الرئيسيةبحث

الشام، فتح ( Shaam, Conquest of )


الشام، فتح. كان فتح الشام على أيام أبي بكر الصِّديق ـ رضي الله عنه ـ الذي استنفر المسلمين ووجه القواد إلى الشام، مثل: الوليد بن عقبة وعمرو بن العاص وأبي عبيدة عامر بن الجراح ويزيد بن أبي سفيان. واصطدم المسلمون بقيادة يزيد بالروم بقيادة سرجيوس في وادي عربة، فهُزم الروم، واجتمعوا بغزة فلحقهم المسلمون وكادوا أن يفنوهم في عام 13هـ الموافق 634م. وكان اللقاء الثاني في العام نفسه في أجنادين من أرض فلسطين، يقودهم أرطبون، فهُزموا، وتراجعوا إلى بيت المقدس.

لم تتخذ حركات الجيوش الإسلامية شكل المعارك الكبرى إلا بعد أن جاء خالد بن الوليد من العراق، مددًا لأهل الشام، فتوحّدت القيادة الإسلامية تحـت إمرته وكان من معاركه الكبرى فتح دمشق. فبعد أن هزم المسلمون الروم في مدينة فِحل، تقدموا نحو دمشق، وفي طريقهم إليها هزموا الروم في موقعة مرج الصُفرّ، وخلصوا إلى أسوار دمشق وحاصروها لمدة سنة أو سبعة أشهر، حتى استسلمت في عام 14هـ الموافق 635م.

أثار فتح دمشق روح المقاومة في الجيش البيزنطي الرومي، فحشد ملكهم هرقل جيشًا هائلاً قوامه خمسون ألفًا بقيادة أخيه تيودور. وحشد المسلمون خمسة وعشرين ألفًا بقيادة خالد بن الوليد، ونشب القتال بين الجيشين في اليرموك صيف عام 15هـ الموافق 636م، وانتصر المسلمون، وكاد جيش الروم أن يفنى بعد مقتل قائدهم، مما اضطر هرقل إلى الانسحاب من أنطاكية. ★ تَصَفح: اليرموك، معركة. وكان من نتائج هذه المعركة ـ إضافة إلى هذا الانتصار الكبير للمسلمين ـ أن سيطر المسلمون على قلب بلاد الشام والجزيرة، وانطلقوا في الفتوحات شمالاً وجنوبًا حيث استْولوا في الجنوب على بيت المقدس عام 17هـ الموافق 638م، وعلى قيسارية عام 20هـ الموافق 640م. وتتابعت الفتوح في الشمال بعد حمص، فدخل المسلمون حلب ثم أنطاكية واتجهوا إلى الشرق إلى مدن الجزيرة، فصالحوا أهل الرها ونُصِّيبين وأرمينية. وبذلك تم الاتصال بين فتوح الشام وفتوح العراق، وأصبحت الشام قاعدة انطلاق غربًا إلى شمالي إفريقيا وشرقًا إلى الجناح الشرقي من دولة الخلافة.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية