نزاع دار فور أزمة نشبت في إقليم دار فور شرقي السودان منذ بداية فبراير 2003 على خلفيات عرقية وقبلية وليست دينية كما في حالة حرب الجنوب. بالرغم من ذلك تبدو الفروق العرقية والقبلية غير واضحة المعالم قبائل الفور والزاغاو والمسليت التي تتعرض للهجوم تدين بالإسلام. [1]
إقليم دارفور يشكل خُمس مساحة السودان. يحدّ الإقليم من الشمال ليبيا ومن الغرب تشاد ومن الجنوب الغربي أفريقيا الوسطى. من الداخل (الشرق) يتجاور إقليم دارفور مع أقاليم سودانية مثل بحر الغزال وكردفان. في عام 1989، شبّ نزاع عنيف بين الفور والعرب، وتمت المصالحة في مؤتمر عقد في الفاشر عاصمة الإقليم. ونشب نزاع ثان بين العرب والمساليت غرب دارفور عامي 1998 و2001، وتم احتواؤه باتفاقية سلام بين الطرفين وقد فضّل بعض المساليت البقاء في تشاد.
أحد جانبي النزاع يتألف عموما من قوات حكومية سودانية حسب ادعاءات البعض وبشكل رئيسي قوات الجنجاويد، وهي زمرة مسلحة مؤلفة عموما من قبائل عرب البقارة (يرعون البقر الأفريقي بالإضافة للإبل) من ريزاغات الجنوبية وهم عموما بدو رُحَّل يرعون الإبل. الطرف الآخر هو مجموعة من المجموعات المتمردة، أهمها حركة تحرير السودان وحركة العدل و المساواة يتحدرون بشكل كبير من قاطني دار فور غير العرب من الفور و زاغاوا و ماساليت . بالرغم من ان سياسة السودان تنكر أي دعم لها لمجموعات الجنجاويد إلا أن الكثير من الدول والمؤسسات الدولية يتهمونها بتوفير الدعم المادي والأسلحة لفرق الجنجاويد وحتى المشاركة في هجومات ضد القبائل التي تدعم فرق التمرد. [2] على ما يبدو ان سنوات من قلة الأمطار و التصحر و تزايد السكان كانت أحد الأسباب الرئيسية لنشوب هذه الأزمة ، فرحل الباغارا أثناء بحثهم عن الماء و الطعام يضطرون للإغارة على مناطق المجتمعات الزراعية الموجودة في دار فور. [3]