الرئيسيةبحث

كازاخستان ( Kazakhstan )



آلما آتا أكبر مدن كازاخستان، تقع في واد خصيب تحت سفح سلسلة جبال تيان شان، توجد في المدينة شوارع عريضة مُشجَّرة.
كازَاخسْتَان بلد يقع في وسط غربي آسيا. استقلَّ عام 1991م، بعد مرور سبعين عامًا، كان خلالها جزءًا من الاتحاد السوفييتي. انضمت كازاخستان إلى كومنولث الدول المستقلة، وهو مجموعة الجمهوريات السوفييتية السابقة المُنْحلّة. الاسم الرسمي للقطر هو كازاخ.

تبلغ مساحة كازاخستان 2,717,300كم². يقع جزء صغير منها في القارة الأوروبية غربي نهر الأورال. يبلغ عدد سكان كازاخستان 16,288,000 نسمة، غالبيتهم من الكازاخ والروس. العاصمة هي أستانة (أصطنه)، وآلما آتا هي أكبر مدنها.

منذ مئات السنين كان الكازاخ يتجولون بقطعانهم التي كانوا يربونها في السهول. اعتمدوا على قطعانهم من الغنم، والإبل، والبقر والخيول في الحصول على الطعام، والتنقل. تغيّر هذا النمط من الحياة خلال القرن التاسع عشر الميلادي عندما تغلبت عليهم الإمبراطورية الروسية، ونمت الصناعة في كازاخستان خلال القرن العشرين الميلادي في ظل الحكم السوفييتي. وبسبب هذه التأثيرات، استقر معظم الشعب الكازاخي منهيًا بذلك حياته البدوية المتنقِّلة.

نظام الحكم:

لكازاخستان حكومة برلمانية ورئيس واسع السلطات. وينتخب الشعب الرئيس لفترة سبع سنوات، ويقوم الرئيس بتعيين رئيس الوزراء الذي يرأس الحكومة. ويتكون البرلمان من مجلسين: مجلس الشيوخ وهو مكون من 47 عضواً، ومجلس مازليس وعدد أعضائه 67 عضواً. ويحق لكل مواطن بلغ عمره 18 سنة وأكثر حق الانتخاب.

تنقسم كازاخستان إلى 17 محافظة لأغراض الحكم المحلي. يُعين الرئيس حاكمًا لكل محافظة ليشرف على إدارتها.

كان الحزب الشيوعي، في ظل الحكم السوفييتي (السابق) هو الحزب السياسي الوحيد في كازاخستان حتى عام 1990م. ومنذ عام 1990م، سُمح بإقامة أحزاب أخرى كان لها أثر كبير في البلاد. في عام 1991م، غيّر الحزب الشيوعي اسمه إلى حزب كازاخستان الاشتراكي. توجد أحزاب مهمة أخرى منها: حزب كازاخستان الشيوعي الجديد وحزب كازاخستان الديمقراطي والمؤتمر الشعبي وحزب الشعب التعاوني وحزب الشعب الاتحادي وحزب كازاخستان الجمهوري. ولا ينتمي الرئيس لأي من هذه الأحزاب السياسية.

أعلى محكمة في كازاخستان، هي المحكمة العليا. وهناك محاكم إقليمية وأخرى محلية. ينتخب مجلس البرلمان القضاة جميعًا لمدة عشر سنوات.

يوجد في كازاخستان نوعان من الوحدات العسكرية. أكبرها هي قوات الجيش الكازاخي ويبلغ قوامها 44,000 جندي. وهناك وحدة صغيرة تسمى الحرس الوطني الكازاخستاني.

السكان:

يشكل الكازاخ قرابة 42% من السكان، ويشكًِّل الروس حوالي 37%، ويشكل الألمان والأوكرانيون نحوًا من 5% لكل مجموعة. تشمل الأقليات العرقية الأخرى التتار، وبوغرز، والروس البيض، والأوزبكيين. وغالبية الشعب الكازاخستاني، ومن ضمنهم الكازاخ، والتتار، واليوغر، والأوزبكيون مسلمون. أما معظم الروس والروس البيض فيدينون بالنصرانية الأرثوذكسية. يعيش نحو 56% من الشعب الكازاخي في مناطق حضرية وحوالي 44% في مناطق ريفية.

كانت اللغة الروسية هي اللغة الرسمية في كازاخستان. استبدلت اللغة الكازاخية بالروسية عام 1989م، ورغم هذا، ما زال العديد من الكازاخ يستعمل الروسية، خصوصًا في المدن.

أيقونة تكبير خريطة كازاخستان

السطح:

تختلف مظاهر الأرض في كازاخستان من الغرب إلى الشرق بشكل كبير. وفي الغرب، تحاذي السهول الجافة المنخفضة بحر قزوين، ويقع منخفض كاراجي، أكثر نقطة في البلاد انخفاضًا، قرب بحر قزوين. وينخفض إلى 132م دون مستوى البحر. تمتد الأراضي المنخفضة الجافة في معظم كازاخستان الغربية وحول بحر آرال على الحدود الجنوبية الغربية.

تغطي السهول العشبية المرتفعة، والمعروفة باسم الاستبس، مساحات فسيحة في شمال كازاخستان، بينما تغطي الصحاري الرملية معظم الأجزاء الجنوبية. أما المناطق الشمالية الشرقية فهي أراضٍ مرتفعةٍ مستوية السطح، صالحة للزراعة.

تشكل السلاسل الجبلية، ومنها جبال تيان شان، وجبال ألطاي الحدود الشرقية والجنوبية لكازاخستان. تقع أعلى نقطة في البلاد، وهي جبل تنجري الذي يرتفع إلى 6,398م، في الجنوب الشرقي. تنتهي عدة أنهار جبلية في بحيرة بلخاش، وهي أوسع بحيرة داخلية في كازاخستان. أما أهم الأنهار الرئيسية فهي اللي، والإيرتيش، وسيمون، والأورال.

المناخ:

يتصف مناخ كازاخستان بالشتاء الشديد البرودة ، والصيف الحار الطويل. والأمطار القليلة، متوسط درجة حرارة شهر يناير في الشمال -18°م وفي الجنوب -5°م. ومتوسط درجة حرارة يوليو 20°م في الشمال و27°م في الجنوب. يتراوح متوسط الأمطار السنوية بين 10 و40 سم. والسلاسل الجبلية هي الأبرد والأغزر مطرًا من باقي المناطق.

وسط كازاخستان يحتوي على سهول عشبية تعرف بالاستَبْس. تَرْعَى قطعان الأغنام على الاستبس (أعلاه). وتربية المواشي من الأنشطة الاقتصادية الرئيسية في كازاخستان.

الاقتصاد:

يمثِّل الإنتاج الزراعي نحوًا من خمسي قيمة الإنتاج الاقتصادي الكازاخي. وتتمثل المنتجّات الحيوانية الرئيسية في: منتجات الألبان واللحوم والجلود، والأصواف. أما المحاصيل الزراعية الرئيسية فأهمها الشعير، والقطن، والأرز، والقمح. زادت في الخمسينيّات من القرن العشرين منتجات المحاصيل زيادة كبيرة بفضل زيادة المساحات المزروعة وريّ الأراضي الجافة.

تعادل المنتجات الكازاخية الصناعية نحوًا من ثلث قيمة المنتجات الاقتصادية للبلاد وأهمها : الصناعات الغذائية، والكيميائية، والنسيجية، والأجهزة الصناعية الثقيلة. تعد كل من: آلما آتا، وشمكنت، وبافلودار، وكراجاندا من بين أهم المراكز الصناعية الرئيسية في البلاد. تعد كل من روسيا وأوكرانيا من أكثر الدول التي تتعامل تجاريًا مع كازاخستان، وتنتج مناجم كازاخستان أنواعًا من المعادن وتشمل خامات الألومنيوم، والبوكسيت، والبوراكس، (مسحوق أبيض متبلور)، والكروم، والذهب، والحديد، والرصاص، والنيكل، والفوسفات، والفضة، والقصدير، والتنجستن، واليورانيوم، والزنك كما يتم استخراج الفحم من وسط كازاخستان وشرقيها وشمال شرقيها، أما البترول والغاز الطبيعي فيتم الحصول عليهما من حقول تقع قرب سواحل بحر قزوين. ويتم تعدين النحاس وسط كازاخستان، وشمال شرقيها.

ترتبط مدن كازاخستان بمدن روسيا، والصين، والأقطار المجاورة الأخرى بعدد من خطوط السكك الحديدية، بينما هناك نظام طرق معبّدة محدودة في كازاخستان، والحافلات، والقطارات من أكثر أشكال النقل العام شيوعًا. مطار آلما آتا توجه إليه رحلات الطيران كلها في كازاخستان.

تنشر الجرائد في كازاخستان بعدة لغات، منها الكازاخية والروسية وتبث محطات الإذاعة والتلفاز إرسالها من آلما آتا باللغتين الكازاخية والروسية ولغات أخرى محلية.

نبذة تاريخية:

قبل الميلاد، عاشت قبائل بدوية فيما يعرف الآن بكازاخستان وفي منتصف القرن الأول الميلادي، بدأت القبائل التركية في الاستقرار في المنطقة وخلال القرن الثالث عشر الميلادي، غزا المغول الذين قدموا من الشرق المنطقة وتغلبوا على الشعب التركي وتنحدر أصول الشعب الحالي من القبائل التركية والمغولية معًا.

منذ مطلع القرن الثامن عشر الميلادي، بدأ الروس بالهجرة إلى إقليم الكازاخ، وفي عام 1731م، وافق الكازاخ ـ بعد معاناتهم الشديدة من الهجمات العنيفة التي تعرضوا لها من الشعوب المجاورة لهم ـ على حكم الروس من أجل حمايتهم لهم. ومع منتصف عام 1800م، مدت الحكومة الروسية سيطرتها على مساحات واسعة من الأراضي، وشجعت الفلاحين على الإقامة في المنطقة، مما أدى إلى تقلّص كبير في مساحة المراعي الكازاخية.

بزغت الحركات القومية من أجل الحصول على الاستقلال من السيطرة الروسية في كازاخستان إثر الثورة الروسية عام 1917م مباشرة، منذ أقام الكازاخ حكومة مركزية وأرسلوا جنودًا للقتال ضد البلشفيك الشيوعيين ومع نهاية عام 1919م، وضع البلشفيك حدًا للقوميين الكازاخ.

في عام 1920م، أعلن الشيوعيون كازاخستان جمهورية ذات نظام حكم ذاتي سموها جمهورية القرغيز السوفييتية الاشتراكية ذات الحكم الذاتي. وفي عام 1925م، أعاد الكازاخ التسمية إلى جمهورية الكازاخ السوفييتية الاشتراكية ذات الحكم الذاتي. في عام 1922م تشكَّل الاتحاد السوفييتي بقيادة روسيا، وأصبحت كازاخستان إحدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي عام 1936م، وسمِّيَتْ جمهورية الكازاخ السوفييتية الاشتراكية.

أسس الاتحاد السوفييتي حكومة شيوعية مركزية في موسكو، وضعت يدها على الصناعات والأراضي الكازاخية والجمهوريات الأخرى كافة وأصبح الحزب الشيوعي هو الحزب الشرعي الوحيد في البلاد. منع القانون السوفييتي بعض الممارسات الثقافية التقليدية مثل الممارسات الدينية.

وخلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945م) أجبرت الحكومة السوفييتية كثيرًا من الناس على الانتقال من الأجزاء الغربية للاتحاد السوفييتي إلى كازاخستان ومن ضمنهم الشيشان والألمان والتتار، والأوكرانيون.

وفي الخمسينيات من القرن العشرين الميلادي، وضعت الحكومة السوفييتية برنامجًا للتوسع في استقلال سهول كازاخستان لزراعة القمح سُمي هذا البرنامج مشروع الأراضي العذراء. وجلبت إليه آلاف الناس من الاتحاد السوفييتي إلى كازاخستان.

وخلال الثمانينيات من القرن العشرين الميلادي، حدثَ تحول في الاتحاد السوفييتي، بزعامة ميخائيل جورباتشوف، بإعطاء الشعوب السوفييتية حرية أكبر. في عام 1990م أعلنت كازاخستان أن قوانينها لها أسبقية التطبيق على قوانين الاتحاد السوفييتي. وفي ديسمبر 1991م، أصبح نور سلطان نزار باييف الرئيس الديمقراطي المنتخب الأول في تاريخ الشعب الكازاخي. في 16 ديسمبر، أعلنت كازاخستان استقلالها، وعهدت كازاخستان بوصفها دولة مستقلة إلى إحلال النظام الاقتصادي الحر محل الاقتصاد المخطّط الحكومي. لقد أنهت الحكم الشيوعي، وبدأت بالتحول إلى نظام أكثر حرية. في عام 1995م، حل الرئيس نزار باييف البرلمان، وأجريت انتخابات برعايته. وبمقتضى استفتاء شعبي أقيم في نفس العام، مدد نزار باييف فترة رئاسته حتى عام 2000م. وفي 10 ديسمبر 1997م، أعلن الرئيس نزار باييف انتقال عاصمة البلاد من آلما آتا إلى أقمولا. وفي يونيو 1998م، غير اسم العاصمة أقمولا إلى أستانة (أصطنه). وفي عام 1999م دعا الرئيس نزار باييف إلى انتخابات رئاسية مبكرة، جدد الناخبون ثقتهم في رئيسهم لفترة رئاسية أخرى.

★ تَصَفح أيضًا: آرال، بحر ؛ قزوين، بحر ؛ كومنولث الدول المستقلة ؛ المنظمات الإسلامية.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية