الرئيسيةبحث

الطائرة المروحية ( Helicopter )



الطائرة المروحية الطَّائرَة المِرْوحيَّة أو الهليكوبتر، طائرة ترتفع في الهواء، وتحتفظ بارتفاعها بوساطة دفع مروحة أو مروحتين دوارتين. ومروحة هذه الطائرة كبيرة نسبيًا، وتدور في مستوى أفقي يوازي سطح الأرض. وعمومًا، فإنّ هذه المروحة من الوجهة العملية هي جناح دوّار. والاسم الهيلوكبتر مشتق من هذا المعنى حيث جاء من كلمتين لاتينيتين هما: هيلكس وتعني الدوار الحلزوني، وبترون وتعني الجناح. وهناك تسميات مرادفة للهليكوبتر منها: القاطع، مضرب البيض، الطائر الدوَّار.

تستطيع الطائرة المروحية الطيران باستقامة إلى أعلى أو أسفل، وإلى الأمام أو الخلف أو إلى الأجناب. ويمكنها أيضًا التحليق، أي الاستقرار في وضعها عند نقطة واحدة في الهواء. وخلافًا لمعظم الطائرات، فإن الطائرة المروحية لا تحتاج إلى ممرّ إقلاع أو هبوط، ولكن يمكنها الإقلاع والهبوط من مكان صغير جدًا. وبالإضافة إلى هذا يُمكن للطائرة للمروحية الطيران بأمان على ارتفاعات أقل وبسرعات أبطأ كثيرًا من الطائرات الأخرى، ولكنها لا تستطيع أن تجاري الكثير من الطائرات في سرعتها ؛ فأقصى سرعة لمعظم الطائرات المروحية لا تتعدىّ 320كم/ساعة. وفي السرعات الأعلى تتولد بها اهتزازات قوية يمكن أن تؤدي إلى تحطيم ريش المروحة. وبالإضافة إلى هذا فإن الطائرة المروحية تستهلك كمًا من الوقود أكبر من الطائرات الأخرى عند قطع المسافة نفسها، ولهذا فإنّها تحتل مرتبة اقتصادية أقل. وعمومًا فإن الطائرة المروحية لا تستطيع الطيران أكثر من ساعتين إلى ثلاث ساعات، أو الطيران إلى مسافة تزيد على 1,000كم، دون إعادة التزّود بالوقود.

يتراوح حجم الطائرة المروحية بين الطُّرُز أحادية المقعد الصغيرة، والناقلات الضخمة التي يمكنها حمل شاحنتين بداخلها. وتعد الطائرة العسكرية السوفييتية مي-26 أثقل طائرة مروحية تم تصنيعها على الإطلاق، حيث تزن 28 طنًا متريًا ويمكنها حمل 20 طنًا من البضائع.

استخدامات الطائرة المروحية

يمكن استخدام الطائرة المروحية في العديد من الأعمال التي لا يمكن أداؤها بالأنواع الأخرى من الطائرات. فالطائرات المروحية لديها قدرة التحليق على ارتفاعات متوسطة، وكذلك الإقلاع والهبوط من وإلى مساحات صغيرة. ويمكن حصر استخدام الطائرة المروحية فيما يلي: 1- مهام الإنقاذ العاجل 2-المراقبة الجوية 3- النقل والأعمال الإنشائية 4-الأعمال الزراعية وإدارة الغابات 5- المهام العسكرية.

طائرة مروحية لمهام الإنقاذ أنقذت حياة آلاف من البشر. وفي الصورة طائرة مروحية لحراسة الشواطئ حملت طاقم إحدى السفن الغارقة في البحر.

مهام الإنقاذ العاجل:

استهدفت التطورات الأولية لتصميم الطائرة المروحية إمكانية استخدامها في إنقاذ الحياة. والطائرة المروحية يمكنها الآن أن تحلق مباشرة فوق مسرح الأحداث، حيث تقوم بإنزال مشدات أو أحزمة إلى الأفراد الذين يواجهون المخاطر، ثم سحبهم والطيران بهم إلى حيث ينعمون بالأمان. ويتم استخدام الطائرة المروحية أيضًا في إنقاذ حياة البشر من السفن الغارقة، أو الفيضانات العاتية، أو ناطحات السحاب المحترقة، كما يمكنها الطيران بمتسلقي الجبال المعلّقين في خطر، وبمتزحلقي الجليد المصابين إلى بر الأمان. وباستخدامها كطائرة إسعاف، فإنها تتميَّز بالقدرة على الهبوط قريبًا من أماكن حوادث الطائرات والعربات للإسراع في نقل المصابين إلى المستشفيات. ويمكن للطائرة المروحية القيام بتسليم الأدوية والأطعمة إلى الأماكن التي يتعذر الوصول إليها بوسائل النقل الأخرى، مثل الأماكن التي يحدث بها فيضانات، أو زلازل، أو أعاصير.

المراقبة الجوية:

في العديد من المدن تقوم الشرطة بتعقُّب العربات التي تقل المشتبه فيهم باستخدام الطائرة المروحية، كما توجه بها سيارات الشرطة البرية. ويستخدم أيضًا رجال القانون الطائرة المروحية في البحث عن المتهمين والمجرمين الفارين، ويمكنهم كذلك حراسة الحدود الدولية والتفتيش عن المهربين أو المتسللين بطرق غير مشروعة عبر الحدود. ويتم استخدام الطائرة المروحية أيضًا في متابعة طرق السيارات وضبط السيارات التي تسير بسرعات جنونية.

يستخدم العديد من محطات إرسال الإذاعة والتلفاز الطائرة المروحية في التغطية المباشرة للأحداث على الهواء. وفي المدن الكبيرة يقوم طيّارو الطائرات المروحيات بمراقبة سير المرور والتبليغ عن أي اختناقات تعوق تدفقه لتحذير السائقين وتغيير طرقهم. وقد دأبت الشركات السينمائية حاليًا على استخدام الطائرة المروحية في تصوير أفلامها حتى تعطي المشاهد إحساس الطيار في النظر إلى المشهد من الجو. وقد يتم تكليف الطيار بالطيران على ارتفاعات منخفضة للتفتيش على خطوط الأنابيب، وقضبان السكك الحديدية، وخطوط القوى الكهربائية، والتبليغ الفوري عن التالف منها.

ويجري استخدام الطائرات المروحية في الكشف عن المناطق البكر أو غير المأهولة، وكذلك في أعمال المساحة والكشف عن آبار النفط ومصادر الثروات الأخرى. وكذلك يقوم العلماء بحصر سكان المناطق البدائية، وتحديد طرق هجرة الحيوانات البرية باستخدام الطائرة المروحية. وتستخدم أساطيل الصيد الطائرة المروحية في تتبِّع أماكن وجود وتجمع أسماك التونة.

النقل والأعمال الإنشائية:

يُعّد استخدام الطائرة المروحية وسيلة للنقل شيئًا مكلفًا للغاية. وقد تميزت الطائرة المروحية بالطيران المباشر في الهواء "كقاطع" يجعلها وسيلة انتقال مثالية في بعض الحالات. والسرعة التي تستطيع أن تتحرك بها الطائرة المروحية، مع ما تتميز به من مرونة الاستخدام والأمان، جعلت منها أفضل وسيلة ينتقل بها القادة السِّياسيون في العديد من الدول. والسفر باستخدام الطائرة المروحية أصبح وسيلة رجال الأعمال التنفيذيين في الانتقال حيث توفر لهم الوقت الذي يمكن أن يُضَيِّعوه باستخدام وسائل النقل الأرضية البطيئة، فينتقل رجال الأعمال من مطارات الطائرات المروحية الموجودة بأسطح مباني مكاتبهم إلى المدن القريبة لإجراء مقابلاتهم المهمة.

تقوم الطائرة المروحية بخدمة أساسية في متابعة أعمال الحفر بآبار النفط التي تتم في الأماكن البعيدة عن الشواطئ، حيث يقع معظمها في المحيطات الوعرة التي يكون استخدام السفن فيها ضربًا من المخاطرة. وقد أدت مقدرة الطائرة المروحية على الهبوط فوق منصات الحفر مباشرة، إلى جعلها الوسيلة الأسرع والأكثر أمنًا من السفن.

وغالبًا ما تُستخدم الطائرة المروحية في نقل البضائع الضخمة التي يتعذر نقلها بوسائل النقل الأرضية، وذلك بأن تعلق بحبال من أسفل الطائرة حيث تقوم بنقلها جوًا.

رش المحاصيل بالطائرة المروحية. تُستخدم الطائرة المروحية لمساعدة المزارعين في رش زراعتهم في المكان الذي يحددونه تمامًا، وهذه الطائرة تم إعدادها خصيصًا لرش الحقول بالمبيدات الحشرية.
طائرة مروحية مضادة للغواصات مسلحة بالطوربيدات يتم إقلاعها من إحدى القطع البحرية، وتحمل هذه الطائرات المروحية أجهزة إلكترونية تقوم بتحديد أماكن الغواصات ومتابعة خط سيرها.
وتُستخدم الطائرات المروحية القوية أيضًا في بعض أعمال الإنشاءات "كمرفاع طائر" حيث يقوم عمال الطائرة المروحية بتثبيت وحدات التكييف الضخمة أو الهوائيات أعلى المباني الشاهقة، أو نصب الأبراج سابقة التجميع التي تستخدم في نقل القوى الكهربائية. ويقوم أيضًا عمال الطائرة المروحية بصب الخرسانة في الأماكن التي يصعب الوصول إليها من الأرض، كما يقومون بتثبيت أجزاء من الجسور الضخمة في الأماكن المحددة لها.

الأعمال الزراعية وإدارة الغابات:

يَسْتَخدم المزارعون الطائرات المروحية في كثير من الأعمال الزراعية مثل نثر الحبوب والأسمدة والمبيدات الحشرية على مساحات شاسعة بوصفها بديلاً اقتصاديًا عن إنشاء الطرق الممهدة لإنجاز هذا العمل. وتعتمد المصانع التي تستخدم منتجات الغابات على الطائرات المروحية في نقل قطع الأشجار والأطقم المكلفة بقطعها من وإلى الغابات.

المهام العسكرية:

تستخدم القوات المسلحة الطائرات المروحية في حمل فرق الجنود وكوحدة إسعاف طائرة. وتستخدم الطائرات المروحية ذات القدرات العالية في حمل قطع المدفعية إلى مواقع المعارك الحربية، كما تحمل الدبابات والعربات وباقي المعدات إلى حيث تكون الحاجة إليها أثناء المعركة. ويتم أيضًا تجهيز الطائرة المروحية بمعدات إلكترونية بحيث يمكنها أن تقوم بالتقاط إشارات العدو اللاسلكية، ثم تعمل على إعاقتها، كما تُسْتَخدم أيضًا عسكريًا في مراقبة تحركات حشود العدو وقطعه البحرية.

يتم تجهيز ودعم وحدات الطائرات المروحية التي تعاون القوات البحرية بمعدات للتعامل مع الغواصات وتحديد أماكنها من الجو ثم تعقبها وإصابتها. وتزوَّد هذه الطائرات بأنواع الأسلحة اللازمة.


أنواع الطائرات المروحية

أنواع المروحيات

الطائرة المروحية أحادية المروحة:

أكثر أنواع الطائرات المروحية انتشارًا، حيث تتميز بوجود مروحة رئيسية واحدة مثبتة في أعلى جسم الطائرة. وعلى الرغم من تسميتها بأحادية المروحة، فإن هذا النوع من الطائرات يحمل مروحة أخرى صغيرة مثبتة على ذيل الطائرة. وتتكون مروحة الطائرة الرئيسية من (2-8) ريَش، وهي تمثل العضو الذي يمنح الطائرة الدفع اللازم لرفعها جوًا، بينما تتكوَّن مروحة الذيل من (2-13) ريشة وتُثَبَّت على أحد جوانب الذيل بحيث يكون مستوى دورانها رأسيًا ومتعامدًا مع مستوى دوران المروحة الرئيسية. وتمثل مروحة الذيل جهاز التحكم في اتجاه الطائرة، كما أنها تتغلب على نزوع الطائرة للدوران حول نفسها كرد فعل مضاد لدوران المروحة الرئيسية.

الطائرة المروحية ثنائية المراوح:

تحمل مروحتين تدور كل منهما عكس اتجاه الأخرى، ولا حاجة لها بمروحة ذيل في هذه الحالة، وقد عرف الناس نوعين من الطائرات المروحية ثنائية المراوح: طائرات مروحية ترادفية المراوح، حيث تثبّت مروحة رئيسية عند كل من نهايتي جسم الطائرة، وطائرات مروحية متَّحدة المحاور، أي يتحد محورا دوران المروحتين بتثبيت عمود دوران المروحة العليا داخل عمود دوران المروحة السفلى في أعلى منتصف الطائرة.


كيف تطير الطائرة المروحية

كيف تُوجِد مروحة الطائرة المروحية قوة الرفع

قوة الرفع:

هي القوة التي تحقق للطائرة القدرة على الارتفاع إلى أعلى والتغلب على وزنها "قوة الجاذبية الأرضية"، ثم تمنحها القدرة على الاستمرار محتفظة بارتفاعها في الهواء. وتتحقق للطائرات عامة تلك القدرة بوساطة أجنحتها. وهناك طائرات لها أجنحة ثابتة في الطائرة، لا تقدر على الحركة بدونها، تعطي للطائرة قوة الرفع المطلوبة أثناء حركة الطائرة إلى الأمام، أي مع حركة الهواء بالنسبة للطائرة. وريشة مروحة الطائرة أجنحة دوارة، حيث يدور محرك المروحة فتعطي الرِّيَشة للطائرة قوة الرفع المطلوبة أثناء دورانها.

تصمم الريشة أو (الجناح) بشكل مميز يجعلها قادرة على رفع الطائرة أثناء دورانها. فسطح الجناح العلوي يتميز بالتقوُّس الحاد إلى أعلى، بينما يكون سطحه السفلي أقل تقوُّسًا أو يكاد يكون مستويًا. وعندما يتحرك هذا الجناح أو يدور في الهواء ينساب الهواء إلى أعلى وأسفل الجناح، ونتيجة اختلاف تقوس سطحَيْ الجناح فإن إزاحة الهواء بالسطح العلوي تكون أبعد من إزاحته بالسطح السفلي في القدر نفسه من الوقت، أي أن سرعة سريان الهواء فوق السطح العلوي تكون أكبر من سرعة سريانه أسفل الجناح. وهذا الفرق في السرعة ينتج عنه فرقٌ في ضغط الهواء أعلى وأسفل الجناح. وتبعًا لهذا نجد أن ضغط الهواء فوق السطح العلوي للجناح أقل من الضغط تحت السطح السفلي للجناح، أي أن دفع الهواء للجناح من أسفل أكثر من دفعه له من أعلى. وهذا الفرق يعطي لجسم الطائرة قوة الرفع المطلوبة. ولمزيد من المعلومات، ★ تَصَفح: الديناميكا الهوائية.

يمكن لطياري الطائرة المروحية، مثل طياري الطائرات الأخرى، التحكم في مقدار قوة الرفع المطلوبة بتغيير الزاوية بين وضع الجناح واتجاه حركة الهواء، ويُطلق على هذه الزاوية المحصورة بين الاتجاهين زاوية الهبوب. ولتوضيح العلاقة بين زاوية الهبوب وقوة الرفع عمليًا يمكن تمثيل الجناح بطائرة ورقية. فلو وُضعت الطائرة في مستوى اتجاه الريح نفسه فلن تشعر بوجود قوة تحاول رفع الطائرة. وإذا رفعت مقدمة الطائرة الورقية تدريجيًا فإن هذا سيؤدي إلى زيادة زاوية الهبوب، وستشعر مع زيادتها بوجود قوة تحاول رفع الطائرة إلى أعلى، وهذه القوة قد نشأت من دفع الهواء على السطح السفلي للطائرة الورقية. وكلما انخفضت زاوية الهبوب، نقصت قوة الرفع التي تحاول رفع الطائرة.

قيادة الطائرة المروحية. يتحكم الطيار في طيران الطائرة المروحية بتغيير خطران (زاوية) ريش المراوح. وتنشأ قوة الرفع من دوران المروحة الرئيسية، وهي تعمل عكس اتجاه وزن الطائرة، وتعمل قوة مروحة الذيل عكس عزم الدوران الذي يعمل على لف الطائرة عكس اتجاه دوران المروحة الرئيسية. وفي الأشكال أدناه، توضح زوايا المراوح بالمسافة بين دائرتين تمثلان الخطوط التي ترسمها المروحة أثناء دورانها.

قيادة الطائرة المروحية:

يمارس الطيار التحكم في الطائرة المروحية من داخل قمرته ¸المقصورة· بوساطة ثلاث أدوات رئيسية: 1- عصا الخطران (الزاوية) الشمولي، وتتحكم في صعود الطائرة المروحية وتحليقها وهبوطها 2- عمود القيادة، ويسمى أيضًا عمود الخطران الدائري، ويتحكم في حركة الطائرة المروحية إلى الأمام أو الخلف أو إلى أحد الجانبين 3- دعسة أو بدّال الدفة، ويتحكم وضع هذا البدال في مقدار التفاف الطائرة المروحية حول نفسها أو حول محورها. وتعتمد كل وسائل التحكم السابقة على تغيير خطران رِيَشة المروحة الرئيسية أو مروحة الذيل. ويتحقق هذا التغيير بوساطة شبكة من الكبلات والقضبان أو الأجهزة الأخرى التي تمتد من أدوات التحكم داخل مقصورة الطيار وحتى ريشة كل مروحة.

الصعود والتحليق والهبوط. يتم هذا عندما يحرِّك الطيار عصا الخطران الشمولي إلى أعلى أو إلى أسفل. فعند حركة العصا إلى أعلى يتزايد الخطران في جميع ريش المروحة الرئيسية. وبزيادة الخطران تزداد بالتالي قوة الرفع الناتجة من دوران المروحة الرئيسية في الهواء. فإذا زادت هذه القوة عن وزن الطائرة فإنها ستعمل على رفع الطائرة، وستصعد الطائرة في هذه الحالة عموديًا إلى أعلى. وإذا أراد قائد الطائرة بعد وصوله إلى الارتفاع المناسب التحليق بالطائرة عند هذا الارتفاع، فإن عليه أن يجذب عصا الخطران إلى الوراء، وبهذا ستنخفض قوة الرفع. وعندما تتعادل هذه القوة مع وزن الطائرة فإن الطائرة ستظل عند ارتفاع ثابت. وإذا أراد الطيار الهبوط فعليه أن يستمر في جذب عصا الخطران إلى الوراء، وبهذا تقل قوة الرفع عن وزن الطائرة فتبدأ الطائرة بالهبوط تحت تأثير وزنها.

معدات التحكم في الطائرة المروحية. بحركة عصا الخطران الشمولي، يتم التحكم في صعود وتحليق وهبوط الطائرة. وبدفع عمود القيادة إلى أي اتجاه، يمكن تحديد اتجاه الطيران إلى الأمام أو الخلف أو إلى أحد الجانبين. وبالضغط بالقدم على إحدى بدالي الدفة يتم التحكم في اتجاه الدوران. وتوضح الصورة كابينة طائرة معدة بوسائل تحكم ثنائية لكل من الطيار ومساعده.
الطيران إلى الأمام والخلف والجانبين. يتحكم الطيار في الطيران إلى هذه الاتجاهات بعمود التحكم الذي يقبض عليه بيده اليمنى، وهذا العمود هو عصا توضع بين ركبتي قائد الطائرة، ويمكن لها أن تميل في أي اتجاه. ويستطيع قائد الطائرة أن يحدِّد اتجاه حركة الطائرة بالاتجاه الذي يضع فيه عمود التحكم، حيث يحدد هذا الوضع مقدار الخطران في ريش المروحة الرئيسية بالزيادة والنقصان، عندما تقترب بالتحديد من وضعين متقابلين في مسار الريش الدائري. فعندما يرغب الطيار في الحركة إلى الأمام، فعليه أن يدفع بعمود التحكم إلى الأمام حيث سينتج عن هذه الحركة تزايد خطران ريش المروحة الرئيسية عند اقترابها من ذيل الطائرة والتناقص عند اقترابها من مقدمة الطائرة. وينشأ عن هذا زيادة قوة رفع المروحة عند الذيل فيرتفع ذيل الطائرة وتنخفض مقدمتها، ويصبح خط تأثير قوة الرفع مائلاً إلى الأمام، فتتحرك الطائرة تبعًا لذلك إلى الأمام في مستوى الطيران.

وللطيران إلى الوراء يجذب الطيار عمود التحكم إلى الخلف، فينشأ عن هذا تزايد خطران الريش عند اقترابها من مقدمة الطائرة وتناقصها عند مرورها على الذيل. وتبعًا لهذا ترتفع مقدِّمة الطائرة وينخفض ذيلها وتصير حركة طيرانها إلى الخلف. ويتم التحكم في الطيران إلى أي من الجانبين بنفس الأسلوب والتسلسل السابق.

الدوران. عندما تدور مروحة الطائرة المروحية في أحد الاتجاهات، ينتج رد الفعل كقوة تؤثر على جسم الطائرة في الاتجاه العكسي للدوران، ونعبر عن قوة الدوران هذه بعزم الدوران. وبدون السيطرة على هذا العزم الناشئ من المروحة الرئيسية، لن يكون هناك سيطرة على الطائرة وسوف تدور حول نفسها في دائرة مغلقة.

وفي حالة الطائرة المروحية أحادية المروحة نجد أن المروحة الرئيسية تدور عكس اتجاه عقارب الساعة، وبهذا فإن اتجاه عزم الدوران يكون مع اتجاه عقارب الساعة. ويمكن لطيار الطائرة المروحية أحادية المروحة أن يستخدم مروحة الذيل كي يبطل تأثير هذا العزم ويتحكم في اتجاه الطيران. وبضغط الطيار بإحدى قدميه على أي من بدالي الدفة يمكنه تغيير اتجاه الطيران. وبدون الضغط على أي من البدالين فإن ريش مروحة الذيل تكون في وضع التعادل حيث ينتج عن دورانها قوة جانبية تبطل عزم الدوران، وتكون الطائرة حينئذ قادرة على الطيران في استقامة إلى الأمام. وإذا أراد قائد الطائرة الدوران إلى اليسار، فعليه أن يضغط بقدمه اليسرى على بدال الدفة الأيسر. وبهذا الوضع يزداد خطران ريش مروحة الذيل عن الوضع السابق، ويتبع هذا زيادة قوة مروحة الذيل الجانبية فتدفع بذيل الطائرة في عكس اتجاه عقارب الساعة وتدور الطائرة إلى اليسار. وللدوران إلى اليمين، يضغط قائد الطائرة بقدمه اليمنى على بدال الدفة الأيمن. وبهذا الوضع ينقص مقدار خطران ريش مروحة الذيل وتقل القوة الجانبية الناتجة منها، فيتغلب عليها عزم الدوران ويدفع بذيل الطائرة في اتجاه عقارب الساعة وتدور الطائرة إلى اليمين.

وفي حالة الطائرة المروحية ثنائية المراوح فإن إحدى المروحتين تدور في اتجاه عقارب الساعة والأخرى عكس هذا الاتجاه، فيبطل عزم الدوران الناشئ من الأولى العزم الناشئ من الأخرى، ويتحقق للطيار التحكم في اتجاه الدوران بتغيير خطران ريش أي من تلك المروحتين.

تطور الطائرة المروحية

تاريخ الطائرة المروحية

التصميمات والتجارب الأولية:

تعدّ أول معلومة عن المعدات التي تطير بالدفع الناشئ من دوران محرك، هي التي جاء ذكرها في أحد الكتب الصينية، وكان تاريخ كتابتها عام 320م. وقد اعتمد تصميم هذه المعدة على إحدى ألعاب الأطفال، وكانت تسمى القمة الطائرة. وتطير هذه اللعبة بدفع مروحة مصنوعة من ريش الطيور. وفي عام 1483م استطاع العالم والفنان الإيطالي ليوناردو دافينشي أن يرسم تصميمًا لطائرة بجناح كبير، ويأخذ هذا الجناح شكلاً حلزونيًا مصنوعًا من الكتان. وفي عام 1784م استطاع الفرنسيان لانوي وبيانفنيي بناء أول نموذج لطائرة يمكنها الطيران في أوروبا. وقد اعتمدت في تصميمها على القمة الصينية الطائرة، حيث تطير بجناحين مصنوعين من ريش الطيور. وخلال القرن التاسع عشر قام المخترعون الأوروبيون والأمريكيون بعمل عدة تجارب لبناء نماذج الطائرة باستخدام الآلات البخارية و المحركات الكهربائية، إلا أن تلك المعدات كانت في ذلك الوقت ثقيلة أو ضعيفة بدرجة تعجز فيها عن دفع طائرة كاملة البناء

وبحلول أوائل القرن العشرين، حيث أمكن تطوير محركات بترول صغيرة في حجمها، وعالية في قدراتها، أصبح طيران أول طائرة تحمل إنسانًا أمرًا ممكن التحقيق. فقد قام المخترع الفرنسي لويس بريجيه في عام 1907م بإنشاء طائرة مروحية ذات أربع مراوح، واستطاعت هذه الطائرة أن ترفع أحد مساعدي بريجيه في الهواء لمسافة 61سم عن الأرض ولمدة دقيقة واحدة، واستقرت أثناء طيرانها على أيدي مساعدي بريجيه الواقفين على الأرض. وبعد هذا وفي عام 1907م أيضًا تمكن ميكانيكي فرنسي يدعى بول كورنو من صناعة أول طائرة مروحية ذات مراوح ترادفية وقادرة على الطيران الحر. وقد استطاعت الطيران على ارتفاع مترين ولمدة 20 ثانية.

أول طائرة مروحية عملية أحادية المروحة بناها وطار بها إيجور سيكورسكي، والصورة توضح أول طيران لها في عام 1939م.

أول طائرة مروحية:

يُعَدُّ التحكم في الطائرات المروحية من العقبات الأساسية التي جعلت طيرانها غير مستقر في تجاربها الأولى. وفي عام 1935م استطاع العالم الفرنسي بريجيه ومعه رجل فرنسي آخر يدعى رينيه دوران أن يقوما ببناء طائرة مروحية ذات مروحة محورية. وقد تم التحكم فيها بسهولة مكنتها من الطيران المستقر إلى مسافات أبعد من ذي قبل. وفي عام 1936م استطاع العالم الألماني هنريش فوك بناء طائرة مروحية ثنائية المراوح، واستمر في تطويرها. وفي العام التالي وصلت سرعتها إلى 122كم في الساعة وأمكنها الطيران على ارتفاع 2,400م، وظلت مرتفعة لمدة ساعة وعشرين دقيقة.

ومن الوجهة العملية فإن أول تحليق لطائرة مروحية أحادية المروحة قد حدث في الولايات المتحدة عام 1939م، على يدي المهندس الروسي الأصل إيجور سيكورسكي الذي نزح إلى الولايات المتحدة عام 1919م. وقد قامت القوات المسلحة البريطانية والأمريكية باستخدام أجيال متطورة من طائرة سيكورسكي أثناء الحرب العالمية الثانية (1939- 1945م).

الطائرات المروحية في القتال. كان أول استخدام للطائرات المروحية بكثافة عالية خلال الحرب الفيتنامية، وتم على أيدي القوات المسلحة الأمريكية.

التطورات اللاحقة:

أدَّت زيادة الاستخدامات العسكرية للطائرات المروحية خلال منتصف القرن العشرين إلى تطورات هائلة في تصميمها. فقد تم استخدام الطائرات المروحية بصفة أساسية أثناء الحرب العالمية الثانية في القيام بعمليات الحراسة ومهام الانقاذ. وقد أُسندت مهام أخرى للطائرات المروحية أثناء الحرب الكورية (1950-1953م) اشتملت على المراقبة المسلحة لمواقع العدو وتحصيناته ونقل الجنود والإمدادات إلى المناطق الوعرة. وخلال الحرب الفيتنامية (1957- 1975م) قامت آلاف من الطائرات المروحية التابعة للجيش الأمريكي بتنفيذ مهام طيران قتالية.


الطائرة المروحية التجريبية المركبة تستخدم مراوح متحدة المحاور تحقق لها قوة الرفع المطلوبة بالإضافة إلى وجود محرك نفاث يعطيها قوة الدفع إلى الأمام، وبإمكان هذه الطائرة الوصول إلى سرعات تفوق سرعة الطائرة المروحية العادية.
وقد شجع هذا الاطراد في الاستخدامات العسكرية للطائرات المروحية على القيام بمحاولات إنتاج مَرْكبات فائقة الحجم والقدرة والسرعة. ففي الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين قام المهندسون بتعديلات على المحركات التوربينية لاستخدامها في الطائرات المروحية، حيث تُعَدّ هذه المحركات أخف وأكثر قدرة من المحركات السابقة التي كانت تُستخدم في إدارة مروحة الطائرات المروحية، وبهذه المحركات زادت سرعة طيرانها كما زادت حمولتها.

وساهم استخدام مواد جديدة في إنتاج طائرات أخف وزنًا وأقوى بنية وأكثر أمنًا. فقد استُبدلت بريش المروحة الخشبية أو المعدنية، على سبيل المثال، ريشٌ تمت صناعتها من البلاستيك الذي يستخدم لمدة أطول. ولا شك أن هذا التطور في الطائرات المروحية جعلها تناسب العديد من الاستخدامات المدنية بصورة أفضل.

آخر التطورات:

يقوم العاملون في مجال صناعة الطائرات المروحية بجهد فائق من أجل تبسيط عملياتها التي يعيبها التعقيد وزيادة سرعتها. وقد استطاع أحد العاملين في هذا المجال إنتاج طائرة مروحية أحادية المروحة وبدون مروحة ذيل. فقد تم إحلال مروحة الذيل بنفاثات تقوم باستخدام دفع الهواء من فوهاتها لتحدث القوة الجانبية المطلوبة لإبطال عزم الدوران، ولتغيير الاتجاه. وقد أسفرت المحاولات عن زيادة سرعة المروحية المركبة. وهذه الطائرة لا تعتمد اعتمادًا كليًا في رفعها وحركتها إلى الأمام على المروحة، ولكنها تعتمد أيضًا في دفعها أو شدّها إلى الأمام على دفع الغازات المنطلقة من فوهات، مثل الطائرات النفاثة. وقد وصلت سرعة إحدى الطائرات المروحية إلى 555كم/ساعة.

إختبر معلوماتك :

  1. ما أنواع أجنحة الطائرة المروحية؟
  2. كيف تُستخدم الطائرات المروحية في صناعة الإنشاءات؟
  3. ما الطائرة المروحية ذات المراوح الترادفية وما الطائرة المروحية متحدة المحاور؟
  4. من الذي أطلق أول طائرة مروحية أحادية المروحة عمليًا؟
  5. لماذا تعتمد الطائرة المروحية أحادية المروحة على الذيل؟
  6. ما الطائرة المروحية المركبة؟
  7. بأي الطرق يمكن للطائرة المروحية الطيران فيما لا تستطيعه الطائرات الأخرى؟
  8. ما الذي يحدث عندما يرفع الطيار عصا الخطران الشمولي؟
  9. لماذا تُعتبر خدمة الطائرات المروحية أساسية في عمليات التنقيب عن النفط وفي المواقع البحرية البعيدة عن السواحل؟

المصدر: الموسوعة العربية العالمية