الرئيسيةبحث

الكاتدرائية ( Cathedral )



الكاتدرائية كنيسة يرعاها قسيس بمرتبة مطران، ويقوم بإدارة المنطقة التي يتعهدها من تلك الكاتدرائية .

الأهمية التاريخية للكاتدرائية:

حدث أكبر نشاط لبناء الكاتدرائيات في أوروبا خلال القرون الوسطى بين القرنين العاشر والسادس عشر الميلاديين. وكان المهندسون المعماريون في أوروبا في ذلك الوقت، قد أخذوا على عاتقهم تصميم كاتدرائيات ضخمة مزدانة بالرسوم والتماثيل اعتقادًا منهم أن مثل هذه الكاتدرائيات الفخمة تزيد من إيمان الناس بالنصرانية. وحذت الكاتدرائيات حذو المساجد الإسلامية فقد شرعت منذ العصور الوسطى تُستخدم للصلاة اليومية ومدرسة للتعليم. وكانت نوافذها الزجاجية تعكس صورًا متعددة لما جاء في الإنجيل، كما كانت تصور حياة القديسين النصارى حسب مالديهم.

وقد بُنيت معظم الكاتدرائيات على هيئة صليب على الأرض، ثم ارتفع البناء على ذلك الشكل.

الكاتدرائيات الشهيرة:

هناك كثير من الكاتدرائيات الأوروبية التي اشتهرت، ومن بينها: الكاتدرائيات الفرنسية وبخاصة تلك التي في أمْيِانْ وريمس وكاتدرائية نوتردام في باريس. كما توجد كاتدرائيات في كولون بألمانيا، وميلانو بإيطاليا. أما أكبر كاتدرائية في أوروبا فهي التي في إشبيليا بأسبانيا.

وهناك بعض الكاتدرائيات الضخمة في بريطانيا مثل التي في درهام (دَرَمْ) ولنْكولْن. وتنتشر هذه الكاتدرائيات الضخمة في أسكتلندا وويلز، كما بنيت كاتدرائيات أخرى في أستراليا ونيوزيلندا وأمريكا الشمالية، ومن بينها كاتدرائية نيويورك.

التنظيم الإداري للكاتدرائية

لكل كاتدرائية تنظيم إداري يتولى إدارة المنطقة التي يشرف عليها المطران. ويتكون هذا التنظيم الإداري من جماعة من القساوسة والرهبان.

أعمال مجلس الكاتدرائية:

من أهم أعمال مجلس الإدارة رعاية الصلوات التي تقام في الكاتدرائية، وغيرها من الواجبات اليومية الكثيرة للحفاظ على الكاتدرائية بحالتها الطبيعية. ويسكن الرهبان عادة في مكان قريب من الكاتدرائية.

ميزانية الكاتدرائية:

تُجمع الأموال التي تحتاجها الكاتدرائية ـ لصيانتها وإصلاحها ـ من التبرعات التي يقدمها الذين ينتمون إلى الكاتدرائية، أو من الأصدقاء. أما في حالات الإصلاحات الكبيرة، فإن الكاتدرائية في تلك الحالة تقوم بتوجيه نداءات تطلب العون ممن لهم رغبة في ذلك العمل.

تاريخ الكاتدرائيات البريطانية والأيرلندية

هناك تسع كاتدرائيات إنجليزية يشار إليها أحيانا بأنها الأساس القديم وهي: تشيشِسْتر، وإِكْسِترْ وهيرفورد، وليشفيلد، ولنكُولْنْ ولندن، وسالزبري، وويلزْ، ويوركْ. وكلها بنيت قبل بداية القرن السادس عشر الميلادي. وهناك ثماني كاتدرائيات أخرى بُنيت في بريطانيا قبل القرن السادس عشر الميلادي يُشار إليها بالأساس الجديد منها: نورويتش وكانْتَرْبُرِي.

الكاتدرائيات القديمة:

بُنى الأنجلو ـ سكسونيون (وهم من القبائل الألمانية التي نزحت إلى بريطانيا) بعض الكاتدرائيات في بريطانيا بعد دخول النصرانية في تلك البلاد وذلك في القرن السابع الميلادي. كما بنى الملك الدنماركي سيتريك الثالث كاتدرائية في دبلن نحو عام 1038م.

النورمنديون والإنجليز الأوائل:

تعرف الكاتدرائية التي بنيت في بريطانيا بين عامي 1066 و1170م باسم الكاتدرائية النورمندية. وقد بنى النورمنديون معظم الكنائس السكسونية الموجودة حاليًا. ويتسم التصميم المعماري النورمندي بالضخامة بالإضافة إلى الأقواس المستديرة القمة. وتبدو الكاتدرائيات الإنجليزية القديمة قليلة التناسق.

وفي أيرلندا، بُني الكثير من الكاتدرائيات خلال القرن الثالث عشر الميلادي.

الطراز المزخرف:

وقد ظهر في الفترة مابين عامي 1275 و1350م. وهو ما سماه علماء المعمار بالطراز المزخرف. وقد انتهى هذا الطراز فجأة عندما نزل الموت الأسود (الطاعون الكبير) على بريطانيا، مماجعل كل عمليات البناء تتوقف.

وخلال القرن الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين أصبح الزجاج متوافرًا لاستعماله في النوافذ، وارتفع مستوى تصميم النوافذ خلال عصر الطراز المزخرف، وأضحى الزجاج أرخص ثمنًا مماكان عليه من قبل، وازداد استعماله يوما بعد يوم. وكان البناءون أول أمرهم يجعلون الزينة في شكل حلقات مستديرة مبسطة، ولكنهم مالبثوا أن طوروا هذا الفن فيما بعد ليجعلوا منه أشكالاً ذات تعرجات متعددة، واستغلوا هذا الفن في أقواس البناء والتجميل والجدران، وجعلوا الأعمدة أقل سُمكا مما كانت عليه في العهود السابقة.

وتتميز كاتدرائية إكستَر، وكنيسة يورك ؛ بإنجلترا بما تحتويان عليه من أعمال فنية على الطراز المزخرف، وبخاصة في النوافذ.

الطراز العمودي:

استمرت فترة الطراز العمودي القوطي من منتصف القرن الرابع عشر الميلادي إلى منتصف القرن السادس عشر الميلادي. واستعمل هذا التعبير أي الطراز العمودي ليصف طرازًا خاصًا للنوافذ. غير أن هذا التعبير يستخدم أيضًا في المعنى العام ليصف الفترة كلها والكاتدرائيات التي بنيت خلالها.

ونجد أن الخطوط المستقيمة الكثيرة هي التي تتحكم في هذا الطراز العمودي، كما يصبح تأثير الهندسة المعمارية بارزًا بقوة مع البساطة فيه.

من عصر النهضة إلى العصر الحديث:

أنهى الإصلاح النصراني الذي حدث في القرن السادس عشر الميلادي بناء كاتدرائيات القرون الوسطى ؛ إذْ إنه بعد ذلك الوقت حلّ الملك هنري الثامن جميع أماكن الرهبنة عندما أصبح الرئيس الأعلى للكنيسة الإنجليزية. ونتيجة لذلك، أصبحت القوانين المدنية تحكم كل الكاتدرائيات. ولم تُبن أية كاتدرائية بعد حركة الإصلاح النصراني حتى التهمت النيران كاتدرائية سانت بول عام 1666م أثناء حريق لندن الكبير.

ووضع تصميم الكاتدرائية الجديد السير كريستوفر رِنْ، وبدأ العمل في بناء الكاتدرائية عام 1675م، وانتهى البناء عام 1698م فيما عدا القبة والواجهة الغربية. وقد أخذ كثير من الناس يطلقون على هذا النوع من الكاتدرائيات طراز عصر النهضة.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية