأمريكيون عنهم القبعة والسروال الجلدي والحبل والفنون المتعلقة باستخدامه.
راعي البقر شخص يعتني بقطيع واسع من البقر يملكه مربي ماشية. وقد اشتهر رعاة البقر في عهد التخوم الغربية للولايات المتحدة، إذ إن سمعتهم كرجال شجعان يواجهون الأخطار والشدائد قد جعلت منهم أبطالاً عند كثير من الأمريكيين. وقد أصبحت الروايات المثيرة عن حياة رعاة البقر وأغانيهم الحزينة ولغتهم المفعمة بالحيوية تشكل جانبًا من المأثورات الشعبية الأمريكية، وقد ألّفت عنهم أكثر الروايات شعبية وصورت حياتهم في كثير من القصص في الأفلام الطويلة والمسلسلات التلفازية.

كانت ذروة فترة رعاة البقر 20 سنة امتدت من منتصف ستينيات القرن التاسع عشر إلى منتصف ثمانينياته، وكان عليهم القيام برعي قطعان كبيرة من الأبقار وهم على صهوات جيادهم، وأن يقوموا في الوقت نفسه بإيصالها عبر مسافات شاسعة إلى قطارات السكك الحديدية لنقلها إلى أسواق شرق الولايات المتحدة.

لم يتجاوز عدد الرعاة مائة ألف ؛ لكن شهرتهم فاقت عددهم بكثير. وقد ساعد هؤلاء الذين تحملوا المشاق على جعل الغرب منطقة منتجة في الولايات المتحدة. وقد قلت الحاجة إليهم بحلول عام 1890م، حيث انتشرت أسيجة المزارع التي سدت أمامهم آفاق الأراضي التي كانت مفتوحة أمامهم. كما أنه باتساع خطوط السكك الحديدية لم تعد هناك حاجة لنقل الأبقار عبر مسافات طويلة لإيصالها إلى القطارات.

أدوات راعي البقر

قلّد رعاة البقر الأمريكيون نظراءهم المكسيكيين في لبسهم، فأخذوا عنهم القبعة والسروال والحبل، فالقبعة كانت تدرأ عنهم الشمس والمطر والثلج، وكانوا يستخدمونها كذلك في إرسال الإشارات إلى زملائهم. والسروال الجلدي كان يقي أرجلهم من الأشواك ويريحهم من الاحتكاك الدائم بالسرج وهم على صهوات جيادهم، وكانوا ينتعلون أحذية مصنوعة بطريقة خاصة إذ تكون عالية الكعب ومستدقة الطرف. وكان راعي البقر يقضي معظم ساعات عمله على صهوة حصانه الذي، كان يؤمن له مراقبة القطيع بصورة أفضل، فضلاً عن الراحة التي كان يوفرها له.

كان الحبل من أهم أدوات راعي البقر، وكان يُعقد من أحد طرفيه ليشكل حلقة صغيرة يدخل منها طرف الحبل الآخر ليصنع عقدة واسعة ويتدلى الحبل في هذا الوضع من جانب السرج. وكان الراعي يعرف كيف يسيطر على القطيع بحبله، وكان الحبل يُستخدم أيضًا في إخراج الحيوان من الطين وفي ربط الحصان وشد حزمة الحطب اللازم لإيقاد النار.

وسلاح راعي البقر مسدس يتسع لست رصاصات. ويستعين به على الأغلب في قتل حية يصادفها أو قتل فرس بساق مكسورة أو جمع قطيع مشتت ويتمنطق به متبخترًا عندما يدخل المدينة.

حياة راعي البقر

اتسمت حياة راعي البقر بكثير من العمل الشاق فكان عليه أن يرعى الحيوان ويعتني به ويحرره إذا وقع في شرك الأسلاك الشائكة أو وحل في الطين أو الرمال اللينة. وكان عليه أن يعتني بالحيوان المريض أو الجريح أو عند الولادة. وكان رعاة البقر يواجهون مخاطر أخرى كثيرة مثل الكسور أو الجروح من جراء الرفس أو الوقوع عن حصان جامح. وهم دائمًا يعيشون حياة الوحدة بعيدين عن المدن التي يوجد فيها الأطباء، فيضطرون لمعالجة أنفسهم في معظم الحالات.

جمع الأبقار:

كان يحدث في موسمي الربيع والخريف، إذ كان ذلك ضروريًا لوضع العلامات المميزة على الحيوانات للتعرف عليها وكذلك على الحيوانات المولودة حديثًا. ويأخذ العجل نفس العلامة التي تحملها أمه، وكان الوسم الموضوع يدل على صاحب الحيوان ويسهل استعادة الأبقار المسروقة أو الضائعة.

بعد جمع رعاة البقر للأبقار، يقومون بفرز الحيوانات العائدة لأصحابها حسب العلامات الموجودة على كل منها، ثم يفصلون العجول المولودة حديثًا عن أمهاتها لوسمها بوساطة قطعة حديدية محماة، عليها السمة المميزة، فتطبع ندبة تبقى عليها بشكل دائم. وقد يلجأ راعي البقر إضافة إلى ذلك إلى إحداث قطع صغير في أذن الحيوان. يستغل رعاة البقر مناسبة جمع الأبقار فيجلسون معًا بعد انتهاء العمل للسمر والغناء ورواية القصص والأساطير وإجراء المسابقات لاختيار أفضل فارس أو لاعب بالحبل أو مروِّض للخيل.

عملية سَوْق الأبقار كان الغرض منها إيصال قطعان كبيرة من الأبقار بقطع مسافات شاسعة من مواقع تربيتها إلى قطارات السكك الحديدية بغية شحنها وتسويقها. ويتقدم أحد رعاة البقر قطعان الأبقار على صهوة جواده ويسير آخر في الخلف وعدد آخر منهم في كل من الجانبين. وكانت الرحلة تستغرق مدة تتراوح بين شهرين وثلاثة أشهر.

عملية سوق الأبقار:

إلى محطات السكك الحديدية كانت من المناسبات المهمة في حياة رعاة البقر، إذ كان عليهم أثناء هذه العملية التي كانت تستمر من شهرين إلى ثلاثة أشهر أن يقودوا قطعان البقر التي يتراوح عددها بين ألفين وثلاثة آلاف بقرة ليقطعوا بها ما يقارب أحيانًا 1,600كم لإيصالها إلى أقرب محطة قطار لشحنها وتسويقها. وكان عليهم خلال هذه الرحلة الطويلة أن يهيئوا عربات خاصة تحمل معداتهم ومؤونتهم وأن يأخذوا معهم طباخين ومساعدين. وكان عليهم أن يراقبوا الطريق ويجمعوا الأبقار الشاردة. وكانوا يتوقفون عن السير مع غروب الشمس ويتناوبون على حراسة الأبقار أثناء الليل. والنائم منهم يكون قريبًا من فرسه لكي يقفز عليه حالما يشعر بحركة غير عادية للأبقار.

يصل رعاة البقر مع أبقارهم في نهاية رحلتهم الطويلة إلى مدينة للأبقار، حيث تباع الأبقار وتُشحن داخل قطارات السكك الحديدية. وهنا يحتاج راعي البقر إلى استراحة وحلاقة للوجه والرأس وإلى ملابس نظيفة ووجبة شهية ويتسلم أجره في نهاية هذه الرحلة. وغالبًا ما ينفقه بسرعة لكي يعود مرة أخرى إلى مربي الأبقار الذي بدأ منه رحلته.

نبذة تاريخية

إن النمو الذي طرأ على تربية الأبقار والصناعات المترتبة عليها، اقتضى وجود رعاة البقر. فقد أصبحت تربية الأبقار من الفعاليات التجارية المهمة في تكساس في أعقاب الحرب الأهلية الأمريكية. وكانت البقرة التي يتراوح ثمنها في موطنها بين أربعة وخمسة دولارات يباع الرأس منها بمبلغ يتراوح بين 40 و50 دولارًا في الولايات الشرقية. وكانت ملايين الأبقار تجول في مراعي تكساس الواسعة. وهكذا فكر مربو الأبقار في الاستفادة من رعاة البقر لإيصال أبقارهم إلى أقرب محطة قطار للسكك الحديدية لشحنها من هناك إلى الولايات الشرقية. وقد احتج أصحاب المزارع أول الأمر على مرور قطعان الأبقار فوق مزارعهم، وأقنعوا أصحابها بضرورة إيجاد طريق آخر لمرورها.

وصل خط سكة حديد يونيون باسيفيك إلى أبيلين في كنساس سنة 1867م فأصبح بالإمكان إيصال الأبقار إليها في جنوب تكساس بقطع مسافة 1,600كم.

وقد ظهر رعاة البقر في تكساس عندما اكتشف مربو الماشية أنهم يستطيعون جمع الأبقار خلال موسم الشتاء في سهول الشمال الواسعة، فقاموا بإنشاء مجمعات لتربية الأبقار في كل من مونتانا وويومينج وكولورادو وداكوتا التي كانت شبه خالية من المستوطنين في ذلك الحين. وقد استخدموا رعاة البقر لإيصال أكبر عدد ممكن من الأبقار إلى تلك المناطق.

وفي أواخر الثمانينيات من القرن التاسع عشر، أصبحت المراعي المفتوحة في حكم النادرة. وبعد ظهور الأسلاك الشائكة أصبح بالإمكان عمل أسيجة لعزل مزارع تربية الأبقار بعضها عن بعض، وبوصول خطوط السكك الحديدية إلى الساحل الغربي، لم تعد هناك حاجة إلى قيام الرعاة بجمع الأبقار أو قطع مسافات طويلة لإيصالها إلى محطات السكك الحديدية.

رعاة البقر اليوم:

لقد تغيرت الأحوال ولم نعد نرى الطراز القديم من رعاة البقر. ونجد الآن راعي البقر يشتغل بالعناية بالأبقار ويستخدم الشاحنات في نقلها والآلات في حفر الأرض ودق القضبان، بل إنه قد يستخدم المروحيات في البحث عن الأبقار الشاردة. ومن الآثار الباقية من عهد رعاة البقر القدماء سباق الروديو الذي يعرض من خلاله الشباب مقدرتهم في ركوب الخيل وترويضها، وهي رياضة يقبل على مشاهدتها ملايين الناس سنويًا. وقد افتتحت صالة خاصة لإحياء ذكرى رعاة البقر في مدينة أوكلاهوما سنة 1965م ممن ساعدوا في تطوير الغرب الأمريكي. وتحتوي الصالة على متحف فني للصور والرسوم والمنحوتات. وتوجد قاعة خاصة بالروديو مع مكتبة مخصصة لتاريخ الغرب الأمريكي.

إختبر معلوماتك :

  1. كيف كان رعاة البقر يضعون العلامات على الأبقار؟
  2. ما الذي جعل تربية الأبقار ذات أهمية في تكساس؟
  3. ما أهم الملابس الخاصة براعي البقر؟
  4. ماذا كان يُقصد من عملية سوق الأبقار؟
  5. لماذا كانت عملية جمع الأبقار ضرورية؟
  6. لماذا انتهت المراعي المفتوحة؟

المصدر: الموسوعة العربية العالمية