الرئيسيةبحث

الصنوبر ( Pine )



الصنوبر واحد من مجموعة ضخمة من الأشجار دائمة الخضرة لها أوراق تشبه الإبر وتحمل مخاريط. يوجد حوالي 100 نوع من أنواع الصنوبر تنمو كلها تقريبا بصورة طبيعية في نصف الكرة الأرضية الشمالي فقط. تتواجد أشجار الصنوبر في مدى واسع من البيئات ولكنها تنمو في أغلب الأحيان في التربة الرملية والتربة الصخرية. وتعتبر أشجار الصنوبر أشجاراً شائعة في الجبال الغربية والجنوبية الشرقية لأمريكا الشمالية وجنوب أوروبا وجنوب شرق آسيا. يصل ارتفاع بعض أشجار الصنوبر إلى 60م. أما البعض الآخر فيكون صغيراً ويشبه الشجيرات.

ينتمي الصنوبر إلى مجموعة من النباتات تسمى المخروطيات. تتكاثر كل المخروطيات عن طريق المخاريط التي تنتج اللقاح والبذور. تختلف أشجار الصنوبر عن بقية المخروطيات في طريقة نمو أوراقها. كل أشجار الصنوبر تقريبا لها أوراق إبرية تنمو في حُزَم ثنائية أو ثلاثية أو خماسية الأوراق في كل منها. بينما تنمو أوراق بقية المخروطيات الأخرى في حزم أكبر أو لا تكون الأوراق في حزم. تتضمن المخروطيات القريبة من الصنوبر كلاً من أشجار التنوب واللاركس والراتينجية.

تحمل أشجار الصنوبر كلاً من المخاريط المذكرة والمخاريط المؤنثة وتكون المخاريط المذكرة عادة أقل من 2,5سم طولاً، أما المخاريط المؤنثة فتكون أكبر ولها حراشف متخشبة. حينما يتحدث الناس عن مخاريط الصنوبر فهم عادة يقصدون بذلك المخاريط المؤنثة. في الربيع تنتج المخاريط المذكرة كميات هائلة من اللقاح. تحمل الرياح اللقاح إلى خلايا البيضة الملتصقة بحراشف المخاريط المؤنثة، ويقوم اللقاح بإخصاب خلايا البيضة والتي تتطور بعدها إلى البذور. تأخذ البذور من سنة إلى سنتين لتصل إلى مرحلة النضج. ولأغلب البذور الناضجة من أنواع الصنوبر أجزاء تشبه الأجنحة والتي تسبب إمكانية دورانها وسباحتها مع الرياح. هذا ويمكن أن تنتثر بذور الصنوبر حتى مسافة 90م بعيدًا عن الشجرة الأم.

يُعد الصنوبر أهم مصدر من مصادر الخشب الخام في العالم. تنمو معظم أشجار الصنوبر بسرعة وتكون جذوعًا طويلة ومستقيمة، وتعتبر هذه مثالية لإنتاج الخشب الخام، ينتج من بعض أنواع الصنوبر مادة الراتينج وهي مادة تستخدم في عمل منتجات التربنتينة والدهانات (البويات) والصابون. يستعمل الخشب الناتج عن معظم أنواع الصنوبر لُبًّا ممتازًا في صناعة ورق الكتابة. تزرع أشجار الصنوبر للظل أيضًا.

أشجار صنوبر أمريكا الشمالية

ينمو حوالي 65 نوعًا من أنواع الصنوبر في أمريكا الشمالية. ويعتبر الصنوبر الأحمر والصنوبر الأمريكي نوعين مهمين من الصنوبر ينموان في كندا والجزء الشمالي الشرقي من الولايات المتحدة. يشتق اسم الصنوبر الأحمر من قلفه ذي اللون البني المحمر. وتعتبر شجرة خشب خام مهمةً. أما الصنوبر الأمريكي فإنه ينمو أساسًا في الأراضي الرملية من أقليم شمال البحيرات العظمى إلى شمال غرب كندا.

يزدهر الصنوبر اللباني في بيئات عديدة في جنوب شرق الولايات المتحدة كله. وهي شجرة خشب مهمةً. تنمو بسرعة وتشيع في الحقول المهجورة والمراعي.

توجد أنواع مختلفة من الصنوبر على ارتفاعات مختلفة في الجبال الغربية من أمريكا الشمالية. ينمو الصنوبر الأشيب على ارتفاعات منخفضة في جبال سييرا نيفادا وبطول ساحل ولاية كاليفورنيا.

تنمو مجموعة من أنواع الصنوبر المهمةً على ارتفاعات أعلى قليلاً من ارتفاع الصنوبر الأشيب. يشيع الصنوبر ثقيل الخشب في كل جبال الروكي والجانب الشرقي من جبال الكسكيد وفي الجنوب الغربي من الولايات المتحدة. ينمو هذا النوع من الصنوبر إلى ارتفاع 40م، وينتج خشبًا على درجة عالية من الجودة. ينمو صنوبر عمود الكوخ على ارتفاعات أعلى من الصنوبر ثقيل الخشب في جبال سييرا نيفادا وجبال الروكي. يزدهر صنوبر عمود الكوخ في الأراضي الرملية وتنمو أوراقه الإبرية في حزم من ورقتين.

