السيــاسيــــــة تُعَدُّ الفلبين بلادًا جبلية، بالرغم من وجود بعض السهول الضيقة من الأراضي المنخفضة على امتداد الساحل، وبعض السهول الداخلية الواسعة، خصوصًا في جزيرتي لوزون وباناي. وترتفع الجبال البركانية في معظم الجزر الكبرى، والكثير من هذه البراكين مازال نشطًا. وأعلى جبل في الفلبين، جبل آبو في جزيرة مينداناو، وهو بركان خامد، ترتفع قمته إلى 2,954م فوق مستوى سطح البحر.
تحدث الزلازل المدمّرة بشكل كبير في الفلبين. بدأت تتكون جزر الفلبين قبل نحو 50 مليون سنة نتيجة لالتواءات القشرة الأرضية وللنشاط البركاني، فجزر الفلبين جزء من حزام ضخم يُدعى دائرة النار، تحيط بالمحيط الهادئ. ويعتبر النشاط البركاني والزلزالي مألوفًا في هذا النطاق.
يُعَدُّ خندق الفلبين واحدًا من أكبر الأعماق البحرية، ويقع مقابل الساحل الشمالي الشرقي لجزيرة مينداناو. إذ يصل عمقه إلى 10,439م تحت سطح المحيط الهادئ.
تسبب الهزات الأرضية أمواجًا بحرية مدمّرة تُدعى غالبًا تسونامي أو الموجات البحرية الزلزالية. ففي عام 1976م، ضربت موجات التسونامي التي نجمت عن هزة أرضية ساحل مينداناو، مما تسبب في مقتل 8,000 شخص.
تحظى الفلبين بالكثير من الخلجان والموانئ، كما توجد فيها بحيرات كبرى، مثل لاجونا دي بي في جزيرة لوزون، وبحيرة سلطان ألونتو (بحيرة لانو) في جزيرة مينداناو. ويجري الكثير من الأنهار فقط في فصل الأمطار، من يونيو إلى فبراير.
تغطي الغابات المدارية الكثيفة معظم الفلبين. وقد تسببت إزالة الغابات في بعض المناطق في تعرية التربة. تشتمل الفلبين على نباتات وحيوانات طبيعية متنوعة. فتنمو في الغابات أشجار تين البنغال والنخيل. كما ينمو في الجزر الخيزران يضاف إلى ذلك نحو 9,000 نوع من النباتات المزهرة.
تشمل الحيوانات البرية التي تعيش في الفلبين التماسيح، والقردة، والأفاعي، وأنواعًا مختلفة من الطيور المدارية، كما تشمل الترسير، وهو قرد صغير ذو عيون كعيون البوم، يعيش فقط في الفلبين والهند الشرقية. والحيوان المنزلي الرئيسي في الفلبين هو الجاموس الهندي، وهو نوع من الجاموس المائي، يستخدمه المزارعون للحراثة والنقل، وحيوان التمارو (الجاموس الفلبيني)، الذي يعيش فقط في جزيرة مندورو.
مدرجات الأرز المروية بمنطقة باناوي تحظى بشهرة عالمية. ولقد شيد شعب كوردييرا الوسطى في لوزون الشمالية هذه المدرجات وقاموا بزراعة سفوح هذه الجبال منذ مئات السنين. |
وفي الجزء التالي وصف لأكبر 11 جزيرة في الفلبين متسلسلة حسب كبر حجمها:
لوزون (مساحتها 104,688كم²)، وهي أهم جزر الفلبين. تمتد السلاسل الجبلية في نصفها الشمالي باتجاه شمال ـ جنوب. وتشمل سلاسل كوردييرا وسلسلة جبال سييرا مادري في شمال شرقي الجزيرة. ويقع بين هاتين السلسلتين الجبليتين وادي كاجايان الخصب. وتشتهر بناوي الواقعة شمال شرقي المنتجع الجبلي في باجيو شمالي لوزون، بمدرجات زراعة الأرز. هذه المدرجات ذات الجدران الحجرية الجميلة بُنيت على المنحدرات الشديدة بوساطة شعب إيفيوجو قبل ما يزيد على 2,000 سنة، وتُعَدُّ واحدة من عجائب الدنيا. وبدونها تكون الزراعة مستحيلة لعدم وجود أراضٍ مستوية.
حقول الأرز في وسط لوزون تنتج من هذا المحصول الغذائي المهم أكثر مما تنتجه أي منطقة أخرى من الفلبين. |
تُعَدُّ لاجونا دي بي أكبر بحيرات الفلبين وتقع جنوب مانيلا. تحتل بحيرة تال فوهة بركان كبيرة، وداخل هذه البحيرة بركان صغير ينشط أحيانًا، يشتمل على بحيرة أصغر ضمن فوهته. وإلى الجنوب من مانيلا بسبعين كيلو مترًا يجري نهر باغسانجان.
وفي جنوب شرقي لوزون تقع منطقة بيكول على امتداد منطقة شبه جزيرية ضيقة وسواحل متعرجة، غالبًا ما تضربها الأعاصير الاستوائية وتشتمل على تلال، وسهول وينابيع مياه حارة وشريط من البراكين مثل بركان بلوسان وبركان أرجا وبركان ايساروغ وبركان مايون.
بركان مايون بركان نشط بالقرب من لجازبي، في مقاطعة ألبي جنوب شرقي لوزون. وهو مخروطي الشكل تقريبًا. أعطى الرماد البركاني الناتج عنه المنطقة المجاورة تربة خصبة. |
مينداناو (مساحتها 94,630كم²)، ثانية كبريات جزر الفلبين، وتمثل أقصى الجزر الرئيسية جنوبًا. يعيش عليها نحو خمس سكان الفلبين، ويسكنها معظم مسلمي الفلبين. ليس لها شكل منتظم، فهي جبلية إلى حد كبير. وتقع فيها قمة جبل آبو البركاني أعلى قمة جبلية في الفلبين. تعتبر منطقة جبل آبو متنزهًا وطنيًا ومنطقة جذب سياحي بسبب مناظرها الطبيعية، وحياتها الفطرية وغاباتها. ويقع في شمال مينداناو وادي ألغيوسان الخصيب، بينما يشتمل وسط مينداناو على بحيرة سلطان ألونتو التي يخرج منها نهر أجس، الذي يشكل شلالات مارياكريستينا قبل أن يصب في خليج إليجان. ويُعَدُّ سد مارياكريستينا المصدر الرئيسي لتوليد الطاقة الكهرومائية.
تشمل المراكز السياحية الرئيسية ميناء زامبوانجا في الجنوب ودافاو في جنوب غربي خليج دافاو. يتمتع الخليج بشواطئ مناسبة أُقيمت عليها التسهيلات اللازمة لاستخدامها للاستحمام والرياضات المائية.
أشجار جوز الهند توفر العديد من المنتجات المهمة مثل جوز الهند الذي يستخدم طعامًا وشرابًا. ويستخرج منه الزيت، والألياف التي تصنع منها الحبال والحصر، والقشور والأخشاب التي تصنع منها العديد من الأشياء المفيدة. |
سَمَر (مساحتها 13,080كم²)، هي ثالثة كبريات جزر الفلبين، وتشكل الجزء الشرقي من مجموعة جزر فيزايان. ترتبط هذه الجزيرة التلِّية مع جزيرة ليت بوساطة جسر ماكوس. وتحظى سمر بشواطئ جميلة وغابات كثيفة تغطي هذه الجزيرة غير المتطورة نسبيًا والتي كثيرًا ما تضربها الأعاصير الاستوائية. يزرع سكانها قنب مانيلا، وجوز الهند، والذرة الشامية والأرز.
