الرئيسيةبحث

الجنس ( Sex )



الجنس مجموع الخصائص الفسيولوجية والتشريحية والسلوكية التي يتميز بها الأفراد وينقسمون إلى ذكور وإناث. وهو ما يجعل كل فئة تنجذب نحو الأخرى، ويجعل أفراد كل فئة يحسون بميول فطرية ورغبة شديدة نحو أفراد الفئة الأخرى. وقد جعل الله هذه الغريزة سبيلاً لاهتمام كل من الرجل والمرأة بالآخر، وما ينشأ عن ذلك من علاقة حب ومودة وزواج. وتتوالد الفصائل العليا من الحيوانات والنباتات، لتنجب نفس النوع جيلاً بعد جيل، وذلك بوساطة التكاثر الجنسي. ولكن بالنسبة للإنسان، فإن الجنس يعني أشياء أخرى غير التناسل. فهو يشتمل في تأثيرات طبيعية وأخرى حيوية ونفسية واجتماعية مهمة تؤثر في حياته.

والواقع أن الناس يدركون أهمية الجنس، لأنه يؤثر على شخصية الفرد وطريقة حياته. وبدءًا من لحظة ميلاد الطفل، يتحرى المحيطون به نوع المولود وكونه ولدًا أو بنتا. ومنذ ذلك الوقت يعمل القائمون على تنشئة الطفل بطريقة مختلفة، وفقًا لجنسه. ويُتوقع من كلٍّ من الذكور والإناث في كل فترة من فترات حياتهم، أن يتصرفوا بطرق مختلفة معهودة.

ولأن الجنس يشتمل على مشاعر شخصية عميقة ورغبات تفوق مثيلاتها الأخرى في الحياة، فهو عادة لا يجري نقاشه علنًا كما في المواضيع الأخرى. ونتيجة لذلك، فهناك أناس كثيرون تصيبهم الحيرة والضيق من جراء مشاعرهم الجنسية. وهناك من ينظر إلى الجنس بوصفه شيئًا، يدعو للضحك والسخرية. ولكن، وعلى مر التاريخ، كان الفلاسفة والعلماء والأدباء ورجال الدين، يفكرون بجدية في موضوع الجنس وأهميته للأفراد والمجتمع. كما أن معظم الديانات والثقافات طورت وتبنت معايير وقواعد أخلاقية معينة، تتعلق بالنواحي الخاصة بالجنس.

هذه المقالة تناقش الجنس وعلاقته بحياة الأطفال والمراهقين والبالغين. ولمعرفة ووصف الطرق التي بموجبها يتوالد الإنسان، وكذلك مختلف أنواع الحيوانات والنباتات، ★ تَصَفح: التكاثر.

مرحلة البلوغ

هي بداية النضوج الجسماني والجنسي. وخلال سن البلوغ، تحدث تغييرات واضحة في أجسام الأولاد والبنات، كما تتغير معظم مشاعرهم وأحاسيسهم.

مع بداية سن البلوغ، تنمو معظم البنات بصورة سريعة، مقارنةً بالأولاد الذين ينتمون لنفس الفئة العمرية. وسرعان ما يلحق بهن الأولاد عندما تبدأ فترة نموهم السريع. ويقلق كثير من الشباب، عندما يرون أن بعض أصدقائهم، ينمون وينضجون أسرع منهم، ولكن اختلاف مظاهر النمو خلال هذه الفترة، تعد أمورًا عادية تمامًا. وقد يصل بعض الأولاد والبنات إلى مرحلة النضوج قبل أو بعد أقرانهم الذين في مثل أعمارهم بعدة سنوات. وسواء أكان نضوج البنت بطيئًا أم سريعًا، فإنها تمر، وبنات جنسها، بنفس التغيرات عند دخولهن طور الأنوثة. فيزيد طولها وينمو ثدياها ويكبران، ويزيد عرض عظام الحوض، وينمو الشعر تحت إبطيها وحول أعضائها التناسلية. والواقع أن ازدياد عرض عظام الحوض، يجعل عملية الولادة ممكنة، كما أن نمو الثديين يجعل إرضاع الأطفال ممكنًا.

ومن المعروف أن أحد التغيرات التي تحدث خلال نمو البنت إلى طور الأنوثة، هو بدء الدورة الشهرية أو الطمث، وهي ـ أي الدورة الشهرية ـ خروج دم يحتوي على نسيج الجدار الداخلي للرحم، وذلك من خلال فتحة المهبل. وهذه العملية شيءٌ طبيعيٌ في حياة المرأة. تبدأ الدورة الشهرية أو الطمث عند معظم الفتيات حينما يبلغن حوالي 12 سنة. ولكنها تبدأ عند عدد كبير منهن في عمر أصغر أو أكبر من هذا. ★ تَصَفح: الحيض.

وعندما يمر الولد بفترة البلوغ، يزيد وزنه وطوله، وتتسع المسافة بين منكبيه، ويصير أقوى ويغلظ صوته، وينمو الشعر في وجهه وتحت إبطيه وحول أعضائه التناسلية وفي بقية أجزاء جسمه. ومعظم الأولاد يعتبرون ظهور الشعر على الوجه من أهم الخطوات للوصول إلى مرحلة الرجولة.

دور أفراد الجنسين

معظم الرجال والنساء لا يختلفون في أجسادهم فحسب، بل أيضًا في السلوك والاهتمامات. وتكون بعض الاختلافات بين الجنسين موجودة بطريقة طبيعية فطرية. فعلى سبيل المثال، دل البحث على أن الذكور أكثر عدوانية من الإناث، وذلك بسبب وجود هورمون الذكورة المسمّى التستوسترون. ولكن يبدو أن كثيرًا من الاختلافات غير الجسمانية، تستند إلى الأدوار التي يؤديها الجنس المعني والتي يتعلمها كل فرد من خلال ممارسة حياته وعمله. ومعنى هذا أن الناس يولدون ذكورًا أو إناثًا، ثم يكتسبون سمات الرجولة، أو الأنوثة.

هناك مفاهيم شائعة في كل مجتمع عما يجب أن يسلكه كل من أفراد الجنسين. فعلى سبيل المثال تعدُّ النساء ـ بصورة عامة وبحكم التقاليد ـ ضعيفات وعاطفيات أكثر من الرجال. أما الرجال، فيعتبرون أكثر ميلاً للتنافس وأقل عاطفة من النساء. ومعظم الناس، وبحكم التقاليد، يقرنون النساء بأعمال مثل تدبير المنزل والتمريض. أما الرجال فيرتبطون بمجالات مثل العمل الشاق والصناعة والسياسة.

ويؤدي الأفراد (الأولاد والبنات والرجال والنساء) ـ وبطريقة شخصية وخاصة ـ ما يتوقع منهم أن يؤدوه من أدوار في المجتمع، وهذا التعلم الخاص بالدور الذي يقوم به الجنس ذكرًا كان أو أنثى يبدأ من مرحلة الطفولة. وفي حالات كثيرة، يلعب أفراد الأسرة والأصدقاء مع الأطفال الذكور بطريقة أكثر خشونة مقارنة بلعبهم مع البنات من نفس العمر حيث تتم معاملتهن برقة. ومع نمو الأطفال، تقدم بعض الأسر دروسًا خاصة في مواضيع الرجولة والأنوثة، كما يتم تشجيع الطفل على سلوك الطرق التي يُفترض أنها صحيحة بالنسبة إلى الولد أو البنت. ولا يشجع الناس أي تصرف يعتبرونه غير مناسب، فمثلاً قد يكافئ الوالدان بالمدح والتشجيع اهتمامات ابنتهم بأعمال الحياكة وتدبير المنزل، ولكنهما قد لا يشجعان ابنهم الذي يبدي اهتمامًا مشابهًا في تلك المجالات.

ويتعلم الأولاد والبنات دور مجموعة جنسهم مما يكتسبونه من أحد الوالدين، أو أي شخص آخر ـ ذي صلة ووضع مهم بالنسبة لهم ـ من نفس الجنس. وعلى سبيل المثال تقلد البنات الصغار نشاط وتصرفات أمهاتهن، كما أن الأولاد الصغار، يحاكون نمط وخلق واهتمامات آبائهم. وكثير من الاختصاصيين يعتقدون أن الأطفال عند بلوغ سن الثالثة يصلون إلى معرفة أن لهم هوية محددة من ناحية الجنس (ذكر/أنثى)، ويعرفون كثيرًا من الأدوار والتصرفات المناسبة لمجموعة جنسهم وللجنس الآخر. وبعد دخول المدرسة، يتعلم الأطفال الآخرون أفكارًا ومفاهيم أخرى عن دور كل من الجنسين، وما هو المقبول وغير المقبول. وخلال سني المراهقة والبلوغ، يتعلم الناس ما هو متوقع من تصرفات خاصة بأفراد جنسهم وأفراد الجنس الآخر ـ سواء في المنزل أو في مكان العمل أو خلال اللعب.

وعندما يحس بعض الأولاد والبنات بتزايد نموهم من الناحية الجنسية، فقد يصابون بالانزعاج من التغيرات الجسمانية والنفسية التي يمرون بها. وعند بداية مرحلة البلوغ، قد يجتمع الشباب بصفة عامة مع أفراد جنسهم الذين يمرون بنفس المرحلة. وعندما يصيرون أكثر نضجًا، وثقة بأنفسهم فإنهم يصبحون أكثر اهتمامًا بأفراد الجنس الآخر .

وفي خلال سني المراهقة، يتعلم الأولاد والبنات بطريقة تدريجية كيف يتأقلمون ويتعاملون بطرق ناضجة مع الآخرين من جميع الأعمار، وكيف يتواءمون مع التغيرات الجسمانية التي يمرون بها خلال مرحلة البلوغ، ويتعلمون كيف يكونون أكثر استقلالاً وكيف يتخذون قراراتهم الخاصة، ويعرفون أن هناك طرقًا دينية واجتماعية سليمة، تنظم وتنمي علاقاتهم بأفراد الجنس الآخر.

الزواج والأسرة

ينظم الدين الإسلامي الحنيف علاقة الرجل بالمرأة، كما ينظم قضايا الزواج والأسرة ويضع شريعة واضحة فيما يختﷺبالعلاقة الجنسية، وما ينتج عنها من أطفال. قال الله تعالى في محكم تنزيله: ﴿ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون﴾ الروم : 21 وجاء في محكم تنزيله : ﴿والله جعل لكم من أنفسكم أزواجًا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون﴾ النحل 72.

وقد حث رسول الله ﷺالشباب من الجنسين المقبلين على الزواج، وأهلهم أيضًا، على أن يتحرَّوا الدقة في اختيارهم لشريك أو شريكة الحياة. وقال الرسول عليه الصلاة والسلام : (تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها، ولجمالها ولدينها ؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك ) رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة. كما شجع الإنجاب وتكثير المؤمنين المسلمين لقول رسول الله ﷺ: (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم ). سنن أبي داؤد.

لكن الزواج ورعاية الأطفال يحتاجان إلى زوج وزوجة ناضجَيْن، ليقبلا على المسؤوليات المتعددة والفريدة التي سيقومان بها عن طيب خاطر. ويجب أن يكونا على استعداد للتأقلم على أسلوب حياتهما الجديد، وأن يكونا قادريْن على إعالة نفسيهما وأطفالهما. ومن المعروف أن العلاقة بين الزوجين تُبنَى على المحبة والوفاء في كل أمور حياتهما حتى في أخﷺالخصوصيات، وهي العلاقة الجنسية (الجماع) التي يأتي منها أطفال: بنون وبنات. وبولادة الأطفال، تتغير حياة الزوجين بطريقة ملموسة. في البداية، يكون الطفل في حاجة إلى رعاية الوالدين اللذين يمدانه بالحنان والرعاية اللازمين. وإذا كان الوالدان يعيشان في جو من المحبة ويرغبان في إنجاب أطفال، فإن هذه الأحوال تضمن للطفل أن ينمو في صحة وسعادة.

شرع الله ـ سبحانه وتعالى ـ النكاح، أي زواج الرجل والمرأة، وحرّم الزنى ؛ أي العلاقة غير الشرعية. وهذه الأمور وضعت لحكمة بالغة ؛ ومن ذلك انتساب الأطفال إلى آبائهم بطريقة شرعية، وقد عرف ذلك في قوله سبحانه: ﴿وهو الذي خلق من الماء بشرًا فجعله نسبًا وصهرًا وكان ربك قديرًا﴾ الفرقان : 54 .

النظرة إلى مسائل الجنس

ناقش الإسلام منذ ظهوره قضايا الجنس ووضع تشريعاته الواضحة في كل الأمور بما في ذلك النواحي الخاصة بالجنس والزواج. وقد حرم الدين الإسلامي أي علاقات جنسية بين الرجل والمرأة خارج إطار الزواج. قال الله تعالى في محكم تنزيله: ﴿ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً﴾ الإسراء : 32

وقد أمر الله تعالى المرأة المؤمنة أن تغض من بصرها، وأن تحفظ فرجها، ونهاها عن إبداء زينتها، إلا ما لا يمكن إخفاؤه من هذه الزينة من الثياب ونحوها، وذلك في قوله تعالى: ﴿وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ماظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن...﴾ النور : 31 . تنظم التشريعات الإسلامية الكاملة المتكاملة علاقات الرجل والمرأة والنسل والنسب وتمنع تفشي الأمراض الجنسية الخطيرة.

وحتى منتصف القرن العشرين، لم يكن معظم الناس يتحدثون بصراحة عن الجنس. وكان الموضوع يواجه بخجل واستحياء. أما الآن، فإن مناقشة المواضيع الخاصة بالجنس تتم على أنها جانب عادي من حياة الإنسان خصوصًا في الغرب، وتناقش الجرائد والمجلات والتلفاز وبعض الكتب والبحوث العلمية موضوعات خاصة بالجنس، وذلك بالرغم من أن بعض هذه الوسائل تستغل موضوعات الجنس استغلالاً غير صحيح من أجل تحقيق بعض الأغراض التي لا يقرها العقل والمنطق.

في نهايات القرن العشرين أصاب العالم كله الهلع والرعب نتيجة اكتشاف فيروس نقص المناعة (الإيدز). فقد توصل العلماء إلى أن الحرية الجنسية ـ المنتشرة في بلاد الغرب وبصفة خاصة الشذوذ الجنسي ـ أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بمرض نقص المناعة، فانطلقت الأقلام في الغرب والشرق تحذِّر من الإباحية التي توشك أن تتسبب في فناء العالم بما تسببه من أمراض خطرة.

لا يجد الآباء والأمهات في البلاد الإسلامية، حرجًا في الحديث مع أبنائهم في تلك المواضيع من خلال الأحكام الشرعية. كما أن المناهج التعليمية بالمدارس والمعاهد العلمية والجامعات والمساجد تضع المقررات والمواضيع الهادفة بغية تعليم الأطفال والشباب والكبار. ومن ناحية أخرى، فإن الدين الإسلامي يحدد العلاقة بين الزوجين، وما لكل واحد منهما من حقوق وما عليه من واجبات نحو الطرف الآخر.

إن الجنس عندما يتم فهمه وتوجيهه في الإطار الصحيح، وبما يقره الدين، يمكن أن يجلب للإنسان الرضا في مناح كثيرة، منها النفسية والجسمانية والفسيولوجية والاجتماعية. كما أن معظم المجتمعات والناس يقرون أن هذه القوة العظيمة والطبيعية يجب تنظيمها ومراقبتها من أجل سعادة الفرد والمجتمع.

إختبر معلوماتك :

  1. ما الجنس؟
  2. ما مرحلة البلوغ؟ وما التطورات التي تحدث فيها؟
  3. ما أّهم أوجه الاختلاف بين الذكور والإناث؟
  4. الجنس سلاح ذو حدين، وضح ذلك؟
  5. كيف نُثقف الأطفال ثقافة جنسية نافعة؟
المصدر: الموسوعة العربية العالمية