اليورو (الرمز الشكلي:€، رمز الإيزو:EUR) هي العملة الموحدة لدول الإتحاد الأوروبي، الذي يعد بعد الدولار الأمريكي ثاني أهم عملة على مستوى النظام النقدي الدولي. يتم التحكم به من قبل البنك المركزي الأوروبي في مقره بفرانكفورت بألمانيا. اليوم يعد اليورو العملة الرسمية المتداولة في 15 دولة من دول الإتحاد الأوروبي السبع و العشرون. كما أنه العملة الرسمية في ست دول أخرى هي ليست أعضاء في الإتحاد الأوروبي.
ابتداءا من عام 1999 تم بدء التعامل باليورو على النطاق المصرفي، و ابتداءا من الأول من كانون الثاني/يناير عام 2002 استبدل اليورو عملات الدول المنضمة لإتفاق تطبيق اليورو و أصبح منذ ذلك الحين عملتها الرسمية. اليورو الواحد مقسم إلى 100 سنت.
حقق اليورو سعر صرف قياسي في 30 كانون الأول/ديسمبر 2004 ليبلغ سعر 1,3668 دولار أمريكي. أدنى قيمة تعامل له مقابل الدولار الأمريكي وصل إليها اليورو في 26 تشرين الأول/أكتوبر 2000، بلغ حينها 0,8225 دولار أمريكي.
فكرة العملة الأوروبية الموحدة اليورو قديمة بعمر الإتحاد الأوروبي نفسه، لكن بدأ تطبيقها عمليا في عام 1970 من خلال خطة فيرنر التي طرحها رئيس الوزراء اللوكسمبورغي بيير فيرنر، التي كانت نواة الإتحاد الإقتصادي و النقدي الأوروبي. كان أمل هذه الخطة تطبيق عملة موحدة في الإتحاد الإقتصادي الأوروبي بحلول عام 1980. لكن سرعان ما انهارت الفكرة و حل محلها عام 1972 اتحاد تصريف العملة الأوروبي و لاحقا عام 1979 النظام النقدي الأوروبي. هدف النظام النقدي الأوروبي كان المحافظة على استقرار العملات المحلية. لتحقيق هذا الهدف، تم إنشاء عملة نقد شكلية لحساب تصريف العملة تحت اسم الإيكو (ECU)، التي من الممكن على المرء وصفها بأنها العملة الأوروبية الموحدة السابقة لليورو. في عام 1988 تبنت اللجنة الأوروبية تحت رئاسة جاك ديلورس ما يسمى بتقرير ديلورس . هذا التقرير وضع الأساس لتطبيق تنفيذ العملة الأوروبية الموحدة من خلال تطبيق ثلاث مراحل.
المرحلة الأولى لنشأة اليورو تمت في الأول من تموز/يوليو 1990 من خلال إتفاق يسمح بتنقل رؤوس الأموال بين دول الإتحاد. في 1يناير 1994 بدأت المرحلة الثانية من خلال تأسيس المؤسسة النقدية الأوروبية، التي كانت سابقة لتأسيس البنك المركزي الأوروبي فيما بعد. في 16 كانون الأول/ديسمبر 1995 تم الإتفاق على تسمية العملة الجديدة باليورو (Euro) بدلا من الإسم القديم و ذلك بعد مداولات طويلة. كانت هناك أسماء أخرى عديدة مقترحة، من بينها فرانك أوروبي، غولدن أوروبي، كرونا أوروبية. لكن اتفق المجتمعون على ألا تكون التسمية الجديدة للعملة المقترحة منسوبة لأي عملة متواجدة في أحد الدول الأعضاء. فرنسا اقترحت إبقاء الإسم الذي استعمل طيلة هذه الفترة "الإيكو"، لكن كل هذه الإقتراحات فشلت إلى أن إقترح وزير المالية الألماني تيودور فايغل الإسم "يورو". في 13 كانون الأول/ديسمبر 1996 اتفق وزراء الإتحاد الأوروبي على معاهدة المحافظة على إستقرار اليورو، التي نصت على محافظة الدول الأعضاء على استقرار إقتصادياتهم المحلية و بالتالي سعر صرف اليورو. المرحلة الثالثة تشكلت مع إنعقاد المجلس الأوروبي ما بين 1-3 أيار/مايو 1998 و إتفاقه على بنود إضافية، أهمها تحديد الدول المطبقة للعملة و الإقتصاد الموحد. في 19 حزيران/يونيو 2000 قرر المجلس الأوروبي ضم اليونان للدول الداخلة في الإتحاد النقدي و الإقتصادي ابتداءا من عام 2001.
في الأول من كانون الثاني/يناير 1999 تم تحديد قيمة اليورو مقابل العملات المحلية للدول الأعضاء و أصبح اليورو منذ ذلك اليوم عملة بنكية لأول مرة. في اليوم التالي قامت بورصات فرانكفورت، باريس و ميلانو بتدوين قيمة الأوراق المالية باليورو، كما تم ربط العملات المحلية في الدول الأعضاء باليورو بدل من الدولار. سُمح أيضا منذ ذلك التاريخ بفتح حسابات في البنوك بالعملة الجديدة. بدأ توزيع العملة الجديدة على البنوك و المؤسسات المالية في الدول الأعضاء منذ النصف الثاني للعام 2001، وفي شهر كانون الأول/ديسمبر من نفس العام بدأت البنوك بيع عينات من العملة الجديدة للجمهور. بدأ التداول الرسمي لليورو في 1 كانون الثاني/يناير 2002، وأصبح العملة الرسمية في الدول الأعضاء بدلا من العملات المحلية، أي تم وقف قبول الدفع بالعملات القديمة إلا في أماكن معينة (كالبنوك مثلا). استبدلت البنوك المركزية في الدول الأعضاء في الفترة اللاحقة العملة القديمة لكل دولة باليورو. هذه الفترة مختلفة من دولة إلى أخرى، في ألمانيا على سبيل المثال سمح بإستبدال المارك الألماني حتى عام 2005.
كان قبول اليورو بين الجمهور الأوروبي متفاوتا من بلد إلى آخر. على سبيل المثال في دول كانت قيمة عملتها منخفضة كإيطاليا و اليونان، لقي اليورو ترحيب أوسع من دول ذو عملة أقوى كألمانيا و فرنسا. كما أن سعر اليورو القوي مقابل معظم العملات القديمة أعطى الإنطباع بأن اليورو أتى و معه غلاء الأسعار. في أمور أخرى كالسفر و السياحة، لقى اليورو ترحاب كبير بين السياح لأنه وفر عليهم تغيير العملة و سهل مهمة الدفع.
هناك إلى حد الآن 15 دولة مطبقة لليورو:
(عملة تحويل/عملة متداولة):
العملة | الرمز | تاريخ الانضمام
لـ ERM II |
تاريخ بدء
التعامل باليورو |
---|---|---|---|
جنيه قبرصي | CYP | 2 مايو 2005 | 1 يناير 2008 |
كرونا استونية | EEK | 28 يونيو 2004 | 1 يناير 2008 |
لاتس لاتفي | LVL | 2 مايو 2005 | 1 يناير 2008 |
ليرة مالطية | MTL | 2 مايو 2005 | 1 يناير 2008 |
كرونة سلوفاكية | SKK | 28 نوفمبر 2005 | 1 يناير 2009 |
ليتاس لتواني | LTL | 28 يونيو 2004 | 1 يناير 2009 |
ليف بلغاري | BGN | — | 1 يناير 2010 |
كرونة تشيكية | CZK | — | — |
فورينت مجري | HUF | — | 2010 |
زلوتي بولندي | PLN | — | 2011 |
لي روماني | RON | — | 2011 |
في عام 2004 تم الإعلان بأن اليونان لم تكن مؤهلة أبدا في يوم من الأيام بالدخول في النظام النقدي الأوروبي الموحد، لأن البيانات الإقتصادية التي أعطيت للجهات الأوروبية المسؤولة تم تزويرها و أعطيت عوضًا عنها معلومات خاطئة عن صحة أداء الإقتصاد اليوناني. دول أخرى في أوروبا كانت تطبق قبل مجيء اليورو عملات لإحدى الدول المطبقة لليورو، لذا تبنت العملة الجديدة بدلا من العملة القديمة. هذه الدول تشمل: موناكو، سان مارينو و الفاتيكان. هناك دول تطبق اليورو أيضا بطريقة غير رسمية، هي: أندورا، كوسوفو، الجبل الأسود.
بالنسبة لدول الإتحاد الأوروبي العشرة الجديدة، التي انضمت للإتحاد عام 2004، هناك سقف عامان على الأقل بشكل عام لكل هذه الدول، خلال هذه الفترة، يجب على الدولة المعنية إستيفاء الشروط القانونية و الإقتصادية، التي قد تؤهلها لتطبيق العملة. تعرف هذه الفترة بالآلية الأوروبية لتحديد أسعار العملات (ERM II). كل دولة تحدد بمحض إرادتها وقت بدء تنفيذ هذا السقف، لكن عند دخولها هذه الفترة، تتعهد بإستيفاء الشروط عند إنتهاءها و إلا واجهت عقوبات، بعد ذلك يجب طرح اليورو للتداول في الدولة المعنية، ولن يكون الموضوع اختياريا كما حصل من قبل مع بريطانيا و الدانمارك.