نغروس (مساحتها 12,705كم²) جزيرة على شكل حذاء تقع في غربي فيزايان. تقسم الجبال البركانية الواقعة في وسطها الجزيرة إلى جزأين. ويُعَدُّ جبل كان لون البركاني الواقع في شمال غربي نغروس أعلى قمم مجموعة جزر فيزايان إذ يبلغ ارتفاعه 2,540م فوق مستوى سطح البحر. تشكل المنطقة المحيطة بهذا الجبل الآن متنزهًا وطنيًا. تُعدُّ جزيرة نغروس منتجًا رئيسيًا للسكر خصوصًا في السواحل الغربية حول مدينة باكولود. يصنع السكر ويُصدَّر من باكولود. كما تنتج الجزيرة التبغ والموز وغيره من الفواكه المدارية.
بلوان (مساحتها 11,785كم²)، جزيرة ضيقة، متطاولة، تقع في غربي جزر فيزيان، ما بين بحر سولو وبحر الصين الجنوبي. وهي أكثر الجزر الضيقة كثافة بالسكان، ويتألف معظهما من غابات تغطي التلال الممتدة على طول الجزيرة. يعاني الجزء الداخلي للجزيرة التشتت السكاني وانعدام الحياة الفطرية. لذا يعيش معظم السكان في السهول الساحلية الضيقة، حيث يزرعون الذرة الشامية، والأرز والخضراوات في المناطق المرتفعة.
باناي (مساحتها 11,515كم²)، تقع في أقصى غربي جزر الفلبين ضمن جزر فيزايان، وشكلها مثلث تقريبًا، وتمتد فيها السلاسل الجبلية. يقع سهل أيلويلو في جنوبها الغربي، وهو واحد من أخصب مناطق الفلبين وأكثفها سكانًا. وينتج مزارعو باناي جوز الهند، والأرز، وقصب السكر. وتُعَدُّ مدينة أيلويلو المركز التجاري لغرب فيزايان.
مندورو (مساحتها 9,735كم²)، تقع جنوبي جزيرة لوزون، تتوسطها الجبال المغطاة بالغابات، وتشتمل على شواطئ نظيفة. تنتج الجزيرة محاصيل جوز الهند والأرز وقصب السكر وماهوجني الفلبين.
ليت (مساحتها 7,214كم²)، تقع في شرقي فيزايان. أصبحت هذه الجزيرة الجبلية الوعرة وغير المتطورة نسبيًا، مشهورة أثناء الحرب العالمية الثانية. فقد شهدت أول إنزال للقوات الأمريكية لاستعادة الفلبين من القوات اليابانية عام 1944م، بعد معركة خليج ليت. وقد أقيم تمثال يُخلد هذه الحادثة في مكان نزول القوات الأمريكية، جنوب العاصمة الإقليمية تاك لوبان. كما تشتمل جزيرة ليت على بركان ماهاجناو ومتنزه بحيرة إيملدا الوطني. غالبًا ما تضرب الأعاصير الاستوائية هذه الجزيرة. وتنتج الجزيرة قنب مانيلا، والأرز وجوز الهند.
سيبو (مساحتها 4,442كم²) تقع في وسط فيزايان، وهي جزيرة ضيقة وطويلة، تمتد فيها الجبال مع امتداد طولها. تُعَدُّ سيبو أكثر جزر الفلبين كثافة بالسكان. لقد تسبب قطع الأشجار في تعرية ترتبتها. وتنتج الجزيرة جوز الهند، والذرة الشامية، والأرز، وقصب السكر، والتبغ. كما توجد فيها خامات الفحم الحجري، والنحاس والذهب. كانت جزيرة سيبو أول جزيرة استوطنها الأسبان.
وتُدعى المدينة الرئيسية فيها أيضًا سيبو، أسستها الإرساليات الأسبانية عام 1565م. وهي الآن ميناء نشط. يزور الكثير من السياح في سيبو جزيرة ماكتان المقابلة لشاطئ سيبو، حيث لقي المكتشف فرديناند ماجلان حتفه عام 1521م. وقد أقيم تمثال للفلبيني لابيولابو الذي قتل ماجلان.
تلال الشوكولاتة في غربي بوهول منظر طبيعي جميل يجذب السيَّاح إليه. |
ماسْبيت (مساحتها 3,269كم²)، تقع في شمالي وسط فيزايان جنوب غربي جزيرة لوزون. تُعَدُّ هذه الجزيرة التلِّية واحدة من مناطق تعدين الذهب الرئيسية في الفلبين، كما يوجد فيها بعض النحاس. تنتج المزارع المتناثرة في هذه الجزيرة محاصيل جوز الهند، والذرة الشامية، الأرز، وقصب السكر كما تُربى فيها الأبقار.
أرخبيل سولو، يقع جنوب غربي مينداناو، بين بحر سولو وبحر سيليبس. يتألف الأرخبيل من بعض الجزر الجبلية الناشئة عن البراكين أو المرجان. وتغطي هذه الجزر مساحة مقدراها 980كم². يعتقد بعض المؤرخين أن هذه الجزر شكلت الطريق الذي سلكه المهاجرون الإندونيسيون إلى الفلبين في العصور القديمة. كما كانت جزر هذا الأرخبيل موطنًا للقراصنة في يومٍ ما.
يبلغ المتوسط السنوي للأمطار المتساقطة على الفلبين 250سم، ويصل في بعض مناطق الفلبين إلى 460سم. تبلغ كميات الأمطار التي تهطل على العاصمة مانيلا سنويًا 208سم. وتقل كميات الأمطار التي تهطل على الأراضي المنخفضة عنها في المناطق المرتفعة، إذ تحجب الجبال الرياح التي تحمل الغيوم الممطرة والقادمة من المحيط الهادئ.
تضرب الأعاصير الاستوائية المدمرة سنويًا الفلبين في الفترة بين يونيو وديسمبر مسببة أضرارًا مادية وبشرية. وتكون هذه الأعاصير أكثر عنفًا على امتداد السواحل الشرقية. أما السواحل الغربية فهي محمية من الأعاصير بفضل السلاسل الجبلية الممتدة عبر جزر الفلبين باتجاه شمال ـ جنوب. ونتيجة لذلك فإن غالبية موانئ الفلبين تقع إما على السواحل الغربية أو في موانئ عميقة.
حصر وسلال مصنوعة من مواد تقليدية تستعمل في الحياة المنزلية عبر كافة أنحاء الفلبين. هذه الورشة في لجازبي. تصنع تلك الحصر والسلال من ألياف منتجة محليًا بعد ضفرها ولفّها وخياطتها وحياكتها. |
اعتمد اقتصاد الفلبين التقليدي على الزراعة وإنتاج خشب الصناعة الخام. أما اليوم فتسهم الصناعة بنسبة أكبر من الناتج الوطني الإجمالي.
يبلغ حجم القوى العاملة 23 مليونًا يعمل منهم فعليًا نحو 21 مليونًا نصفهم تقريبًا يعملون بالزراعة. بينما يعمل 37% في الخدمات المختلفة. ويعمل 15% فقط في الصناعة والبناء والتعدين. وفي السنوات الأخيرة عانى الكثير من السكان ارتفاع معدلات البطالة، مما دفع الكثير منهم للهجرة للعمل في الأقطار الآسيوية الأخرى، حتى بلغ عدد العاملين في الخارج عدة ملايين.
تنتج الفلبين معظم احتياجاتها الغذائية، والمحصول الغذائي الرئيسي فيها هو الأرز بالإضافة إلى الذرة الشامية، إذ يغطي هذان المحصولان أكثر من نصف الأراضي الزراعية. ومن المحاصيل الرئيسية الأخرى المنيهوت والبطاطا الحلوة، والموز، والكاكاو، وجوز الهند، والبن، والمانجو، والأناناس، وقصب السكر والتبغ، وتزرع هذه المحاصيل للاستهلاك المحلي وللتصدير. كما يربي المزارعون الجمال، والماعز، والطيور والجاموس المائي والخنازير.
يستأجر معظم المزارعين الأرض مقابل حصة من المحصول تدفع لمالكها. وتقوم معظم الزراعات في الأراضي المنخفضة، كما يزرع بعض المزارعين المنحدرات الجبلية بعد إقامة المدرجات عليها.
خام الذهب أحد الخامات التي يتم تعدينها في الفلبين، خصوصًا في شمالي لوزون. كما تحظى جزر الفلبين باحتياطيات خامات معدنية أخرى، بما فيها الكوبالت، النحاس، الحديد، النيكل، الفضة، الزنك. |
يوجد النحاس (المعدن الرئيسي) غالبًا في جزر لوزون، وسيبو ونغروس وسَمَر، كما توجد مناجم كبيرة للذهب في شمالي لوزون. ويستخرج من الفلبين أيضًا بعض البلاتين، ومعدن البلاديوم. والفلبين غنية أيضًا بخامات الكروم، والفحم الحجري، والكوبالت، والحديد، والمنجنيز، والنيكل، والفضة والزنك بالإضافة للثروات غير المعدنية كالحجر الجيري، والرخام، والملح ورمال السليكا.
صيادو الأسماك يفرغون صيدهم على الشاطئ في مندورو. يؤمن الصيد قرب السواحل طعامًا يؤكل محليًا، ويباع للتجارة. تشمل الأسماك الأنشوفة، والسردين اللذيْن لهما أهمية تجارية كبيرة. |
الأعمال الصناعية في الفلبين تعطي عائدات مماثلة لما تعطيه الزراعة، وتسهم الحكومة والمصارف في تطويرها. في هذه الصورة، يتم تصنيع هيكل الحافلات والسيارات التي تُعرف في الفلبين باسم جيبنيز وتستخدم في النقل الداخلي. |
كانت الصادرات الرئيسية تتمثل في قنب مانيلا وجوز الهند المبشور والذهب وخشب الصناعة الخام والأناناس المعلب والسكر والموز وزيت جوز الهند والنحاس ولب جوز الهند المجفف. استمرت هذه المحاصيل العشرة تؤلف نصف صادرات الفلبين حتى عام 1978م. ومع حلول عام 1988م انخفضت نسبة هذه المحاصيل إلى 20% من الصادرات الوطنية.
فُسِّر انخفاض الصادرات التقليدية بارتفاع حجم الصادرات الصناعية التي بلغت 65% من جملة الصادرات الوطنية عام 1988م. تشمل أهم الصادرات الصناعية: الملابس، والمعدات الكهربائية والإلكترونية ومعدات الاتصالات. كما تصدِّر الفلبين الكيميائيات والنحاس والأثاث. أما الواردات الرئيسية فتشمل الآلات والمعدات، والمواد الخام، بما في ذلك النفط والكيميائيات والمواد نصف المصنعة. تتجاوز قيمة الواردات عادة قيمة الصادرات.
تُعَدُّ الولايات المتحدة الشريك الرئيسي للفلبين في تجارتها الخارجية في الخمسين سنة الأخيرة ؛ إذ يذهب ثلث الصادرات الفلبينية إلى الولايات المتحدة بينما تستورد الفلبين 20% من احتياجاتها منها. أما الشريك الثاني للفلبين فهو اليابان، يلي ذلك في الأهمية أستراليا والمجموعة الأوروبية.
سيارات أجرة مدهونة بألوان براقة تُدعى جيبنيز تُستخدم لنقل الركاب داخل المدن الفلبينية. صنعت هذه العربات أصلاً من سيارات الجيب التي استخدمت في الحرب العالمية الثانية. |
سفن الشحن والركاب تستخدم ميناء مانيلا أكبر موانئ الفلبين حركة. يعتمد السكان بشكل كبير على السفن للنقل المحلي وللتجارة الخارجية. |
تُسهِّل وسائل النقل البري والمائي والجوي التجارة الداخلية بين مناطق الفلبين المختلفة. وتتمتع السكك الحديدية العاملة في لوزون ومانيلا بخدمة نقل سريعة. أهم المطارات الدولية الرئيسية هي مطار نينوي الدولي في العاصمة مانيلا، ومطار ماكتان الدولي في سيبو. ويوجد في الفلبين ما يزيد على 390 ميناءً بحريًا أهمها موانئ مانيلا، سيبو، أيلويلو، زامبوانجا.
وتمتلك الفلبين شبكة واسعة من الطرق البرية يتجاوز مجموع أطوالها 157,000كم، يمتد عليها نحو 11,300 جسر ولا تتجاوز نسبة الطرق المعبدة منها 15%. يبلغ عدد السيارات المسجلة 1,270,000 سيارة. وتعمل في معظم المدن المركبات المدهونة ببويات براقة ومزركشة كسيارات أجرة مشتركة تُدعى جيبنيز. تحمل السيارة الواحدة من هذه السيارات أكبر عدد ممكن من الركاب. وتقوم هذه السيارات والحافلات بمعظم النقل المحلي في الفلبين.
يملك الفلبينيون في المتوسط جهاز تلفاز واحدًا لكل تسعة أشخاص، وجهاز مذياع واحدًا لكل ثمانية أشخاص. ويوجد في الفلبين عدد كبير من محطات البث التلفازي والإذاعي. كما يملك الفلبينيون في المتوسط جهاز هاتف واحدًا لكل 65 شخصًا.
تتمثل إحدى المشكلات التي تواجه الفلبين في كون معظم سكانها من صغار السن، بالإضافة إلى النمو السكاني السريع. يزداد السكان سنويًا بأكثر من 2%، وهذا أعلى من متوسط النمو السكاني العالمي. ويشكل السكان دون سن 15 سنة 40% من مجموع السكان، في حين لا تزيد نسبة السكان الذين يبلغون 45 سنة أو أكثر على14%. فالمجتمعات الشابة تنفق الكثير من مواردها على التعليم والصحة. وبالإضافة لذلك فإن القوى العاملة في مثل هذه المجتمعات تتزايد بسرعة.
وتكمن المشكلة الأخرى في عدم العدالة في توزيع الدخل الذي لم يتغير كثيرًا منذ فترة طويلة، لذا حاولت الحكومة إدخال إصلاحات لتقليص الفقر وقد تضمن ذلك تقديم المساعدة المباشرة للفقراء، واستثمار الأموال لإيجاد فرص عمل. إلا أن التغيرات ما زالت بطيئة ؛ إذ تستحوذ 10% من الأسر الغنية على نحو 40% من مجموع الدخل، بينما لا تحظى أفقر 10% من الأسر إلا بنحو 2% من مجموع الدخل.
بلغ معدل البطالة في الفلبين في نهاية الثمانينيات من القرن العشرين 10%، إلا أن 30% تقريبًا من القوى العاملة لا تعمل بكامل طاقتها. لهذا فدخلهم متدنّ، مع أنهم يحسبون عاملين فعلاً. يعزى السبب في ظهور البطالة والعمالة الجزئية في الفلبين إلى النمو السكاني السريع، وقلة المهارة والتركيز على الصناعات التي تعتمد على الآلات أكثر من اعتمادها على الأيدي العاملة. تشمل المشكلات الزراعية، عدم كفاية الإقراض الزراعي، وسوء المواصلات، وعدم كفاية وسائل التصنيع والتسويق، وذلك بسبب التركيز على تطوير الصناعة لخفض الواردات الصناعية. لقد حاولت الحكومة في الثمانينيات من القرن العشرين رفع مستوى الدخل في المناطق الريفية، وتحسين ظروف معيشة المزارعين، وزيادة الإنتاجية الزراعية. لكنها واجهت صعوبات في تمويل الإصلاحات الزراعية، إذ كان عليها أيضًا تشجيع صناعاتها التصديرية التي تنمو بسرعة.
تحتاج الفلبين إلى الأموال لتجعل الزراعة أكثر فعالية، وللاستمرار في تنمية صناعاتها التحويلية. فالاقتراض الخارجي مهم في تمويل هذه الإصلاحات إلا أن دفع الفوائد على هذه القروض يجعل التنمية الاقتصادية صعبة.