يوجد صنوبر المخاريط الهلبية على ارتفاعات فائقة، وبعض هذه الأشجار تُعد من بين أقدم الكائنات الحية. فالبعض منها يصل عمره إلى أكثر من 4,000 سنة.

ينمو العديد من أنواع الصنوبر بصورة طبيعية في مناطق قليلة من جنوب كاليفورنيا. فمثلاً، يتوطن صنوبر مونتيري منطقة صغيرة على ساحل ولاية كاليفورنيا. تم إدخال هذه الشجرة إلى نصف الكرة الأرضية الجنوبي وتصنف الآن مصدرًا مهمًا للخشب الخام في أستراليا وتشيلي ونيوزيلندا وجنوبي إفريقيا.

أشجار صنوبر أوروبا وآسيا

الصنوبر الأسكتلندي أحد أنواع الصنوبر القليلة المستوطنة في شمال أوروبا. تنمو هذه الشجرة الخشبية القيِّمة في أمريكا الشمالية أيضًا.
ينمو القليل فقط من أنواع الصنوبر في شمال أوروبا ؛ الصنوبر الأسكتلندي، على الأرجح، أهم هذه الأنواع وله قيمة بوصفه شجرة خشب خام. يعتبر الصنوبر الأسكتلندي النوع الوحيد الباقي حيًا بعد العصور الجليدية، ويتواجد في الأراضي الجبلية في كل مكان من أوروبا من جبال لابلاند إلى جنوب أسبانيا. الصنوبر الأسكتلندي من أجمل أنواع الصنوبر، ويَنتُج منه خشب طري مهم له العديد من الاستعمالات التطبيقية وبالأخص في صناعة البناء، ولاتزال غابات ضخمة من الصنوبر الأسكتلندي باقية في روسيا وأوروبا الشمالية.

ينمو العديد من أنواع الصنوبر في البلاد المجاورة للبحر الأبيض المتوسط. وربما يكون أكثرها تميّزًا هو الصنوبر المثمر ذو التاج الكبير الذي يشبه المظلة. وينمو حول الطرف الشمالي من البحر الأبيض المتوسط من البرتغال إلى آسيا الصغرى، وللصنوبر المثمر مخاريط كبيرة تكاد تكون مستديرة الشكل بنية اللون وتحتوي على بذور صالحة للأكل. يعتبر الصنوبر الأسود والملقب أيضًا بالصنوبر النمساوي مصدرًا مهمًا من مصادر الخشب الخام في هذا الأقليم، وتوزع أيضا حول العالم شجرة للزينة أقربها صلة هو الصنوبر الكورسيكي. يعد الصنوبر الكورسيكي أقل صلابة ولكن ينمو بدرجة أسرع وأضخم من النوع السابق. الموطن الأصلي له هو جزيرة كورسيكا وجنوب إيطاليا وجزيرة صقلية. يستخدم الخشب الناتج عن هذا النوع في أغراض منها عمل اللُّب المستخدم في صناعة ورق الكتابة. يعتبر الصنوبر الحلبي الأكثر انتشارًا في إقليم البحر الأبيض المتوسط، وينمو امتدادًا من أسبانيا وشمال إفريقيا وبالقرب من مضيق جبل طارق حتى جبال فلسطين ولبنان.

ينمو حوالي 15 نوعًا من الصنوبر بصورة طبيعية في جنوب شرق آسيا واليابان، معظمها في مناطق جبلية. يُصنَّف الصنوبر السيبري نوعًا مهمًا من أنواع الصنوبر. وينمو هذا النوع من الصنوبر على جبال الأورال ممتدًا عبر غرب ووسط سيبريا إلى شمال منغوليا. وموطن صنوبر البوتان هو الهملايا. وتُعد هذه شجرة خشب مهمة وأيضًا يتم شقها لاستخراج الراتينج منها. وتتم زراعتها في بلاد كثيرة لقيمتها في التزيين.

إن زراعة أشكال خاصة من الصنوبر الأبيض الياباني هي السمة المشتركة الموجودة في الحدائق العامة الكبيرة والحدائق الصغيرة في اليابان. تزرع هذه الأشجار، بالإضافة إلى الصنوبر الياباني الأسود الأكبر حجما بوصفها أشجار متقزمة وهو ما يعرف بالبونساي، ويعتبر الصنوبر الأسود الياباني من الأصناف التجارية ذات القيمة العالية ويزرع من أجل الخشب، والراتينج يزرع في بعض البلاد كأستراليا على طول الساحل لصد الرياح ولتثبيت التربة الرملية.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية