معاوية بن أبي سفيان ( Mu'awiyah ibn- abi- Sufyan )
معاوية بن أبي سفيان (20ق.هـ - 60هـ ، 603 - 680م). معاوية بن أبي سفيان، صخر بن حرب ابن أمية، القرشي. من بني عبد شمس بن عبد مناف. مؤسس الدولة الأموية. ولد بمكة، وأسلم يوم فتحها. كان عارفًا بالكتابة والحساب، فجعله رسول الله ﷺ من كتابه. ولاه أبو بكر قيادة جيش تحت إمرة أخيه يزيد بن أبي سفيان، فكان في مقدمته في فتح مدينة صيدا وعرقة وجبيل وبيروت. وجعله عمر والياً على الأردن، وضم إليه دمشق بعد أن مات أميرها أخوه يزيد لما لمسه فيه من حزم وعلم. وولاه عثمان جميع الديار الشامية. وعزله عليّ عن الشام بعد مقتل عثمان. ولم ينفذ الأمر، ونادى بالثأر من قتلة عثمان لكونه ابن عمه، واتهم عليًّا بالتباطؤ في المطالبة بدم عثمان. فبدأت بذلك فتنة اندلعت بسببها الحرب بينه وبين علي، أشهرها معركة صفين. وانتهى الأمر بخلافة معاوية في الشام وخلافة علي في العراق. ثم قتل علي وبايع أهل العراق ابنه الحسن، فرأى الحسن التسليم لمعاوية بالخلافة حقنًا للدماء.
كان أحد دهاة العرب المتميزين الكبار، واشتهر بالحِلْم والحكمة، وكان فصيحًا وقورًا. روى 130حديثًا عن الرسول ﷺ. وهو أحد عظماء الفاتحين في الإسلام. بلغت فتوحاته المحيط الأطلسي. افتتح عامله بمصر بلاد السودان عام 43هـ، 664م. وهو أول مسلم ركب بحر الروم للغزو. وفتحت في أيامه كثير من جزر اليونان والدردنيل. وحاصر جيشه القسطنطينية برًّا وبحرًا عام 48هـ، 669م. وقام بتكوين أسطول بحري إسلامي عظيم ليحمي به ثغور دولته. وغزت جيوشه السند وباكستان وبخارى وسمرقند وبلاد المغرب، واهتم بالدعوة إلى الإسلام بين البربر.
كان أول من جعل دمشق عاصمة لخلافته وأول من اتخذ المقاصير (الدور الواسعة المحصنة)، وأول من اتخذ الحرس والحجَّاب في الإسلام. وأول من نصب المحراب في المسجد. وعندما كبر سنه أخد يخطب جالسًا. وضربت في أيامه دنانير عليها صورة أعرابي متقلدًا سيفًا.
استخلف ابنه يزيد ومات بدمشق.