الرئيسيةبحث

عبد الرحمن بن فيصل بن تركي ( Abd- ur- Rahman ibn- Faysal ibn- Turki )


☰ جدول المحتويات


عبدالرحمن بن فيصل بن تركي ( ؟ - 1346هـ، ؟ -1928م). عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن ابن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة المريدي.. وينتهي نسبه إلى بكر بن وائل من بني أسد بن ربيعة.

والإمام عبدالرحمن هو والد الملك عبدالعزيز آل سعود مؤسس الدولة السعودية الحديثة.

شخصيته وأعماله:

اتصف الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالتدين، والاعتدال، والعدل والشجاعة في القتال، وقد عايش المشهد الأخير من مأساة سقوط الدولة السعودية الثانية إبان الفتنة بين أخويه عبدالله وسعود، وما نجم عنها من ضياع الدولة السعودية الثانية التي كان الإمام عبدالرحمن آخر أئمتها.

تمكّن عبدالرحمن بن فيصل من تكوين قوات في المنطقة الشرقية من العجمان وآل مرة وغيرهم حارب بها العثمانيين في الأحساء، بقصد إخراجهم منها بعد أن استولوا عليها من الدولة السعودية الثانية، في أعقاب حملة مدحت باشا عام 1288هـ،1871م. ولكنه أخفق في مسعاه. وقد تولى عبدالرحمن بن فيصل الحكم في الرياض بعد أن بايعه الأهالي فيها بالإمارة عقب وفاة أخيه سعود ابن فيصل الذي كان يحكم الرياض وقتذاك، وبذا يكون الإمام عبدالرحمن قد تسلم الحكم مبايعة في شهر ذي الحجة من عام 1291هـ، 1875م واستمر في الحكم سنتين. وكان أخوه الأكبر عبدالله بن فيصل حينذاك بعيدًا عن الرياض عاصمة الدولة السعودية الثانية. ولماعاد إلى الرياض عام 1293هـ، 1876م، تنازل له عبدالرحمن بعد أن استتب له الأمر، إلا أن ذلك لم يستمر طويلاً، حيث أخذ أبناء أخيه سعود يحرضون عليه القبائل ويحاربونه حتى تمكنوا من هزيمته وإلقاء القبض عليه ثم سجنه عام 1302هـ، مما فتح الباب لتدخل الأمير محمد بن عبدالله الرشيد في شؤون الرياض مباشرة، فأخرج الإمام عبدالله من سجنه وولّى على الرياض حاكمًا من قبله هو سالم السبهان ثم فهاد الرخيِّص، واصطحب معه الإمامين عبدالله وعبدالرحمن إلى حائل. ولما اشتد المرض بالإمام عبدالله أذن لهما ابن الرشيد بالعودة إلى الرياض التي كان قد ازداد نفوذ آل الرشيد فيها كثيرًا عما كان عليه في أول الأمر ؛ لأنهم استغلوا ضعف الدولة السعودية الثانية بسبب الفتنة الأهلية، وتحركوا باتجاه مناطق نجد الأخرى، ومدوا نفوذهم إليها. فلما توفي الإمام عبدالله بن فيصل عام 1307هـ، 1889م بايع الناس في الرياض أخاه عبدالرحمن، فاعتقل عبدالرحمن سالم السبهان حاكم آل الرشيد على الرياض ؛ لأنه كان يدبر مذبحة لآل سعود، فزحف ابن الرشيد بقواته من حائل صوب الرياض ليعالج ماحدث هناك، وحاصرها مدة شهر أو يزيد. ولما صمدت المدينة بزعامة عبدالرحمن وقواته، طلب ابن الرشيد من سكان المدينة إرسال وفد للتفاوض حول الصلح، فجاءه وفد مكوّن من محمد بن فيصل أخي عبدالرحمن، والشيخ عبدالله بن عبداللطيف، ومعهما الفتى عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود ؛ فاتفقوا على أن تكون العارض تابعة لآل سعود بزعامة عبدالرحمن بن فيصل على أن يطلق سراح سالم السبهان، فأطلق سراحه في أواخر عام 1308هـ،1890م ورحل إلى حائل.

ولكن الأمور لم تستقم لآل سعود على النحو المطلوب ؛ فقد هاجم محمد بن عبدالله بن الرشيد القصيم، عازمًا على مواصلة هجومه على الرياض. عند ذلك عزم عبدالرحمن على مساعدة أهل القصيم إلا أن الأخبار كانت قد وصلته عن وقعة المليداء وفتك ابن الرشيد بسكان القصيم. فرأى أنه ليس باستطاعته في ظل تلك الظروف محاربة ابن الرشيد، فقرر الرحيل عن الرياض، وتوجه مع أهله وجماعته إلى صحراء الدهناء وتنقل في البادية، وأرسل النساء إلى البحرين بعد أن حصل على إذن من أميرها عيسى بن علي آل خليفة. وحاول عبدالرحمن ومن معه من المؤيدين العودة إلى الرياض محاولاً استرداد الحكم خصوصًا وأن ابن الرشيد كان قد عَيّن عليها أخاه محمد بن فيصل، فدخل عبدالرحمن الرياض سلمًا، ولكن ابن رشيد قرر أن ينهي المقاومة السعودية فزحف بجيش قوي نحو الرياض، واشتبك ضد قوات عبدالرحمن في وقعة حريملاء عام 1309هـ، 1891م، فانهزمت قوات عبدالرحمن، فعاد ثانية إلى البادية وظل هو وابنه عبدالعزيز هناك مدة سبعة أشهر حتى أذنت لهما الدولة العثمانية بالإقامة في الكويت، وانتقل آل سعود الذين كانوا وقتها في قطر برئاسة عبدالرحمن إلى الكويت عام 1310هـ، 1892م، وعاشوا فيها. وقد شارك عبدالرحمن الشيخ مبارك الصباح في حروبه ضد آل الرشيد في وقعة الصريف في 17 ذي القعدة عام 1318هـ، 7 مارس 1901م. ★ تَصَفح: _[دولة سعودية ثيا]_.

عايش عبدالرحمن مساعي ابنه عبدالعزيز وجهوده الرامية إلى إعادة مجد أسرته، وشارك في بعض المناوشات الحربية من الرياض التي كانت تقع بين قوات ابن الرشيد والقوات السعودية في مطلع عهد الدولة السعودية الحديثة، تفاوض عبدالرحمن في الزبير يصحبه الشيخ مبارك الصباح مع والي البصرة العثماني بخصوص مسألة القصيم، وخلافات آل سعود مع آل الرشيد، وموقف الدولة العثمانية من ذلك. وأثناء عودة عبدالرحمن من الزبير وصلته أنباء تفيد بضرورة توجهه إلى عنيزة للتفاوض مع القائد العثماني في القصيم فيضي باشا، وكان عبدالرحمن وقت وصول الأنباء موجودًآ في بلدة شقراء. وبالفعل سافر عبدالرحمن إلى عنيزة واجتمع بالمشير فيضي باشا وتباحثا معًا حول تلك الخلافات ومحاولة الصلح، وانتهى الأمر بدون تحقيق شيء يذكر في هذا الأمر.

توفي الإمام عبدالرحمن في مدينة الرياض بعد عامين من دخول الحجاز في بوتقة الدولة السعودية الحديثة.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية