الرئيسيةبحث

الشذوذ الجنسي ( Homosexuality )


الشُّذُوذ الجنسي ممارسة جنسية غير طبيعية ومخالفة للفطرة. تعرف ممارسة هذه الفاحشة بين النساء باسم المساحقة، وبين الرجال باسم اللِّواط نسبة إلى قوم لوط عليه السلام، وقد وردت قصة ذلك في القرآن الكريم حيث قال تعالى: ﴿ولوطًا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين ¦ أَئنـّـكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين ¦ قال رب انصرني على القوم المفسدين﴾ العنكبوت 28-30. وقال سبحانه ﴿ولوطًا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون ¦ أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون﴾ النمل: 54، 55. وقد وصف الله فعلهم هذا في آيات أخرى بالعدوان والجهل والإسراف والفساد والظلم، وكان نتيجة هذا العمل الشائن أن عذبهم الله وأرسل عليهم ملائكة قلبوا عليهم عالي الأرض سافلها: ﴿فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود ¦ مُسَوّمةً عند ربك وماهي من الظالمين ببعيد﴾ هود: 82، 83.

وقد شدَّد الإسلام العقوبة على هذه الخطيئة لما تقود إليه من إفساد الحياة الاجتماعية وانحلال القيم والأخلاق في المجتمع. فقد روى أبوداود والترمذي والنسائي وابن ماجة بإسنادهم عن ابن عباس أن رسول الله ﷺ قال: (من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط، فاقتلوا الفاعل والمفعول به ). وإنما شدّد الإسلام في عقوبة هذه الجريمة لآثارها الضارة وعواقبها الوخيمة على الفرد والمجتمع. ومن ذلك أنها تصرف الرجل عن العلاقة الفطرية السليمة ـ علاقة الرجل بالمرأة التي هي سبب في إيجاد النسل وبقائه ـ وتؤدي إلى فشل الفاعل في الممارسة الجنسية الطبيعية مع زوجته، بل تؤدي في النهاية إلى فقد القدرة على الإنزال. كذلك تؤثر في الأعصاب والتكوين النفسي حين يحس المفعول به بأنه ما خلق ليكون رجلاً فيشعر بميل إلى بني جنسه فيأتي أفعالاً مشينة منكرة تؤدي إلى إضعاف القوى النفسية الطبيعية وتؤثر في المخ فتسبب اختلالاً في توازن العقل وارتباكًا في التفكير فيبدو عليه البله وضعف التفكير. ويؤدي اللواط أيضًا إلى ارتخاء عضلات المستقيم وسقوط بعض أجزائه فيفقد السيطرة على المواد البرازية ولذلك تجد الفاسقين دائمي التلوث بهذه المواد التي تخرج منهم بغير إرادة أو شعور. وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الشذوذ أكبر عامل في انتقال أمراض الزنا وأولها وأخطرها مرض الإيدز. ★ تَصَفح: الإيدز. وكذلك كل الأمراض التي تنتقل بطريق التلوث البرازي كالدوسنتاريا وغيرها. يضاف إلى كل ماتقدم الفساد الأخلاقي، فالمبتلون بهذا الداء يرتكبون مختلف الجرائم كالخطف والسطو والاغتصاب واستخدام العنف والمخدرات والخمر وكل فعل رذيل.

كذلك حرمت الأديان السماوية السابقة للإسلام هذه الجريمة. فقد جاء في التوراة لعن اللوطية ومعاقبتهم بالقتل. أما النصرانية، فإنها لم تستقذر هذه العلاقة الجنسية الشاذة فحسب، بل ذهبت إلى أبعد من هذا حين نظرت إلى الممارسات الجنسية السليمة المشروعة بين الأزواج على أنها قذر أيضًا.

★ تَصَفح أيضًا: الإيدز.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية