الرئيسيةبحث

حماية الحياة الفطرية ( Wildlife conservation )



المها العربي (الوضيحي) في مركز أبحاث الطائف، في المملكة العربية السعودية.
حماية الحياة الفطرية الإدارة الحكيمة للبيئات الطبيعية للحفاظ على أنواع النبات والحيوان بما يعود بالنفع على المجتمع بصفة عامة. لقد انقرضت بعض أنواع النبات لأسباب طبيعية. وعلى أية حال، فقد زادت أنشطة السكان والزيادة المطردة في أعدادهم في العصور الحديثة من الخطر بالنسبة للحياة الفطرية. وانخفضت نتيجة لذلك أعداد بعض أنواع النباتات والحيوانات بدرجة كبيرة، وهناك أنواع أخرى تُعَدُّ الآن في حكم المنقرضة. وهكذا أوجد الناس الحاجة لصون هذه الموارد.

عانت الحياة الفطرية عبر التاريخ الكثير بسبب الأنشطة البشرية. لقد ساهم اختراع الأسلحة التي تزايدت فاعليتها باستمرار، مثل البندقية العادية، وبندقية الرش في تمكين الإنسان من قتل الطريدة بسهولة متزايدة، ولقد قضى الصيادون بمساعدة هذا التقدم على بعض أنواع الحيوان، وأزال الناس أيضا الأحراج، وجفّفوا المستنقعات، وأقاموا السدود على الأنهار ليُمهِّدوا السبيل للزراعة والصناعة. وأضرت هذه الأنشطة بشدة أو خرَّبت العديد من مواطن النباتات والحيوانات الفطرية. وبالإضافة لذلك، أثرَّ تلويث الإنسان للبيئة في عدد من الأنواع الفطرية.

لقد انقرضت أنواع مختلفة حتى قبل أن يظهر الناس على الأرض. وفي الماضي، كانت تظهر، على أية حال، حيوانات أخرى وتحل محل تلك التي اختفت، ولم ينخفض التنوع الكلي للحياة. واليوم، قضت أنشطة الناس على الأنواع دون الأمل في تعويضها، وبذلك يقل تنوع الأحياء.

الغزلان تعود لبيئتها الطبيعية دون خوف من جور الإنسان.
ومنذ عام 1600م تقريبًا، انقرضت أنواع عديدة. وعلى سبيل المثال، انقرض طائر الدودو من جزيرة موريشيوس عام 1680م، والببغاء الأصفر الرأس في جامايْكا عام 1765م، وطائر الأوك شمالي الأطلسي عام 1844م. وانقرض العديد من الحيوانات الأسترالية في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، منها الفأر ذو الأذنين الكبيرتين وفئران الكنغر ذات الوجه العريض، وأرانب الولب البُنية، وفئران دارلنج داونز الوثَّابة، والإمو التسماني، والفئران ذات الأطراف البيضاء اللصيقة بالعش. ومن المحتمل أن تتضمن الأنواع التي انقرضت في أوائل القرن العشرين ببغاوات الجنة، والبندقوط ذات القدم الشبيه بقدم الخنزير، وحيوانات الولب الشاردة. ولم ير أحد الببر التسماني منذ عام 1933م.

وقد أدى الاهتمام المتنامي بحيوانات العالم التي تنقرض، والذي بدأ في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، إلى أعمال حماية متزايدة وشرَّعت حكومات عدة دول قوانين للحماية، وأنشأت علاوة على ذلك المتنزهات الوطنية والمحميات الأخرى للحياة الفطرية. وأنقذت تلك الجهود الثور الأمريكي، والظبي الشائك القرن، والعديد من النباتات النادرة التي توجد في جزر ؛ مثل جزر هاواي وجلاباجوس. كما قامت جهود عربية مماثلة في كل من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والأردن لاستعادة المها العربي (الوضيحي) بعد اختفائه تمامًا من بيئاته الطبيعية. وتظل على أية حال، عدة مئات من أنواع الحيوانات، وآلاف الأنواع من النباتات تواجه خطر الانقراض. من تلك الأنواع: النمر العربي، والأسد الآسيوي، والنمر البنغالي، والحوت الأزرق، وإنسان الغابة (الأورنجتان) والغوريلا الجبلية، والغرنوق النعاق، ونسر كاليفورنيا، ونقار الخشب ذو المنقار العاجي، وحيوان وحيد القرن الآسيوي، وكذلك النباتات السحلبية الخفية بالمكسيك، ونبات النابنط الأخضر بجنوبي الولايات المتحدة.

فوائد حماية الحياة الفطرية

سلحفاة خضراء تعود للبحر بعد أن وضعت بيضها على شاطئ في الخليج العربي.
إذا تجاهل الناس الحاجة لحماية الحياة الفطرية، فإن الأنواع المعرَّضة للخطر اليوم، سرعان ما تنقرض. وسوف تتعرض أنواع أخرى أيضا للانقراض. وإذا حدث ذلك سوف يفقد الناس الكثير من القيمة الكبيرة التي لا يمكن أن تعوَّض. فالحياة الفطرية ذات أهمية كبرى للإنسان لأربعة أسباب: 1- الناحية الجمالية 2- الفوائد الاقتصادية 3- الفوائد العلمية 4- قيمة البقاء.

الناحية الجمالية:

يختلف كل نوع من النبات أو الحيوان عن أي نوع آخر، وبذلك يُسهم بشكل خاص في جمال الطبيعة. ويشعر معظم البشر أن مثل ذلك الجمال يُثري حياتهم ويضاعف من متعة إقامة المعسكرات، وأشكال الترويح الأخرى خارج المنزل.

الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية بالسعودية من أهدافها عودة الوعول وانتشارها في بيئتها الطبيعية، وقد وضعت حر اسة مستمرة للمناطق المحمية تحظر الدخول إليها

الفوائد الاقتصادية:

تُوفِّر الأنواع الفطرية من الحيوانات والنباتات العديد من المواد ذات الفائدة، مثل: الخشب، المراعي، الألياف، اللحم، الأطعمة، الجلود الفراء. على أنه يمكن القول بأن القيمة المالية للأنواع الفطرية مهمة لاقتصاديات العديد من الدول، وفي البلاد الصناعية، كما تُعد رؤية الحيوانات بغرض الترويح في حدائق الحيوان وملاجئ الحياة الفطرية مصدرًا للدخل.

الفوائد العلمية:

توفر دراسة الحياة الفطرية معرفة قيِّمة لكثير من عمليات الحياة المختلفة. وساعدت تلك الدراسات العلماء على فهم كيفية عمل جسم الإنسان والطريقة التي يسلك بها سلوكًا معيناً. واكتسب العلماء أيضًا المعرفة الطبية واكتشفوا منتجات طبية مهمة عن طريق دراسة الحياة الفطرية. وبالإضافة إلى ذلك، تعرَّف العلماء وهم يراقبون تأثير التلوث البيئي على الحيوانات الفطرية على كيفية تأثير التلوث في حياة البشر.

قيمة البقاء:

يؤدي كل نوع من أنواع الحياة الفطرية دورًا ما في المحافظة على توازن أنظمة الحياة على سطح الأرض. ويجب أن تستمر هذه الأنظمة في العمل إذا أردنا أن تستمر الحياة. ولذلك فإن فَقْدَ أيّ نوع يمكن أن يهدد بقاء الأنواع الأخرى بما فيها البشر.

تصنيف الحياة الفطرية النادرة

الحُبارى هذا الطائر الجميل سعت الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها - بالسعودية - إلى جمع بيضه من بيئته الطبيعية وعملت على تفقيسه، وقد حققت بذلك نجاحًًا باهرًا أشادت به المنظمات الدولية.
يستخدم علماء الأحياء المهتمون بالحياة الفطرية ثلاثة تصنيفات للحيوانات والنباتات التي تواجه احتمال الانقراض: 1- حيوانات مهددة بخطر الانقراض 2- حيوانات معرضة لخطر الانقراض 3- الحيوانات النادرة.

الأنواع المهددة بخطر الانقراض:

تواجه هذه الأنواع أكبر تهديد بخطر الانقراض، وتحتاج إلى حماية الإنسان المباشرة من أجل البقاء. فمثلاً، يتعرض كندور كاليفورنيا للخطر لأن 50 طائرًا من طيور هذا النوع ما زالت تعيش، وكلها في الأسْر، واحتفظ علماء الحياة الفطرية بآخر كندور (نسر) كاليفورني في الطبيعة عام 1987م بعد أن قرر جهاز الأسماك والحياة الفطرية بالولايات المتحدة أن هذه الطيور يجب أن تُحمى تمامًا من تدخل الإنسان.

الأنواع المعرضة لخطر الانقراض:

تتوافر هذه الأنواع بوجه عام في بعض المناطق، ولكنها مع ذلك تواجه أخطارًا شديدة. وربما تنتج هذه الأخطار عن تغيُّرات غير مرغوبة في البيئة. وربما ترجع إلى الصيد الجائر للحيوانات أو القنص، أو إلى مايجمعه الهواة المتحمسون من أنواع الغزال العربي والحبرو العربي والوعل. فمثلاً يتوافر الذئب الرمادي ـ وهو نوع معرض لخطر الانقراض ـ في بعض الأماكن، ولكن أعداده الكلية تتناقص باستمرار، بسبب الصيد والقنص والتسمُّم.

الأنواع النادرة:

توجد هذه الأنواع في أعداد صغيرة، تعيش في بيئات محمية، ولا تتناقص أعدادها. فمثلاً صُنفت شجرة صنوبر توري ضمن الأنواع النادرة، إذ إنها تنمو فقط في منطقتين صغيرتين في جنوبي كاليفورنيا، ولكن الأنشطة البشرية لا تهددها ولا تعَّرِض بقاءها للخطر.

طرق حماية الحياة الفطرية

الغطاء النباتي. من مجهودات الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها ـ بالسعودية ـ إعادة الغطاء النباتي لمناطق كانت صحراء مجدبة والمحافظة على النباتات المهددة بالانقراض.
تعتمد الطريقة المستخدمة لحماية الحياة الفطرية على نوع الخطر الذي تتعرض له الأنواع المهددة. وفي حالات كثيرة، يمكن حماية الحياة الفطرية إذا تأكدنا من توافر مايكفي من الطعام والماء والمأوى. ويُطلَق على هذه الطريقة إدارة الموطن، وتتضمن صون التربة، وممارسة الأعمال في الغابات بطريقة سليمة، وإدارة المياه.

ويُهدَّد الكثير من الأنواع بتخريب الإنسان لموطنها. وعلى سبيل المثال، قد تم تجفيف بعض المستنقعات والأراضي السبخية وحُوِّلت إلى أراضٍ زراعية. وربما تخرِّب، أيضًا، الممارسات الزراعية السيئة الأرض، أو ربما يتم انتشار المدن والصناعات على حساب مواطن الحياة الفطرية السابقة، وربما يُسمِّم التلوث الهواء والماء والنباتات والحيوانات. ولكي ننقذ مواطن الحياة الفطرية، يجب أن يتحكم الإنسان في التلوث، ويوفر المناطق التي يمكن أن تبقى فيها الحيوانات والنباتات حية.

ويمكن أن تحمي القوانين الحيوانات المهددة بالانقراض بسبب الصيد الجائر من خلال منع أو تنظيم صيدها. ويمكن أن تحدد هذه القوانين أوقات صيد أنواع معيَّنة، أو الطريقة التي يمكن بها صيد العديد من الأنواع. ويمكن أن تحمي القوانين أيضا النباتات التي تتعرض للجمع الزائد عن الحد من الخطر. وإذا احتاج موطن بأكمله للحماية، فربما تتحول المنطقة إلى متنزه وطني أو منطقة محمية أو مأوى آمن للحياة الفطرية. وفي بعض الحالات، تجب السيطرة على الحيوانات المفترسة التي تقتل الأنواع المعرضة للخطر حتى تزداد أعدادها الأخيرة. ومن جهة أخرى، ربما تتزايد أعداد نوع ما، وحينما يحدث هذا فربما يهدد الحيوان بقاءه أو بقاء أنواع أخرى عن طريق أكل الكثير من كميات الطعام. ولقد حدثت هذه المشكلة في حالة حيوانات الإلكة وجاموس البحر في المتنزهات الوطنية. وحينئذ يجب تخفيض أعداد تلك الأنواع، سواء عن طريق الصيد المنظم، أو بإعادة أعدائها الطبيعيين بعد أن أصبحت نادرة.

وإذا لم يعد النوع قادرًا على البقاء في بيئته الطبيعية فربما يُربىَّ في الأسر، ومن ثم يُطلَق في منطقة محمية. ولقد أنقذت هذه الطريقة إوز جزر هاواي. وبالمثل يأمل المهتمون بحماية الحياة الطبيعية أن ينقذوا ابن مقرض ذا الأقدام السوداء، ويُظن الآن أن هذا الحيوان الثديي الصغير الذي كان يعيش ذات يوم في السواحل الواسعة بشمالي أمريكا قد انقرض في الطبيعة. وربَّى العلماء حيوانات ابن مقرض ذي القدم السوداء في الأسر، وأطلقوا بعضها في الطبيعة في أوائل التسعينيات من القرن العشرين، حيث بدأت في التكاثر.

وفي المنطقة العربية، تبذل الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها بالمملكة العربية السعودية جهودًا طيبة في إعادة توطين المها العربي في المناطق المحمية الملائمة. كما تنفِّذ برنامجًا لإعادة توطين أنواع الغزلان العربية وخاصة غزال العفري السعودي.

وربما يمكن مساعدة النوع الذي يتهدده المرض عن طريق اتخاذ الإجراءات الصحية في موطنه، ويمكن الحفاظ على النباتات النادرة في الحدائق النباتية، أو يمكن ادخار بذورها في بنوك البذور لإنباتها في المستقبل.

ويعتمد نجاح حماية الحياة الفطرية على معرفة بيئة النوع، وبمعنى آخر، نجد أنه يتطلب فهم الطريقة التي يعيش بها النوع، وكيف يرتبط بكل كائن حي أو غير حي في بيئته. ★ تَصَفح: البيئة . وتُعتبر برامج التوعية والتعليم البيئي خير وسيلة لدعم جهود حماية الحياة الفطرية.

نبذة تاريخية

الجهود المبكرة:

قد يرجع تاريخ حماية الحياة الفطرية إلى ماقبل التاريخ. وربما وضع إنسان ذلك العصر حدًا للصيد للحفاظ على الحيوانات الفطرية التي احتاجها الناس لطعامهم. وأقام حكام الحضارات القديمة أولى محميات الطرائد لتكون أرضًا للصيد خاصة بهم. واستمر ملوك أوروبا في العصور الوسطى على هذا التقليد، ومنع هؤلاء أي شخص آخر من غير أعضاء الطبقة الحاكمة من ممارسة أعمال الصيد. ولكن هذا التصرف نتج عن رغبة الحكام في الصيد باعتباره رياضة، وليس لمجرد وعيهم بالحاجة للصون، ووضُعت غابات تحت الحماية لأغراض عقائدية، وأخرى بسبب قيمتها في توفير الأخشاب.

ولحماية الحياة الفطرية في أوروبا تاريخ طويل. وعلى سبيل المثال، فإن ما يُعرف الآن بمتنزه جران براديسو ألوني بإيطاليا، كان ملتجأ للحيوانات الفطرية منذ عام 1856م. وأنشأت كندا أول متنزهاتها الوطنية عام 1887م. وفي عام 1889م أُنشئت محمية الصيد سابي (تُعرف الآن باسم متنزَّه كروجر الوطني(، بجنوب إفريقيا. وكانت هذه المحمية البداية للشبكة الواسعة للمتنزهات الوطنية ومحميات حيوانات الصيد التي تغطي إفريقيا. وأنشئ أول المتنزهات الوطنية في آسيا وجنوبي أمريكا في أوائل القرن العشرين الميلادي. ولقد أنشأت الحكومات أيضًا أنظمة للحياة الفطرية وشرَّعت قوانين لحمايتها.

التعاون الدولي:

بدأت حماية الحياة الفطرية على الصعيد العالمي بعد نشأة الأمم المتحدة في عام 1945م. وأعدت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) برامج حماية الحياة الفطرية. وفي عام 1948م، ساعدت اليونسكو في تأسيس الاتحاد الدولي لصيانة الطبيعة والموارد الطبيعية ويُعرف الأن بشكل أفضل باسم الاتحاد الدولي للمحافظة من أجل دعم وحماية الحياة الفطرية. وبدأ الاتحاد الدولي للحماية، جزءًا من البرنامج الدولي، في جمع المعلومات عن أنواع الحياة الفطرية المعرَّضة للخطر في العالم، وهو ينشر هذه المعلومات في الكتاب الأحمر لمعلومات الحياة الفطرية. وفي عام 1961م ؛ ساعد الاتحاد في إنشاء الصندوق العالمي للحياة الفطرية (يُعرف الآن بالصندوق العالمي للطبيعة).

حماية الحياة الفطرية اليوم:

يوجد هناك أكثر من 1200متنزه وطني، ومحميات للحياة الفطرية، ومناطق مماثلة محمية في جميع أنحاء العالم، وبالإضافة لذلك يوجد في معظم الدول قوانين لحماية الحياة الفطرية.

وفي العقدين الأخيرين من القرن العشرين، أُبرمت عدة اتفاقيات ومعاهدات دولية ضمن الجهود الهادفة لإنقاذ الأنواع الفطرية ومواطنها ذات الأهمية الدولية، وتعدُّ اتفاقية رامسار التي أُبرمت عام 1971م لحماية الأراضي الرطبة من أولى تلك الاتفاقيات. وفي عام 1988م، وافقت 46 دولة على تحديد موقع واحد على الأقل للأراضي الرطبة له أهمية دولية في أراضيها الوطنية. وتُعدُّ اتفاقية بون معاهدة أخرى دولية لحماية الحياة الفطرية، كُرِّست بالتحديد للأنواع المهاجرة من الحياة الفطرية، وأبرمت في بون بألمانيا عام 1979م. واتفقت الدول المشاركة على تقديم أقصى أنواع الحماية للحيوانات المدوَّنة في الاتفاقية. وبعض هذه الأنواع معرضة لخطر الانقراض، أما الأخرى فلا تجابه خطر الانقراض، ولكنها تستفيد بدرجة كبيرة من الحماية الدولية.

وأُبرمت المعاهدة الدولية التي صُمِّمت لحماية الحياة الفطرية من تهديد التجارة الدولية عام 1975م، وعُرفت باتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض من مجموعات الحيوان والنبات (سايتس). فقد سهَّلت طرق المواصلات الحديثة نقل النباتات والحيوانات الحية ومنتجاتها إلى أي مكان في العالم، وهذه التجارة مسؤولة عن انخفاض كبير في أعداد الكثير من الأنواع النباتية والحيوانية مثل، القرود، والحيتان، والنمور، والفيلة، وطيور كثيرة، ونباتات السحلبيات، ونباتات الصبار. وأُبرِمَت الاتفاقية لضبط هذه التجارة ومحاولة منعها.

وتطورت في دول عديدة مهنة متخصصة لخدمة حاجات حماية الحياة الفطرية. وتوجد في كثير من الجامعات برامج لتعليم المختصين في البيئة وعلماء الحياة الفطرية وصيد الأسماك. ويدير هؤلاء المختصون البيئات الطبيعية في الأراضي الخاصة والعامة لمصلحة النباتات والحيوانات.

ولكن على الرغم من الجهود الكبيرة في المحافظة على البيئة، فإن المستقبل مازال غير مؤكد، فالنمو المستمر في أعداد البشر، وتخريب مواطن الحياة الفطرية، وانتشار تلوث البيئة، كل ذلك يُمثِّل تهديداً متزايدا لبقاء الأنواع الفطرية.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية