الرئيسيةبحث

مذبحة الخليل

جريدة تظهر مقالة عن المذابح التي جرت في الخليل
جريدة تظهر مقالة عن المذابح التي جرت في الخليل

مذبحة الخليل أو مذبحة حبرون (بالعبرية: טבח חברון) هي مذبحة وقعت في 24 آب/أغسطس 1929 في الخليل، أيام الانتداب البريطاني على فلسطين، حيث تم قتل 67 يهودياً من سكان المدينة على يد عرب فلسطينيين معظمهم من القرى المجاورة للمدينة وبعضهم من سكان المدينة العرب.

فهرس

خلفية

أصل الطوائف الخليلية

تعتبر مدينة الخليل مدينة مقدسة في كل من الإسلام واليهودية. كانوا العرب المسلمين يسكنون الخليل منذ أيام عمر بن الخطاب في القرن السابع للميلاد. يقال إن أول عربي مسلم استقر في المدينة كان تميم الداري من الصحابة. أما اليهود فسكنوا المدينة حتى القرن الخامس للميلاد حيث هجروها عندما ساءت العلاقات بين اليهود والإمبراطورية البيزنطية. هناك دلائل تاريخية إسلامية ومسيحية تشير إلى أن عمر بن الخطاب سمح اليهود بالعودة إلى الخليل (وإلى مدن أخرى أيضا). كان عدد اليهود في المدينة قليلا نسبيا حتى نهاية القرن السادس عشر، أيام الدولة العثمانية، عندما استقرت فيها مجموعة من اليهود السفارديين. في غضون القرن التاسع عشر انضم إلى يهود الخليل عدد من اليهود الأشكناز، وفي 1924 أقاموا فيها يشيفا (مدرسة يهودية دينية)[1]. كانت العلاقات بين العرب الفلسطينيين و اليهود هادئة نسبيا.

سياسة الانتداب البريطاني

أقيم الانتداب البريطاني على فلسطين على أساس وعد بلفور الذي دعا إلى إقامة "بيت قومي" يهودي في فلسطين. في بداية فترة الانتداب تعاونت سلطات الانتداب مع الحركة الصهيونية لتشجيع هجرة اليهود إلى فلسطين (التي أخذت تتكثف منذ نهاية القرن التاسع عشر) وإلى إقامة تجمعات يهودية جديدة في فلسطين الانتدابية. في عشرينات القرن العشرين زاد التوتر بين اليهود والعرب الفلسطينيين إذ خشي العرب من فقدان حقوقهم إثر سياسة سلطات الانتداب وتعاونها مع الحركة الصهيونية. يقول بيني موريس وهو مؤرخ يهودي إسرائيلي: "بحلول سنة 1929 فهم العرب النمو غير المتناسق لليهود المدعوم بمقاييس حكومة الانتداب سيؤدي إلى تحويل العرب إلى أقلية في بلادهم"[2]

سلسلة الأحداث

في 14 آب (أغسطس) 1929 تظاهر 6000 يهودي في تل أبيب منشدين "الحائط لنا" بإشارة منهم إلى حائط المبكى، أي حائط البراق، و متحدين بذلك الوضع الراهن و القائم منذ أيام الدولة العثمانية التي سمحت لليهود بأداء صلواتهم قبال الحائط بشرط ألا يضعوا الكراسي أو المقاعد الراسخة بجانبه. بعد هذه المظاهرة بيومين وكردة فعل قام الفلسطينييون بمظاهرة مضادة في القدس. و في 23 آب 1929 نظمت مجموعة من أفراد الحركة الصهيونية اليمينية "بيتار" مسيرة تظاهرية في القدس التي انتهت باشتباكات عنيفة بين اليهود والعرب المقدسيين انتشرت بسرعة إلى أنحاء المدينة. وفي اليوم التالي، في ظل إشاعات كأنّ اليهود ينوون الاستيلاء على المسجد الأقصى، قامت مجموعات من العرب الفلسطينيين المسلحين بمهاجمة اليهود في القدس وصفد والخليل وغيرها من المدن.[3]

حسب تقارير الصحف في ذلك الحين كان معظم المهاجمين في الخليل من أبناء القرى العربية المجاورة للخليل. حسب تقرير زميرا ماني في صحيفة هآرتس من 12 أيلول (سبتمبر) 1929، وهي إحدى الناجين من المذبحة التي كانت في 16 من عمرها في ذلك الحين، فهي وأبناء عائلتها استعانوا بأبو عيد زيتون، أحد الخليليين العرب الذي جاء إلى بيتهم مسلحاً لينقذهم ويدافع عنهم، والذي أنقذ أيضاً يهوداً آخرين من المذبحة.

النتائج

بلغ عدد الضحايا اليهود 67 نسمة من ضمنهم كان هنالك ايضاً 12 من النساء وثلاث اطفال تحت سن الثالثة. تم جرح العشرات و من ضمنهم النساء والاطفال. كان معظم الضحايا من أبناء الطائفة اليهودية الخليلية التي أقيمت في أواخر القرن السادس عشر للميلاد وتوسعت في أوائل القرن التاسع عشر للميلاد. أما سبعة من الضحايا فكانوا يهوداً من أميركا وكندا جاؤوا إلى الخليل ليتعلموا في يشيفا التابعة للطائفة اليهودية الخليلية.

غادر جميع الناجين من المذبحة المدينة، وانتقلت اليشيفا الخليلية إلى القدس. في 1931 كانت محاولة لإقامة الطائفة اليهودية الخليلية من جديد، ولكن جميع اليهود غادروا المدينة في 1936 إثر استئناف التوتر بين اليهود والعرب في فلسطين.

وجود اليهود في الخليل اليوم

بعد حرب 1967، حيث احتل الجيش الإسرائيلي مدينة الخليل من الأردن، اقترح يحزقيل سرنا، رئيس اليشيفا الخليلية الموجودة في القدس والذي كان من سكان الخليل قبل 1929، على الحكومة الإسرائيلية إقامة الحي اليهودي في الخليل من جديد، ولكن الحكومة الإسرائيلية رفضت الاقتراح خشية من تأزيم الحالة القائمة في الضفة الغربية. في أبريل 1968 وصلت مجموعة من اليهود الإسرائيليين، بلغ عددهم 100 شخص تقريبا وانتمى معظمهم إلى حركات يمينية متدينة، إلى فندق "بارك" في الخليل لأداء احتفالات عشية عيد الفصح اليهودي. بعد نهاية العيد رفضت المجموعة مغادرة الخليل فقررت الحكومة الإسرائيلية السماح لهم بإقامة مستوطنة قرب المدينة التي تعرف اليوم باسم كريات أربع، غير أن عددا من أعضاء هذه المجموعة بقوا في الخليل نفسها.

معظم اليهود العائشين في الخليل اليوم ليس لهم علاقة باليهود الذين سكن المدينة قبل 1929. جميعهم مواطنون إسرائيليون، وجزء كبير منهم ينتمون إلى حركات اليمين الراديكالي الذي يسعى إلى ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل. وحسب اتفاقية الخليل بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية يخضع جزء المدينة الذي يعيش فيه اليهود لحكم الجيش الإسرائيلي بينما تخضع باقي المدينة للسلطة الفلسطينية.

مصادر