الرئيسيةبحث

تركستان ( Turkestan )



تركستان منطقة جغرافية واسعة تقع في آسيا. وهي منطقة ليس لها حدود واضحة إذ تمتد من سيبريا شمالاً إلى إيران وباكستان والهند والتيبت جنوبًا. وتقع الصحراء المنغولية إلى الشرق منها، بينما يقع بحر قزوين إلى الغرب. ويشير لفظ تركستان إلى القبائل الناطقة باللغة التركية التي ظلت تعيش في هذه المنطقة منذ القرن السادس الميلادي. كانت تركستان تربط أوروبا بشرق آسيا لمئات من السنين، وكان العديد من طرق التجارة القديمة يخترق المنطقة بما في ذلك طريق ماركو بولو الذهبي. وخلال الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م) كانت تركستان طريقًا لعبور الأسلحة الحربية من الاتحاد السوفييتي السابق إلى الصين.

امرأة من تركستان الغربية تنسج سجادة على نول. يحظى صانعو السجاد التركستاني بشهرة عالمية.

تركستان الغربية:

تقع بين بحر قزوين وسلسلة جبال تيان شان. وتضم إليها كلاً من جمهوريات كَازاخْستان وطاجكستان وتَرْكْمِانستان وكيرجستان وأوزبكستان. وهذه المنطقة مستوية ورملية من جهتي الشمال والغرب، ولكنها ترتفع لتكوِّن جبالاً من جهة الجنوب. وتتدفق الأنهار من الجبال متجهة إلى الداخل حيث تختفي في رمال الصحراء. وغالبية سكان المنطقة مسلمون ويعملون في الزراعة وتربية الماشية، حيث توفر الحفائر الماء اللازم لزراعة القمح والأرز والدخن والشوفان والقطن. وأهم المدن هي طَشْقَندْ وألما آتا وقاراْغانداَ وبشكيك ودُوشنبي وسَمَرَقَندْ.

تركستان الصينية:

تسمى كذلك تركستان الشرقية، وتقع في قلب قارة آسيا، وتمتد شرقا من تركستان الغربية إلى صحراء جوبي والتيبت. وتحد هذه المنطقة سلسلة جبال تيان شان من الشمال وجبال كونلون ـ التي يزيد ارتفاعها عن ستة آلاف متر ـ من الجنوب. وتركستان الصينية التي تمثل جزءاً من إقليم سينكيانج الصيني ذات مناخٍ قاس جاف، وسكانها من أصل تركي ويسمون اليغوريين، ويعيشون على الزراعة وتربية الحيوانات الأليفة والتجارة، وغالبيتهم من المسلمين. وأهم المدن هي أورومجي وهَاميْ وكَارامِيْ وكَاشِيْ ويِنْينغْ.

تركستان الأفغانية:

يحدها شمالا نهر آمو داريا (أوكْسَسْ) وتركستان الغربية من جهة الشمال الغربي. وقد حكم زعماء الأوزبك هذه المنطقة لفترات طويلة، قبل أن تستحوذ عليها أفغانستان. وهذا الجزء من تركستان الجنوبية يُكوِّن المقاطعة المسماة مزار شريف. والجبال العديدة في منطقة تركستان الأفغانية غنية بالنحاس والحديد والرصاص والذهب. وينحدر السكان بشكل أساسي من أصول فارسية وأوزبكية.

نبذة تاريخية:

يبدأ التاريخ المعروف لتركستان منذ عهد المسيح (عليه السلام)، عندما كان جزءٌ كبيرٌ منها تابعاً للإمبراطورية الصينية. وفي القرن السادس الميلادي غزت القبائل الناطقة بالتركية مدينتي بخارى وسمرقند الغنيتين تجاريًا، وفي القرن السابع الميلادي سيطرت التيبت على تركستان الشرقية، ولكن الصينيين استطاعوا استردادها فيما بعد. وفي عام 1073م استطاعت القبائل البدوية الناطقة باللغة التركية القادمة من وسط آسيا أن تغزو تركستان، ثم اجتاح المنطقة أتباعُ جنكيزخان في القرن الثالث عشر الميلادي، وقد أصبحت بخارى وسمرقند مركزين للثقافة الإسلامية خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلادييْن.

بسطت روسيا حكمها على تركستان الغربية بعد فترة قصيرة من الاجتياح الروسي لسيبريا في القرن السابع عشر الميلادي، وخلال القرن الثامن عشر أرغم القياصرة الروس قبائل الكازاخ على الإقرار لهم بالسلطة. وقد أصبحت معظم أجزاء تركستان الغربية تحت الحكم الروسي خلال القرن التاسع عشر، وأنشأت حكومة القيصر إقليم تركستان وجعلت طشقند عاصمة له. وفي عام 1887م رسمت لجنة بريطانية ـ روسية الحدود بين أفغانستان وتركستان الروسية.

وخلال العقدين الثاني والثالث من القرن العشرين تم تقسيم تركستان إلى خمس ولايات (جمهوريات) منفصلة، وأنشأت كل مجموعة قومية حكومتها الخاصة بها تحت النظام الشيوعي للاتحاد السوفييتي السابق. وعندما انهار الاتحاد السوفييتي السابق عام 1991م، أصبحت الجمهوريات الخمس دولاً مستقلة وهي أوزبكستان وكازاخستان وكيرجستان وطاجكستان وتركمانستان.

أما تركستان الشرقية القديمة، فقد ظلت تحت الحكم الصيني. وفي القرن العاشر للميلاد أخذ الدين الإسلامي في الانتشار عبر كل هذه المنطقة. وقام المسلمون بمحاولات متكررة لإنشاء حكومة وخصوصًا في القرن التاسع عشر الميلادي، وقد أصبحت تركستان الصينية دولة مستقلة تقريبًا في الفترة من 1872م إلى 1876 م تحت الحكومة الملكية ليعقوب بيك. استطاعت الصين بعد موته استرداد سيطرتها على المنطقة، والآن تُحكم تركستان الصينية من مقاطعة سينكيانج.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية