الرئيسيةبحث

العمارة الأسترالية ( Australian architecture )



دار أوبرا سيدني صممه جويرن أوتزون، و هو مهندس دنماركي، عام 1957م، وافتُتح عام 1973م. وخلال الأعوام الستة عشر التي تم فيها إنشاء المبنى ظهرت اكتشافات هندسية ومعمارية أثْرَت العمارة في أستراليا وغيرها من دول العالم.
العمارة الأسترالية تعكس الآثار التي شكلت البلاد طوال فترة تاريخها. وكانت إنجلترا هي مصدر النفوذ الثقافي الرئيسي لأستراليا حتى أوائل القرن العشرين الميلادي. أما بعد ذلك فقد وقعت أستراليا تحت تأثير أمريكا الشمالية بشكل متزايد، وأخذت الأفكار والتكنولوجيا بعض الوقت لتعبر المحيطات للوصول إلى المراكز الرئيسية في سيدني وملبورن، وكانت الطرز المعمارية وطرقها قد تعثرت خُطاها خاصة في فترة الاستعمار.

أحضر المهاجرون الأستراليون الأوائل شيئًا قليلاً من المهارات المعمارية أو مواد البناء. ولم يجدوا أي مبان أنشأها السكان الأصليون، كما لم يجدوا عمالاً مهرة من بين أولئك السكان، يمكن أن يساعدوهم أو يؤثروا على تقاليدهم البريطانية. ونتيجة لذلك فقد كان مابنوه متأثرًا بالظروف المحلية للطقس والمواد. وكانت المباني التي شُيدت في أستراليا مباني بدائية، وقد تآكلت بعد إنشائها بسرعة.

مبنى إدموند رايت في أديليد، صُمِّم على الطراز الكلاسيكي. بني هذا المبنى عام 1878م.

العمارة الجورجيّة:

خلال الخمسين سنة الأولى ـ بعد وصول المهاجرين في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي ـ تطور المعمار الأسترالي داخل إطار تصاميم العهد الجورجي. وكانت المباني الأولى التي شيدها المهاجرون في أستراليا تميل إلى الانسجام والاتساق، وافتقرت التزيين الذي عرف به الطراز الجورجي.

وكانت ثلاثينيات القرن التاسع عشر الميلادي فترة غنية بالمعمار الأسترالي ؛ فقد جاء غزل الصوف بازدهار اقتصادي. وكان أن ظهرت بعض الأسر الغنية، ثم ظهرت زيادة فجائية في عدد العائلات المهاجرة المتحررة، بما في ذلك بعض المهندسين المعماريين الذين شجعوا قيام مبان ضخمة، ومنازل كبيرة جميلة. وظهرت التصاميم الفنية، إذ توقف استعمال الطوب الظاهر، وبدلاً منه ظهرت الجدران الناعمة المدهونة.

ولما اكتُشف الذهب في الخمسينيات من القرن التاسع عشر الميلادي دخلت تغيرات كثيرة في المجتمع الأسترالي، وعكست الهندسة المعمارية هذه التغيرات. فقد أوجدت الثروة والمهاجرون الجدد وازدهار التجارة أذواقا جديدة وحاجة إلى أنواع جديدة من المباني. وازداد الطلب على المصارف والمسارح والفنادق والمكاتب الجديدة.

العمارة الفكتورية:

في العهد الفكتوري، أصبحت الهندسة المعمارية الأسترالية تهتم إلى حد كبير بالمظهر. وكانت المباني في الخمسينيات من القرن التاسع عشر الميلادي قد غلب على معظم مبانيها اللون الرمادي، كما كانت بسيطة. ولكن بعد ثلاثين سنة من ذلك كانت صارخة في شكلها، وأخذ هذا الطراز ينمو ويتزايد، وأخذ المعماريون في كسوة مبانيهم بالطرز القوطية والعربية والصينية والرومانية والإغريقية ، وطرز البناء في البندقية أو طرز عهد النهضة الأوروبية.

وفي الثمانينيات من القرن التاسع عشر الميلادي، أُدخلت المصاعد الكهربائية لأول مرة إلى مباني المدن الأسترالية، ونتيجة لذلك أصبحت هذه المباني ترتفع إلى 30و50 مترًا. وأخذت الإضاءة الكهربائية تحتل مكان ضوء الغاز، ثم دخلت بعد ذلك المياه وتمديدات الصرف الصحي والهواتف في المباني لتعدل من الهندسة المعمارية في البلاد.

العمارة الحديثة:

جعلت التطورات المعمارية الأخيرة بالإمكان إنشاء المباني التي ظهرت بأسلوب القرن العشرين الميلادي. وفي هذا القرن، ظهرت مواد بناء جديدة، منها الخرسانة المسلحة التى أدخلها المهندس جون موناش بعد الحرب العالمية الأولى (1914-1918م). واستفادت الهندسة المعمارية الأسترالية الحديثة مما سبقها في أوروبا وأمريكا وإنجلترا، ولو أنها تراجعت في تطورها بسبب الأزمة المالية التي حلت بالعالم بعد سنة 1929م. كذلك أثرت هوليوود على المعمار الأسترالي الذي عُرف بالحديث. وبعد الحرب العالمية الثانية (1939-1945م) كان لشح مواد البناء أثره على أسلوب المعمار، فقد صغر حجم المنازل وظهر الميل لخفض التكلفة. ولكن بعد ازدهار الاقتصاد في الخمسينيات ظهرت المباني الجديدة المستوحاة من الأسلوب الأمريكي، وظهر ذلك في بناء المصانع أيضًا، إضافة إلى البنايات التعليمية والصحية، والمعملية وغيرها.

ويضاف إلى هذا أن البناء في هذه الفترة أصبح عملية تجميع أكثر منه بناءً بسبب توفّر الجدران المعدة مسبقًا في المصانع.

تشبه كثير من المباني ما أقيم في العالم الغربي، ولكن هناك بعض المباني القليلة التي يقال عنها إنها متميزة في طرازها المعماري بالفعل.

وكان لازدهار الاقتصاد طوال ربع القرن الذي أعقب الحرب العالمية الثانية أثره على المعمار خاصة في تصميم المسابح، وقاعات الموسيقى، وصالات عرض اللوحات الفنية، ودور اللهو والترفيه

المصدر: الموسوعة العربية العالمية