الرئيسيةبحث

ماك آرثر، دوجلاس ( MacArthur, Douglas )


☰ جدول المحتويات


الجنرال دوجلاس ماك آرثر وهو الثاني من اليسار عند عودته إلى الفلبين وذلك عندما خاض مياه الشاطئ في ليت في 20 أكتوبر 1944م.
ماك آرثر، دوجلاس (1880 - 1964م). قائد عسكري أمريكي كان جنرالاً بارزًا خلال الحرب العالمية الثانية والحروب الكورية. كسب أيضًا مرتبة القائد الأعلى لقوات التحالف لاحتلال اليابان عقب الحرب العالمية الثانية.

ولد ماك آرثر في ليتل روك، بأركنساس، في الولايات المتحدة الأمريكية. وكان والده آرثر ماك آرثر، بطلاً وضابطًا خلال الحرب الأهلية الأمريكية (1861 ـ 1865م) تخرج ماك آرثر في الأكاديمية العسكرية الأمريكية في وست بوينت، نيويورك عام 1903م. وأحرز أعلى الدرجات الأكاديمية في تاريخ المدرسة. وعمل أثناء الأعوام العشرة التالية مساعداً وضابطاً مهندساً صغيراً في الفلبين وبنما والولايات المتحدة الأمريكية.

ونال ماك آرثر رتبة رائد عندما دخلت الولايات المتحدة الحرب العالمية الأولى في أبريل عام 1917م. جُرح مرتين ونال العديد من أنواط الشجاعة. ورقي ماك آرثر في يونيو 1918م لرتبة عميد.

عمل ماك آرثر مستشارًا عسكريًا للكومنولث في الفلبين في الفترة من 1935م إلى 1941م. كانت الفلبين تحت النفوذ الأمريكي منذ عام 1898م وبدأت في ذلك الوقت تستعد للاستقلال.

وأصبح ماك آرثر في يوليو عام 1941م قائدًا للقوات الأمريكية في الشرق الأقصى. وقذفت الطائرات اليابانية في السابع من ديسمبر عام 1941م القاعدة البحرية الأمريكية في خليج بيرل هاربر في هاواي، كما قذفت القواعد الجوية الأمريكية في الفلبين، ودخلت الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية عندما أعلنت الحرب على اليابان في الثامن من ديسمبر. وبدأ التدخل الياباني في الفلبين بعد أسبوعين من ذلك التاريخ.

قاد ماك آرثر قوات الدفاع عن الفلبين وركَّز قواته في شبه جزيرة باتان وجزيرة كوريجدور في خليج مانيلا. وترك ماك آرثر في مارس 1942م كوريجدور ليذهب بعد ذلك إلى أستراليا. وتعهد فور وصوله هناك تعهدًا مشهورًا بالعودة مرة أخرى لرؤية شبه جزيرة باتان. نال ماك آرثر ميدالية الشرف لدفاعه عن الفلبين. وكان والده قد نال هذه الميدالية التي تُعتبر أرفع الدرجات العسكرية في البلاد، لاستبساله البطولي في الحرب الأهلية الأمريكية.

ويعد ماك آرثر ووالده الأب والابن الوحيدين اللذين نالا هذه الميدالية. وأصبح ماك آرثر قائدًا للقوات المتحالفة في جنوب غربي المحيط الهادئ، وبدأ هجومًا على اليابان، وطردت قواته اليابانيين عام 1943م من غينيا الجديدة وغربي نيو بريتن وجُزر أدميرالتي. وعزلت هذه الانتصارات القاعدة اليابانية في رابول، الميناء الرئيسي لنيو بريتن. واستعاد ماك آرثر في سبتمبر عام 1944م غربي غينيا الجديدة وموروتاي.

ونزلت قوات آرثر في 20 أكتوبر عام 1944م في جزيرة ليت الفلبينية ليحقق بذلك تعهده بالعودة إلى الفلبين. ووصلت قواته إلى ميندورو في وسط الفلبين في ديسمبر. وغزت في يناير عام 1945م لوزون، واستعادت معظم الجزيرة مع نهاية الحرب في أغسطس. كما استولى على جنوبي الفلبين وبورنيو.

استسلمت اليابان في أغسطس عام 1945م وعُيِّن ماك آرثر قائدًا لقوات الاحتلال المتحالفة في اليابان وترأس قمة القيادة في اليابان في الفترة ما بين عام 1945 و 1951م، وكانت قوات الاحتلال تهدف إلى عدم جعل اليابان قوة عسكرية وجعلها دولة ديمقراطية. أدار ماك آرثر اليابان بحيادية تامة، وأدخل إصلاحات أساسية في المجالات السياسية والاقتصادية والمؤسسات الاجتماعية. واحترم اليابانيون قدرات آرثر وخاصة عندما ضغط على الإمبراطور الياباني وحكومته لتنفيذ العديد من الإصلاحات.

الحرب الكورية:

بدأت في 25 يونيو عام 1950م، عندما عبرت قوات كوريا الشمالية خط 38 الذي يفصل بين كوريا الشمالية والجنوبية. أصبح ماك آرثر قائد القوات العسكرية التي أرسلتها الأمم المتحدة لحماية كوريا الجنوبية. قاد آرثر عملية إنزال مدهشة خلف خطوط العدو في ميناء إنشون بكوريا الجنوبية. وبهذا التحرك تمكنت قوات الأمم المتحدة من الاستيلاء على سيؤول محدثة انهيارًا كليًّا في جيش كوريا الشمالية. غزا ماك آرثر بعد ذلك كوريا الشمالية.

دخلت قوات الصين الشيوعية الحرب بجانب الكوريين الشماليين وتمكنَّت من طرد قوات الأمم المتحدة جنوبي خط 38. وأراد آرثر، نتيجة لذلك، أن يمدّ الحرب إلى الصين ولكن تخوَّف بعض أعضاء الأمم المتحدة من أن يؤدِّي الهجوم على الصين إلى حرب عالمية ثالثة. اختلف ماك آرثر بشدة مع هاري ترومان الرئيس الأمريكي ورئيس هيئة الأركان المشتركة حول حصر الحرب في كوريا. وأصدر آرثر بيانًا ينتقد فيه سياسة الحكومة وهدفها تجاه الحرب.

أصدر ترومان في 11 أبريل عام 1951م قرارًا بإعفاء آرثر من منصبه قائداً لقوات الأمم المتحدة، ومن قيادة القوات الأمريكية في الشرق الأقصى وقيادة احتلال اليابان.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية