الرئيسيةبحث

الموارد الطبيعية ( Natural resources )



التعرية تحدث من أثر المناخ كالجفاف والتجمد والأمطار وأشعة الشمس والرياح. فهي عملية طبيعية وتؤدي إلى تدهور الموارد الطبيعية كالتربة والأشجار والنباتات، ولكن طرق الفلاحة غير الصحيحة يمكنها زيادة التعرية وخاصة في المناطق التي تقطع فيها كميات كبيرة من الأشجار.
الموارد الطبيعية منتجاتُ وسمات الأرض التي تجعلها قادرةً على دعم الحياة وتلبية احتياجات الناس. فالأرضُ والمياهُ موارد طبيعيةٌ وكذلك الموارد الأحيائية التي تعيش على الأرض أو المياه كالأزهار والأشجار والطيور والحيوانات البرية والأسماك. وتشمل الموارد المعدنية النفط والفحم الحجري والفلزات والحجر والرمل. أما الموارد الطبيعية الأخرى فهي الهواء وأشعة الشمس والمناخ. وتستخدم الموارد الطبيعية في صنع: 1- الطعام، 2- الوقود، 3- المواد الخام التي تستخدم في إنتاج السلع النهائية. وتناقش هذه المقالة الموارد الطبيعية بصفة عامة.

استخداماتها وأهميتها:

الموارد الأحيائية هي الموارد الطبيعية الأكثر أهمية. فكل الطعام الذي نأكله يأتي من النباتات أو الحيوانات. ومنذ القدم استخدم الناس الأخشاب من الأشجار للوقود والمأوى. وتعتمد الموارد الأحيائية بدورها على موارد طبيعية أخرى. فأغلب النباتات والحيوانات لا تستطيع أن تحيا بدون الهواء وأشعة الشمس والتربة والماء.

وتُعتبر الموارد المعدنية أقل أهمية من الموارد الأحيائية في دعم الحياة ولكنها مهمة جدًا بالنسبة للحياة الحديثة. فالوقود المعدني ـ بما في ذلك الفحم الحجري والنفط والغاز الطبيعي ـ يزودنا بالحرارة والإضاءة والطاقة. وتستخدم المعادن كمواد خام لإنتاج السلع النهائية كالسيارات والقوالب البلاستيكية والثلاجات.

وتعَْتمد ثروة ُالأمة بدرجة كبيرة على مواردها الطبيعيّة. فأغلبُ الدّول الغنية أو المتطورة بما في ذلك كندا وأستراليا والولايات المتحدة ودول الخليج ـ غنية بالموارد الطبيعية. ولكن بعض الدول ذات الأحوال الاقتصادية الحسنة، كاليابان والدنمارك، لديها موارد قليلة. أما الدول النامية بصفة عامة فمواردها الطبيعية أقل مما هي عليه في الدول الأخرى، غير أن بعضها ـ كالصين وإندونيسيا والكونغو الديمقراطية (زائير سابقًا) ـ لديها العديد من الموارد الطبيعية.

صيانة الموارد وتنميتها:

بما أن الحضارة الحديثة ـ حتى الحياة نفسها ـ تعتمد على الموارد الطبيعية، فقد اهتم العديد من الناس بمدى كفايتها. ويتساءلون مثلاً، ماذا سيحدث إذا نفد كل النفط أوالحديد أو الفحم الحجري في العالم؟

ويعتقد العلماء والاقتصاديون بأن الناس لايستطيعون أبدًا استخدام كل المواد الخام المعدنية، كالحديد والألومنيوم والرمل ومخصبات التربة. فهناك كميات كافية منها في الأرض والبحر، كما أن أغلب المواد يمكن إعادة استخدامها. فالحديد الخردة مثلاً يمكن إعادة صهره واستخدامه مرة أخرى في إنتاج الفولاذ. ولكن على الناس أن يكتشفوا في مناطق أبعد ويحفروا لأعماق أكثر لكي يحصلوا على مايحتاجون إليه من المعادن. ويُمْكِن الاستبدال بالمواد التي أصبحت أكثر ندرة، مواد أخرى. فمثلاً، يمكن استخدام الألومنيوم بديلاً عن النحاس في كثير من الأغراض. فبينما يندر النحاس فإن تراكمات البوكسيت والطين تحتوي على كمية من الألومنيوم أكبر مما يستطيع الناس استخدامه.

ويختلف الوقود المعدني عن ذلك لأنه يمكن نفاده كله. فالأرض تحتوي على وقود معدني يكفي لقرن أو قرنين فقط. وعندما تنتهي كمياتها، يُمْكن للناس استخدامُ المزيد من الطاقة النووية لإدارة محركات الناقلات والمصانع والمزيد من الطاقة الشمسية لتدفئة المنازل. وحتى في عالم اليوم فإن اليورانيوم وغيره من أنواع الوقود النووي تُسْتخدم في إنتاج الطاقة الكهربائية. ومثل هذا الوقود قد يستمر لعدة قرون. ويُسْتخدم ضوء الشمس في إدارة أجهزة الأقمار الصناعية الفضائية، وقد يستخدم مصدرًا للطاقة. ★ تَصَفح: الطاقة ؛ الطاقة النووية ؛ الطاقة الشمسية .

ويبدو أن المحافظة على التوازن الدقيق للطبيعة في الموارد الأحيائية أصعب وأهم جانب لصيانة مواردنا الطبيعية. فقد أدخل الناس في الغالب إرباكًا على هذا التوازن. فمثلاً دهورت طرق الفلاحة الخاطئة كثيرًا من الأراضي الزراعية وتركتها جرداء. وكل عام تجرف الأمطار ملايين الأطنان من التربة العلوية الخصبة التي في إمكانها إنتاج محاصيل جيدة.

كما تصل المواد الكيميائية، التي تُرَشُّ على المحاصيل وتغسلها الأمطار، أحيانًا إلى الأنهار والنهيرات. وبعض هذه المواد الكيميائية تقتل الأسماك في الأنهار. وقد أباد الصيادون بعض أنواع الطيور والحيوانات.

وتعتبر غابات العالم وخاصة الغابات الاستوائية المطيرة موردًا اقتصاديًا مهمًا. ولكنها الآن تنحسر نتيجة لقطع أخشابها واستخدام أراضيها للزراعة. ويُعرّض انحسارُ الغابات المطيرة العديد من الموارد الأحيائية الأخرى للخطر بما في ذلك بعض الأنواع التي لانعرف عنها غير القليل أو غير المعروفة أو غير المكتشفة. كما يؤثر انحسار الغابات أيضًا على الغلاف الجوي والمناخ. ★ تَصَفح:تأثير البيت المحمي .

ويسمم دخان السيارات والشاحنات والمصانع الهواء. وهذا التلوث يؤثر على الأشجار ويعرِّض حياة الإنسان للخطر في كثير من المدن. وكلما ازداد عدد السيارات والمصانع ازدادت هذه المشكلة سوءًا. ولتصحيح هذا الوضع يجب تخفيض كمية التلوث الناتجة عن السيارات والمصانع.

وحتى إذا أمكن صيانة الموارد الطبيعية وتطويرها، فلن تستطيع الأرض إنتاج كميات كافية من الطعام إذا تزايدت أعداد السكان لدرجة كبيرة. ويمكن بزيادة الجهد مضاعفة الأراضي المزروعة، كما يمكن للمزارع في العديد من الدول النامية إنتاج ثلاثة أو أربعة أمثال ما تنتجه الآن. ويعتقد العلماء أن الناس يمكنهم الحصول على كثير من الطعام من البحر. وكل ذلك سيمكّن من زيادة الطعام خمسة أو حتى عشرة أضعاف كمياته الحالية. ولكن بمعدل الزيادة الحالية سيتضاعف عدد سكان العالم خلال 43 عامًا. وإذا استمرت الزيادة في أعداد السكان بهذا المعدل فسيكون عدد سكان العالم خمسة أضعاف عدد سكانه الحاليين خلال 100 عام و26 ضعفًا خلال 200 عام.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية