الرئيسيةبحث

المتنزهات الوطنية ( National parks )



المتنزهات الوطنية أماكن تخصصها الدُّول للحفاظ على المظاهر الطبيعية لسطح الأرض، والحيوانات البرية وبيئتها، والأماكن ذات الأهمية الثقافية والتاريخية والعلمية. وتوفر المتنزهات فرصًا للترويح، والمتعة والتعليم. كما تكون بمثابة دافع لأولئك المهتمين بالطبيعة والمحافظة عليها. وتحرص السلطات المسؤولة عن المتنزهات على حمايتها من أي تدخل، قد يضر بها، أو يغير معالمها الأصلية.

وتعدّ الولايات المتحدة أول دولة أنشأت متنزهًا وطنيًا عام 1872م. أما الآن فهناك أكثر من مائة وعشرين دولة لديها متنزهات وطنية أو أماكن مشابهة، كالمحميات الطبيعية، ومحميات الحياة الفطرية، ومتنزهات الولاية، والغابات الوطنية أو التابعة للولاية. ولم تأت نهاية العقد التاسع من القرن العشرين حتى كان هناك أكثر من 1,500 متنزه وطني ومحميات للحياة الفطرية حول العالم. وتغطي هذه الأماكن مجتمعة نحو 3,900,000كم² من الأرض.

متنزهات إفريقيا

قطيع من الظباء يطوف عبر متنزه سيرنجيتي الوطني، وهو منطقة سافانا مكشوفة في تنزانيا حيث بالإمكان مشاهدة كثير من الحيوانات المتوحشة خلال هجرتها السنوية.
تشتهر المتنزهات الوطنية في إفريقيا بحياتها الفطرية الوفيرة، ولهذا فهي تُشكِّل مصدر جذب رئيسي للسياحة. وأهم تلك المتنزهات أقاليم السافانا المكشوفة حيث يمكن للزوار ملاحظة الحيوانات بسهولة. أما الغابات فيصعب الوصول إليها ومشاهدة حيواناتها المفترسة.

توجد الآن في عدد من دول إفريقيا الشرقية والجنوبية صناعات سياحية مزدهرة وقائمة أساسًا على متنزهاتها الوطنية كما هو الحال في كينيا وتنزانيا في شرق إفريقيا. وتبلغ مساحة متنزهات كينيا الوطنية أكثر من 36,000كم² وأكبر متنزهاتها مساحة هو متنزه تاسافو الوطني الذي تبلغ مساحته نحو 20,700كم²، ويعتبر من أكبر المتنزهات الوطنية على المستوى العالمي. وأصغرها متنزه نيروبي الوطني الذي تبلغ مساحته 115كم²، ويعد أكثر شعبية لوقوعه على بعد ثمانية كيلو مترات من نيروبي عاصمة كينيا. ويحتوي متنزه تاسافو الوطني على أنواع من الحيوانات كالجواميس، والنمور الرقطاء، والفيلة، وأفراس النهر، والتشيتا، والأسود، والخرتيت، والحُمُر الوحشية. ويوجد في تنزانيا متنزه سيرنجيتي الوطني المشهور بهجرة حيواناته عند بداية فصل الجفاف، ومتنزه كيليمنجارو الوطني، وبه أعلى قمة في إفريقيا، ومتنزه بحيرة مانيارا الوطني وبه عدد ضخم من قطْعان الجواميس.

وتغطي المتنزهات الخمسة عشر في جنوب إفريقيا مساحة قدرها 31,000كم². وأكثــر متنزهات جنوب إفريقيا شهرة متنزه كروجر الوطني الذي أسس عام 1898م كمحمية لصيد الحيوانات، وتبلغ مساحته نحو 19,455كم². وهو يحتوي على حيوانات مثل الجاموس، والفيلة، والنمور الرقطاء، والأسود، وأكثر من 400 نوع من الطيور، منها ماهو معرض للانقراض مثل البجعة ذات الظهر الوردي، والبوم. كذلك يوجد في جنوب إفريقيا متنزه شلالات فكتوريا الوطني الجميل ومتنزه هوانج الوطني في زمبابوي، ومتنزه إتوشا بان الوطني، وهو منطقة مستنقعات في شمال ناميبيا، ويعد من أغنى مناطق العالم بالحياة الفطرية، ومتنزه كافو الوطني في زامبيا.

ويوجد في الكونغو الديمقراطية (زائير سابقًا) بوسط إفريقيا، عدد من المتنزهات، منها متنزه فيرونجا الوطني الذي يحتوي على براكين نشطة وبيئات متباينة كأشجار إقليم السافانا، وقمم الجبال الثلجية. ويشتهر بوجود الغوريلا الجبلية. وفي متنزه وزا الوطني في الكاميرون حياة حيوانية غنية ومتنوعة بما فيها من أعداد كبيرة من الزرافات التي تتزايد مع زيادة انتشار غابات الأكاسيا. كما توجد الفيلة، والآردفارك (خنزير الأرض)، والأسود، وظباء الماء. ومن طيور هذا المتنزه النعامة، وطيور البوقير الأرضية، والبط ذو الوجه الأبيض.

والمتنزهات الوطنية في غربي إفريقيا أقل عددًا من تلك التي في شـرقي أو جـنوبي القـارة، ومن أشـهرها متنزه دبليو الوطني الذي يحتل منطقة جبلية وبلاد السافانا في بنين، وبوركينا فاسو، والنيجر، وكذلك متنزه كومي الوطني في ساحل العاج.

وفي شمال إفريقيا يوجد متنزه توبكال الوطني، ويقع في الاتجاه الغربي من جبال أطلس المرتفعة. ويغطي هذا المتنزه جبل توبكال الذي يبلغ ارتفاعه أكثر من 4,000م. ومن حيوانات هذا المتنزه قرد المغرب عديم الذيل، وغزال الكوفييه، والشيهم، والضبع، ومن طيوره أبو منجل الأصلع، والنسر الملتحي والحدأة ذات الجناح الأسود.

متنزهات آسيا

الخرتيت (وحيد القرن) الهندي حيوان محمي يعيش في متنزه كازيرنجا الوطني في ولاية آسام في شمال شرقي الهند.
يمتاز الجزء الأكبر من جنوبي وجنوب شرقي آسيا بكثافته السكانية العالية، مما أدى إلى تناقص شديد، في بيئاته الحيوانية ومجتمعاتها. ولقد أدركت كثير من الحكومات الخطر الذي يهدد الحياة النباتية والحيوانية، فأقامت متنزهات ومحميات لحماية الأنواع النادرة منها. فمثلاً أنشأت الصين محمية هسيفان لحماية حيوان الباندا الضخم.

وهناك حيوان نادر آخر، وهو النمر الهندي الذي أصبح الآن تحت الحماية، في عدد من المحميات، بما في ذلك المتنزه الوطني الهندي الأول، متنزه كوربت الوطني عند سفوح جبال الهملايا، بالقرب من دلهي. ويعد متنزه جيرليون الوطني في ولاية غوجارات آخر بيئة طبيعية للأسد الآسيوي النادر. ويحمي متنزه كازيرنجا الوطني في آسام الخرتيت وحيد القرن. ويوجد في متنزه كيبول لانجو الوطني، في مانيبور أندر أيِّل في العالم وهو أيِّل سنغاي. ويعد بعض الناس متنزه كنها الوطني في وسط الهند أفضل مكان لمشاهدة غنى وتنوع الحياة الفطرية في الهند.

تشمل متنزهات جنوب شرقي آسيا متنزه أنجكور الوطني في كمبوديا الذي يحتوي على أطلال خمير المثيرة للإعجاب والمحاطة بالغابات المطيرة. ويحتوي متنزه كينابالو الوطني في صباح، بماليزيا، على أكثر من 800 نوع من النباتات السحلبية وأكثر من 500 نوع من الطيور. كما أن متنزه خاوايا الوطني في تايلاند مشهور بطيوره وببعض الكهوف الكبيرة والحيوانات المتنوعة، وتشكل البراكين محور الاهتمام في متنزهات بركان مايون وماونت آبو الوطنية في الفلبين. أما متنزه باتان الوطني في مانيلا فقد أُنْشِئ لإحياء ذكرى المعارك التي حدثت هناك خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945م).

ولليابان 80 متنزهًا وطنيًا على مساحة 34,000كم² وأجملها متنزه فوجي هاكون - أزفر. ونسبة لقلة الأراضي في اليابان فإن الحكومة تعمل على مساعدة ملاك الأراضي على الحفاظ على جمال الطبيعة الأخاذ. جدير بالذكر أن ربع أراضي المتنزهات اليابانية ممتلكات خاصة.

متنزهات أستراليا ونيوزيلندا

الأولجاس صخور على شكل قباب ضخمة تقع على بعد 30كم غربي صخرة أيرز. وهذه الصخور البارزة تشكل جزءًا من متنزه أولورو الوطني في الحدود الشمالية لأستراليا.
تضم كل من أستراليا ونيوزيلندا العديد من المناطق البرية. ومن أمثلتها جزء كبير من شبه جزيرة كيب يورك، وجنوب غربي تسمانيا، ومناطق كمبرليز الوعرة في غربي أستراليا، والغابات الكثيفة في جنوب غربي الأراضي المرتفعة في جنوبي جزيرة نيوزيلندا. وخُصص كثير من هذه المناطق لتكون متنزهات وطنية وبعض أجزائها عُيِّن مناطق بريِّة مما يعطيها حماية أقوى. فعلى سبيل المثال لاتسمح الحكومة الأسترالية لشركات الأخشاب أو التعدين باستغلال مناطق كمنطقة جاجونجال البريَّة في متنزه كوسيسكو الوطني في نيوساوث ويلز،كما لايسمح أيضا بإقامة الطرق أو إنشاء المباني فيها.

ومن متنزهات أستراليا المتنزه الملكي الوطني في نيوساوث ويلز. ويغطي أرضا ساحلية وعرة، وتلالاً من الحجر الرملي الغنية بالأزهار البرية في الغابات المطيرة. أُنْشِئ هذا المتنزه في عام 1879 م، وهو ثاني أقدم متنزه في العالم، بعد متنزه يلوستون في الولايات المتحدة الأمريكية. ويعد متنزه كوسيسكو الوطني أحد المواطن القليلة للبوسوم الجبلي القزم النادر. وتبلغ مساحة هذا المتنزه الوطني حوالي 6,640كم² من أراضي نيو ساوث ويلز. ويوجد في منطقة الحدود الشمالية لأستراليا، على حافة أرض أرنهم، متنزه كادادو الوطني الغني ببعض الصخور البدائية المتعلقة بسكان أستراليا الأصليين، وبالمراعي وبالمستنقعات المليئة بالتماسيح. كما يوجد في هذه المنطقة أيضا متنزه أولورو الوطني الذي يحتوي على صخرة الأيرز.

تحتوي كوينزلاند على أكثر من 300 متنزه وطني، بين أراض صحراوية وأقاليم وفيرة المياه من الآبار، بها بحيرات عذبة، وشلالات، والصخور الرملية الأولجاس. وهي صخور على شكل قباب ضخمة تقع على بعد 31كم غرب صخرة أيرز، وهذه الصخور البارزة تشكل جزءًا من متنزه أولورو الوطني في الحدود الشمالية لأستراليا.

وأكبر متنزهات فكتوريا متنزه جرامبيان الوطني الذي يحتوي على ثلث مافي فكتوريا من النباتات، والحياة الفطرية.

ويرجع تنظيم المتنزهات الوطنية في نيوزيلندا إلى تاريخ تأسيس أول متنزه وطني بها عام 1898م. وتوفر المتنزهات محميات مهمة للحياة الفطرية. وكثير منها مناطق بريِّة ليس فيها أبنية ولا طرق. وأهم متنزهات نيوزيلندا متنزه فيوردلاند الوطني الذي يقع في الجزء الجنوبي الغربي من ساوث أيلاند. ويغطي هذا المتنزه حوالي 12,000كم² من المناظر الجليدية الجميلة، وبه أنواع فريدة من الطيور كالكيوي وهو طائر لاجناح له، وببغاء الكيا النيوزيلندية، والويكة النيوزيلندية، والتاكاهي. والمتنزهات النيوزيلندية الأخرى هي أورويرا وتونجاريرو وإيجمونت، وتقع في نورث أيلاند ومتنزهات أبل تسمان، وبحيرات نلسون، وممر آرثر، وجبل أسبرنج، وجبل كوك، وتقع في ساوث أيلاند. وفي متنزه جبل كوك أعلى قمم نيوزيلندا وهي قمة جبل كوك المغطاة بالثلوج، وغيرها من القمم العالية.

متنزهات أوروبا

أقيم أول متنزهين بالسويد عام 1909 م، وهما متنزها أبيسكو وساريك الوطنيان في لابلاند السويدية. وتُعد إيطاليا من الدول الرائدة أيضًا في إقامة المتنزهات في أوربا، فأقدم متنزهاتها جران باراديسو الذي يحتوي على المناظر الألبية الجميلة وهو موطن ظبي الشمواه، والوعل. قامت بعض دول شرقي أوروبا بالخطوات التمهيدية الأولى لسياسات المحافظة على البيئة الطبيعية. ويوجد في شرقي أوروبا في الوقت الحاضر عدد من المتنزهات التي منها متنزه التتارا المرتفع الوطني في جمهورية تشيكا وهو موطن الدببة، والقطط المتوحشة، والوشق، والمرموط، وثعالب الماء، والذئاب. ومتنزه بيالوفيسكي الوطني في بولندا موطن تناسل البيسون أو الثور الأوربي.

أدركت روسيا أن الصيد في الغابات الصنوبرية وسهول التندرا والتنمية الاقتصادية أثرت تأثيرًا سلبيًا على الحياة الفطرية. ولهذا خصصت الحكومة مناطق كبيرة في الجزأين الآسيوي والأوربي من البلاد مناطق حماية طبيعية لإنقاذ كثير من أصناف الأحياء التي أوشكت على الانقراض.

أما أوروبا القارة الصغيرة فلقد أزيل كثير من غطائها النباتي، ولاسيما في المناطق المعتدلة منها. ولهذا فكثير من المتنزهات الوطنية في هذه القارة يحتوي على مظاهر لسطح الأرض، حورتها الأعمال الزراعية والنشاطات البشرية الأخرى. وتهدف إلى حماية الأشكال التقليدية لاستخدامات الأرض، وحماية الحياة الفطرية، والمناظر الطبيعية الجميلة.

تقوم الحكومة البريطانية بصيانة المتنزهات الوطنية في إنجلترا وويلز. ومع ذلك فهذه المتنزهات ليست ممتلكات عامة وربما لايسمح للزوار بالعبور داخل حدودها. في خمسينيات القرن العشرين سميت في بريطانيا عشرة متنزهات وطنية هي: متنزه مقاطعة بيك، متنزه منطقة البحيرات، وسنودنيا، ودارتمور وساحل دايفد الجنوبي، وشمال يورك مورز، ويوركشاير ديلز، وإكسمور، ونورثمبرلاند، وبريكون بيكونز. وتغطي مساحة هذه المتنزهات الوطنية مجتمعة 14,004كم² أو 9% من مساحة إنجلترا وويلز. وتشرف اللجنة الريفية في إنجلترا وويلز على هذه المتنزهات الوطنية.

لايوجد في أسكتلندا متنزهات وطنية، ولكن بها ثلاثة متنزهات إقليمية وأربعون منطقة وطنية متميزة بمناظرها الطبيعية الخلابة. وهي في مجموعها تمثل 13% من مساحة أسكتلندا. وهناك بعض التطور في هذه المناطق التي تخضع للتشاور مع اللجنة الريفية في أسكتلندا.

ويوجد في أيرلندا الشمالية مجلس صيانة الموارد الطبيعية والريفية للاستشارة حول المناطق ذات الجمال الطبيعي الرائع، والتي بلغ عددها تسع مناطق في تسعينيات القرن العشرين الميلادي وتغطي مساحة تبلغ 2,849كم². أما المتنزهات الوطنية في جمهورية أيرلندا فإنها تدار بوساطة مكتب المتنزهات الوطنية بالجمهورية، وأكبر المتنزهات الأيرلندية متنزه بورن فنسنت الوطني في كيلارني بمقاطعة كيري.

متنزهات أمريكا الشمالية

الجراند كانيون يبلغ عمقه 1,6كم، ويتميز بمناظره المثيرة وحوائطه الصخرية الملونة، وهو محمي بوصفه أحد المتنزهات الوطنية في ولاية أريزونا، بالولايات المتحدة الأمريكية.
أول متنزه وطني في العالم هو متنزه يلوستون، الذي أسسته حكومة الولايات المتحدة الأمريكية عام 1872م. أما الآن فيوجد في الولايات المتحدة الأمريكية 49 متنزها وطنيا تبلغ مساحتها حوالي 193,440كم² وتمثل مايقرب من 2% من مساحة البلاد.

وتشتهر هذه المتنزهات الوطنية في الولايات المتحدة الأمريكية بمناظرها الخلابة. ومتنزه يلوستون معروف بمياهه الحارة وينابيعه الفوارة، وبشلالاته الضخمة، وبحيراته المتلألئة وبما يوجد فيه من حياة فطرية متنوعة كالدببة، والإلكة، والموظ، والأيل. ويوجد في متنزه مغارات كارلسباد الوطني في نيومكسيكو أشكال من الرواسب الكلسية هابطة من سقوف الكهوف وأخرى صاعدة من القواعد تزين تجاويف عظيمة تحت الأرض. وهناك أيضا تشكيلات دقيقة من الأحجار الجيرية تشبه المعابد الشرقية، والحيوانات الغريبة، وغابات معكوسة من الدالات الجليدية. ★ تَصَفح: الهابطة ؛ الصاعدة. ويوجد في المتنزه الأوليمبي الوطني بولاية واشنطن غابات مطيرة كثافتها تقارب كثافة الغابات الاستوائية، وتطل عليها قمم وعرة تحيط بها القطع الجليدية الضخمة. ويعد متنزه جراند كانيون الوطني في أريزونا واحدًا من العجائب الطبيعية في العالم حيث يمتد إلى حوالي 1,6كم في باطن الأرض، وله حوائط من الصخور السوداء والبنية والأرجوانية والحمراء. ويوجد في أريزونا أيضا متنزه الغابة المتحجرة الوطني الذي يحتوي على بقايا جذوع الأشجار الملونة بألوان قوس قزح، والتي تحولت إلى أحجار وتقدر أعمارها بملايين السنين.

يوجد فــي كنـــدا نظام دقيق للمتنزهات الوطنية يحـتوي عــلى 35 متنــزهًا وطــنيًا، تبلغ مســاحتها حــوالي 220,000كم². وأكبر متنزه هو وود بفلو الوطني الذي يبلغ مساحته 44,800كم² على الحدود بين ولاية ألبرتا والأقاليم الشمالية الغربية، وبه أكبر قطيع من الجواميس والثيران الأمريكية في أمريكا الشمالية.

ومن متنزهات المكسيك الوطنية متنزه استاسيهواتل ـ بوبوكاتيبيتل الوطني ويحتوي على بركانين لهما قِمّتان مَكْسُوَّتان بالثلج بالقرب من مكسيكو سيتي، ومتنزه بيكو دي أوريزابا الوطني، ويضم قمة أوريزابا (سيتلاكتبيتل) وهي أعلى قمة في جبال المكسيك. كما يتميز بمناظره الجميلة.

تشمل متنزهات أمريكا الوسطى متنزه تيكال الوطني في جواتيمالا، والذي يضم آثار حضارة المايا القديمة، وبه حياة فطرية متنوعة، بما في ذلك حيوانات الغابات المطيرة التقليدية كالقردة ذات الصراخ المرتفع، والقرد العنكبوتي، وآكل النمل، والكسلان، والأسلوت، ونمر اليغور، والتابير، وبه أيضًا أنواع من الطيور منها التركي ذو العيينات المهدد بالانقراض. كما يوجد أيضًا مجموعات متنوعة من الحيوانات البرمائية، والزواحف. ويعد المتنزه الجبلي التوس دي كمبانا الوطني أحد متنزهات أمريكا الوسطى ذات الأهمية الخاصة لعلماء النبات لاحتوائه على أنواع كثيرة من النطاقات النباتية.

ومن المحتمل أن يكون متنزه فيرجين آيلاندز الوطني الذي تقوم بصيانته خدمات المتنزهات الوطنية في الولايات المتحدة، أكثر المتنزهات المعروفة في جزر البحر الكاريبي.

متنزهات أمريكا الجنوبية

منظر شلالات إيجواكو كما تبدو من الحدود بين الأرجنتين والبرازيل. ويمكن رؤية هذه الشلالات التي يبلغ عرضها 3 كم من متنزه إيجواسو الوطني الذي تديره الدولتان المذكورتان.
تمتاز مساحات كبيرة من أمريكا الجنوبية بقلة سكانها. ومع ذلك فإن بيئاتها الطبيعية تتعرض لتدمير متزايد، نتيجة لإقامة أقاليم جديدة للاستيطان البشري، والتنمية الاقتصادية. كما هو الحال في نطاق الغابات المطيرة، في حوض الأمازون. ومع ذلك ففي البرازيل عدد من المتنزهات الوطنية ومنها متنزه الأمازون الوطني، وهو إقليم من الغابات الاستوائية المطيرة المتاخمة لحدود نهر تاباجوس. وقد يكون متنزه إيجواكو الوطني الذي يمتد داخل الأرجنتين وبه شلالات إيجواسو، أشهر متنزهات البرازيل.

وتعد الأرجنتين رائدة في مجال المحافظة على البيئة الطبيعية في أمريكا الجنوبية. ففي متنزهاتها مناظر طبيعية رائعة. فعلى سبيل المثال، يحتوي متنزه لوس جلاسيارس الوطني الواقع على الحدود مع دولة بيرو في الجنوب الغربي، على جبال جميلة مع بحيرات ضخمة تملأ الأودية الجليدية.

وتشمل المتنزهات الرئيسية في أمريكا الجنوبية متنزه كانيما الوطني في فنزويلا الذي يحتوي على شلالات إنجل وهي أعلى المساقط المائية في العالم، ومتنزه كيتور الوطني في غايانا، وبه شلالات كيتور الضخمة التي تعد من أجمل المساقط المائية في العالم، وجزء من جزر الجلاباجوس التابعة للأكوادور، وكذلك قمة هواسكاران وهي أعلى قمة جبلية في بيرو.

مستقبل المتنزهات الوطنية

حققت المتنزهات الوطنية كثيراً من النجاح، وأدرك كثير من الناس التهديد الذي لحق بالبيئة الطبيعية نتيجة للتزايد السريع في سكان العالم الذي أدى إلى تدمير واسع لبيئات الحياة الفطرية وإلى تلوث البيئة، هذا بالإضافة إلى أن أعدادًا متزايدة من سكان المدن يريدون الاستمتاع بالطبيعة. ومكنتهم السيارات من الانتقال بين المدن بسهولة والتمتع بالمناطق الريفية. واستفادت المتنزهات الوطنية من حركات إحياء وتجديد الاهتمام بالطبيعة. ولكن شعبية الكثير من المتنزهات بدأت تهدد بيئات المجتمعات الحيوانية. فعلى سبيل المثال، زار متنزه جبال سموكي الكبرى في ولايتي شمال كارولينا وتنيسي الأمريكيتين 15,000 زائر في عام 1934م، ولكن بعد 45سنة من ذلك التاريخ، وصل عدد الزوار إلى 8,3 ملايين زائر. وأدت شهرة الكثير من هذه المتنزهات، إلى قيام السلطات بتخصيص أماكن معينة للزيارة، والمحافظة على معظم مساحة المتنزه للحياة الفطرية.

وتدار بعض المتنزهات الوطنية على نحو أكثر صرامة من إدارة بعضها الآخر. فمثلا نفقات إدارة المتنزهات الوطنية الكبرى في بعض الدول النامية تكون مرتفعة، وتواجه سلطات المتنزهات صعوبة في السيطرة على عمليات الصيد الجائر. فهناك بعض الصيادين لايريدون سوى الطعام لعائلاتهم، في حين يذبح الآخرون الفيلة للحصول على أنيابها. ويحدث في بعض الأحيان أن تزداد أعداد بعض الحيوانات في المناطق المحمية، مما يؤدي إلى خطر التخريب من جراء الرعي الجائر مما لا تسمح به طاقة المراعي. والحل في مثل هذه الحالة اختيار بعض الحيوانات وقتلها.

هناك اختلاف في وجهات النظر حول المتنزهات. فبينما يرى بعض الناس، أن الدور التعليمي والترويحي للمتنزهات دور مهم وأساسي، فإن بعضهم الآخر يرى ألا تتدخل يد الإنسان في هذه المتنزهات الطبيعية ما أمكن ذلك.

يقول بعض علماء البيئة إن إنشاء المتنزهات الوطنية، وفي الوقت نفسه المحافظة على البيئات الطبيعية للأحياء والحياة الفطرية، قد يسبب مشاكل للسكان المحليين. فقد يؤدي إلى طرد بعض القبائل الصغيرة وحرمانها من حقوقها في مناطق تعتبرها أوطانًا لها. وربما يعاني هؤلاء المطرودون من المتنزهات الفقر وربما الموت إذا أجبروا على مغادرة أماكنهم بالقوة. وتتطلب الإدارة الفعالة للمتنزهات الوطنية تعاون السكان المحليين الذين يسكنون في المناطق المخصصة للمتنزهات أو بالقرب منها، فنظرتهم إلى صيانة الموارد الطبيعية يجب أن تكون جزءاً من الاستراتيجية الإدارية العامة للمتنزهات.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية