كيرجستان ( Kyrgyzstan )
 |
 خريطة كيرجستان |
نظام الحكم:
الرئيس هو رأس الحكومة، وهو الشخصية الحكومية الرسمية الأقوى في كيرجستان، ينتخبه الشعب لفترة خمس سنوات. ويقوم مجلس الوزراء، ويترأسه رئيس الوزراء، بتسيير دفة الحكم. ويعيّن الرئيس رئيس الوزراء، الذي يعين بدوره أعضاء الوزارة. يُصدر البرلمان المسمّى بالمجلس الأعلى، القوانين الكرجية، يتم انتخاب أعضاء البرلمان بهيئتيه (المجلس التشريعي، وبه 35 عضوًا ومجلس نواب الشعب وبه 70 عضوًا) بوساطة الشعب لفترة خمس سنوات، وتتكون الوحدات الكيرجية للحكومات المحلية من أقاليم ومقاطعات.أعلى محكمة في كيرجستان هي المحكمة العليا. يوجد أيضًا محاكم إقليمية وأخرى محلية. يتم انتخاب كافة القضاة لمدة خمس سنوات.
السكان:
ينتمي نحو 52% من الشعب إلى المجموعة العرقية الكيرجية. ويتحدثون اللغتين الكيرجية والتركية. تعيش غالبية المجموعة العرقية الكيرجية في مناطق ريفية. وتعتمد على حرفتي الرعي والزراعة. تشكل المجموعة العرقية الروسية نحوَا من 22% من مجموع السكان، ويتحدث أفرادها الروسية، ويعيشون في مناطق حضرية غالبًا، ويقومون بأغلب الأعمال الصناعية والتقنية، ومن الأقليات القومية الأخرى: الأوزبك والأوكرانيون والألمان.يدين الشعب الكيرجي والأوزبكي بالإسلام، بينما تدين غالبية القوميات الأخرى بالنصرانية. وقد استفادت البعثات التنصيرية من انفتاح الدولة فحولت بعض المسلمين عن دينهم، الأمر الذي استاء منه المسلمون وطالبوا بمنع التنصير، كما طالبوا بتطبيق مناهج الدين الإسلامي وقد تحقق لهم ذلك في مطلع عام 1993م.
ومازالت التنظيمات القبلية ونظام العشائر تؤدي دورًا بارزًا في العادات الاجتماعية لدى الكيرجيين الأصليين، فالمناصب القيادية في الحكومة يتولاها قادة القبائل ورؤساؤها.
يرتدي الشعب الكيرجي الزّيّ الغربي والملابس التقليدية على السواء. تتمثل ملابس الرجال التقليدية من معطف من جلد الماعز وحذاء طويل وقبعة مصنوعة من الّلباد الأبيض، ولها في الغالب حاشية سوداء، تضع النساء المتزوجات على رؤوسهن قبعات نسائية بيضاء لها وشاح طويل.
يستمتع الشعب الكيرجي بالأغاني الشعبية والرقص، والاستماع إلى شعر الأساطير وهو الشعر المرتبط بأحداث البطولة. وتُعد أسطورة ماناس واحدة من أكثر الأساطير شهرة، وهي شعر يصف التاريخ الكيرجي.
 |
الرعاة الكيرجيون. يرعون الأغنام عبر التلال العشبية. تمثل تربية الحيوانات النشاط الزراعي الرئيسي في كيرجستان. وأهم حيوانات التربية هي الأغنام. |
السطح:
تحتل جبال تيان شان وجبال ألاي معظم كيرجستان، ويزيد ارتفاع 75% من البلاد عن 1500م فوق مستوى سطح البحر. ترتفع قمة بوبيدي، وهي أعلى قمة في جبال تِيَانْ شَانْ، إلى 7,439م وتمتد على طول الحدود مع الصين. حوالي 15% من كيرجستان، تنخفض إلى 915م فوق مستوى البحر فقط، وتشتمل هذه المناطق على سهول وأودية جبلية يعيش عليها غالبية الناس لانخفاضها نسبيًا، وأهم الأنهار هي تشو وتالاس ونارين.تختلف درجات الحرارة في كيرجستان حسب الارتفاع، فالصيف دافئ في الأودية والسهول، وبارد في الجبال، ويتراوح معدل درجة حرارة شهر يوليو بين 16°م و24°م في الأودية والسهول، وحوالي 5°م في الجبال. أما الشتاء فبارد في الأراضي المنخفضة، وقارس جدًا في الجبال، يتراوح معدل درجة حرارة شهر يناير بين - 5°م و-14°م في الأراضي المنخفضة و -28°م في الجبال.
الاقتصاد:
تمثل الزراعة حوالي خمسي قيمة الإنتاج الاقتصادي في كيرجستان والأغنام هي الحيوانات الأكثر أهمية ويربي الناس أيضًا البقر والماعز والخنازير وحيوان الياك (ثور التيبت) في الجبال. تلائم زراعة المحاصيل الزراعية أقل من 10% من طبيعة البلاد. يعتمد المزارعون على الري في إنتاج معظم المحصولات الزراعية. أهم المحاصيل الرئيسية القطن، البيض، الفواكه، القمح، الحليب، الخضراوات.تمثل الصناعة حوالي ثلث إنتاج كيرجستان الاقتصادي. تشتمل المنتجات الصناعية الرئيسية على: المواد التركيبية، منتجات غذائية، آلات، معادن، ومنسوجات، والمركز الصناعي الرئيسي هو بِشْككْ.
يوجد في كيرجستان عددٌ من المعادن منها الإثمد، الفحم الحجري، الذهب، الرصاص، الزئبق، النفط، اليورانيوم، والزنك.
يوجد في كيرجستان سكة حديد رئيسية واحدة. وترتبط المدن الرئيسية بشبكة من الطرق. لكن بعضها غير مرصوف، الحافلات هي وسيلة النقل الرئيسية. يربط مطار بِشْكك جميع خطوط الطيران من كيرجستان وإليها.
تبث محطات الإذاعة إرسالها من بشكك والمدن الأخرى، وتوجد في البلاد صحف ومجلات تنشر باللغتين الكيرجية والروسية.
نبذة تاريخية:
أول شعب سكن ما يعرف الآن بكيرجستان هم البدو. لقد استقروا في المنطقة قادمين من أجزاء مختلفة من شمال آسيا. خلال الفترة الواقعة بين القرنين السادس والسابع الميلاديين غزت قبائل تركية المنطقة. استمرت موجات الغزاة الأتراك في التدفُّق حتى القرن الثاني عشر الميلادي. في بداية القرن الثالث عشر الميلادي قهر المغول سكان المنطقة. وأسسوا أقاليم أسموها خانات، حكمها شيوخ القبائل. وربما انحدر بعض سكان كيرجستان من القبائل التركية والمغولية. في أوائل القرن السابع عشر الميلادي أدخل الدعاة المسلمون الإسلام إلى البلاد.بقيت كيرجستان تحت سلطة الشعوب المغولية بشكل رئيسي حتى عام 1758م، حيث سيطر الصينيون على المنطقة. حافظ الصينيون على حكم هش في كيرجستان حتى ثلاثينيات القرن التاسع عشر، عندما تغلب خان كوكاند المستبد على الشعب الكيرجي.
في منتصف القرن التاسع عشر بدأت الإمبراطورية الروسية تمد سلطتها نحو وسط آسيا، وتغلبت على خان كوكاند عام 1876م، وجعلت من كيرجستان إقليمًا روسيًا. مدت الحكومة الروسية سيطرتها على مساحات شاسعة من الأراضي وشجّعت الروس الأوكرانيين، والفئات السلافية الأخرى على الإقامة هناك. قَدِم آلاف المستوطنين من العمال الزراعيين الأجانب واستقروا في هذه المناطق مما أدّى إلى تقليص مساحة الأراضي الرعوية، الذي نتج عنه انخفاض كبير في المستوى المعيشي للكيرجيين. في عام 1916م ثار الكيرجيون ضد الروس ولكن دون جدوى، فقد قُتل آلاف من كلا الجانبين، ونزح أكثر من 150,000 كيرجي إلى الصين.
وفي عام 1917م أسقط الشيوعيون قيصر روسيا وفرضوا سيطرتهم على البلاد، وتشكّل الاتحاد السوفييتي (السابق) عام 1922م تحت زعامة القادة الشيوعيين الروس. وفي عام 1924م أقام السوفييت في كيرجستان منطقة حكم ذاتي تابعة للاتحاد السوفييتي (السابق)، وأطلقوا عليها اسم إقليم كيرجستان ذي الحكم الذاتي. وفي عام 1936م أصبح الإقليم جمهورية سوفييتية باسم جمهورية كيرجيسيا السوفييتية الاشتراكية (سابقًا).
استبدل الحكم السوفييتي (السابق) العديد من مظاهر الحياة في كيرجستان. فقد أقام حكومة شيوعية قوية فرضت سيطرتها على كامل الصناعات والأراضي. وأجبرت الرعاة البدو على الاستقرار في مزارع حكومية وأصبح الحزب الشيوعي هو الحزب الوحيد في البلاد. بالإضافة إلى ذلك حرّمَ القانون السوفييتي (السابق) بعض المظاهر الحضارية التقليدية، خاصة الدينية منها، ومع ذلك عملت الحكومة السوفييتية (السابقة) على تطوير الزراعة والصناعة الكيرجية، كما طورت أنظمة التعليم والخدمات الصحية أيضًا.
وفي أواخر عقد الثمانينيات من القرن العشرين بدأت الحكومة الروسية تمنح الشعب حريات أكثر، وفي عام 1990م أعلنت كيرجستان هيمنة القوانين الكيرجية على قوانين الاتحاد السوفييتي (السابق). وفي منتصف عام 1991م تم حل الحزب الشيوعي وأخذت كيرجستان بالتحول نحو الاقتصاد الحر. بدأت الحكومة الكيرجية تبيع الأراضي الزراعية ومؤسسات العمل للقطاع الخاص، وفي عام 1991م تجزأ الاتحاد السوفييتي (السابق)، وأصبحت كيرجستان مستقلة. ثم انضمت إلى كومنولث الدول المستقلة التي حلّت محل الجمهوريات السوفييتية المنحلة السابقة.
تمثلت مشاكل الأمة الجديدة في الحساسيات بين الجماعات العرقية، فقد حدث صراع بين القرغيز والأوزبك بسبب ادعاءات ملكية الأرض والمنازعات الأخرى. وفي عام 1990م اندلع العنف بين المجموعتين، مؤديًا إلى سقوط مئات القتلى. وقد أعلنت الحكومة حالة الطوارئ ولم ترفعها إلا في عام 1995م. يذكر أن الرئيس عسكر أكاييف ظل يحكم البلاد منذ استقلالها.
★ تَصَفح أيضًا: تيان شان ؛ كومنولث الدول المستقلة.