الرئيسيةبحث

مكسيكو سيتي ( Mexico City )



مدينة مكسيكو سيتي تتخللها الشوارع العريضة الجميلة. وتكتنف ساحاتها العامة في الوسط ناطحات السحاب ونصب كريستوفر كولمبوس التذكاري.
مكسيكو سيتي عاصمة دولة المكسيك ومن كبريات مدن العالم. يعيش فيها مايزيد على ثمانية ملايين نسمة. وتضم هذه المدينة وضواحيها ما يزيد على 15 مليون نسمة ؛ لذا فهي تُعد واحدة من أكبر المدن في العالم. وتُعد مدينة مكسيكو سيتي المركز التجاري الصناعي في البلاد. وتوجد فيها معظم المؤسسات التعليمية ومرافق النقل والسياحة.

بنى الأسبان مدينة مكسيكو سيتي خلال القرن السادس عشر الميلادي واتخذوها عاصمة لهم. وقام الأسبان بتجفيف بحيرة تُكسكوكو في القرن السابع عشر الميلادي.ومنذ ذلك الوقت، امتدت رقعة المدينة على مسطح البحيرة. ومعظم سكان مدينة مكسيكو سيتي ينحدرون من أصول أسبانية وهندية.

ولا تزال آثار إمبراطورية الأزتك ظاهرة للعيان في مدينة مكسيكو سيتي. وتضم المدينة العديد من المباني القديمة الجميلة التي شيدها الأسبان، وبعض المباني القديمة تضم حالياً مكاتب حكومية ومتاحف ومحلات تجارية. وتعكس منازل مدينة مكسيكو سيتي تباينات واضحة، ففيها بيوت ذات طابع معماري أسباني قديم ومبان حديثة وناطحات سحاب. كما أن معظم المباني الحديثة مبنية من الإسمنت المسلح، وبعضها الآخر مزخرف بالصور الجدارية، إلا أن قسمًا كبيرًا من سكان المدينة يعيشون في أحياء متخلفة تفتقر بيوتهم إلى أبسط متطلبات الحياة.

وتشتمل مدينة مكسيكوسيتي على 350 حيًا تتخللها ميادين أو ساحات تُقام فيها الحفلات الموسيقية، والاحتفالات بالمناسبات العامة. ويحيط بالبلازا (الساحة العامة) الكنائس والأسواق التجارية والمطاعم والمسارح.

تقع مدينة مكسيكو سيتي على ارتفاع 2,240م فوق مستوى سطح البحر وتشرف على وادي مكسيكو، وتربتها ماصة للمياه مما أدى إلى هبوط أجزاء من المدينة بمعدل 30 سم في السنة. وقد روعي في إنشاء المباني الجديدة تسليح أساساتها لمنع غوصها في الأرض.

وعلى الرغم من وقوع مدينة مكسيكو سيتي في العروض المدارية إلا أن موقعها المرتفع عن مستوى سطح البحر جعل مناخها معتدلاً. وتهطل فيها الأمطار يوميًا بوجه عام، في الفترة الواقعة بين نهاية شهر مايو أو بداية شهر يونيو وشهر أكتوبر من كل عام. وتعاني المدينة من مشاكل الضباب الممزوج بالدخان والتلوث الناجم عن حركة السيارات والمصانع.


حقائق موجزة

عدد سكان مدينة مكسيكو سيتي 8,235,744 نسمة.
عدد سكان المدينة وضواحيها 15,047,685 نسمة.
المساحة 1,500كم²، مساحة المدينة وضواحيها 2,330كم².
الارتفاع : 2,240م عن مستوى سطح البحر.
المناخ معتدل: درجة الحرارة في شهر ديسمبر 12°م، ومعدل تكثف البخار إلى مطر أو الترسّب 74سم.
تاريخ إنشاء المدينة منتصف القرن الرابع عشر الميلادي..

أبرز ملامح مدينة مكسيكو سيتي:

تُعد ساحة الدستور التي تُعرف باسم زوكالو الساحة الرئيسية في المكسيك وتحيط بها دار البلدية والكاتدرائية الوطنية ومبنى القصر الوطني ومحكمة العدل العليا ومبنى الرهن العقاري الوطني الذي يمنح قروضًا شخصية بفوائد مُيسرة. وتحيط بها أيضا مبان أثرية قديمة من بقايا مباني الأزتك.

تم بناء القصر الوطني الكبير خلال القرن السابع عشر الميلادي، حيث استخدمه الحاكم الأسباني مقرًا له. وتوجد فيه حاليًا مكاتب الرئيس وغيرها من المكاتب الرسمية.

وتمتد منطقة وسط مدينة مكسيكو سيتي باتجاه الغرب، حيث توجد شوارع واسعة مشجرة. وتنتهي حتى شارع باسيو دي لا ريفورما، أحد أجمل الشوارع العريضة في العالم. ويواجه شارع خواريز مبنى الفنون الجميلة الذي يشتمل على المسرح، حيث تقام فيه الحفلات الموسيقية وبرامج الرقص والمسرحيات الغنائية. وقد بُني المبنى بالكامل من المرمر، وأدى وزنه الثقيل إلى غوصه في الأرض بنحو خمسة أمتار. وبالقرب من ذلك المبنى، يقع مبنى برج أمريكا اللاتينية الذي يتألف من 44 طابقًا، وهو أعلى بنايات أمريكا اللاتينية قاطبة.

ويتخلل شارع باسيو دي لاريفورما سبعة ميادين في تقاطعات الشوارع مع الشارع المذكور، ويتوسط كل ميدان تمثال يُحيي ذكرى بطل وطني أو حدث مهم.

الزبائن في سوق الهواء الطلق في مدينة مكسيكو سيتي يتوقفون لتناول وجبة سريعة. ومثل هذه الأسواق تبيع أيضًا الفواكه والخضراوات الطازجة.

المتنزهات:

يوجد في مدينة مكسيكو سيتي مُتنزّه الألاميدا الذي أقيم في القرن السادس عشر الميلادي. ويوجد كذلك متنزه تشابلتبك، وهو من أكبر متنزهات مدينة مكسيكو سيتي، وقد استخدمه أباطرة الأزتك في الماضي. ويشتمل هذا المتنزه على بحيرات وحدائق وورود ونوافير مياه وحديقة حيوانات وأماكن تسلية أخرى. وفي يوم الأحد من كل أسبوع، يمتطي الكثير من الزوار الخيل في المتنزهات ويرتدون الملابس الوطنية.

وتضم قلعة تشابلتبك المتحف التاريخي الوطني ومتحف الأنثروبولوجيا الوطني.

التعليم:

تشتمل مدينة مكسيكو سيتي على أكثر من 4,000 مدرسة ابتدائية وثانوية ومهنية. ويعود إنشاء أقدم جامعة في المكسيك إلى عام 1551م. ويوجد في مدينة مكسيكو سيتي أيضا معهد العلوم التقنية الوطني، ومعاهد لتدريس الهندسة والفنون الجميلة.

الرياضة:

تُعد مصارعة الثيران من أبرز الألعاب الرياضية في المكسيك، وفي مدينة مكسيكو سيتي حلبتان لمصارعة الثيران، إحداهما تتسع لنحو 55,000 متفرج، وهي من أكبر حلبات المصارعة في العالم. ومن الألعاب الرياضية المفضلة ألعاب البيسبول وكرة القدم وكرة السلة والجولف وسباق الخيول والسباحة والتنس.

الصناعة:

توجد في مدينة مكسيكو سيتي آلاف المنشآت الصناعية الكبيرة والصغيرة وتشمل أهم السلع الصناعية المنتجة السيارات والمواد الكيميائية والملابس والمنتجات الدوائية والحديد والفولاذ والآلات والمنسوجات، كما أن العديد من المصانع التي تملكها جهات خارجية تقوم بتجميع أو تصنيع منتجاتها ثم تقوم بتصديرها إلى الأسواق الخارجية.

يعيش معظم من يعملون في المنشآت الصناعية في مدينة مكسيكو سيتي حيث يفد إلى المدينة كل عام أفواج من الشباب من المناطق الريفية المجاورة بغية الحصول على وظائف. غير أن من يفد إلى المدينة يفتقر إلى المهارات، والعديد منهم، في العادة، لا يستطيع الحصول على فرصة عمل. وكثيرًا ما يعيش هؤلاء مع أسرهم في ظل فقر مدقع. وتبذل حكومة المكسيك قصارى جهدها للحد من تدفق سكان الأرياف إلى مدينة مكسيكو سيتي من خلال تشجيع إقامة الصناعات خارج هذه المدينة.

المواصلات:

معظم الطرق في دولة المكسيك تؤدي إلى مدينة مكسيكو سيتي وهناك شبكة من الطرق تصل بين مدينة مكسيكو سيتي وبقية مدن المكسيك الأخرى، وكذلك مع الولايات المتحدة، ودول أمريكا الوسطى. وفي مدينة مكسيكو سيتي مركز لشبكة السكك الحديدية، أما نظام النقل عبر الأنفاق فقد بدأ عمله عام 1970م.

وتُعد مدينة مكسيكو سيتي أحد مراكز النقل الجوي الرئيسية في النصف الغربي من الكرة الأرضية. وقد تم افتتاح مطارها الدولي بينيتو خواريز سنة 1952م. وتنطلق من هذا المطار رحلات جوية مباشرة إلى العديد من الدول من بينها الولايات المتحدة الأمريكية وكندا ودول أمريكا الوسطى والجنوبية، ودول القارة الأوروبية والشرق الأقصى. وتنظم رحلات داخلية بين العاصمة مكسيكو سيتي وبقية مدن المكسيك الكبيرة.

الاتصالات:

تصدر في مدينة مكسيكو سيتي نحو 14 صحيفة يومية لا تفوتها في ذلك أي مدينة أخرى في العالم، والعديد منها يشتمل على صفحة باللغة الإنجليزية وبعض صحفها تصدر كاملة باللغة الإنجليزية.

وتمثل مدينة مكسيكو سيتي المركز الإعلامي الرئيسي في دولة المكسيك، حيث يوجد فيها نحو 30 محطة إذاعية، وخمس محطات تلفازية تجارية، وقناة تلفازية تعليمية.

الحكومة:

يتولى شؤون المدينة عمدتها، رئيس المقاطعة الفيدرالية الذي يتم انتخابه بوساطة سكان المدينة. وينتخب سكان مدينة مكسيكو سيتي نواب المجلس التشريعي للمدينة البالغ عددهم 66 نائباً يمثلون أحياء المدينة المختلفة. ويطرح عمدة المدينة مشاريع القوانين والمراسيم لإجازتها من الهيئة التشريعية.

ساحة الحضارات الثلاث في مكسيكو سيتي وتضم بعض معابد الأزتك رمزًا لحضارة أولئك القوم، وبقايا كنيسة أسبانية بُنيت عام 1524م تمثل الحضارة الأسبانية التي قامت على انقاض حضارة الأزتك، ومجمع الإسكان الحكومي ذا المعمار الجميل الذي يرمز إلى الحضارة المكسيكية الحالية.

نبذة تاريخية:

لقد عاش في مدينة مكسيكو سيتي الحالية أناس منذ آلاف السنين. وفي منتصف القرن الرابع عشر الميلادي أقام الهنود الأزتكيون عاصمتهم تينوشتيتلان، وقد سيطروا على جميع أراضي المكسيك خلال القرن الخامس عشر الميلادي. وغزا الأسبان عاصمة إمبراطورية الأزتك سنة 1519م، وقاموا بتدمير عاصمتهم عام 1521م، وبنوا مدينة مكسيكو سيتي على أنقاض عاصمة الأزتك تينو شتيتلان.

وقد غرق الآلاف من سكان المدينة في الماضي بسبب الفيضانات وذلك لعدم وجود منفذ طبيعي يساعد على تصريف المياه من منطقة المدينة. ولكن الأسبان، بعد هلاك ما يقرب من 30 ألف نسمة من تلك المدينة من جراء الفيضانات سنة 1629م، قاموا بشق قناة كبيرة لتصريف مياه بحيرة تكسكوكو ومياه الأمطار.

وقد بقيت مدينة مكسيكوسيتي تحت سيطرة الأسبان لفترة امتدت نحو 300 عام إلى أن نالت استقلالها سنة 1821م. وقد نشبت العديد من الحروب الأهلية واستمرت حتى العشرينيات من القرن العشرين من أجل السيطرة على المدينة.

احتل الجنود الأمريكيون مدينة مكسيكو سيتي سنة 1847م خلال الحرب الأمريكية المكسيكية التي استمرت حتى عام 1848م. كما سقطت مدينة مكسيكوسيتي بأيدي الجنود الفرنسيين سنة 1863م وظلت في أيديهم حتى عام 1867م. وقد نصّبت فرنسا ماكسيمليان لحكم المكسيك 1864م، حيث استمر في حكمها حتى عام 1867م إلى أن عزلته القوات المكسيكية.

وقد قاد الجنرال بورفيريو دياز انقلابًا عسكريًا واستولى على السلطة في مدينة مكسيكو سيتي سنة 1876م. واستمر دياز في حكم نيو مكسيكو سيتي وبلاد المكسيك حتى بداية الثورة المكسيكية سنة 1910م. وأنشأ الجنرال دياز في مدينة مكسيكو سيتي العديد من المصانع خلال الأربعينيات من القرن العشرين، وتوسعت المدينة بسرعة كبيرة.

وقد زودت المدينة بشبكات أنابيب لنقل المياه إليها من أودية تبعد مئات الأميال عنها.

ازداد سكان مدينة مكسيكو سيتي أكثر من 70% خلال السبعينيات من القرن العشرين. ونتيجة لذلك برزت تحديات أمام المسؤولين عن شؤون المدينة، من بينها توفير فرص العمل والمساكن وتطوير مرافق النقل والاتصالات في المدينة.

وفي اليوم التاسع والعشرين من سبتمبر 1985م أصاب زلزال المكسيك، وشمل مدينة مكسيكو سيتي، وأسفر عن مقتل 100,000 شخص، وتدمير المئات من المباني وتضرر آلاف المباني الأخرى.

تحسن الأداء الاقتصادي في المكسيك في أوائل تسعينيات القرن العشرين، وتحولت كثير من القطاعات إلى الملكية الخاصة بعد أن كانت تتولاها الحكومة، وانخفض التضخم المالي. وقد أفادت مكسيكو سيتي كثيرًا من هذا الازدهار الاقتصادي وانعكس على الطبقتين الوسطى والعليا في المجتمع. وفي عام 1991م، عملت الحكومة المكسيكية على تقليل درجة تلوث الهواء بالمدينة فنقلت كثيرًا من المصانع ومصافي النفط إلى خارج المدينة، وبدأت خطة لاستبدال مركبات جديدة بالحافلات وسيارات الأجرة القديمة. وفي عام 1997م، انتخب سكان مكسيكو سيتي عمدة المدينة لأول مرة بعد أن كان يعينه رئيس الدولة.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية