الرئيسيةبحث

سباق الخيل ( Horse racing )



سباق الخيول الأصيلة من أكثر السباقات شعبية. تنطلق الخيول القوية في خط السباق نحو نهايته مدفوعة بحماس الفرسان.
سِباق الخيل رياضة تعتمد على سرعة الخيول ومهارة الفرسان. تُجرى سباقات الخيل منذ زمن قديم ويستمتع بها ملايين الناس في أرجاء المعمورة حتى الوقت الراهن. يثير السباق المَرَح لمنظر الفرسان المرتدين ملابس متعددة الألوان فوق الخيول ذات الشعور الناعمة وهم يَعْدون حول المضمار تجاه نهايته.

عرف العرب الخيل منذ الجاهلية واهتموا بها اهتمامًا شديدًا، وعرفوا سباقاتها. ولعل واحدة من أشهر حروبهم، داحس والغبراء، كان سببها المباشر سباق بين فرسين. وكانوا يتراهنون على الخيل في سباقات تقام لأجل هذا الرهان، إلى أن جاء الإسلام فأبطل الرهان وأبقى على الاهتمام بالخيل. ومن الأمثال العربية التي تطلق على الأمرين المقترنين ـ بحيث يصعب التفريق بينهما في مجال المنافسة ـ أنهما فرسا رهان.

أبطل الإسلام الرِّهان على الخيل المتسابقة إذ أنه ضَرْبٌ من الميسر المحرَّم بنص الكتاب ﴿إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون﴾ المائدة: 90. غير أن الإسلام كرَّم الخيل إذ أقسم بها المولى عز وجل ﴿والعاديات ضبحا﴾ العاديات: 1، وقال عنها الرسول ﷺ: ( الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة) رواه البخاري ومسلم. وشجع الإسلام الاهتمام بها، فهي مراكب الأبطال والفرسان.

يقام سباق الخيول في كثير من الدول العربية في مضامير للسباق على أحدث الطرز في هذا المجال. أُنشئت لهذه السباقات أندية وهيئات مشرفة عليها. وتتبع نظم السباقات فيها وأنواعها ـ غالبًا ـ النظم العالمية المتبعة في المضامير المشهورة.

يلقى الحصان العربي بوجه عام وحصان السباق العربي بوجه خاص، اهتمامًا كبيرًا، فتقام لتربيته مراكز يشرف عليها بيطريون ومتخصصون في عمليات التلقيح لإنتاج سلالات تحافظ على خصائصه. ★ تَصَفح: الحصان العربي.

هناك نوعان رئيسيان لسباق الخيل شائعان في أرجاء المعمورة. في النوع الأول، يمتطي الفرسان الخيول ويعدون حول مضمار السباق، ويسمى هذا النوع من السباقات سباقات فوق أرض مسطحة. والنوع الثاني من السباق، يُسمَّى سباق الحواجز والموانع، وتعرف جميعًا في بريطانيا بسباقات الصيد الوطني. ويُعدُّ سباق نقطة إلى نقطة نوعًا من سباقات الحواجز للفرسان الهواة. وفي سباق الحواجز يتسابق الفرسان ممتطين خيولهم بالقفز فوق الحواجز جميعها. ★ تَصَفح: سباق الحواجز للخيول.

خيول السِّباق

خيل سباق تعدو في المنحنى الأوّل للمضمار بينما يناور الفرسان المنحنون على ظهور الخيول لأخذ موقع. يشجع آلاف المتحمسين خيولهم المفضلة.
غالبية خيول السباق أصيلة، وهي الخيول التي يمكن إرجاع نسبها إلى واحد من ثلاثة أحصنة عربية. أحد هذه الأحصنة يُسمَّى بيرلي تركي الذي أُخذ إلى إنجلترا في نهاية القرن السابع عشر الميلادي. أما الحصانان الآخران دارلي العرب و جود ولفين بارب، فقد أُخذا إلى هناك في بداية القرن الثامن عشر الميلادي. تشتهر الخيول العربية بسرعتها، لذا فإن هذه الأحصنة الثلاثة قد هجنت بأفراس إنجليزية بإشراف مقنَّن لتنتج خيول سباق سريعة وقوية.

يتراوح وزن الخيول الأصيلة بين 450 و545كجم. ويتراوح ارتفاعها من الأرض إلى الحارك وهو أعلى مكان في ظهر الحصان بين 155 و 165سم.

لا يُسمح للخيول الأصيلة بالمشاركة في السباقات إلا بعد بلوغها سنتين من العمر. ويحتسب العمر في نصف الكرة الأرضية الشمالي بطريقة تلقائية من أول شهر يناير لسنة الولادة. لذا، فإن تاريخ ميلاد جميع الخيول الأصيلة المولودة في السنة نفسها هو أول يناير لتلك السنة. وتُبسّط هذه الطريقة لحساب عُمر خيول السباق وضع الخيول في مجموعات وفقًا للعُمر. فأعمار الغالبية العظمى من الخيول الأصيلة التي تشارك في السباقات سنتان أو ثلاث أو أربع أو خمس سنوات. تُخطَّط برامج التلقيح بحيث يكون توليد الخيول في بداية السنة الميلادية. أما في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، فإن أعمار الخيول الأصيلة تُحتسَب من بداية شهر أغسطس.

وتُستخدم مصطلحات مختلفة لتصنيف الخيول الأصيلة وفقًا للعمر والجنس. فالجواد الأصيل حديث الولادة يُسمَّى فلوًا حتى إذا اكتمل عمره سنة من يوم ميلاده سمي حينها حوليًا. ويسمَّى ذكر الخيل مُهْرًا منذ يوم ميلاده وعند بلوغه الخامسة من العمر، يُسمَّى حصانًا. أما أنثى الخيل، فتسمى مُهرة، من عمر سنتين حتى عمر خمس سنوات، تصبح بعدها فرسًا والفرس يكون للذكر والأنثى فإن أردت الأنثى خصوصًا قلت: حجر أو رمكة. والحجر للركوب والرمكة للنسل. ويسمى الحصان الذكر أبا الحصان أما أنثى الفرس فتسمى أم الحصان ويُسمَّى الحصان الذكر الذي يُخصى الخصي.

الفُرْسان (الخيَّالة)

معدات فارس سباق الخيل سرج وتحته قماش الوزن المثبت فيه شريط الرصاص لتثبيت الوزن وقطعة قماش مدون عليها الرقم وسوط ونظارات وخوذة السلامة، ويوضع على عين الفرس غمامة تساعد على تركيز النظر.
يتحكم الفرسان في الخيول أثناء السباق. ويتحدد فوز الحصان بالسباق بمقدرة الفارس على التعامل مع الحصان.

ويجب أن تحمل الخيل وزنًا معينًا أثناء السباق. ويكون الفرسان المشاركون في السباقات فوق أرض مستوية ذوي حجم صغير. وعادة ما تحمل الخَيل أوزانًا تتراوح بين 44 و63كجم، وكُلما كان الفارس خفيفًًا أمكنه أن يمتطي الحصان لمرات أكثر. يطلق اسم المبتدئ على الفارس الصغير الذي يتعلم مهنته هذه تحت إشراف مدرب، ويمكن للمبتدئين المطالبة بـ تسامح في الوزن تعويضًا عن قلة خبرتهم. وقد يصل التسامح في الوزن في بريطانيا إلى ثلاثة كيلو جرامات حتى يحقق المبتدئ 10 مرات فوز، وكيلو جرامين من بعد ذلك حتى50 مرة فوز، و1,5كجم حتى 75 مرة فوز. ويتم ضبط الأوزان التي يحملها كل حصان في السباق بدقة وفقًا للقواعد المطبقة في هذا السباق المعيّن.

تتضمن أدوات الفارس سرجًا، وسوطًا، وحذاءً يصل إلى الركبة، وخوذة سلامة للرأس، وسترة خاصة وقبَّعة. تسمى القبعة والسترة قبعة وقميص الفارس، ويقوم بتوفيرها مالك الحصان. وتُعرف ألوان قبعة وقميص الفارس المميّز الحصان المتسابق، حيث إنَّ لكلِّ مالك خيل سباق لونًا مميزًا لقبعة وقميص الفارس يختلف عن الآخرين، وتسمَّى قبعة وقميص الفارس أيضًا الألوان.

السِّباقات

السباق على أشده في مضمار سباق الخيل في الملز ـ بالرياض ـ بالمملكة العربية السعودية.

أنواع سباقات الخيل:

تُجرى معظم سباقات الخيل لمسافات تتراوح بين 1,2 و 4كم. ولكن السّباق المشهور المعروف بسباق الحواجز الوطني الكبير الذي يقام بالقرب من ليفربول في إنجلترا يتم على مضمار طوله 7,2كم. وتقاس كذلك مسافات سباقات الخيل بوحدات تُسمَّى الفَرْلُنج الذي يساوي 201 مترًا.

يتسلم مالكو الخيل الفائزة بالمراكز: الأول والثاني والثالث جوائز نقديّة، وتعيِّن الجوائز النقديّة بالتحديد أنواع السباقات العديدة المختلفة في أنحاء العالم. تتضمَّن سباقات الخيل، في بعض الدول، أيضًا سباقات اليانصيب وسباقات الجوائز المالية المحددة، وسباقات الجوائر المالية الكاملة. وتوجد ضمن هذه التقسيمات سباقات البيع، وسباقات المطالبة، وسباقات الوزن للعُمر وسباقات المعوقين.

سباق اليانصيب. سباق يتم فيه تحصيل الجائزة المالية أو جزء منها من مالكي الخيول المتسابقة. وتتكوَّن الجائزة من الرسوم، والغرامات، والاشتراكات الأخرى، ومن مصادر أخرى في بعض الأحيان. تُجمع هذه الأموال وتوزَّع على الفائزين الثلاثة الأوائل، ويحصل مالك الحصان الذي يحقق المركز الأول على القسط الأكبر.

معظم السباقات المشهورة، في الغرب، هي سباقات يانصيب. وتتضمن هذه السباقات سباق ديربى أبسوم في إنجلترا وديربى اليانصيب الأيرلندي في أيرلندا، وكأس ملبورن في أستراليا، وديربي كنتاكي في الولايات المتحدة.

سباق الجائزة المالية المحددة. السباق الذي يضمن جوائز ذات قيمة محدّدة للفائزين في السباق. وتحصّل أموال الجوائز من الاعتمادات المالية المخصّصة للسباق من قبل المضمار المعيّن. وتكتمل قيمة الجائزة من هذه الاعتمادات إذا كانت مساهمات مالكي الخيل أقل من القيمة المحددة.

سباق الجائزة المالية الكاملة. السباق الذي يدفع فيه مضمار السباق قيمة الجائزة كاملةً. ولا يساهم مالكو الخيول بأي أموال على الإطلاق.

سباق البيع يشارك فيه أدنى أنواع الخيول. ويُعرض فيه الحصان الفائز للبيع بالمزاد بمجرد انتهاء السباق. أما في سباق المطالبة، فيمكن أن يكون أي حصان مطالبًا بعد السباق. أي يمكن أن يشتريه أي مالك آخر مقابل مبلغٍ من المال مُعلن مسبقًا.

تتضمن كل سباقات الخيل ـ من نوع السباقات فوق الأرض المسطحة ومن نوع القفز فوق الحواجز، ذات فئات المسافة المختلفة ـ أنواعًا متباينة من القيود. وتحتل سباقات الوزن للعُمر قمة سباقات الخيل في معظم الدول. ففي هذه السباقات، يتحدّد الوزن المحمول على الحصان بناء على عُمره. فالحصان الأصغر عُمرًا يحمل وزنًا أقلّ من الحصان المنافس الأكبر عُمرًا والأقوى. وفي مثل هذه السباقات، يتم التساهل أيضًا مع المُهْرة الأضعف بعض الشيء من نظيرها الذّكر. وفي بعض السباقات الأخرى، يتوقف تحديد الأوزان التي ستُحمل، على حالات معيّنة، مثل نوعيّة السباقات التي سبق الفوز فيها.

في سباق المعوّقين يُعدَّل الوزن المحمول على كل حصان بوساطة قانوني المعوقين. ومهمة هذا القانوني إعطاء كل متسابقٍ فرصةً متساوية لتحقيق الفوز. ويزاد الوزن بوضع أثقال رصاص مسطّحة في جيوب خاصة في قطعة من القماش تُسمَّى كيس الثقل.

الخيول تتزاحم عند أحد منحنيات مضمار السباق.

مضمار السباق:

يتباين شكل مضامير السباقات وتركيبها وحجمها من بلد إلى آخر. فعلى سبيل المثال، لا تجد مضمارين متطابقين من السّتين مضمارًا الموجودة في بريطانيا. فبعضها لليمين وبعضها لليسار وبعضها مستقيم تمامًا، وبعضها مسطح، وبعضها متموّج. ومنذ عام 1989م يوجد في بريطانيا مضماران لجميع حالات الطقس، ويُجرى السباق فيهما على سطح صناعي مقام على قاعدة رمليّة. ويوجد هذان المضماران في ميدان ليِنْجِفِيلدْ في مدينة سَري، وفي سَاوثْوَيل في نُوتنجهامْشاير. أما بقية المضامير البريطانية فأرضيتها مُغَطَّاة بالحشيش وتتميّز بأن دوائر السباق فيها تكون مُعشبة. وبعض هذه المضامير صغير تمامًا وبعضها الآخر فسيح. وتوجد هذه الاختلافات أيضًا في أستراليا والدول الأوروبية الأربع الرئيسية في السباقات: فرنسا، وأَلمانيا، وأيرلندا، وإيطاليا. أما المضامير في الشرق الأقصى مثل فوكْو في طوكيو فتماثل المضامير الأمريكية، ويَغلُب عليها أن تكون مسطحة ولليسار، وبيضيّة الشكل، ويوجد في معظمها أرض ترابية.

المراهنات:

تصحب رياضة سباق الخيل أنواع مختلفة من القمار يطلق عليها المراهنات حيث تجمع الأموال المراهن بها على الخيول التي ستفوز. وتسمى هذه الأموال جملة الرهان. وتقسم على جميع المراهنين الذين راهنوا على الفرس الفائز. وتختلف أساليب المراهنة وقواعدها بين البلاد التي تبيح هذا النشاط. فقوانين المراهنات في بريطانيا غيرها في أمريكا، كما أن أساليبها تختلف في اليابان عنها في هونج كونج وغيرها.

يحرم الإسلام المراهنات بوصفها نوعًا من القمار وإن كان يشجع رياضة الفروسية ويحث عليها.

الخيول في طريقها إلى مضمار السباق.

إجراءات بداية السباق:

يوزن الفرسان مع أدواتهم قبل بدء السباق، ويشرف حُكَّام المضمار على إجراءات الوزن. ويراعى في عملية الوزن أن وزن الفارس (متضمنًا وزن أدواته) لابد أن يكون مماثلا للوزن المحدد لحصانه.

وقبل السباق بحوالي 30 دقيقة، تؤخذ الخيول إلى حقل تسريج الخيول، وهي مساحة مسوَّرة تُسرَّج فيها الخيل. يذهب الفرسان بعد ذلك إلى حقل تسريج الخيول وعند إشارة الحَكَم يمتطون خيولهم. ثم تسير الخيل في موكب استعراضي مارة بالمنصة وتدخل في أماكنها المخصّصة في بوابة البداية. ثم يضغط حَكَم آخر هو بادئ السباق زرًّا فيرنَّ الجرس، وتُفتح جميع أبواب أماكن البدء في نفس اللحظة. تندفع الخيول بقوة من البوابة وتتسابق باتجاه خط الفوز.

يُمكن أن يُلغي الحُكَّام الذين يسمّون المديرين سباق حصان ما، ويغيروا نتيجة السباق إذا ما اكتشفوا أيَّ مخالفة للقواعد. تُجرى اختبارات للدم والبول للخيل الفائزة ولخيول أخرى تُختار عشوائيًا، بعد السباق مباشرة، للتأكد من أنّ الخيل لم تُعط عقاقير أو تتلقَّ علاجًا غير قانونى. إضافة إلى ذلك يعاد وزن الفارس وأدواته للتأكّد من أنّ الخيل حملت الوزن الصحيح.

نبذة تاريخية

الخيول العربية تشارك في سباق جود وود في إنجلترا.

سباق الخيل قديمًا:

ربما بدأ سباق الخيل مع بداية ترويض الخيول تقريبًا. ويعود تاريخ سباقات الخيل الباكرة إلى نحو عام 1500 ق.م، عندما أقيمت سباقات المعَجَّلة (المركبة ذات العجلتين التي تجرها الخيول) في أوروبا الشرقية وشمال إفريقيا. أبرزت الألعاب الأوليمبيّة في اليونان القديمة سباقات المعجَّلة للمرة الأولى عام 680ق.م. وأُضيفت سباقات الخيول براكبيها إلى الألعاب عام 648 ق.م. وانتشر سباق الخيل فيما بعد فيما يعرف الآن بآسيا الصغرى وفرنسا وألمانيا وإيطاليا. وعبر القرون، تملَّك الملوك الإنجليز وأعضاء طبقة النبلاء خيول السباق، ونتيجة لذلك تُسمَّى سباقات الخيل أحيانًا رياضة الملوك. أسس الملك جيمس الأول مركز سباق خيل في نيومَاركتْ بمقاطعة سفولك في إنجلترا، حيث بدأت تُعقد السباقات نحو عام 1619م، ولا تزال مدينة نيوماركت مركزًا لسباق الخيل في وقتنا الحالي.

يُعدُّ تَشارلزْ الثاني الملك الأكثر ارتباطًا إلى حدّ بعيد بالتاريخ الباكر لسباق الخيل في إنجلترا. كان هو الملك الوحيد الذي فاز في سباق خيل رسمي بوصفه فارسًا أثناء حكمه. وحتى منتصف القرن الثامن عشر الميلادي، كان سباق الخيل في حالة انعدام تنظيم. وفي عام 1750م، أُسّس أول نادٍ للفرسان في إنجلترا وذلك لمحاولة إحلال بعض التنظيم في السباق. وفي أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، نُظِّم أول سباق من السباقات المعروفة بسباقات إنجلترا التقليديّة. وبدأ أولا سباق سانت ليجر عام 1776م، ثم سباق أوكس عام 1779م، وتلاه سباق ديربي عام 1780م. وأُسس أشهر سباق أسترالي، وهو كأس ملبورن عام 1861م. وأقيم سباق باريس الكبير لأول مرة عام 1863م في فرنسا، ويانصيب الديربي الأيرلندي عام 1866م. وأقيم سباق الحواجز على مضمار سباق أنشئ خصّيصًا لذلك ـ بدلاً من الأرض المفتوحة ـ لأوَّل مرة في إنجلترا في بدفورد عام 1811م.

خلال أواسط القرن التاسع عشر الميلادي، قام إداريو مضامير سباق الخيل بمحاولات جادة لتنظيم سباقات الخيل بشكل لائق، وهدفوا بذلك أن تكون هذه الرياضة منضبطة بفاعليّة وخاليّة من أيّ نوع من التحريف. وتغير الأداء الفني في رياضة الفروسيّة بشكلٍ كبير عبر المائة عام الماضية حيث يمتطي الفرسان الآن خيولهم بطريقة مختلفة إلى حد بعيد عن طريقة الوقفة المنتصبة التي كان يتخذها أقرانهم في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي. كما أصبحت طرق التدريب أكثر تطورًا، ومضامير السباق أفضل صيانة، والخيول أكثر تخصّصًا.

الفائز الأول بالسباق ينتظر تسلـُّم الجائزة.

السِّباقُ اليوم:

منذ نهاية الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945م)، استطاع العديد من خيل السباق على الأرض المسطّحة وفوق الحواجز، الفوز بشهرة عالمية. من هذه الخيل، الحصان الإيطالي رَايْبُوت الذي لم يُهزم في 16 سباقًا خلال العامين 1955م و 1956م، وفاز بجائزة سباق آرك دي تريمف خلال هذين العامين. وفاز نيجنسكي ـ الحصان المدرب في أيرلندا ـ بالتّاج الإنجليزي الثلاثيّ (ديربي، والقديس ليجر، والألفَي جنيه) عام 1970م. وكان أول حصان يحقق ذلك الفوز منذ 35 سنة. وأثبت آرْكَل ـ وهو حصان مدرّب في أيرلندا أيضًا ـ أنه أفضل حصان على الأرجح في قفز الحواجز في وقت من الأوقات، عندما فاز بكأس تْشِلْتِنهام ثلاث مرات في أواسط الستينيات من القرن العشرين الميلادي. ولم يُهزم الحصان بريجادير جيرارد إلا مرةً واحدةً في 18 سباقًا.

فاز الحصان الفرنسي الطائر البحري الثاني الذي لم يُهزم مطلقًا بسباق ديربي، وسباق آرك دي تريمف بسهولة بالغة عام 1965م. وفاز الحصان تولوك الأسترالي بـ 36 سباقًا من الـ 53 سباقًا التي شارك فيها. وكان الحصان الرَّم الأحمر هو الحصان الوحيد في زمانه الذي يفوز بثلاثة سباقات وطنية كبرى أعوام 1973 و1974 و1977م. وأصبح حصان الحواجز الرمادي المسمى الصحراء الأرجوانية واحدًا من أكثر خيول السباق الشائعة في الذاكرة الحيّة بفوزه المتتابع بسباقات كبيرة متضمّنة كأس تْشِلْتِنهام الذهبي عام 1989م.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية