عمرو بن العاص ( Amr- ibn- al-'Aas )
عمرو بن العاص (50ق.هـ - 43هـ، 574 - 664م). عمرو بن العاص بن وائل السّهمي القرشي، أبو عبد الله. صحابي جليل كان ممن يضرب به المثل في الفطنة والدهاء والحزم. كان في الجاهلية من فرسان قريش وكان من الأشدّاء على الإسلام. أسلم في هدنة الحديبية قبل فتح مكة. ولاّه النبي ﷺ إمرة جيش ذات السلاسل وأمدّه بأبي بكر وعمر رضي الله عنهما. استعمله النبي ﷺ على عُمان ولم يزل واليًا عليها حتى قبض رسول الله ﷺ. كان من أمراء الجيوش بالشام في زمن عمر، فتح مصر وقنَّسرين. ولاه عمر فلسطين ثم مصر وعزله عثمان رضي الله عنه.
ولما كانت الفتنة بين عليّ ومعاوية كان عمرو مع معاوية وشهد معه صفّين وكان مبعوثه في قضية التحكيم المشهورة. ولاّه معاوية على مصر سنة 38هـ، 659م وبقي واليًا عليها حتى وفاته. وكان معاوية قد أطلق له خراجها ست سنين فجمع أموالاً طائلة. وقد بنى مدينة الفسطاط في موقع مدينة القاهرة الحالية.
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا رأى الرجل يتلجلج في كلامه قال متعجبًا: خالق هذا وخالق عمرو بن العاص واحد! يعني أنّ الله تعالى خالق الأضداد. وهو صاحب المثل المشهور: "أردت عمروًا وأراد الله خارجة" وذلك أن رجلاً من الخوارج أراد قتل عمرو فضرب أحد رجاله، ويدعى خارجة، يظنه عمروًا، فمات خارجة، فلما جيئ بالخارجي إلى عمرو قال تلك القولة فأصبحت مثلاً.
ولعمرو في كتب الحديث 39 حديثًا.