الرئيسيةبحث

طاجكستان ( Tajikistan )



طاجكستان دولة إسلامية ذات طبيعة جبلية في وسط آسيا. أصبحت مستقلة عام 1991م بعد مرور ما يزيد على 60 عامًا كانت خلالها من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق. اسم القطر باللغة الطاجكية الرسمية جمهورية طاجكستون (جمهورية طاجكستان).

تقع طاجكستان شمال أفغانستان وباكستان وهي إلى الجنوب من كازاخستان وكيرجستان، وتبلغ مساحتها143,100كم² وسكانها 6,260,000 نسمة. عاصمتها وأكبر مدنها دوشانبي.

نظام الحكم:

طاجكستان بلد جمهوري يحكمه الرئيس الذي يتم انتخابه من قبل الناخبين، ويقوم بدوره بتعيين الوزراء ورئيس لمجلس الوزراء. يقوم الوزراء بتصريف شؤون الدولة. ينتخب الشعب أيضًا هيئة تشريعية لسن القوانين الطاجكستانية، وتتكون الوحدات الرئيسية للحكومة المحلية من الأقاليم والمدن.

أعلى محكمة في طاجكستان هي المحكمة العليا. هناك أيضًا محاكم إقليمية وأخرى محلية. يتم اختيار القضاة جميعًا لمدة خمس سنوات.

السكان:

ينحدر نحو 62% من الشعب في طاجكستان من العرق الطاجكي، و24% من الأوزبك، والروس حوالي 7% وهناك مجموعات عرقية أخرى هي التتار والكيرجيس (القرغيز) والقازاق، والتركمان.

معظم الطاجكيين مسلمون. تعيش بعض الفئات المسلمة في مناطق جبلية معزولة، وهناك مجموعات صغيرة تعيش في البامير وهي سلسلة جبلية تقع في جنوب غرب طاجكستان، يُطلق عليها الطائفة الخوجية الإسماعيلية المسلمة.

لقد تم تقليص الأنشطة الدينية بصرامة شديدة في ظل الحكم السوفييتي السابق. فأغلقت الحكومة العديد من المساجد، ومنُعت الأنشطة الدينية في مراكز العبادة الشهيرة غير الرسمية، وعملت على إضعاف الدين في المدارس. ورغم ذلك بقي الشعور الديني قويًا بين الطاجك. فقادة المسلمين كانوا يقيمون الصلوات سرًا، ويمارسون شعائرهم الدينية رغم مضايقات السوفييت لهم. يعيش ثلثا الطاجكيين في المناطق الريفية. أما المناطق ذات الكثافة السكانية العالية فتقع على امتداد الأنهار والواحات. تجمع الأسر الطاجكية العادات والتقاليد الإسلامية، حيث ترتبط الأسر بعلاقات وطيدة، ويعيش الأبناء في بيت الأب الكبير، ويرتدي أهل الطاجك الأردية الغربية والتقليدية المزركشة والمطرزة. أما غذاؤهم فهو في الغالب الأرز واللحم وشرابهم المفضل هو الشاي الأخضر. ويتحدث سكان طاجكستان اللغة الفارسية.

أيقونة تكبير الخريطة السياسية لطــاجكســــــــــتان

السطح والمناخ:

أكثر من 90% من طاجكستان أراضٍ جبلية، وأكثر من نصفها يقع على ارتفاع يزيد على 3,050م. تبقى الجبال العالية مغطاة بالثلج طوال العام. وتوجد مرتفعات البامير العالية في الجنوب الشرقي. وتمتد سلاسل جبال الآي وتيان شان عبر البلاد. يمتد النهر الجليدي (مثلجة) فدشنكو ـ وهو واحد من أطول الأنهار الجليدية في العالم ـ لمسافة 77كم في البامير. أهم نهرين في طاجكستان هما: أموداريا وسيرداريا. من الأنهار الأخرى: فاخش، وكافرنيجان، وزرافشان، وتتعرض المنطقة للزلازل غالبًا.

يتصف الصيف في الوديان بالطول والحرارة العالية مع الجفاف. والشتاء في المرتفعات طويل وبارد. متوسط درجة حرارة شهر يناير في الوديان 2°م، وشهر يوليو 30°م. أما في المرتفعات فمتوسط درجة حرارة يناير 20°م تحت الصفر و 22°م في شهر يوليو. من الممكن أن تهبط درجة الحرارة إلى 50°م تحت الصفر في أجزاء من شرق البامير، وتسقط في طاجكستان أمطار سنوية تقل عن 20سم.

الاقتصاد:

تشغل الزراعة حوالي خمسي قيمة الإنتاج الاقتصادي في طاجكستان، والقطن أحد أهم المنتجات الزراعية. من المحاصيل الأخرى الفواكه بأنواعها، والقمح، والخضراوات. يربي المزارعون أيضًا أنواعًا من الحيوانات مثل: البقر، والدواجن، والخيول، وأغنام القركول، وثور الياك. وتقع مناطق الزراعة الرئيسية في جنوب غربي البلاد وشماليها.

تشكل الصناعات الطاجكية، التي تشمل: الصناعات الغذائية، توليد الطاقة الكهرومائية، التعدين، والصناعات النسيجية حوالي ثلث قيمة الإنتاج الاقتصادي. وتوجد مراكز الصناعة الرئيسية في دوشانبي، وتتنوع المعادن في البلاد وأهمها: الإثمد (الأنتيمون)، الفحم الحجري، الفلوريت، الرصاص، الموليبدنوم، الملح، التنجستن، اليورانيوم، الزنك. يوفر سد نوريك الضخم المقام على نهر فاخش الطاقة الكهربائية التي تحتاج إليها صناعة الألومنيوم والصناعات الأخرى. كما يوفر الماء من أجل مشاريع الري.

توجد في طاجكستان طرق معبدة وسكة حديدية محدودة. إذ تغلقُ الثلوج الطرق في البامير لمدة ستة أشهر في الأقل كل عام. يستحوذ مطار دوشانبي على كافة رحلات الطيران.

تبثُ محطة الإذاعة والتلفاز إرسالها من دوشانبي بلغات عدة. ويوجد العديد من الصحف والمجلات وتُنشر بعدة لغات.

نبذة تاريخية:

سكن الناس المنطقة المعروفة باسم طاجكستان منذ آلاف السنين. استوطن فرس الإمبراطورية الأخمينية المنطقة منذ القرن السادس ق.م، وهؤلاء الفرس هم أسلاف الطاجكيين، واستمر حكمهم للمنطقة إلى أن سيطر على إمبراطوريتهم الإسكندر الأكبر عام 331ق.م. وبعد وفاة الإسكندر عام 323ق.م انقسمت البلاد لعدة دول مستقلة. سلب السلوقيون جزءًا من طاجكستان وحكموا حتى عام 250ق.م جزءًا آخر وخضع لسلطة الدولة البختيارية التي حكمت حتى عام 130ق.م. في تلك الأثناء، غزت المنطقة قبائل بدوية قَدِمَتْ من غربي الصين، إلى أن أطاح بهم الكوشان خلال القرن الثاني الميلادي، تغلب الساسانيون الفرس والهون البيض من أواسط آسيا على الكوشان في القرن الخامس الميلادي.

بدأت قبائل تركية تزحف إلى أواسط آسيا في القرن السادس الميلادي، وزحفت الجيوش العربية الإسلامية إلى المنطقة مع منتصف القرن السابع الميلادي مبشرة بالدعوة الإسلامية. حكمت شعوب تركية متنوعة قدمت من شرقي بلاد الفرس وأواسط آسيا ما يُعرف الآن بطاجكستان منذ القرن العاشر الميلادي حتى القرن الثالث عشر الميلادي. تغلب المغول بقيادة جنكيزخان على المنطقة في القرن الثالث عشر الميلادي. ثم حكمت قبائل تركية تُسمى الأوزبك المنطقة خلال المدة من القرن السادس عشر إلى القرن التاسع عشر الميلاديين.

في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي سيطرت قوات قيصرية روسية على جزء من المنطقة. وفي عام 1917م تولى الشيوعيون الحكم في روسيا، وفي عام 1921م استولى الروس على ما يُعرف بطاجكستان. في عام 1922م تشكل الاتحاد السوفييتي تحت قيادة الروس. قاومت جماعات المعارضة من المسلمين الذين عرفوا باسم باسماشيس الحكم السوفييتي حتى منتصف العشرينيات من القرن العشرين. في عام 1924م تشكلت جمهورية الطاجك السوفييتية الاشتراكية ذات الحكم الذاتي ضمن جمهورية الأوزبك السوفييتية الاشتراكية. في عام 1929م، أُضيف إلى طاجكستان أراضٍ جديدة، أغلب سكانها من الأوزبك، وأصبحت جمهورية طاجكستان السوفييتية الاشتراكية.

نفذ السوفييت العديد من التغييرات في طاجكستان. فقد قاموا ببناء الطرق، والسكك الحديدية والمدارس، والبيوت العصرية، كما طوروا العديد من الصناعات واستخرجوا المعادن، بالإضافة إلى تطوير الجمعيات التعاونية الزراعية، وتربية الحيوانات التابعة للحكومة. في المقابل عملت الحكومة السوفييتية على تقليص المؤثرات الإسلامية، ومنع الطاجك من ممارسة العديد من تقاليدهم إذ فرضت الحكومة سلطة صارمة على كافة مناحي الحياة الطاجكية حتى أواخر الثمانينيات من القرن العشرين، ثم شرعت الحكومة بتعديل أسلوبها في الحكم، ومنحت الشعب حريات أكثر.

في أواخر الثمانينيات بدأت جماعات المعارضة بالتظاهر العلني ضد الحكم الشيوعي. وطالبت بتحسين السكن، وإعطائهم حريات أكثر لتسيير شؤونهم الذاتية. وفي عام 1989م حلت اللغة الطاجكية رسميًا محل اللغة الروسية. في عام 1990م، أعلن الطاجك أسبقية تطبيق قوانينهم على القوانين السوفييتية. وفي عام 1991م أدخلت الحكومة نظام السوق الحر، وأخذت تبيع المنشآت العامة للقطاع الخاص، في سبتمبر 1991م، أعلن الطاجك استقلالهم بعد تفكك الاتحاد السوفييتي. وفي يناير من العام نفسه تشكل كومنولث الدول المستقلة من جمهوريات الاتحاد السوفييتي المنحل.

وفي سبتمبر 1992م أجبرت جماعات المعارضة الشيوعية والجماعات الإسلامية الرئيس رحمن نابييف على الاستقالة. خلف نابييف الرئيس إمام الله رحمانوف.وفي عهده، 1994م، أقرت طاجكستان دستوراً جديداً. واستطاع إمام الله أن يقضي على بعض متمردي الجيش وعقد سلسلة من المفاوضات والاتفاقيات مع قادة المعارضة كان آخرها في 23 ديسمبر 1996م بموسكو برعاية فيكتور شرنوميردين رئيس الوزراء الروسي. تبلورت هذه المفاوضات بتوقيع اتفاقية سلام بين الحكومة والمعارضة عام 1997م، وبها انتهت الحرب الأهلية في البلاد.

★ تَصَفح أيضًا: دوشانبي ؛ كومنولث الدول المستقلة.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية